الأخبار
بايدن ونتنياهو يجريان أول اتصال هاتفي منذ أكثر من شهرإعلام إسرائيلي: خلافات بين الحكومة والجيش حول صلاحيات وفد التفاوضالاحتلال يفرج عن الصحفي إسماعيل الغول بعد ساعات من اعتقاله داخل مستشفى الشفاءالاحتلال يغتال مدير عمليات الشرطة بغزة خلال اقتحام مستشفى الشفاءاشتية: لا نقبل أي وجود أجنبي بغزة.. ونحذر من مخاطر الممر المائيالقسام: نخوض اشتباكات ضارية بمحيط مستشفى الشفاءالإعلامي الحكومي يدين الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها جيش الاحتلال بحق الطواقم الصحفيةمسؤول الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي"إسرائيل حولت غزة لمقبرة مفتوحة"تقرير أممي يتوقع تفشي مجاعة في غزةحماس: حرب الإبادة الجماعية بغزة لن تصنع لنتنياهو وجيشه النازي صورة انتصارفلاديمير بوتين رئيساً لروسيا لدورة رئاسية جديدةما مصير النازحين الذين حاصرهم الاحتلال بمدرستين قرب مستشفى الشفاء؟جيش الاحتلال يعلن عن مقتل جندي في اشتباكات مسلحة بمحيط مستشفى الشفاءتناول الشاي في رمضان.. فوائد ومضار وفئات ممنوعة من تناولهالصحة: الاحتلال ارتكب 8 مجازر راح ضحيتها 81 شهيداً
2024/3/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

همسات فكر 48- ألصّحةُ آلنّفسيّة أولاً بقلم:عزيز الخزرجي

تاريخ النشر : 2016-02-11
همسات فكر 48- ألصّحةُ آلنّفسيّة أولاً بقلم:عزيز الخزرجي
همساتُ فكر(48)

ألصّحةُ آلنّفسيّة أولاً؛
ألصّحةُ النّفسيّة(ألشّخصية) و قبلها(آلرّوحيّة) أهمُّ من آلصّحةِ ألبدنيّةِ(ألجّسميّة) لأنّها تُسَيّر و تُقوّم سلامة ألبدن(ألجّسم) ألذي يحوي العقل كأسمى مخلوق لأنها تُؤمّن إتصالاً عموديّاً مع آلغيب و أفقياً مع النّاس, لتُشكّل بإجتماعهما مفتاح ألسّعادة في آلحياة (ألعائليّة) ثمّ (المجتمعيّة) عبر تحقيق ألرّفاه و آلأمن و آلسّلام و آلأنتاج و التّقدم و الحضارة, و لا يجوز ألتّهاون في ذلك بل يجب الحرص كلّ الحرص على السّلامة النّفسيّة و الرّوحيّة قبل كُلّ شيئ.

 إنّ الكُتب السّماويّة وعلى رأسها آلقرآن الكريم و السُّنة النبويّة و الأماميّة ركّزت بشكلٍ رئيسيٍّ على الجانب النفسيّ - الرّوحي آلأهمّ قبل الجّوانب الماديّة و آلعرضيّة الأخرى لأولويتها و فاعليتها في تحقيق فلسفة الوجود, فقال سبحانه في محكم كتابه المبين؛
[قووا أنفسكم و أهليكم ...] و آية  أخرى؛ [ و جعلنا من أنفسكم أزواجاً ...] و ثالثة؛ [و نفسٍ و ما سوّاها, فألهمها فجورها و تقواها], و لم يُشر للجانب الماديّ الجسديّ سوى إشارة عابرة حُشرتْ ضمن مجموعة من القوى النفسيّة و الرّوحيّة و العقليّة و الميتافيزيقيّة وردت في آية (آلأعداد) بقوله؛ [و أعدوا لهم ما إستطعتم من قوّة ...].

كل ذلك كدلالة واضحة إلى أهميّة (الجوهر) و ليس (العرض), و يتمثّل بالنفس و الرّوح بإعتبارها الأساس و القاعدة التي تُحقق الهدف من خلق الأنسان و فلسفة الحياة الدُّنيا بكلّ معانيها و آفاقها و ما الجسد(العَرضْ) إلا وسيلة تخضع للجوهر.

لكنّ ضمان تحقّق القوة و الصّحة النفسيّة التي هي السّبب في سعادة للأنسان يرتبط بعوامل أخرى يجب أخذها بنظر الأعتبار, خصوصاً بعد ما شهدنا الفوضى و الفساد و الظلم الذي إنتشر في العراق كما معظم الدّول و هو بطريقه إلى آلتوسّع ليُصاب جميع الناس بآلأمراض النّفسيّة المعقدة و الخطيرة نتيجة الضغوط الأقتصادية بسبب فساد ألأنظمة الحاكمة التي سبّبت الحروب العبثية و آلأرهاب و الجّوع و الفقر, بجانب تفرّد المنظمة الأقتصاديّة العالميّة من فوقهم لرسم السّياسات التي تسعى لتأمين منافعها الخاصة على حساب حقوق الأمم و الشعوب و سلامتها, يُضاف لذلك ألسّياسات التربويّة و التعليميّة الداخلية بجانب آلتّقاليد و آلثّقافة الدّينيّة التّقليديّة ألنّاقصة و المُشوّهة و المتحجرّة آلتي توارثها المُتدينون جيلاً بعد جيل من وعي كامل حتى أُصيبوا بآلأمراض الرّوحيّة التي تسبب الأمراض النفسية فآلبدنية التي ترتبط بآلحواس و القوى العقلية.

لقد دلّلتْ ألأحصاآت العلميّة على أنّ أكثر من 95% من آلعراقيين مُصابين بأمراضٍ (روحيّة) وعوق نفسيّ لتشوّه آلدِّين الذي توارثوهُ و نظرتهم للغيب؛ و كذلك بأمراضٍ (نفسيّةٍ) لسوء و فداحة آلأساليب التربويّة العنيفة و التّعليمة الخاطئة و الحالة الأقتصاديّة و آلعادات و التّقاليد .. و التي بعضها مُعقدة للغاية لتجذّرها في العقل و آلرّوح و الزّمن و قد تحتاج لـ 20 سنة علاج أو أكثر, و أقلّها؛ الكآبة و مرض آلشّك و فقدان الثقة و الخوف و مرض (بي تي إس دي) و التّنفر و آلتّكبر و الأنطواء الذي إنتشر بكثرة بين الجّميع تقريبأً, ممّا سبب شيوع الفساد و آلخلاف و التناحر و السّحر و الشعوذة و آلأرهاب و القتل و غيرها من الأساليب ألخبيثة و العنيفة الجاهلية المتخلفة التي زادت الطين بلّة و الأوضاع خراباً و دماراً!

و من آلمؤسف أنّ آلأحكام و التّقاليد و الثّقافة السّائدة لا تسمح و لا تُؤمِنْ بآلحُريّة الشّخصيّة سواءاً داخل العائلة أو خارجه ليُعبّر آلفرد عن مرامه و شخصيّته الحقيقيّة و سلوكه سلباً كان أو إيجاباً, لذلك يُصابون بمشاكل عديدة و يقعون في مطبّات خطيرة حين يُبدي (المريض) روحيّاً و نفسيّاً - و بسبب العوق النفسي و الأجواء الظلامية - ألتّحرّز حتى من السؤآل أو البوح بما في نفسه خوفاً من عقوبة المجتمع و تكفيره و قتل شخصيته, لذلك  يحاول جاهداً التّغطية على أمراضه وعقده عبر التّظاهر بآلسّلامة و الصّحة و الأعتدال بعكس و بخلاف ما هو عليه خوفاً من تنابز المُجتمع و آلأزدراء منه ثم الأنزواء فإغتيال شخصيته التي هي أهم من حياته البدنية!

و قد يُسبب إغتيال شخصيته؛ الأنتحار أو الأقدام على الجريمة, لأنّ مجتمعنا يعتبر المريض نفسياً؛ شخصيّة مختلّة و ناقصة تُلحق بصاحبه العيب و الشّنار و الأثم و لا يجوز التعامل معه للأبد .. و بنظرهم يستحق العقاب بدل الرّحمة و التعاطف, لأنّه لم يَعُدْ مقبولاً في المجتمع الذي معظمه يُعاني من نفس تلك الأمراض و يُحاول الكُلّ إظهار أنفسهم أصحّاء و مُعافين بعكس حقيقتهم المخبوءة بداخلهم!

هذا بحدّ ذاته تناقضٌ صارخ و كبير و مرضٌ خطير سميتهُ(الخداع النّفسي), حيث يُحاول (المُصاب) و بسبب فساد القيم و المعايير؛ إظهار شخصيّة ظاهريّة تختلف تماماً عن حقيقتهِ ألرّوحيّة و النّفسيّة الدّاخليّة التي تُشكّل وجوده الحقيقيّ, و هذا (الخداع) يحتاج إلى الكثير من آلتّفنن والتمثيل و الجهد العقليّ و آلدّفع الرّوحي بإتجاه تعميق الأخطاء لا علاجها لإظهار شخصيته المزورة بدل الحقيقة, ممّا يسبب للمصاب تأزيم أحواله و مانعاً من أنْ يكون منتجاً و مبدعاً و قد يحصل المصاب على شهادة جامعية أو يصبح وزيراً أو رئيساً للدولة لكنه يبقى متخلفاً مريضاً يعاني الجّهل الحقيقي في الفكر و العلم و المعرفة معاً, و بذلك يعيش و يبقى مستهلكاً طفيلياً و متخلفاً حتى آخر العمر, و مثل هكذا مجتمع حتى لو عاش فيه الناس آلاف السّنين لما تطوّر و سعَدَ.

لذا إحرص على تجنّب الوقوع في هذه المأساة و حاول علاج أمراضك النّفسيّة و آلرّوحيّة مهما كانت المعوقات و المُمانعات بمراجعة الأخصائيين و لا تهتم بما يقوله النّاس من حولك, لأنّ صحتك النّفسية و آلرّوحية هي آلاساس و السّبب في سعادتك و سعادة العائلة و من ثمّ تحقيق المجتمع السّليم.

و لا خير و لا فائدة من وجود المجتمعات المريضة - أيّ مجتمع كان - بسبب تحكم القوانيين الأعراف البالية و الأنظمة الظالمة التي تنهش حقوق الفقراء عبر الرّواتب ألغير عادلة و آلفساد القانوني المنظم.


إنّ التّستر على الأمراض النفسيّة و الرّوحية يُسبّب بآلأضافة لما ذكرنا؛ إنتقالها الخفي و بشكل طبيعيّ عن طريق الجينات للأبناء لتوريثها جيلا ًبعد جيل ليستمر آلتّخلف و آلأنحطاط حتى آخر المطاف خارج حدود الزّمن!

لذا علينا حلّ جذور هذه المشكلة الخطيرة بإيجاد حدٍّ للخلاص من آثار و أسباب و جذور تلك الأمراض ألرّوحية و النفسيّة ألتي يُصاب بها آلجميع بآلأخص ألحُكّام و آلسّياسييون و أكثر من غيرهم بسبب لقمة الحرام التي ملأت بطونهم و تعدّد الضغوط النفسيّة و الرّوحيّة المضاعفة ألتي يواجهونها بسبب حبّهم للرئاسة من أجل المال و الشهوات بآلقياس مع الضّغوط المشتركة الّتي يواجهها الفرد العاديّ؛ و هكذا و بتعاون الجميع عبر نشر العدالة و المعرفة و الدّين الصحيح يمكننا درأ المفاسد و آلأنتقال إلى حياة أفضل تسودها المحبّة و التّواضع و الألفة و البساطة و الشّراكة و العدالة الحقيقية في كلّ شيئ, خصوصاً لقمة الخبز.

د. عزيز الخزرجي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف