*قصة:بختي ضيف الله (المعتزبالله) قاص جزائري*
*هجر المدينة الصاخبة ،العابثة ،الماكرة ، وسكن كوخا بناه بيديه الضعفتين،يبعد عنها كثيرا .*
*في شتاء بارد يخافه الفقراء أمثاله ، إستعان ببعض الأخشاب ، وعلب" الكرتون " رماها**أصحاب الدكاكين لعله يطرد بردا عن كوخه الصغير ،ويصنع دفء ينسيه مالقيه من ألم**السنين .*
*لم يزره أحد ، حتى أولاده الأربعة ، لم يسأل عنه أحد منهم ،كأنه مقطوع من شجرة.. !*
*في يوم ثلجي جميل ، خرجت عائلات من المدينة ، تشتت في العراء تاركة ضوضاءها**، متمتعة بالبياض .*
*هذه شابة ترمي صديقتها بكرات الثلج ، وذاك يصنع تمثالا يأخذ صورا معه ،وطفل صغير يحبو**، يتذوق طعاما أبيض ، وعريسان يصفان قلبيهما ويشبهانهما بهذا البساط الجميل .*
*وكهلان يتبادلان أطراف الحديث حول سقوط الأمم ،وعن مصارع القوم .*
*ولكن مابال الفتى صاحب الشعر المجعد والعينين الزرقوين ؟..**يتأمل الكوخ ، هل أعجبه تصميمه ؟ أم المكان المرتفع الذي بني عليه؟*
*عكس المدينة التي بنيت على الحضيض ، تبلعها الأودية إذا غضبت ، وتبيدها الغابة إذا إحترقت ..*
*بدافع الفضول، تقدم أكثر فأكثر حتى إقترب من الباب ، وأطل برأسه ليعرف مابداخله ،ثم دخل..*
*وإذا بشيخ ذي لحية بيضاء غارق في النوم ، وجمر ، وعلب "كرتون" مرتبة جيدا ، ورائحة* *قهوة منبعثة كأنها أحضرت اللحظة .. !*
*إستفاق الشيخ من نومه فإذا بالفتى جالس على إحدى العلب .*
*-ماذا تفعل هنا يا ولد ؟*
*إتجه الفتى نحو الباب خائفا ، وبقي واقفا عنده ولم يتكلم بكلمة.*
*أصوات في الخارج ..*
*- يا وليد أين أنت ؟..نحن نبحدث عنك يا وليد ..يا..*
*-أنا هنا يا أمي ..أنا هنا يا أبي ..*
*دخل الوالدان غضبين ..*
*- قالت والدته :ماذا فعلت بابننا ياشيخ ؟*
*- قال والده :أششت ..هذا أبي .. !!*
*-هذا أبوك؟ !..ألم تقل لي بأن أباك ميت ؟ !*
*وخيّب الصمت عليه ، كأن على رأسه الطير ..*
*وواصلت أم وليد حديثها مع الشيخ ، بعد أن إرتشفت قهوته الساخنة .كان حديثا شيقا.*
*وقدمت بين يديه إعتذارها على ردة فعلها العنيفة ، وسرت بمعرفته ولأن ابنها يشبهه كثيرا ،**وألحت عليه أن يعيش معهم ، لكنه رفض الفكرة ، ووعدته بزيارته ..*
*وعانق الفتى وليد جده قبل الرحيل..*
*هجر المدينة الصاخبة ،العابثة ،الماكرة ، وسكن كوخا بناه بيديه الضعفتين،يبعد عنها كثيرا .*
*في شتاء بارد يخافه الفقراء أمثاله ، إستعان ببعض الأخشاب ، وعلب" الكرتون " رماها**أصحاب الدكاكين لعله يطرد بردا عن كوخه الصغير ،ويصنع دفء ينسيه مالقيه من ألم**السنين .*
*لم يزره أحد ، حتى أولاده الأربعة ، لم يسأل عنه أحد منهم ،كأنه مقطوع من شجرة.. !*
*في يوم ثلجي جميل ، خرجت عائلات من المدينة ، تشتت في العراء تاركة ضوضاءها**، متمتعة بالبياض .*
*هذه شابة ترمي صديقتها بكرات الثلج ، وذاك يصنع تمثالا يأخذ صورا معه ،وطفل صغير يحبو**، يتذوق طعاما أبيض ، وعريسان يصفان قلبيهما ويشبهانهما بهذا البساط الجميل .*
*وكهلان يتبادلان أطراف الحديث حول سقوط الأمم ،وعن مصارع القوم .*
*ولكن مابال الفتى صاحب الشعر المجعد والعينين الزرقوين ؟..**يتأمل الكوخ ، هل أعجبه تصميمه ؟ أم المكان المرتفع الذي بني عليه؟*
*عكس المدينة التي بنيت على الحضيض ، تبلعها الأودية إذا غضبت ، وتبيدها الغابة إذا إحترقت ..*
*بدافع الفضول، تقدم أكثر فأكثر حتى إقترب من الباب ، وأطل برأسه ليعرف مابداخله ،ثم دخل..*
*وإذا بشيخ ذي لحية بيضاء غارق في النوم ، وجمر ، وعلب "كرتون" مرتبة جيدا ، ورائحة* *قهوة منبعثة كأنها أحضرت اللحظة .. !*
*إستفاق الشيخ من نومه فإذا بالفتى جالس على إحدى العلب .*
*-ماذا تفعل هنا يا ولد ؟*
*إتجه الفتى نحو الباب خائفا ، وبقي واقفا عنده ولم يتكلم بكلمة.*
*أصوات في الخارج ..*
*- يا وليد أين أنت ؟..نحن نبحدث عنك يا وليد ..يا..*
*-أنا هنا يا أمي ..أنا هنا يا أبي ..*
*دخل الوالدان غضبين ..*
*- قالت والدته :ماذا فعلت بابننا ياشيخ ؟*
*- قال والده :أششت ..هذا أبي .. !!*
*-هذا أبوك؟ !..ألم تقل لي بأن أباك ميت ؟ !*
*وخيّب الصمت عليه ، كأن على رأسه الطير ..*
*وواصلت أم وليد حديثها مع الشيخ ، بعد أن إرتشفت قهوته الساخنة .كان حديثا شيقا.*
*وقدمت بين يديه إعتذارها على ردة فعلها العنيفة ، وسرت بمعرفته ولأن ابنها يشبهه كثيرا ،**وألحت عليه أن يعيش معهم ، لكنه رفض الفكرة ، ووعدته بزيارته ..*
*وعانق الفتى وليد جده قبل الرحيل..*