الأخبار
ارتفاع درجات الحرارة يفاقم معاناة النازحين في غزة ويزيد من البؤس اليوميالأمم المتحدة: إزالة الركام من قطاع غزة قد تستغرق 14 عاماًتصاعد الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأميركية ضد الحرب الإسرائيلية على غزةتفاصيل المقترح المصري الجديد بشأن صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزةإعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزة
2024/4/27
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

دبابيس: عودة بابور الكاز بقلم:د . عزالدين أبو صفية

تاريخ النشر : 2016-02-10
دبابيس: عودة بابور الكاز  بقلم:د . عزالدين أبو صفية
دببببببببابيييييييييس::::

عودة بابور الكاز

تصوروا بأن بابور الكاز بتاع زمان واللي كان عبارة عن عصب الحياة عند البسطاء والطبقات المتوسطة والشبه غنية كمان، واليوم بيقولوا في طلب على هذا البابور ومصلحين بوابير الكاز شايفيين حالهم عن جد وكأنهم أشهر من دكاترة الجراحة والباطني.

كنت ماراً في معسكر جباليا وتحديداً منطقة السوق وهي زيارات أقوم بها بين الفترة والأخرى لمثل تلك الأماكن وهي تريح ضميري وتخفف من الكبت الذي يسببه الروتين وقلة التواصل مع الأصدقاء، وكأن واقع الحال  بداخلي يقول أن اللي بيشوف حال وظروف غيره بتهون عليه حالته وظروفه.

استوقفني منظر ( مُصلح بوابير الكاز) وقفت أمامه أتأمله وأتأمل كل ما لديه من أدوات يقوم باستخدامها في إصلاح بوابير الكاز وكذلك أدوات لحام القصدير( مكوي اللحام والقصدير وصابون النشادر الذي يستخدم للمساعدة باللحام ) وأشياء أخرى كقطع غيار مثل (الراس وعين البابور وبلف البابور وجلدة استيم البابور والطربوش وما ننساش كمان ابر للبابور اللي بتسلك وتفتح عينه عندما تتكون فيها الشوائب) وكلها بأحجام مختلفة حسب حجم البابور اللي ممكن يكون بابور نمرة 1 أو 2 أو نمرة 4 وهذا الأخير راسه كبير وطربوشه زيّ طربوش السلطان التركي.

هذا المشهد أعادني إلى ذكريات الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي وكنت بأقدر أميز بين مقاسات البوابير، فبابور نمرة واحد كان صوته ينسنس زيّ الختيار الكحيان واللي من المرض والتعب نعسان وما بقدر يمشي إلا على عصاية عوجة يا دوبها تسند ظهره وبيقول عنها عكاز.

وأما البابور نمرة اثنان فأنا بأذكر أن صوته كان مثل صوت جدتنا العجوز وكحتها وبيتفتف وعينه بتسكر وكل شوي بيطفى ومش ملاحقرن نشترى ابر بوابير لتسليك عيون البوابير.

وأما بابور نمرة أربعة فكان حجمه أكبر وراسه كبير وطربوشه أكبر وبطنه كبير زيّ بطون اللي بالي بالكم وما بشبعه من الكاز لا لتر ولا لترين وهو بيغب في الكاز غب وبينهب نهب مش بأقولكم زيّ اللي بالي بالكم، وهذا البابور صوته بيهدر هدر وبيرعد رعد وبيستخدم في فصل الشتاء للتدفئة في البرد وهو بيطلع من خرج الطبايخ الكبيرة مثل المفتول والكرشة ولحمة الراس، وبيعتبر بمثابة السخان الشمسي في ذلك الوقت وبيطلع من خرج السخانة والمية اللي فيها.

كان ذلك شريط ذكريات مر أمامي في لحظات... وإذا بصوت مصلح بوابير الكاز يقول أأمرني يا أستاذ شو بتريد.. قلت له بأتفرج ... طيب ما بدك بابور ولا أنت مدني وحضري ما بتستخدم إلا الغاز... وهو في غاز يا راجل... طيب خوذلك بابور كاز... وعرض عليّ بابور أخذ منه الزمن ما أخذ وقال هذا بابور نمرة أربعة والله بيستوي كل الطبايخ وبيدفي الغرفة... قديش حقه... قبل ما أقلك حقه أنا من شوية غيرت راسه براس جديد أجاني من مصر وهو بابور جيد... وأخذ يعطيه ستيم وأشعل عود ثقاب وولع البابور وصار البابور يهدر هدر مع شوية كحكحة لأن عمره تجاوز الخمس وستين... شايف يا أستاذ ما أحسنه... صحيح ممتاز... قديش حقه... مية شيكل وكل شيكل ينطح شيكل... بس هيك كثير... والله يا أستاذ ما بيكفى بأخسر فيه.

طبعاً البابور من غير كاز بس البياع حاطط فيه على قد ملعقتين كاز علشان يجرب البابور أمام الناس ليثبت لهم أنه شغال وكويس.

فكرت اشترى واحد مش علشان أستخدمه لأنه من التراث كمان – لكن قلت في نفسي خليني أجيب الرسن قبل الحصان... بمعنى أجيب الكاز قبل ما أجيب البابور خوف أني ما ألاقي كاز..

والله هالحكي من شهر وأنا مش ملاقي لا كاز ولا غاز ولا عكاز... وظايل البابور عند مصلح بوابير الكاز بيستنى علبان ما أرجعله بعد ما ألاقى الكاز.

والله يعينك يا بلد.

د. عز الدين حسين أبو صفية

9/2/2016
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف