الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

خيارات دول الجوار السوري الصعبة ..بقلم: زهير سالم

تاريخ النشر : 2016-02-10
خيارات دول الجوار السوري الصعبة ..بقلم: زهير سالم
مواقف

موقفنا
خيارات دول الجوار السوري الصعبة جيرة الروس و المتطرفين سنة أو شيعة كلما اقتربوا من النهاية التي سعوا إليها ظهرت إليهم تقاسيم وجه الحقيقة أبشع
 
زهير سالم*
 

نجح الأمريكي أولا في إقناع قادة دول الإقليم جميعا أن تأييدهم للثورة السورية ، على غير الطريقة الأمريكية ، سيجعلهم يقعون ضحية الفوضى والتطرف ، ثم تم تجسيد هذه الفوضى والتطرف في صورة داعش والميليشيات السنية المتطرفة ، هذه الميليشيات التي حركها محركوها لتقوم بعدة تفجيرات في تركية ولبنان ، والتي أقدمت بكل قسوة ووحشية على إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة ؛ لترسل الرسالة الأسوأ إلى الشعب الأردني الشقيق ثم إلى الحكومة الأردنية وبقية دول المنطقة ،عن ماهية المستقبل الموحش الذي يحيق بالجيران جميعا ، فيما لو صار الأمر في سورية لأصحاب المخالب والأنياب هؤلاء ...
سارت جميع دول الإقليم وأخصها المجاورة لسورية ، والتركيز هنا على الدولة الأكبر والأثقل استراتيجيا ( تركية ) ، في ركاب الرؤية الأمريكية ، التي ظلت تتعهد ( بحل سياسي ) يغيب عن مرتكزاته بشار الأسد والوالغون معه في حمام دم السوريين . فلم تتقدم هذه الدول عن الخارطة الأمريكية ولم تتأخر عنها خطوة .
وظل المراهنون على الرؤية الأمريكية ، مع أنه ليس من السهل التقليل من قدراتهم المتميزة على الاستشراف السياسي ، ولا التقليل من حجم الخبرات المتراكمة لدى مؤسسات قرارهم عن طبيعة المكر والتقلب الأمريكي .؛ ظل هؤلاء مرتبطين بالقرار الأمريكي ، لا يتقدمون عليه بخطوة ، ولا يسبقون المتحدث الأمريكي بكلمة على أمل أنه سيخرجهم وسورية والمنطقة من الحالة التي باتت تشكل بالنسبة إليهم جميعا ورطة متعددة الأبعاد ، أبسط ما فيها مشكلة اللاجئين بكل ثقلها وأعبائها وتداعياتها على المستويات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية .
 لا بد أن نعترف أن المشكلة الجيوسياسية في طبيعة النظام الذي سيحكم سورية من بعد ، بالنسبة لدول الجوار هي أكثر خطرا من كم من البشر المستضعفين الذين لا حول لهم ولا قوة ، والذين أكبر مشكلتهم أن تؤمن لهم وجبة طعام وعبوة دواء أو كرسي تعليم .
تهيبت دول الجوار كثيرا أن يكون جارها الفوضى أو التطرف الداعشي بأشد صوره أو بأخفها ، فاستسلمت لما ظنته الرهان الأمريكي على حل سياسي يحمي سورية من أن تبقى في يد مجرم عتيد طالما عانت منه دول المنطقة ولاسيما في تركية ولبنان ، أو أن تقع في ثقب الفوضى الأسود ، أو في يد التطرف الأعمى ؛ فيكون لهذه الدول من هذا أو ذاك أو ذياك أوفى نصيب .
سارت دول الإقليم جميعا مع القرار الأمريكي ، ولم تر في إطلاق الولايات المتحدة يد الميليشيات الشيعية المتطرفة في العراق وسورية أي نذير بشر أو سوء . وحين كانت ميليشيات حزب الله تفري فريها في رقاب السوريين ، ومعها أكثر من ستين فصيلا شيعيا ، وحين كان قاسم سليماني يتنقل على الأرض السورية كما يتنقل بين أصفهان ومازندران ، وحين كانت قوات الحشد الشعبي تقتل وتغتصب على أرض العراق الحبيب ؛ نجح المخادع الأمريكي في جذب أنظار العالم ، ومنها أنظار المتضررين الأوائل من دول الجوار ، عن خطورة الميليشيات الشيعية المنظمة والمدربة والموجهة من قبل قيادة مركزية ، وشغلها وشغل الرأي العام بحديث عن خطر مبالغ فيه أضعافا مضاعفة لتنظيم ( داعش ) ، دون نكران منا لخطورة هذه التنظيم ، فعقدت التحالفات ، وتحركت الأساطيل الجوية والبحرية لحرب هذه ( الميليشيا ) واعتبر كل ما تفعله الميليشيات الشيعية مقبولا أو على الأقل مسكوتا عنه لا يشكل خطرا ولا يستوجب حذرا ...
ثم جاء العدوان الروسي على الشعب السوري ، وبقدرة قادر استطاع القائمون بهذا العدوان أن يقنعوا دولا إقليمية ، وقادة عربا مشهودا لهم برؤيتهم السياسية وبحنكتهم وخبرتهم ، أن هذا العدوان إنما جاء ليقصم ظهر الإرهاب والإرهابيين ، فاسترسل هؤلاء القادة مع هذه الاحتلال ، وأغضوا حتى عن جرائمه على الصعيد الإنساني ، على أمل أن يجدوا على يده مخرجا لسورية من الذي هي فيه . يقول محللون إن إظهار بعض دول الإقليم الترحيب بالعدوان الروسي هو مجرد مكايدة للسياسات الأمريكية ، التي أذهلت العالم في انبطاحها الاستراتيجي العالمي والإقليمي . العالمون في بواطن الأمور يؤكدون أن تفسير الموقف الأمريكي بالانبطاح هو بعض السذاجة السياسية ، وإن ما يتلبس به الرئيس أوباما هو جزء من الحرب الاستراتيجية الأمريكية على ما سبق الرئيس الأمريكي نيكسون إلى تسميته ( بالخطر الأخضر ) . وأن الرئيس أوباما لسعيد جدا أن يجد أدوات مثل ميليشيات الولي الفقيه أو مثل المنافس الروسي تقوم بهذه الحرب القذرة بالنيابة عن الولايات المتحدة الأمريكية .
الجديد في الأمر ، وبعدما تكشفت عنه السياسة الأمريكية في موقفها من الحرب الطاحنة التي يشنها الروس على الشعب السوري ؛ أن دور الجوار السوري وجدت نفسها محاصرة بخيارات أشد سوء ...
فمع ما تعاني منه هذه الدول من محنة قاسية ، بوجود ملايين اللاجئين على كاهلها تجد نفسها مهددة اليوم بقوى من الجيرة الشرسة ستكون داعش في أقصى تطرفها أهون هذه القوى وأقلها شراسة وشرا ، لأن داعش تبقى عدوا محترقا عالميا تتعاون عليه وتتهدده كل دول العالم .
بينما الجار الروسي الجديد القوي الشرس والمهدد والمحارب تتحاشاه كل دول العالم ، بل تسعى إلى مهادنته ومجاملته . حتى الناتو ،التي ظلت تركية تقدم له خدماتها منذ الحرب العالمية الثانية ، قد قرر أن يترك تركية مع جارها الشرس والعدواني العنيد وحيدة ؛ فما بالنا بالدول الأخرى في الإقليم .
وعلينا أن لا ننسى أن الروسي قد أقام تحالفا مكينا مع الركيزتين الأمريكتين القويتين في المنطقة : إيران وإسرائيل . هل ستنجح حكومات المنطقة في شراء ود الروس ، أو في اتقاء شرهم ، في ظل كل هذه المعطيات الجديدة أمر ما أكثر الشكوك فيه ..
وغير الروسي هناك الجار الشيعي الجديد بالنسبة لتركية والأردن ولبنان ، فالميليشيات الشيعية المتعددة لم تكن في لحظة أقل قسوة وتوحشا من المتطرفين ( الآخرين ) ، وما جرى وما يجري في العراق والمقدادية منها بشكل خاص أوضح دليل . وبينما تتميز هذه الميليشيات بكونها مدعومة من دولة إقليمية كبرى هي إيران ، ومشمولة بعين رعاية وعطف من دولة عظمى هي الولايات المتحدة ، فأي جوار سوء ينتظر هذه الدول ، وأي مستقبل للعلاقة مع ( سورية روسية شيعية ) بقي فيها أو غاب عنها بشار الأسد ؟!
أما تركية ، التي تراخى قادتها طويلا بانتظار القرار الأمريكي ، فستنعم أكثر بجوارها الجديد من حزب (البيد ) أو مع حزب العمال الكردستاني الذي سيجدد قواعد تدريبه وانطلاقه على الأرض السورية . الجار الذي سبق أن جرب الأتراك جواره يوم كان عبد الله أوجلان في آخيّة حافظ الأسد ...
لقد قالت العرب يوما : الصيف ضيعت اللبن ...
فهل ما زال في صيف القوم بقية . يا قومنا صيّفوا قبل أن تصيّفوا ..هذا ليس حديث شماتة أو تشفي وإنما هو حديث مشفق على قومه أن تغتالهم أو تجتالهم أو تتخطفهم أحزاب الشياطين.
 

لندن : 10 / 2 / 2016

----------------
*مدير مركز الشرق العربي
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف