سفارة فلسطين في الإمارات.. شكراً
لن أطيل الحديث في مقالتي هذه، لأنني لست في حاجة إلى تذكر الأوجاع التي تقتلني ألف مرة، فبعد أن ألمت بالشركة التي يعمل بها زوجي في الإمارات أزمة عاصفة، لم يكن أمامنا خيار سوى ركوب البحر، لأن غزة لم تعد تصلح للعيش في ظل الموت والحروب الدائمة هناك، وفي ظل البطالة القاهرة هناك. فسافرنا إلى تركيا لنشق طريقنا باتجاه أوروبا ولم نكن نعلم أننا ذاهبون إلى الموت بأقدامنا. حيث سلكنا مع الناس طريق البحر، وركبنا يخت برفقة اثنا وعشرون شخصاً بالغاً وثمان أطفال دون الحادية عشر لم ينج منهم للأسف سوى أحد عشر شخصاً.
فبعد ولوجنا البحر بعشر دقائق انقلب القارب رأساً على عقب وسقطنا كلنا في عرض البحر والأمواج تنهشنا كأهوال يوم القيامة فتوفي صغيري بين يدي البائستين من شدة البرد والأمواج العاتية التي كانت تغطيني لأنه لم يصمد أربع ساعات داخل بحر ايجة البارد، و في ذلك الوقت كانت آثار زوجي قد اختفت إلى أن علمت بوجوده ملقى على سواحل جزيرة يونانية ميتاً.
بعد إتمام مراسم دفن ابني بمقبرة للمسلمين بمدينة ايفاجيك التركية عدت إلى الإمارات فاستقبلني أهل صديقتي من عائلة أبو يوسف الكرام الذين وقفوا معي في محنتي فكانوا خير أهل. وبعد فترة وجيزة حصلت على وظيفة لأعتاش منها إلى أن يفتح معبر رفح لأرتمي في أحضان عائلتي التي أتوق لاحتضانها، لكنني اكتشفت أنني فقدت جميع أوراقي الثبوتية، مما دفع الإخوة بسفارة فلسطين في الإمارات العربية الشقيقة، ممثلة بالأخ الكبير عصام مصالحة (أبو يحيى) والقنصل حمدان نزال، وكذلك المستشار علي يونس عملوا بشكل حثيث على استصدار كل أوراقي الثبوتية، وتسهيل تلك المعاملات نظراً لحالتي الصحية السيئة، كما كانت رعايتهم لي بمكان السكن والعمل على الالتحاق بالجامعة لأبدأ حياة جديدة هنا. فشكراً لهم ولكل فلسطيني حر شريف يحافظ على أبناء شعبه ويحميهم من غدر الزمن.
أريج أحمد عليان غزة ابو ظبي
لن أطيل الحديث في مقالتي هذه، لأنني لست في حاجة إلى تذكر الأوجاع التي تقتلني ألف مرة، فبعد أن ألمت بالشركة التي يعمل بها زوجي في الإمارات أزمة عاصفة، لم يكن أمامنا خيار سوى ركوب البحر، لأن غزة لم تعد تصلح للعيش في ظل الموت والحروب الدائمة هناك، وفي ظل البطالة القاهرة هناك. فسافرنا إلى تركيا لنشق طريقنا باتجاه أوروبا ولم نكن نعلم أننا ذاهبون إلى الموت بأقدامنا. حيث سلكنا مع الناس طريق البحر، وركبنا يخت برفقة اثنا وعشرون شخصاً بالغاً وثمان أطفال دون الحادية عشر لم ينج منهم للأسف سوى أحد عشر شخصاً.
فبعد ولوجنا البحر بعشر دقائق انقلب القارب رأساً على عقب وسقطنا كلنا في عرض البحر والأمواج تنهشنا كأهوال يوم القيامة فتوفي صغيري بين يدي البائستين من شدة البرد والأمواج العاتية التي كانت تغطيني لأنه لم يصمد أربع ساعات داخل بحر ايجة البارد، و في ذلك الوقت كانت آثار زوجي قد اختفت إلى أن علمت بوجوده ملقى على سواحل جزيرة يونانية ميتاً.
بعد إتمام مراسم دفن ابني بمقبرة للمسلمين بمدينة ايفاجيك التركية عدت إلى الإمارات فاستقبلني أهل صديقتي من عائلة أبو يوسف الكرام الذين وقفوا معي في محنتي فكانوا خير أهل. وبعد فترة وجيزة حصلت على وظيفة لأعتاش منها إلى أن يفتح معبر رفح لأرتمي في أحضان عائلتي التي أتوق لاحتضانها، لكنني اكتشفت أنني فقدت جميع أوراقي الثبوتية، مما دفع الإخوة بسفارة فلسطين في الإمارات العربية الشقيقة، ممثلة بالأخ الكبير عصام مصالحة (أبو يحيى) والقنصل حمدان نزال، وكذلك المستشار علي يونس عملوا بشكل حثيث على استصدار كل أوراقي الثبوتية، وتسهيل تلك المعاملات نظراً لحالتي الصحية السيئة، كما كانت رعايتهم لي بمكان السكن والعمل على الالتحاق بالجامعة لأبدأ حياة جديدة هنا. فشكراً لهم ولكل فلسطيني حر شريف يحافظ على أبناء شعبه ويحميهم من غدر الزمن.
أريج أحمد عليان غزة ابو ظبي