الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سْدْ الباب أَجواد.." من يوميات باص الدار البيضاء بقلم:مريم جوباي

تاريخ النشر : 2016-02-11
أن تستقل حافلة في البيضاء.. يعني أن تتجند وتتسلح وتعد العدة لتكون " أد المقام".. كأنك محاارب على وشك الدخول لساحة قتال..!
يعني أنك مقبل على التساابق و"التطاحن وأحيانا "المناتفة".. فترمق النسوة أصبحن على حين غرة كاسرا من فصيلة المرود..! الكل مشغول بالتزاحم للصعود أولا.. والفائز البطل هو ذاك الذي يخرج منتشيا من تلك الملحمة العظيمة بمكان خال يجلس فيه..
تصعد الباص أخيراا.. ثم بعد برهة.. تستشعر ماهية المأزق الرهيب الذي ألقيت بنفسك فيه..! مزيج من مختلف أصناف البشر؛ الصالح منهم والطالح ، وخليط من ألوان وروائح يستعصي عليك التميز بين الزكية فيه والمُزكمة الأنوف..! ففي "الطوبيس" وحده .. تلتقي المتناقضاات.. رغم تضاادها..
تتحرك الحافلة.. فتكتشف أن شكك أصبح يقينا..! تكتشف أنك في أبئس مكاان يمكن أن يحوي كل شمورات الوطن وأصحاب السوابق.. والبزناسة..! هو المكان الذي قد تلتقي فيه بحثالة المجتمح كما اصطلح على تسميتهم من قبل الرأي العام ..
في الباص تستطيع ان ترى شتى أجناس البشر بأمزجة مختلفة..؛ فتلتقي الكبير والصغير..، الحزين..المبتهج والغاضب..، المحجبة والمتبرجة..، المريض والسليم..، العاقل والمجنون..، المتحرش والمحترم..، المعوز والفقير..ومتوسط الحال..! فترمق هناك في الجانب الأيمن.. رجل أربعيني.. يلوي عنقه ويطرطق عيناه لأخذ مقاسات مفاصل هذه.. والتغزل بعيون تلك..! ترمقه يتابعهن بشغف مجنون.. يكشف عن الحيوانية الكامنة داخله والتي حولته على حين غرة وبقدرة قاادر، من انساان.. إلى كائن ينحدر من فصيلة الزواااحف..
وهناك في الجانب الآخر.. تقف سيدة في عقدها الثالث..(شادة حق الله) ترتدي البياض من رأسها إلى أخمص رجليها، تعلن للعالم حدادها.. تشعر وأنت ترقبها أن لا حزن يضاهي حزن امرأة فقدت حبيبها..! تبدو كأنها تحمل شجن العالم كله في بياض جلبابها..
وهنااك في الزاوية الأخرى للباص.. تقف فتاة عشرينية ترتدي collan لاصق وتنورة قصيرة تكشف متناقضات جسدها النحيل ..، تتنطط وتتغونج.. وترقص "على الوحدة ونص"..! تضحك لهذا وتستنفر ذاك..
وبجانب النافذة أمامي.. يقف مراهقين.. يبدو من مظهرهما أنهما زميلان في الدراسة.. هي تحضن مجلدا من العصر الجورأوِي.. تقضم أظافرها وكلها آذان صاغية لكلمات حبه وهيااامه .. ما يجعل قيس يثوب عن عشقه..
وهنااك.. جنب باب الحافلة.. يتكئ رجل غاارق في عالمه الخاص.. نائم يهلوس وحده .. تنبعث منه رائحة توحي بأنه قضى الليلة في كنف الكأس.. ثيابه رتة و متسخة.. في وجهه تلمح جروحا غائرة لا بد أن تكون نتيجة صرااع..
اما ذاك السيد الخمسيني ، صاحب اللحية، الذي أعلن نفسه دون سابق انذاار حامٍ من حماة الدين.. وقاض من قضااة العقيدة..، فمذ انطلق البااص.. تأله على الراكبين ، وشرع لعانه المقدس..؛ يتحدث عن الفتن وعذاب القبر..! يحلل هذا ويحرم ذاك.. حتى تكاد تخال نفسك في محاضرة للزمزمي .. "الله انْفعْنا بْبْرَاكْتُو"
و في الكرسي قبالتي.. يجلس شاب بهندام أنيق..و نظارات براقة.. يمضغ العلكة.. ويطلق العنان لعينيه تتبحلق وتتزحلق يمينا وشمالا ..! رغم حسن مظهره يبدوا من النوع الذي ينهب الحقائب.. يسرق الهواتف ويشرمل الدّراويش..! وهو جالس "وَااخْذْ راحْتُه يتعنكر كجدي طالْع لْراسْ الجبل.." يقف جانبه عجوز بلغ منه التعب مبلغه.. في يده عكاز يسند عجزه.. بئييييس تعييس تُحس وأنت ترمقه بأنه يحمل هموم الدنيا كلها على كاهله ..
وانت تركب الباص يوميا وتشاهد هذا الواقع المر يوميا..! تتأكد للمرة الألف أن التغيير في بلدك كان ومازاال شبيها بحلم هلامي أقرب للخيال..!!
أَعَدْتُني من سهوي .. تفقدت حقيبتي.. (لأن في طوبيس البيضاء مكاين غَا غفل طَارتْ عِينيكْ.. !).. جعلت حدة صوت هاتفي لأعلاه وبدأت أردد مع سعيدة فكري أغنيتها؛ رافعة بذلك معنوياتي :
"شدي حزامك يااأمة ..نوضْ تحركْ ..نُوضْ وقفْ.. لا تهْمْل لا تْتْخلفْ.. وْنْبْذُو كل أفكار التذمييير.. "
مريم جوباي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف