الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دراسة ٌ نقديَّة ٌ لديوان "الزَّجل يُغنِّي"للشَّاعرةِ والأديبةِ "أسماء طنوس" بقلم : حاتم جوعيه

تاريخ النشر : 2016-02-11
دراسة ٌ نقديَّة ٌ لديوان "الزَّجل  يُغنِّي"للشَّاعرةِ والأديبةِ "أسماء طنوس" بقلم : حاتم  جوعيه
((   دراسة ٌ   نقديَّة ٌ   لديوان   "  الزَّجل  يُغنِّي   "   للشَّاعرةِ  والأديبةِ   " أسماء  طنوس "  )) 

            (  بقلم : حاتم  جوعيه -  المغار- الجليل ) 
مقدِّمة ٌ :   الشاعرة ُ والكاتبة ُ  والأديبة ُ المعروفة ُ " أسماء طنوس "  من سكان ِ قرية ِ " المكر " - الجليل  - عملت وما زالت تعملُ في سلك ِ التعليم ِ ... تكتبُ  الشِّعرَ  والزَّجلَ  وللمسرح ِ وجميع  الألوان الأدبيَّة  الأخرى  منذ أكثر  من  عشرين  سنة  وهي  من  أكثر الكتاب  والشعراءِ  المحليِّين نتاجًا  وحضورًا وشهرة ً على  الساحةِ  الادبيَّةِ المحليَّةِ ، تنشرُ  كتاباتها  الإبداعيَّة َ في  معظم ِ الصحفِ والمجلاتِ المحليَّةِ  وبشكل ِ مستمرٍّ  دونما  انقطاع ٍ ...  وقد تخصَّصَتْ  بشكل ٍ مُمَيَّز ٍ في الشعر ِالزجلي  والشِّعر ِ العامِّي - باللهجةِ المحكيَّةِ  -  .  أصدرتْ  العديدَ  منَ الكتبِ  والدواوين الشعريَّةِ  ،  منها :

1 ) كرم المسيح  ( سنة 1992 )  .  2 )  بستان الأغاني ( تموز 1993) . 

3) الطبيعة لحنٌ ونغم ( سنة 1995) .  4 ) الشتاء حياة  وأمل ( سنة 1995 ) .

5 ) لسان القلب والروح ( سنة 1996 ) . 6) على المسرح ( سنة 1997) .

7 ) أمِّي الدنيا ( سنة 1998 ) . 8 )غنَّى الزَّجلُ لحنَ الغزل ( سنة 1998) . 

9 ) لحن الهوى موَّال ( سنة 1999 )  .    10 )  يا زجل عَلِّ الموَّال  ساحة أفراح  جينا  ( سنة 2000 )   .   11 )  ما  أحلى الزَّجل  ( سنة 2002 )  . 

12 ) الزَّجل في الساحة خيَّال ( سنة  2002 )  .   13 )  الدنيا   مسرح   .

14 )  الزجل يُغنِّي (( آخر كتاب يصدرُ لها  - سنة  2005  ))   .

مدخلٌ  : -       ديوان  " الزّجل يُغنِّي " من تأليفِ ونظم ِ الشَّاعرةِ  " أسماء طنوس " ،   يقعُ   في ( 260  صفحة )  من الحجم  المتوسط  الكبير  يضمُّ الكثيرَ من  القصائد الزَّجليَّة والقصائد العاميَّة  والأغاني على أنماط  متعدِّدة  : كالموَّال والعتابا  والميجانا  وأغاني الدلعونا  والموشَّح . إلخ ... ونصوصُ هذا الديوان   تعالجُ  معظمَ  المواضيع ِ المعروفةِ والمألوفةِ  : الإجتماعيَّة  ، الإنسانيَّة   والمناسبات  والأعياد  والتهاني  والغزل  والوصف  والمواضيع  الذاتيَّة  والسياسيَّة .. .  إلخ .. 

          سأختارُ بَعضَ القصائد ، في هذا البحث ،  تتناولُ مواضيعَ  متعدِّدة  ،  للدراسة ِ  والنقد ،  ومن  خلالها  يستطيعُ القارىءُ   أو المُطلعُ  أن  يأخذ َ فكرة  ً  موسَّعة ً وكاملة ً  عن  فحوى ومضمون ِهذا الديوان  وعن  كتابات ِ السشَّاعرةِ  ومنطلقها  الفكري والذاتي وتوجُّهاتِهَا  بشكل ٍ عام  .     قبل  كلِّ شيىءٍ  أريدُ  الإشارةَ  أنَّ  القليلينَ   الذينَ  يكتبونَ  الشّعرَ  الزّجلي  والشَّعرَ العامِّي  محليًّا   ،  والبعضُ  غيرُ مُتمكن ٍ ومُتمَرِّس ٍ   في  هذا اللون ِ  ،  بل هنالكَ الذينَ يُخطئونَ  ويكسرونَ في الوزن ِ وما يكتبونهُ ويُسَمُّونهُ زجلا ً ( حسب  اعتقادِهم )   يفتقرُ إلى الكثير ِ من  المقوِّمات ِ والأسس ِ الهامَّةِ  التي بجبُ أن تتوفَّرُ في  القصيدة ِ الزَّجليَّة ِ  وأهمُّها  :  الصّور الشعريَّة الجميلة  والعذوبة في الكلمات والألفاظ والمعاني العميقة والثقافة الواسعة والمتشعِّبة  والتجارب الحياتيّة  التي  يجبُ  أن  تنعكسَ  في الشعر ِ الزجلي   وفي  كلَّ عمل ٍ  أدبيٍّ  مهما  كانَ نوعُهُ  . ولهذا  ليسَ  كلُّ  من  كتبَ  كلامًا  بالعامِّيَّةِ   صارَ  زجَّالا ً  أو من رَتَّبَ بعضَ الجُمَل ِ سواءً بالفصحى أو بالعامَّيَّةِ  صارَ  شاعرًا .  والشّعرُ الزجلي أيضًا  لهُ  أوزانُهُ  الخاصَّة ُ كما للشعر ِالكلاسيكي التقليدي  لهُ  أوزانهُ وعروضُهُ .. ولكن وللأسفِ  ليسَ جميع الشعراء وحتى النقاد  يعرفونَ  هذا  الشيىء   .  إنَّ الشعرَ  الزجلي  بشكل ٍ عام  في  بلادنا  ومعظم  البلدان  العربيَّة   الأخرى  يبقى  ُمقصرا ً ومخفقا  في  مستواه  ولا يجاري  مستوى الشعر الزجلي  وشعراء الزجل  في  لبنان  .     وأما  على الصعيد المحلي  فربما وجود الشاعرة الزجليَّة المبدعة   " أسماء  طنوس "   قد   يسدُّ   فراغًا   وحيّزًا  كبيرا في هذا الجانب  ويُغطي النقصَ  والإخفاق َ  الذي  تعاني منهُ  ساحة ُ الزجل ِ والشِّهر العامي المحلي  .    فكلُّ  من  يقرأُ    كتابات  وأشعار  أسماء الزجليَّة  يستشَفُّ ويلمسُ  ويستنشقُ   الأريجَ والنفحَ  الزجلي اللبناني  الإبداعي   ويرى في  شعرها ملامحَ  ونفسَ عمالقة الزجل  اللبناني  أمثال :   زغلول الدامور  وطليع حمدان   وزين شعيب    وموسى زغيب  وغيرهم  .  من  الناحية ِ  الشكليَّة ِ تكتبُ أسماءُ  في معظم ِ الألوان ِ والأوزان ِ الزجليَّة ِ ...  ولكنها  بشكل ٍ مكثَّف ٍ  وعفويٍّ  تكتبُ  على  وزن ِ  "  القرَّادي "  الغنائي  الراقص  ومجزوئهِ   وعلى  نمط  المُعَنَّى   .   وفي  اللون ِ القرَّادي  تتفنَّن ُ كثيرًا  وتعرفُ  جيِّدا كيفَ تختارُ  الكلمات  والتعابير  المناسبة  والألفاظ الجميلة  المُمَوْسَقة    وتتلاعبُ بشكل ٍ  رائع ٍ  في   كيفيَّة ِ  سبكِهَا  وتوظيفِها  ... هذا  بالإضافة ِ  إلى  أهميَّة ِ المواضيع ِ  التي تطرحها  والعمق  في   الفكر ِ  والتوَجّه  والصًّور  الشعريَّة الملوَّنة الحالمة  والشّفافة التي  تبتكرها  وتأتي  بها   .      وكثيرًا  ما   تستعملُ  في  شعرها  الزجلي   وقصائدِها  المنظومة   بالعامية   كلمات  بالفصحى أو  قريبة جدًّا  للفصحى ولكنها مفهومة ٌ للقرَّاءِ  وللعامَّةِ  (  للمثقفين والناس  البسطاء وحتى الأميِّين    وليست من القاموس  "  المعجم " ومن  العصر ِ الجاهلي ... وبهذا  تحافظ ُ على  السلالة ِ  والأنسيابِ   والجزالة ِ  والقوَّةِ  في  النظم ِ  والسَّبك   وعلى  الحمال ِ والتناغم ِ  .  

         سأبدأُ  ،  في  هذه   الدراسة ِ النقديَّة  ،   بقصيدة    ( "  بلدي " -  صفحة  8  )    والقصيدة وطنيَّة  تعبِّرُ  فيها  اللشاعرة ُ عن  حبِّها  لقريتها  ولوطنها  ولشعبها  فهي من المستحيل  أن  تخونَ  وطنها  وقضايا  شعبها   ،  وكما  تتغزَّلُ ،  في  القصيدة ِ،  بجمال ِ قريتها  وجمال ِ  بلادِها ، فتقولُ :  

( "  بلدي  العزيزة  بقلبي بصُونِكْ //     ومن  روحي  الأشعار   بهديك ِ //

      بتبقي  إلِي  العزّ  وما بخونكْ  //    أنتِ الأصلْ  وبأغناني   لأرويكِ 

      أكليل النصر ما حَرزُتهْ من دونِكْ //     بتِسْتاهْلِي    بجُهدِي   أكافِيكِ   

      كلّ العُمر راحْ أظلّْ  مَدْيُونِكْ  //     لأعْمَلْ  لأجلِكْ   شُو   بيرْضِيكِ 

وتقول:(" أرض الطربْ بأصوات حساسينِكْ //   نشرت   الأفراح    بعلاليكِ //  

            يا  نبعَ  التُّراب مشَكَّلِهْ  فنونِكْ     وكلّ مين بحبّ الفن  هاويكِ //  

وتقول أيضًا :عليبنا بتسهري ما نامتْ جفونِكْ // وحنان أمّي  لقيتُهْ  فيكِ //..إلخ . 

     أي أنَّ  الوطنَ .. أو الأرض بالأحرى  هي الأم   في العطاءِ  اللامحدود  ..  وهي  الهويَّة ُ  والإنتماء  وعنوان البقاء  كما  أوضحتهُ  أسماء   في  هذه  القصيدة  .  والذي بدون  أرض ٍ ومن  دون  وطن ٍ كالذي  بدون  هويَّة  ولا  يوجدُ  أيُّ  معنى وقيمة  لوجودِهِ  فهو  بدون ِ عنوان ٍ وكيان ٍ  .  

    وأمَّا  قصيدتها  التي  بعنوان   :   (  " راح العُسُر "  -  صفحة 28  ) -على وزن القرَّادي -  فتتحدَّثُ فيها  عن  شِدَّة ٍ وضيقة ٍ  مَرَّتْ بها  وخرجتْ  منها   بعون ِ  الرَّبِّ  جَلَّتْ  قدرتهُ  ...   وهنا  يظهرُ  جَليًّا  عُنصرُ  الإيمانِ ِ  القويّ  عند  شاعرتنا  أسماء  ،   وتريدُ  أن  تقولَ  (  فحوى  القصيدة ) :   إنَّ  كلَّ  شيىءٍ  في هذهِ  الحياةِ  وفي هذا الوجودِ  بأسرهِ  مرهُونٌ   بيدِ  اللهِ  ولا  يتمُّ  أمرٌ  من  دون ِ مشيئةِ الخالق ِ ... وحتى الشِّدَّات  والضيقات  التي  نمُرُّ  بها   ويكونُ من  المستحيل  الخروجُ  منها   ،  كما  يبدو في  البداية ِ،  قد  ُتفرَجُ   َوُتحلُّ  إذا  كانَ  عندنا  الإيمانُ  القويُّ  وتوجَّهنا  بكلِّ  جوارحنا   وأحاسيسنا  وفكرنا  وقلوبنا   وبصدق ٍ  وبخشوع ٍ  إلى  الرَّبِّ  وطلبنا  منهُ المساعدةَ  ...  فالرَّبُّ  الإلهُ  رحيمٌ  وعادلٌ  ولا يتوانى  فيستجيبُ  لصلاتِنا ويُخرجنا  من  أصعبِ  الضيقات ِ  واشدِّ   الأزمات   والحلكات   والدياجير  المظلمة   لأنَّ  اللهَ   َمحَبَّة ٌ  ....   فاللهُ   يُحبُّنا   ويريدُ   لنا  الأمنَ  والسَّلامَ  والفرحَ  الروحي  والطهارة  والنقاءَ والخلاصَ  الأبدي  - تقولُ  أسماءُ :                                    "                  ( "..   راح العُسر اللي بقلبي //    اللّي      فيِّ      حَلّْ   //  

                            لمَّا       قوَّاني    ربِّي //    ما  عادْ    لُهْ    مَحَلْ   // 

                            بعد الشِّدِّه  اللي  لقيتها  //   وضيقي  اللي   اشتَدّْ   // 

                           وبعد الدموع اللي بكيتها //   وغسلتْ    لِي   الخَدْ  // 

                           لقيت الصَّلى اللي صليتهَا //   وكانت    لي   الرَّدْ   // 

                          //  والنعمِه اللي   اتمنيتها //    من    روحه    حلْ  //

ربِّي وحدُه اللي بيقوِّي// بيفرج الهموم// ونورُه وحدُه اللي بيضَوِّي// وفضلُهْ بيدُومْ //

وما بتيجينا البَلوهْ // ومعانا دومْ // وحياتنا بتبقى حلوه //  شوكِهْ ما  تظلْ  //

وتقول : (" ربِّي العالي بأمجادُو // منهُ التَّيِْسِيرْ // لمَّا بيرحَمْ عبادُو //  بقلبُه الكبير //    

يا اللي واهِبنا أعيادُو // بروحُهْ بيغيرْ// شُو بيعطف على أولادُهْ // وخيرُهْ عالكلْ // )     وتقولُ في قصيدةٍ أخرى بعنوان : ( بابك مفتوح – صفحة 30 ) في نفس الموضوع:  

( "  كل الأماني فيك يا ربّ العدل //  وقلبي ما  مّرَّه ْ  يوم عندكْ انخذ َلْ 

      كل ما رَفعتْ إيدَيِّ  وَدِّيْتُ الدُّعَا //  يلاقي حالي راسًا الوضع  انبدَلْ // ) ... إلخ. 

         ولها الكثيرُ من  القصائد  ،  في هذا الديوان ،   في الإيمان  والصلاة والدُّعاء  ...   وكما  أنَّ  أسماء  كتبت  الكثيرَ من القصائد  للأمِّ  ولموضوع الأمومة ...  وممَّا  كتبتهُ  في  هذا  الصَّددِ  كقولها  :   

( "  كلّ ما طلّ  الورد بعينهُ همسْ //      بتذكّر    فيُّو   يا   أمّي    كالأمسْ     

  ما بتختفي الصورهْ وبتظلّي معي  //     بتبقى عطور الورد وبتِحيي النفسْ 

  حسنُ  الربيع  ورقتُهْ  بلقاكِ   فيه  //    سحر الورود وضحكته بكل معانيه 

  بتبقي الدَّفى بتبقي الوَفا .. حُضنَ الربيعْ //  بتبقي نغم للطير وألحان أغانيهْ

  روح الوجود أنتِ وأسباب الحياهْ //   وأنتِ العمر الجديد عمري اللي بصبَاهْ //

 إسمك يا  امّي صار  توأم  للرّبيع //  وانتِ الربيع ال في الدّني  ما لنا سواهْ " )

          إنها  قصيدة ٌ طويلة ٌ وجميلة ٌ ومُحلاه   بالصور ِ  الشعريَّة  المُشِعَّة والشَّفافة   وبالمشاعر  الجيَّاشة  الصادقة  وبالإحترام   والتقدير الكبير  للأمِّ  التي  يجبُ إعطاؤُها  حقها وأهمّيتها  ومكانتها  المقدسة  لدورها  الرائد  في التربية والتضحية والفداء ...  فلا يوجدُ  تضحية ٌ على وجه ِ الأرض ِ أسمى وأجلّ  وأكبر  من  تضحية  الأم  تجاه أولادها  ولا  توجدُ  عواطفُ  جيَّاشة ومشاعرُ أو حنان ٌ أسمى  وأروع  وأعظم  من  مشاعر  الأمومة    .

   وتقولُ  في  قصيدة ِ  أخرى  للأم  (  صفحة  45  )  :

 ( " يمَّا بتبقِي في خيالي//  ما غبتِ  يومْ // ولمَّا بتيجي عبالي // ما بغُصّ النومْ //

     بعيدِكْ  يمَّا  بتزهِّرْ //  الدنيا ورودْ //   ولمَّا  الربيع ينوِّرْ //  بيفرح الوجود   //

     عيدك أحلى الأماني // والعيد جنانْ // عيدك عزف الأغاني // وأحلى الألحانْ // 

عيدكْ  كل التّهاني //  وبهجة الوانْ //   واللي من همُّه بيعاني //  ما بيشوفُهْ   يومْ  //    

      القصيدة ُ  عذبة ٌ  ومُمَوسقة ٌ  وراقصة ٌ  عدا معانيها  السامية  والرائعة  وتصلحُ  للغناء وهي من تلقاء   نفسها  مغناة  ومُلحَّنة  . 

      وكتبت  أسماءُ  أيضًا  للمرأة ِ والجمال ِ وللمساواةِ بين الرجل ِ والمرأةِ -   تقولُ في قصيدة ٍ بعنوان  (  جمال المرأة  - صفحة 55  )  : 

(  "  الله  حَبَا المرأة  جمالا ً كالزّهر //     خصّصها  بالرّقه  ونهومة  الخصِرْ 

     ورشْرَشْ لها الورداتْ عالخدِّين ْ //   وفاح المسك من  فمها  زيِّ  العطِرْ 

وتقول : " والمرأه أعظم سرّ للحُبّ انْوَجَدْ  //  هيّ الغز والشاطر الحلّ وجَدْ // 

          هيّ الجواهر واللآلي  في البحر //   واللي بيغوص البحر لؤلؤها أخَذ ْ // 

          والمرأه  قانون  الحياة  وَمسْلكُهْ  //  بترسم  بحكمتها الطريق  وتسلكُهُْ  // 

         هيّ المناره والهُدى وشمعة طريق // ومن دونها الهَمّ  كعِلكِهْ  بتِعْلِكُهْ // ..إلخ . 

         إنها تشبيهات ٌ وصفاتٌ رائعة ٌ تضعها وتضيفها للمرأةِ  .    وبالطبع  فالمرأة ُ هي  سرٌّ عظيمٌ  للحب   وليس كل  شخص ٍ يستطبعُ  أن  يكتشفُ  الجوانبَ والأمورَ الهامّة َ والمخفيَّة َ  في شخصيَّةِ المرأةِ  أو يصلَ  إلى قلبها  ووجدانها  ويحظى  بحُبِّها ..  فهي  كالبحر ِ في  عمقهِ  وتموُّجاتهِ  وأبعادِهِ  ...   والذي   يريدُ  أن  يحصلَ  على اللؤلؤ  من البحر ِ عليه  أن  يخوضَ  عبابَهُ   (  للبحر )   ويصلَ  إلى أعماقهِ  ليطالهُ  ... وهكذا المرأة ُ وأسرارُها وكنهُها وحقيقتها ،والوصولُ إلى أعماقها والإستلاء على  مشاعرها  ليسَ  بالسهل   .      والمرأة ُ هي  أيضًا  قانونُ  الحياة  وهي  التي  ترسمُ الطريق َ  للرجل  وتنيرُ  لهُ  السبيلَ وتضيفُ  للحياة ِ والوجودِ  عند  الرجل وللمجتمع طعمًا  جميلا ً وبهجة ً  وفرحًا  ومن  دونها  حياة ُ الرجل  كالجحيم  والهمُّ  يحيط ُ  بهِ  من  كلِّ  جانبٍ   ويعلكهُ   كالعلكةِ    (  حسب  قول  الشّاعرة )   ...    وإنهُ   لتشبيه ٌ واستعارة ٌ  رائعة ٌ  وجديدة ٌ   ،   وربَّما  تكونُ  أسماءُ  أوَّلَ  من  شبَّهَ  الهَمَّ  المستمرَّ  وثقله  ووقعهُ  الأليم  على الإنسان  كالعلكة ِ  التي  ُتعلكُ  بشكل ٍ  مستمرٍّ   .        وأما  قصيدتها  التي بعنوان : ( المساواه بين الرجل  والمرأة -  56 )   فتقولُ فيها  : 

( "  الله خلق آدم  ، وحَوَّا  تكون  إلوُ //         َتيكون   كل   منهم   النص    الحلو    

 ويكونوا  واحد  في  الجسم  والروح //         وكلّ   لنصُّه   الثاني    تنُّو   يكمِّلُه   

 والطاعَه  لازم   تبقى   بين   الاثنين //         تيدوم   بينهم   حُب     في   القلبينْ  

كلُّ    إلوُ     واجب    على    غيره   //         وإن  عرفو الواجب بيدوموا حبيبين   

الله       خلق    حوَّا    لآدم    السَّند   //        تيعيشوا   هم   الإثنين   الحب  الأبد

والحب   يبقى   حب  ومش   خدعة   //       ومها  صدر من واحد  الماضي  جَلدْ

والمرأة   والرجال  جسم   بجناحين   //       من    دون   واحد    بيقعوا    الأثنين 

وما  في توازن  لو  واحد منهم هوى  //     ومع  بعض بيبقو  في الهوى  طايرين //

    تعطينا  أسماءُ  في  هذه القصيدة صورة ً  مفصَّلة  نموذجيَّة  لنمط  وكيفيَّة العلاقة  المشتركة  التي  يجبُ  أن  تكون   بين الرجل  والمرأة   (  بين الزوج والزوجة )  ..  ومفادُها  وأسسها  الإحترام المتبادل  والتفاهم  والمساواة  والمحبَّة  بين الطرفين   ...  فلا  يوجدُ فرق ٌ بين الرجل  والمرأة  وكلُّ واحد  منهما  يكملُ   الآخر  ،   والمجتمع   يتكوَّنُ  منهما   سويًّا ...    ويجبُ على كليهما  (  الزوجين )    أن   يعرفا واجباتهما  وما  المطلوب  منهما    في  إطار ِ  العلاقة ِ  الزوجيَّة  المقدسة   .   فإذا  التزمَ   كلٌّ  منهما  بواجبهِ   وما  المفروض  وما   المطلوب  منهُ  أن  يعملهُ  كما رسَمهُ  وسطرهُ الخالقُ جلَّ جلالهُ  لبني البشر وكانت  بينهما  المحبَّة ُ الكبيرة (  للزوجين )   والتفاهم  والإحترام فسيعيشون َ بطمأنينة وسيقطعونَ مشوارَالحياة في سعادة ٍ وهناء وسيتباركُ  مصيرُهُم  وحياتهُم  ونسلهُم  من بعدهِم  وسينجحونَ هم وأولادُهُم  في جميع ِ مجالاتِ الحياةِ  وسيُحققونَ  التقدُّمَ  والإبداعَ  وسيكونونَ  قدوة ً  ومنارًا   للجميع    .      وأما في  مواضيع   الغزل  فقد  كتبت  أسماءُ  الكثيرَ  من  القصائد  الغزليَّة  ...   ويحوي  هذا الديوانُ  "  الزجل يُغني "  على العديدِ  منها ،  البعضُ  غزلٌ  للمرأة  وبجمالها . ...  وهنالك القليل  للرجل ...  وجميعُ هذه القصائد  رائعة  ومستواها  عال ٍ وتصلحُ  للتلحين  والغناء   لأنَّ  كلماتها  عذبة  ٌوراقصة ٌ وإيقاعها راقص . فتقولُ في قصيدة ٍ بعنوان : ( يا  ام الفستان الأحمر -  صفحة 83 ) :

( " يا ام الفستان الأحمر //  داير منقوشْ // القدّ بجمالُهْ اتعَطَّرْ // بعطرُهْ المرشوشْ / 

    شُفتْ البدراللي منَوَّرْ // بَهَرنِي الضَّيْ // صُبحانُهْ هالمصَوَّرْ //  ما   مثلُهْ   زيْ // 

   قلت إن كان ربِّي قدَّرْ // حَاختارُهْ  ليّْ // يا قلبي عليه اتصَبَّرْ // غيرَكْ ما  لوشْ //

الصبح الشَّارقْ من صدرِكْ / خلاني أميلْ / ولمَّا أسكرني عطرِكْ/ وما عاد لي حيلْ /

قلتْ ما أبعِدْ عن قمرِكْ //  لا أطلعْ  فاشُوشْ  // )) ... إلخ . 

     إنها  قصيدة ٌ جميلة ٌ وخفيفة ُ دم  وفيها  تلاعبٌ  بالقوافي  بشكل ٍ رائع ٍ   وتُذكرنا  ببعض ِ قصائد  زغلول الدامور ( عملاق الزجل اللبناني ) الغنائيَّة  الغزليَّة  .   وهذه القصيدة ُ على وزن  " القرَّادي "   وحافلة ٌ بالتشبيهات والصور ِ الشعريَّة المكثفة  . 

     وتقولُ أيضًا  من نفس القصيدة :

( "  روحي لقيتا في رُوحَا // بنظرة عينينْ // بالجينِه أو بالرُّوحَهْ // بغنِّي يا عينْ //   صرتِ الدوا لجرُوحَا // ودَقُّوا القلبينْ / ولأظلّ الدرب أروحا / وما أطلعْ مغشُوشْ// )  

    وكتبت أسماءُ  أيضًا  لعيدِ العشَّاق  " الحب "   –   صفحة   ( 120)  :

( "  بعيد  العشَّاق   رجعنا   //    بعد  ما   تهنا   وضعنا   //

     جينا تنخلِّي الحب يعيشْ //    رجعنا   للحبّ   وطِعنا    //

     في العيد بترجع الأشواق //   وبيحِنِّ  القلب  المشتاقْ    //

     ومن ِمِنسَى بعيدِ العشَّاقْ  //   يا اللي من حُبُّهْ رضِعنا    // 

     راحْ  جَمِّعْ  باقاتِ ورودْ  //   واهديها   لحبِّي  الوَدُودْ   //

     وراحْ أكتبْ على الخدودْ  //   تهاني     للّي    عشقنا    //

     وقلوب اللي بدها تفوقْ    //   بيوم العشَّاق  ما  ترُوقْ   //  

     بيغلي دمها في العروقْ    //  بتقول  يا   حبّ  رجعنا    //

     يا  عيد   ال زَهَّرْ  نوَّارْ   //  حُبَّكْ  ضوَّى  جُوَّا  الدارْ   //

    جينا   يا  أغلى  الزوَّارْ  //     بأهلا   وسهلا    رَحَّبنا    //   " )  

                  إنها  تعطينا  صورة ً ولوحة ً جميلة ً  ورائعة ً وراقصة ً  لأجواء ِ عيدِ الحب ( العشَّاق ) وتجسَّدُ  في  هذه  القصيدة  مشاعر وأحاسيس  كل  عاشق  وعاشقة وتطلعاتهم  وآمالهم  في هذا  العيد   (   فلولا  الحب  لما  كان  هنالك  طعم  أو معنى  لهذه الحياة )   .   

وأما  قصيدة   " يا جارحني "  -    صفحة  ( 112  )    فهي  غزليَّة ٌ  يشوبها  طابعُ الحزن ِ والأسى والعتاب  حيثُ  تعاتبُ   فيها الشاعرة ُ الحبيبَ  لجفائهِ  وقساوة ِ  قلبهِ  وعدم اكتراثهِ  لحبيبتهِ   ،  فتقولُ :   (  على نمط الموشَّح )  :

( "  يا ساقيًا  خَدَّيَّ   //   بدموع ِ الأسى  //  وما رَحَمْ  عينيّ   //   صبح  أو مَسَا  //

  َملَّتْ دموعي منَ البكا / والصَّبر خلّصتهُ بكَ / قلْ  شو صايِرْ بكَ/ حوَّلتَ قلبي للقسَا/

يا جارحني بالسهامْ / وقلبُكْ خالي الهيامْ / ما عرفْ قلبي المنامْ/ وصورتكْ ما بتنتسَى/ 

وكيفْ أسمِّك الحبيبْ //  ومجافِيني كالغريبْ //  والحبيبْ دايمًا قريبْ // في القلب جُوَّاتُهْ  رَسَا  //   

        وكتبت  أسماءُ  ايضًا  للتهاني  والأعياد   -  أعياد  الميلاد  السعيدة  ورأس  السنة   وكتبت  الكثيرَ من القصائد  للسيَّد المسيح عليه السلام  ولمريم العذراء  ، ويظهرُ  في  شعرها  طابعُ وعنصرُ الإبمان  فهي إنسانة ٌ مؤمنة ٌ  بكلِّ  تأكيد ٍ .. وطريقُ الخلاص الروحي والغفران  لا   يتمُّ    إلا  عن   طريق    يسوع   المسيح    كلمة  الله   الأب  السماوي  والإيمان بموتهِ  على الصليب  ككفَّارة ٍ  وفداءٍ  لجميع  البشر الخطاة  ( حسب إيمانها ومعتقدها ) ...  تقولُ  أسماءُ في  قصيدةِ   (  طفل  الميلاد – صفحة 202  )  :

( "  لولا الطفل اللي جانا  //   كنا  بجحيمْ  //  شكرًا للي نجَّانا  //  ربِّي الرَّحيمْ    //

   وأعظم محبِّهْ نلنا // الطفل  يسوعْ  //  يا اللي بروحُهْ مسَحنا //  ونشَّفْ الدموعْ //

معهُ للأبديَّه ربحنا // من دون رجوعْ / بميلادُهْ  نِحنا  بدِينا //  بأوَّلْ   تقويمْ //) ..إلخ..  

    تشيرُ  الشَّاعرة ُ  ، في القصيدة  ِ،  إلى  التقويم  الميلادي السنوي الذي  تسيرُ عليه الآن  جميعُ   أمم ِ  وشعوب الأرض  والذي  ابتدأ   بميلاد  السيِّد    المسيح  ...  وهذا الأمرُ لوحدِهِ  يُشيرُ  بل  يُؤَكِّدُ  أهمِّيَّةَ  يسوع المسيح الذي  بميلادِهِ  ابتدأ  البشرُ جميعًا   بأوَّل تقويم ٍ  ثابتٍ ودائم ٍ  للأبد (  إلى ما  لا  نهاية  )... هذا  عدا  فداء  يسوع  يسوع  العظيم  حيث  أخلى  نفسهُ  من  كلِّ   شيىءٍ  بحلول ِ اللا َّهوُتُ   في  الناسوت ِ  (  إذ  إتخذ َ  لنفسِهِ  شكلا ً  وجسمًا  بشريًّا   تواضُعًا  )  وبذلَ  نفسَهُ  قربانا ً  وذبيحة ً  حيَّة ً  أبديَّة ً على  الصَّليبِ  لأجل  ِ فداء ِ البشر وخلاصِهِم  .  فالذين  آمنوأ   بهِ  ( بيسوع ) وبرسالتهِ لأجلِ الخلاص فبالتأكيد سينالونَ الأبديَّة َ الروحيَّة َ وسيخلصونَ  وسيكونونَ   معهُ  ومع   الله  الآب السَّماوي  -  جلَّ  جلالُهُ  في السماء ِ  في  ملكوتِهِ  السَّرمديِّ  -  (  كما  أرادتْ  أن  توضحَهُ  أسماءُ  في القصيدة   وكما جاءَ  في الأناجيل  )   . 

          وكما  أن  أسماء كتبتْ  وتغنَّت  بأعيادِ الطوائفِ والديانات  الأخرى    فكتبت  لعيدِ  الفطر  ولصوم ِ رمضان ... ومن  هذا  التَّوجُّهِ  والمُنطلق ِ  نجدها  أنها   إنسانة منفتحة  حضاريًّا وفكريًّا  وتحترمُ  كلَّ  الديانات والطوائف  الأخرى  وجميعَ  الأعياد    فهي إنسانة ٌ مُفعمة ٌ وَمُمتلئة ٌ بالمحبّّة ِ والوداعةِ  وتكنُّ  الإحترام ِ للآخرين  (  وهكذا  يُعلِّمنا  كيف أن  نكونَ  ونسير في  حياتِنا  يسوعُ  المسيح  وكتب  الأناجيل  ) . 

   وكتبت   أسماءُ أيضًا  للكثير ِ من المناسباتِ العائليِّةِ وغيرها وللأصدقاء  ،  ومنها قصائد لأبناءِ وبناتِ أخيها وأخواتِها وأقاربها بمناسبةِ خطوبتهِم  أو زواجهِم   وبعض هذه القصائد تصلحُ  أن  ُتدرجَ  وتصنّفَ  ضمنَ  شعر ِ وأدبِ  الأطفال ِ .. مثالا ً على  ذلك -  قصيدة  كتبتها للطفلةِ  " ديما  "  ابنة  أخيها - (  صفحة 247  )  وتقولُ  فيها :  )"  ديما   طفله   صغيُّورَهْ    //    عيونها    حلوه   وأمُّورَهْ  //  

       في خدودا  ورد وتفاح ْ    //    وصوتا مثل  العصفورَهْ   //

حليتي  أيَّامي // يا اللي كنتِ بأحلامي// نامي في حضني نامي // يا حلوه يا شطُّورَهْ/     

بُكرَه  إنْ  شَا  الله  تكبَري   //      والصورَهْ     تتصوَّري    //                                               ومثل  الزهرَهْ   تعطَّري     //      وتبقي   فراشه    بنورَهْ     // "  )   .

 

      هذه  الأغنية  تصلحُ  أن  تكونَ تهليلة ً  تُغنَّى  للأطفال ِ   قبلَ  أن  يناموا     .

  ومن   شعر ِ  التهاني في  هذا  الديوان   قصيدة  نظمتها  أسماءُ  بمناسبة ِ خطوبةِ ِ  ابن  أخيها   "  إيهاب "  -  صفحه  74  -   وتقولُ  فيها  :

( " الشَّاب إيهاب اللي مرَبَّى  بأحلى  ِربَى //  لاقى عروسُه الحلوه اللي اسِمهَا  ُربَى /

لبَّسها   الشبكِه  وتمَّتْ   الفرحَهْ    //   إن  شا الله  يدوم الفرَحْ في  دار مِينْ  رَبَّى  //

 ونماذجُ  شعريَّة  أخرى  في  التهاني  والمناسبات  قصيدة  نظمتها  بمناسبةِ  عيد ميلاد صديقتها الفنانة والمذيعة المشهورة   ( "  مارلين  بجالي   –  صفحة  182  )  -  تقولُ  فيها  :  ( "  الِعشِْرهْ   ما   بتموتْ    //    بتبقا    قلوبنا    وفيِّهْ     // 

                         واللي على قلب  بيفوتْ   //    ببقالو   قلبي    هديِّهْ      // 

                          سكنتِ   جوَّا   العيونْ    //    وبروحي  أنا  خبَّيتِكْ      //      

                         لاقيتِ  حبِّي المضمونْ    //    ثانيهْ واحدِهْ ما نسِيتِكْ      //    

ِبهَالقلب اللي فيكِ حنونْ / مثل امي حبَّيتِكْ // خلالني احبِّكْ بجنونْ / وأهديكِ هالغنيِّهْ//  

يا مارلينْ البجَّالي// كيف بدِّي أكافيكِ // شو ضحَّيتِ كرمالي // شُو بَعْمَلْ ما بوَفِّيكِ //

 كنتِ  لي  كنزي  ومالي //   والأيام    الهنيِّهْ  // )  .  إلخ....   

        ومن  شعر المناسبات أيضًا  قصيدة  مهداة  لمُدَرِّس ٍ بمناسبة  تقاعدِهِ  ( صفحة 176  )  -   يقولُ  فيها  :

( "  كنت  المُرَبِّي والأبُو  وبالكْ  طويلْ  //   وعلَّمت  طلابَكْ  على  الخلق  الجميلْ / 

وكنت الأخ  في الروح  والأصدق خليلْ   //  وقلبك  بهالحَنان بحر  بيُوسَعا //.. إلخ .     

        وكتبت أسماءُ  لشجرةِ الزيتون  المباركة   التي خلقها اللهُ  غذاءً  ودواءً  للخير ِ  والشفاء  لكلِّ  الانام  وستبقى  رمزًا  للمحبَّةِ   والسَّلام   .   وكتبت  أيضًا  الكثيرَ  من الأغاني والمواويل  وفي  الدَّلعُونا  والعتابا  ويا  ظريف  الطول  وغيرها  .. وأبدعت  في  هذه  الألوان  ايُّما  إبداع ... وديوانُها  هذا حافلٌ  بهذه  الأنماط الغنائيَّة  الشعبيَّة .    ومن قولها  في  العتابا   -  (  صفحة  98  )  :  

( "  عشقتَكْ يا  هوى  وصوتكْ  شِمالي //     مثل  عشق  الفن  ودبكات  الشمالي  // 

من  يوم ال غابْ مِش عارفْ  شوُ مالي / شاعر وحيد  وما عندي اصحابْ // . إلخ ..   

   ومما  كتبته  في الدَّلعونا   قصيدة   بعنوان : ( "  لحن الوفا  "– صفحة  181 ) – تقولُ فيها : ( " نحنا عالوفا  عشان خاطركم //   خلُّونا   دومًا   جُوَّا  خاطركمْ   // 

                  أوْعُوا توعدوا تقولوا بخاطركم //  خليكم  معنا   ودوم   اسألونا    //      

  ومما كتبتهُ على نمط ( وزن ) يا ظريف الطول -   صفحه  ( 219 )  تقول : 

 ( "  يا  ظريف الطول  يا  بُو  الميجانا  //    كيف  تهجُرْ  يا  زين  وتنساني أنا   //

       يا   ظريف  الطول  عمْ    بتمايل ِ  //    لِيهْ    دايْمًا   ماشِي   درب  المايل ِ   // 

      قلتلَّكْ     قلبي    إلكْ     مايل ِ// منكمْ محسُوبين وانتمْ  ِمنّنا // ) ..إلخ . 

         ولها   قصيدة ٌ  ،  في هذا الديوان  ،  للمحبَّة  والتسامح  على  نمط عَاليادي –  صفحة  ( 180 )     وفيها   يظهرُ  بوضوح ٍ  عنصرُ  الإيمان المسيحي  المترع  بالمحبَّة ِ والسَّلام ِ  والوداعة ِ وتكثرُ  فيها  الشاعرة ُ  من  الصلاة ِ والدعاء ِ   للرَّبِّ  من  أجل ِ  السلام ِ -  تقولُ  فيها  : 

( "  عاليادي  عاليادي  اليادي  //     يا  مَا  احلى  جَمْعِتنا   //

      على   اسمِكْ   يا   المحبِّهْ  //     سَمِّينا          فرقتنا    //

 يا ربِّي منَّك  الهدى // عخيرَكْ اهدينا // خلِّيكْ معنا عالمدى // عالوفق رشِّينا //

وما نقضِّي ايَّامنا سُدَى // والحكمهْ أعطينا // وما بدنا نعادي حَدَا // والهنا محبّتنا //). 

   ونجدُ  أسماءِ أنها  متأثّرة  ببعضِ الأغاني والمواويل  اللبنانيَّة  ،  وخاصَّة ً  بأغاني فيروز  ووديع  الصافي ،  وبشكل ٍ  عفويٍّ ولا  شعوري   اقتبست  بعض  المرادفات  والعبارات والجمل  أو  ما  يقاربُها  كثيرا  في  النص  إن  لم  يكن  حرفيًّا   وأدخلتها  إلى بعض ِ  قصائدها ... مثالٌ  على  ذلك  : (  صفحة 73  من  الديوان ) حيث  تقولُ : (" قلبي الصابر  عجنونكْ " و" لا تقسِّي عليّ ظنونكْ "..إلخ .   

       وتطرَّقت أسماءُ في هذا  الديوان  إلى  مواضيع كثيرة ،  ومنها  عن  موضوع المطالعة  وأهميَّة الكتاب  في  التثقيف والمعرفة والأنس -  فالكتاب  بالنسبة ِ  لها  هو  خيرُ  صاحبٍ  وخيرُ جليس ٍ ، وكما  قالَ المتنبي : ( وخيرُ جليس ٍ في الأنام ِ كتابُ ). 

      تقولُ  أسماءُ  (  صفحة  101  ) : 

(" جيت أفتشْ عن صاحِبْ / فلقيت  كتابْ // لقيته أغلى الحبايبْ / وأعزّ الصحابْ ).

           وكان  للجانب ِ  الوطني والقومي دورٌ كبيرٌ  في شعرها بشكل ٍ عام  ،  ومن قصائدِها  الوطنيَّة والقوميَّة ِ الحماسيَّة  التي  تتغنى وتفتخرُ  فيها  بالعروبة ِ  وبأمجادِ العرب ِ  وعاداتهم  الأصيلة  قصيدة   بعنوان  :    ( "  نحنا  الكرامة   "  –  صفحة 113  )   تقولُ  فيها   : 

( "  نحنا  العرب  ونفتخر  برجالنا    //     ما   في   حدَا  بيقدرْ  يهدِّ   جبالنا  // 

   نحنا بحدّ السيف  مِنصُون الشَّرَفْ   //    ما   في  حَدَا   بيقدَرْ  يعيب  ديارنا  //

  ونحنا  جُذورُ الكيف وأصول الطربْ //   وأصولنا  العادات  وتراث  العربْ   // 

  كوفيّهْ   مع  العقال  وشروال   وعبَاهْ  //   هذا  شرفنا والشِّرفْ  فينا  انضرَبْ  //    

              تشيرُ  الشاعرة ُ هنا  إلى  اللباس ِ التقليدي  الشعبي  الفلسطيني  "  الكوفيَّة والعقال والسروال  والعباءة  "   . 

            وللشاعرة ِ قصيدة ٌ  بالعاميَّة ِ  في  هذا  الديوان  بعنوان :  "  الفصول تتكلم – صفحة  195  "   تدخلُ ضمن َ  شعر ِ  وأدب الأطفال   في  موضوعها  وأسلوبها  وطريقة ِ  سردها  وتوجُّهها  وهي  تصلحُ   لجميع ِ  أجيال ِ الطفولة ِ...  تتتحدَّثُ  فيها الشاعرة ُعلى لسان ِ فصول ِ السنة ... أي أنَّ  فصول َ السنةِ  كلُّ  فصل ٍ منها  يتحدَّثُ عن  نفسِه ِ ويذكر  صفاتهُ وميزاتهُ  وبماذا يختصُّ  ويشتهرُ ... والقصيدة ُ بشكل ٍ عام  نستشفُّ  ونلمسُ  فيها   الجانبَ التعليمي  والمعرفة  للطفل ِ ..  تقولُ فيها  :  -  1 )  فصل  الخريف :  (" لا  تقوُلو عنِّي  فقيرْ / لا  ثياب ولا عصافيرْ  //    وجودي  لكمْ   راحَهْ    //    بدوني   شتا  ما  يصيرْ

2 ) فصل الشتاء :  ( "  لولاي ما  نزل  المطر ْ // ولا كان من بعدي ربيع أخضرْ // 

                      ولولاي  الأرض ما فيها  نبتهْ  // ولا زرَعْ  فلاح  ولا غلهْ  نَطرْ // 

3 ) فصل  الربيع : (  "  أنا   أحلى   الفصولْ    //    جمالي    مشْ   معقولْ   //    

وعندي      الزهور   المعطّرهْ       //     ولوني   الأملْ   على    طولْ  //  "   )  .

4 ) فصل  الصيف : (  "   أنا    عندي   اثماري   //  تفاح وخوخ على  أشجاري  //

                         وشمسُهْ   السَّاطعهْ  ذهبيّهْ   // وفِيَّ  سَبَحْتُو  في  بحاري  //" ) .

      سأكتفي  بهذا  القدر ِ من استعراض ِ القصائد  ،  وفي  نهاية ِ هذا  البحث  أتمنَّى للشاعرة ِوالأديبة ِ المبدعة ِ الزميلة ِ " أسماء طنوس "  المزيدَ من  العطاء ِ  والإبداع  في   المجال الأدبي  والفكري ... والمزيد   من  الإصدارات الجديدة  ليتسنَّى  للقرَّاء ِ والنقاد القديرين الإطّلاع على  كتاباتها والإستفادة  منها  فهي ركن ٌ هام  من  أركان ِ  الشعر ِ الزجلي  المحلي    . 
    (   بقلم :  حاتم  جوعيه  -   المغار - الجليل - )

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف