الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

السعودية وإيران: هل تغيير "قواعد الاشتباك"؟ بقلم: عريب الرنتاوي

تاريخ النشر : 2016-02-09
السعودية وإيران: هل تغيير "قواعد الاشتباك"؟ بقلم: عريب الرنتاوي
طوال عشرة أشهر من الحرب السعودية في اليمن، لم تحرك إيران ساكناً، وظلت مكتفية بإصدار البيانات والتصريحات المنددة، وكل ما قيل عن إرسالها السلاح والرجال للقتال إلى جانب الحوثيين، لم يؤخذ على محمل الجد، في ظل الحصار المحكم المضروب حول البلاد براً وبحراً وجواً ... يبدو أن إيران أدركت أن اليمن "خط أحمر" سعودي، معترف به دولياً، وهذا هو الأهم، فقررت اتباع سياسة "النفس الطويل" مع المملكة، وهي سياسة تحتمل قبول خسارة الحوثيين لهذه الجولة من الحرب، على أمل استدراكها في مراحل لاحقة – ربما – أو في ساحات أخرى.

لكن طهران لم تُطِق الانتظار أكثر من أربعة وعشرين ساعة على الإعلان عن "المقترح السعودي" بإرسال قوات برية إلى سوريا في إطار التحالف الدولي، تحت ستار "الحرب على داعش" ... خرج قائد الحرس الثوري محمد علي الجعفري مهدداً ومتوعداً: "السعودية لن تجرؤ"، السعودية "كمن يطلق النار على رأسه"، "هذا انتحار"... فيما قائد الحرس السابق محسن رضائي ألمح إلى احتمال اندلاع حرب إقليمية في حال أقدمت الرياض على تنفيذ مقترحها ... ومن بعد هؤلاء جاء قائد رئيس الحرس ليعتبر الخطوة السعودية بمثابة "مزحة سياسية".

هنا يبرز على نحو واضح، تباين الأولويات ... اليمن مهم بالنسبة لطهران، لا شك في ذلك، لكن سوريا هي "واسطة العقد" بالنسبة لإيران، فهي مبتدأ نفوذها في المشرق وشاطئ المتوسط وعلى ضفاف الصراع العربي الإسرائيلي، ومن دونها لا معنى لأي حديث عن إيران كـ "قوة إقليمية كبرى"، حتى وإن احتفظت ببعض أو بكثير من النفوذ والحضور في العراق والخليج.

لكن سوريا تحتل مكانة "استراتيجية" في الحسابات السعودية كذلك، صحيح أن اليمن يتقدم عليها بوصفه جزءا من منظومة أمنها الداخلي، بيد أن الصحيح كذلك، أن لا معنى لزعامة سعودية أو دور إقليمي للمملكة إن ظلت سوريا تدور في الفلك الإيراني ... التدخل السعودي الكثيف في الأزمة السورية، والاستثمار الهائل الذي أنفقته على جماعات وفصائل ودول، بهدف كسر الهلال الشيعي في حلقته "الوسطى"،  ليس بلا معنى، ففي الحالة السعودية على وجه الخصوص، يبدو أمن النظام واستقرار البلاد، مرتبطين أشد الارتباط بدور المملكة الإقليمي، فإن خسرت أحدهما تضرر الآخر بالضرورة... السعودية من موقعها الديني والديموغرافي والجغرافي، "، لا تمتلك ترف الانصراف إلى شؤونها الداخلية فحسب، فإما أن تلعب دوراً قيادياً في العالمين العربي والإسلامي، وإما أن تشرع في مواجهة تحديات الداخل، وبشروط غير مواتية على الإطلاق.

الوزير وليد المعلم، بدا مدركاً تمام الإدراك، لحجم التعقيدات والتحديات التي تجابه "المقترح السعودي"، وهو يعرف أكثر من غيره، أن خطوة كذه، ستستنفر حلفاء سوريا إلى أعلى درجات الاستنفار، وربما بصورة غير مسبوقة منذ اندلاع الأزمة قبل خمس سنوات، وستكون هناك حروب ومعارك طاحنة على الأرض السورية، وسيعود جنود كثر إلى أوطانهم بـ "صناديق خشبية"، وستدخل لعبة عض الأصابع بين الأطراف الإقليمية والدولية، مرحلة حرجة للغاية، وستزداد الأطراف المنهكة بهذا الصراع، إنهاكاً.

ستمضي إيران في "حربها السورية" حتى نهاية المطاف، سيما إن أدركت أن "البدائل" التي تعد للأسد ونظامه، هي من النوع المعادي لها ولهلالها جذرياً، سيما وأنها ستكون "سعودية – تركية المنشأ"...  وليس مستبعداً ان تسقط على الأرض السورية، كثير من المحاذير و"الخطوط الحمراء"، وأن تتغير "قواعد الاشتباك"، وتنتقل المواجهة من "حروب الوكالة" إلى المواجهات المباشرة بين "الأصلاء" أنفسهم، ومن دون وساطة أو توسط ... والأرجح أن الدولتين العظميين، لن تكونا بمنأى عن المشهد، وإن كرهتا تفاقمه إلى الحد الذي تنذر به تطورات المواقف على ضفتي الخليج العربي، فهاتان الدولتان قد تدفعا ثمناً باهظاً نظير حالة الانفلات و"التفلّت" التي يعيشها حلفاؤهما، وخروج معظمهم عن أطواق السيطرة والتحكم.

والراهن، أننا كلما تأملنا في المشهد السوري، في ضوء التطورات الأخيرة، كلما ازددنا حيرة في الإجابة على "سؤال المليون دولار": هل نحن أمام عملية تسخين مدروسة، تسبق التسوية الكبرى وتمهد لها، أم أن المنطقة سائرة لا محالة، إلى حفلة جنون جديدة؟ ... أو بمعنى آخر، هل كلما اقتربت المنطقة من لحظة التدمير الذاتي ستتعاظم فرص "التسوية" أم أن "الرؤوس الحامية" قد سخنت بما يكفي للأخذ بـ "خيار شمشون"؟

قبل "عاصفة الحزم" ما كان أحدُ لينتظر اقتراحاً كذاك الذي صدر عن الرياض ... بعدها، صار كل شيء ممكناً، وكل السيناريوهات محتملة ... ولا أحسب أن عبارات "لن تجرؤ" و"مزحة سياسية" التي صدرت عن مسؤولين إيرانيين، تكفي لتفسير الموقف السعودي ... السعودية تفاجئنا كل يوم، بما يجعلنا نتحسس رؤوسنا ويحفزنا على إجراء المراجعة لمدركاتنا عن ضوابط ومحددات وآليات صنع السياسة والقرار، في مرحلة تتسم بخذلان الحلفاء الدوليين وانسحاب الغطاء الناجم عن تراجع المكانة، وتردد الحلفاء الإقليميين وغرقهم في بحور مشكلاتهم الخاصة، وتآكل سعر النفط وعائداته، وتزايد الاتهامات والانتقادات في الغرب والشرق ... إنها لحظة غير مسبوقة، قد تفضي إلى انتهاج سياسات واتخاذ قرارات، غير مسبوقة كذلك.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف