الوهم القاتل
بقلمى / ناهد ندا
هرع الجميع كل فى مكانه حول الصندوق – فقد حان تناول جرعة السم الذى لا يُشرب .. نعم إنه سم من نوع آخر يتغلغل بهدوء لفكرنا ومشاعرنا فيسيطر عليها - يسمم أفكارنا ويلوث مشاعرنا – موعده الثابت يوميا جعل طعمه المر مستساغاً بل مرغوباً .
إنها المسلسلات المدبلجة يا سادة ولهجتها المحببة وأسمائها المعروفة وملامحها المألوفة ولا مانع من أن نغلف السم بشئ من قشور مزخرفة كالقرب من المعانى الدينية .
والويل كل الويل لمن يحدث ازعاجا عندما يحين وقت المسلسل ؛ فالكل مشغول بمشاهدة تفاصيل قصص القلوب التى أضناها الحب وأرقها الحنين ولا مجال لأداء أى عمل آخر فالمشهد إن فات لا يُعوض والأحداث ساخنة دائما .
إستوقفنى الأمر كثيرا عندما لاحظت أن مشاهدة تلك المسلسلات أصبح بمثابة الإدمان لدى الجميع ولا أستثنى أحدا حتى ممن يحرصون على تربية أبنائهم تربية صالحة ويحثونهم على الصلاة وقراءة القرآن .. فكيف غفلوا عن الفساد الذى تنطوى عليه تلك المسلسلات طويلة الأمد ؟
كيف غفلوا عن مدى تاثيرها فى أبنائهم وعن تغيير قناعاتهم فى الحياة ؟
قررت أن أسأل صديقتى : لماذا تدمنين مشاهدة تلك المسلسلات فكانت إجابتها أنها مسلسلات مُتقنة من الناحية الفنية ولا تتكلف فى رسم أبطالها مما يشعرنى أنهم قريبين منى ومن واقعنا بعكس ما أشاهده فى مسلسلاتنا العربية . فأستطردت سائلةً وما القضايا التى تناقشها تلك المسلسلات ؟ فأجابت العلاقات الإنسانية التى نفتقدها فى حياتنا . فاستوقفتها مستفسرة : هل برأيك يمكن أن تغير هذه المسلسلات قناعات الفرد وأفكاره ؟ فأجابت أنها تنقل الفرد لأحداثها فيعيشها بفرحها وحزنها ويمكن أن تؤثر فى قناعات الشخص وأفكاره على حسب حياة الشخص نفسه ويختلف ذلك من شخص لآخر فى مدى التأثير . باغتها بالسؤال : ما هى ردة فعلك عندما يشاهد أبنائك مشاهد بها تجاوزات دينية كعلاقة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه والانتقام من أجل الفوز بالحبيبة وشرب الخمر وغيرها ؟ فكانت إجابتها أنها تقوم بتغيير القناه فى تلك المشاهد رغم أنها غدت عادية فى مسلسلاتنا العربية وأنها لا تستطيع الإستغناء عن مشاهدة تلك المسلسلات رغم أنها تصيبها بالحزن أحيانا كثيرة .
ومع نهاية حديثى معها أدركت أننا فى زمن طغت فيه المادة فأصبحت قلوبنا تئن من فرط ما أصابها من فراغ عاطفى فصرنا نبحث عن الرومانسية ولو وهما تقدمه لنا جهات لا ندرك أغراضها الحقيقية
بقلمى / ناهد ندا
هرع الجميع كل فى مكانه حول الصندوق – فقد حان تناول جرعة السم الذى لا يُشرب .. نعم إنه سم من نوع آخر يتغلغل بهدوء لفكرنا ومشاعرنا فيسيطر عليها - يسمم أفكارنا ويلوث مشاعرنا – موعده الثابت يوميا جعل طعمه المر مستساغاً بل مرغوباً .
إنها المسلسلات المدبلجة يا سادة ولهجتها المحببة وأسمائها المعروفة وملامحها المألوفة ولا مانع من أن نغلف السم بشئ من قشور مزخرفة كالقرب من المعانى الدينية .
والويل كل الويل لمن يحدث ازعاجا عندما يحين وقت المسلسل ؛ فالكل مشغول بمشاهدة تفاصيل قصص القلوب التى أضناها الحب وأرقها الحنين ولا مجال لأداء أى عمل آخر فالمشهد إن فات لا يُعوض والأحداث ساخنة دائما .
إستوقفنى الأمر كثيرا عندما لاحظت أن مشاهدة تلك المسلسلات أصبح بمثابة الإدمان لدى الجميع ولا أستثنى أحدا حتى ممن يحرصون على تربية أبنائهم تربية صالحة ويحثونهم على الصلاة وقراءة القرآن .. فكيف غفلوا عن الفساد الذى تنطوى عليه تلك المسلسلات طويلة الأمد ؟
كيف غفلوا عن مدى تاثيرها فى أبنائهم وعن تغيير قناعاتهم فى الحياة ؟
قررت أن أسأل صديقتى : لماذا تدمنين مشاهدة تلك المسلسلات فكانت إجابتها أنها مسلسلات مُتقنة من الناحية الفنية ولا تتكلف فى رسم أبطالها مما يشعرنى أنهم قريبين منى ومن واقعنا بعكس ما أشاهده فى مسلسلاتنا العربية . فأستطردت سائلةً وما القضايا التى تناقشها تلك المسلسلات ؟ فأجابت العلاقات الإنسانية التى نفتقدها فى حياتنا . فاستوقفتها مستفسرة : هل برأيك يمكن أن تغير هذه المسلسلات قناعات الفرد وأفكاره ؟ فأجابت أنها تنقل الفرد لأحداثها فيعيشها بفرحها وحزنها ويمكن أن تؤثر فى قناعات الشخص وأفكاره على حسب حياة الشخص نفسه ويختلف ذلك من شخص لآخر فى مدى التأثير . باغتها بالسؤال : ما هى ردة فعلك عندما يشاهد أبنائك مشاهد بها تجاوزات دينية كعلاقة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه والانتقام من أجل الفوز بالحبيبة وشرب الخمر وغيرها ؟ فكانت إجابتها أنها تقوم بتغيير القناه فى تلك المشاهد رغم أنها غدت عادية فى مسلسلاتنا العربية وأنها لا تستطيع الإستغناء عن مشاهدة تلك المسلسلات رغم أنها تصيبها بالحزن أحيانا كثيرة .
ومع نهاية حديثى معها أدركت أننا فى زمن طغت فيه المادة فأصبحت قلوبنا تئن من فرط ما أصابها من فراغ عاطفى فصرنا نبحث عن الرومانسية ولو وهما تقدمه لنا جهات لا ندرك أغراضها الحقيقية