الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لا تذبحوا حبيبنا العراق بقلم: جاسم الشمري

تاريخ النشر : 2016-02-09
لا تذبحوا حبيبنا العراق!

د. جاسم الشمري – العراق

التعايش هو السمة الأبرز في حياة الإنسان، ومن ذلك سمي الإنسان إنساناً لأنه يأنس بالآخرين، ولا يمكن للإنسان السوي أن يعيش على هذا الكوكب معزولاً عن بقية بني آدم، لأن الإنسان ميال للاجتماع والمدنية بطبعه، ومن غير مفهوم التعايش السلمي تكون الحياة عبارة عن غابة مخيفة ومرعبة لا وجود فيها للحب والسلام والبناء والعطاء.

والتعايش السلمي هو مصطلح يراد به: القدرة على العيش المشترك، والقبول بالتنوع، بما يضمن وجود علاقة إيجابية مع الآخر، أو هو الوجود أو التأقلم المشترك بين مكونات مختلفة في مكان أو وطن واحد.

والتعايش ربما يكون على مستوى الدول أو على مستوى الأفراد داخل الدولة الواحدة.

ويقصد بالتعايش بين الدول" قيام تعاون بين دول العالم، على أساس من التفاهم وتبادل المصالح الاقتصادية والتجارية"، وهذا المصطلح ظهر بعد الحرب العالمية الثانية وانقسام العالم إلى معسكرين متقاتلين.

واليوم هنالك العديد من دول العالم العربي بحاجة إلى إحياء أو تنشيط مفاهيم التعايش والسلم والقانون، ومن هذه الدول العراق، الذي صار أهله يحلمون بالأيام الخوالي التي كانت أبعد ما تكون عن التناحر والحروب والتجاوز على الآخرين وحقوقهم.

وضمن السياسات الهادفة لتخفيف حدة التناحر في العراق أعلنت لجنة الأوقاف والشؤون الدينية النيابية اطلاقها لمبادرة التعايش السلمي في العراق يوم الاحد الماضي، وبحسب رئيس اللجنة عبد العظيم العجمان فان" هنالك مستفيدين من الأزمة والصرعات الطائفية الراهنة، لتفكيك البلاد وبعثرته وتركه متخلفاً في جميع المجالات ومهدور المصالح، وأن حسم ملف التنوع واختلاف الهويات وادارته بشكل سيلم - ليكون مورداً ثقافياً وانسانياً وحضارياً وتنموياً للعراق - سيشكل الخطوة الأولى نحو الاستقرار".

واليوم حينما تذهب لكل مواطن عراقي وتسأله ما هو حلمك؟ سيكون جوابه:

أتمنى أن نعود أخوة متعايشين كما كنا قبل الاحتلال الأمريكي!

والسؤال الذي يطرح وسط هذه الأمواج العاتية من الفتن التي تضرب عموم الساحة العراقية هل الفتنة أو التناحر الحربي ( المفهوم المخالف للتعايش السلمي)، وهل هذا التناحر بين المواطنين العراقيين أم بين غالبية السياسيين؟!

لا خلاف أن التناحر أو الخلافات هي بين السياسيين بالدرجة الأولى، وربما انعكست - بشكل أو بآخر - على الغوغاء الذين لا ينتمون انتماءاً حقيقياً للعراق، وصار هؤلاء الغوغاء أداة لبعض السياسيين لتنفيذ أجندات خارجية لا تمس لأصالة العراقيين وعروبتهم ودينهم بصلة، وصاروا معولاً للهدم والقتل والإرهاب، وبالتالي ضربوا التعايش السلمي بالصميم!

التعايش ليس شعاراً ترفعه هذه الجهة السياسية أو الدينية أو تلك وإنما هو سياسة حكيمة ينبغي على السياسيين الحكماء ووجهاء المجتمع وعلماء الدين ورجال الفكر والإعلام وشيوخ العشائر أن يترجموها عبر أفعال وأقوال تؤكد التلاحم المصيري بين المواطنين، ولا تفرق بينهم بسبب الدين أو المذهب أو القومية.

أعتقد أن السياسات الطائفية وانتشار السلاح خارج إطار القوات الحكومية، من أهم روافد الدمار المجتمعي، وعليه ينبغي أن تكون هنالك حكومة قوية، ووطنية قادرة على بسط سيطرتها في عموم البلاد، وهذا الصفات غير موجودة في حكومة بغداد اليوم!

وهكذا نقول للحكومة والبرلمان والأخيار في العراق والعالم:

لا وجود للتعايش مع وجود دولة هشة ضعيفة، ومليشيات سائبة متفلتة.

وفي هذا المقام لا بد أن نركز على الموقف العربي في نشر أو إحياء ثقافة التعايش بين العراقيين، لأن العراقيين لا يمكنهم أن يكونوا خارج رحم أمتهم الكبيرة، الأمة العربية.

وهنا أنقل لكم قصيدة الشاعر العراقي يحيى السماوي، التي تعبر حقيقة عن حال العراق في هذه المرحلة، القصيدة بعنوان: "لا تذبحوا حبيبنا العراق"، حيث يقول:

لا تذبحوا حبيبنا العراق

نصرخ باسم طينه

باسم يتاماه .. مشرديه..

جائعيه

باسم نخله

وعصرنا المثكل في مكارم

الأخلاق

باسم عروبة غدت

دون يد وساق

لا تذبحوا حبيبنا العراق

فلتتركوا مصيره

لأهله العشاق.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف