الأخبار
سيناتور أمريكي: المشاركون بمنع وصول المساعدات لغزة ينتهكون القانون الدوليالدفاع المدني بغزة: الاحتلال ينسف منازل سكنية بمحيط مستشفى الشفاء38 شهيداً في عدوان إسرائيلي على حلب بسورياالاحتلال الإسرائيلي يغتال نائب قائد الوحدة الصاروخية في حزب الله17 شهيداً في مجزرتين بحق قوات الشرطة شرق مدينة غزةمدير مستشفى كمال عدوان يحذر من مجاعة واسعة بشمال غزة"الإعلامي الحكومي" ينشر تحديثًا لإحصائيات حرب الإبادة الإسرائيلية على غزةغالانت يتلقى عبارات قاسية في واشنطن تجاه إسرائيلإعلام الاحتلال: خلافات حادة بين الجيش والموساد حول صفقة الأسرىالإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

استعراض لرواية "عودة ستي مدللة"- صورة حية لنضال المرأة الفلسطينية بقلم: اسمهان خلايلة

تاريخ النشر : 2016-02-08
استعراض لرواية "عودة ستي مدللة"- صورة حية لنضال المرأة الفلسطينية بقلم: اسمهان خلايلة
اسمهان خلايلة


رواية "عوده ستي مدللة" الصادرة عن دار النشر ومكتبة كل شيء الحيفاوية، بإدارة الأستاذ صالح عباسي، يهديها الكاتب مصطفى عبد الفتاح ابن قرية كوكب ابو الهيجاء، لروح امه فاطمة كناعنة عبد الفتاح، والى كل المناضلين والمناضلات الذين دافعوا عن حريتهم ووطنهم، بهذه الروح كتب الكاتب روايته الاولى وقد سبقتها ثلاث تجارب حيث أصدر كتاب جبهة كوكب الديمقراطية، كتاب بواكير كتابات ابداعية، ونشر العديد من القصص القصيرة في عدة مجلات ومنابر محلية. 
ستي مدللة الجدة التي تركت قريتها صفورية قسريا، سكنت في قرية كفر-مندا العامرة باهلها والواقعة على مرمى حجر من قريتها، في انتظار ان تنتهي رحلتها القسرية المؤقتة لتعود الى قريتها. كان هذا هو الحلم الاولي الذي استقر في وجدان كل من شرّد ورحَّل من قريته ووطنه من ابناء الشعب الفلسطيني. منذ اللحظة الأولى التي اتبع فيها جيش الاحتلال سياسة الترحيل والاقتلاع.
يبدأ الكاتب في "عودة ستي مدللة" بوصف السيمفونية الجميلة التي تبدأ في القرية مع ساعات الفجر الاولى، فيتعالى صياح الديكة وثغاء النعاج ودبيب الاقدام المتجهة نحو المسجد، قرية وادعة تحلم بغد أجمل مما هي فيه، لا قلق في عالم بسيط مليء بالعلاقات الإنسانية.
لكن الأنباء المقلقة المثيرة للخوف بدأت تنهمر بتسارع غير متوقع على الأهالي، تتحدث عن سقوط عشرات القرى الفلسطينية امام سمع وبصر جيش الانقاذ العربي الذي باعهم للاحتلال وتخاذل عن نصرتهم. يصر اهالي القرية على الصمود في قريتهم والدفاع عنها، فتقوم ستي مدللة بتقوية العزائم وتشجيع الناس على المقاومة، فتخرج لحفيدها سلاح ابيه الذي قاوم فيه الانجليز في ثورة 1939 ليقاوم بها العدو الجديد القديم.
أعداد البنادق قليل أمام الآليات العسكرية للاحتلال، والامكانيات ضعيفة فلا تلبث القرية ان تسقط فيخرج اهالي القرية الى السهول وظل الاشجار،الى الكهوف والجبال يلوذون بها امام عدو لا يرحم، ورمضان يستمر صيامه بلا افطار،الا النزر اليسير مما استطاعوا حمله اثناء النزوح، يمنعونهم من دخول بيوتهم فيتسللون اليها في الخفاء علهم يتمكنون من احضار ما يسد الرمق، او تكون نهايتهم المحتومة القتل برصاص الجيش،اصيب اهالي القرية بالذعر والهلع من القمع والقتل لأدنى حركة وذاك اليوم وصفه مصطفى عبد الفتاح كاتب الرواية بانه "لم يرتفع فيه الاذان، ولا قرعت اجراس الكنائس ولم تخرج الاغنام للمراعي مع الرعاة، لم يصح الديك، لم تبض الدجاجات".
الحزن يلف القرية شأن العديد من القرى، الاهل شردوا وقراهم تنهب وتحرق امام اعينهم، صورة رسمها الكاتب ليست صورة صفورية وحدها بل هي المنظر العام لجميع القرى المحتلة، لم ينس الكاتب الإشارة الى بعض الاصوات الرافضة للعدوان وتمثلت بالجندي الذي نجا من معسكرات الاعتقال النازية وحين اراد السفر الى امريكا أقنعوه بأرض الحليب والعسل فجاء وشارك في قتل شعب بريء، وقد اكتشف الجندي انه ضحية كذبة مضللة وها هو يتحول من ضحية امام النازية الى جلاد للفلسطينيين.
ثم يأتي النزوح الثاني بل الترحيل القسري فتكون محطة ستي مدللة في لبنان والوضع هناك أكثر من مأساوي وقد عاملوهم كمتسولين.
هنا في كفر مندا هناك في التغريبة الثانية لبنان كانت الحاجة مدللة متواجدة تقود الكثير من الأمور، تتصدى وتناقش وتحل وتربط، تزوج وتستخرج النقود ساعة الشدة وهاجس العودة لا يفارقها تحول بيتها الى صالون ادبي ومضافة كما عند المختار تناقش مع النساء قضايا الاحتلال والتعاون بين اهالي القرية، تفك اشتباكات النسوة المتصارعات وتفلح الارض منتجة افضل المحاصيل، وكأنني بالكاتب يحكي عن مختار او رجل يعمل في جاهات الصلح العشائرية، انها صوره مشرفة حقيقية نقلها عبد الفتاح عن المرأة الفلسطينية البطلة الشريكة وقلما كتبت مثل هذه الاعمال الأدبية لان الثورات والاصلاح كانا من حظ الرجال والمرأة غابت الا بأعمالها المنزلية.
الصورة المؤثرة التي رسمها عبد الفتاح للجدة مدللة بانت معالمها في مراحل القصة الأخيرة حين بدأت مدللة تدخل عالمها الخاص وهو قريتها صفورية وقد انزلق بها العمر مرة واحدة نحو الشيخوخة وما عادت تطيق صبرا على البعد عن بيتها وحديقتها وزرعها في صفورية، لم تنسَ وهي على فراش الموت ان تسلم مفتاح البيت مفتاح العودة لحفيدتها. دخلت الجدة مدللة عالمها ولم تعد تخرج منه الى ان توفاها الله وهي على امل بان تدفن في قريتها كما اوصت حفيدتها.
كان من المستحيل دفنها في مستوطنة تسيبوري، بدل صفورية وكان ابنها بحاجة الى اذن ليدخل القرية وقد تكرم عليه الحارس بان سمح له بحفنة تراب من حديقة جدته لنعفها على قبرها، وقنينة ماء من نبع القسطل يرشها عليه.
هذا استعراض لرواية كتبت بعفوية دون ان يبحث كاتبها عن اسس ولا قوانين لكتابة الرواية هي قصة طويلة تصف الوضع الذي وصل اليه المهجرون من حيث الذل والتهجير والقمع، انها سطور عبارة عن ردة فعل الكاتب وبقدر بساطة النص فقد كان عميق التركيبة.
مصطفى عبد الفتاح مبارك اصدارك.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف