الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الأنفاق سلاح الردع عند المقاومة بقلم:أ. محمود فخري حسونة

تاريخ النشر : 2016-02-08
الأنفاق سلاح الردع عند المقاومة بقلم:أ. محمود فخري حسونة
الأنفاق سلاح الردع عند المقاومة

     لم يكن إعلان خبر استشهاد عناصر وحدة الاعداد والتجهيز القساميين السبعة امرا عاديا او حدثا عابرا،  بل  كان رسالة مباشرة من حركة حماس الى الاحتلال  الصهيوني من اعلى المستويات. وقد كان بالامكان اظهار استشهاد القساميين السبعة من وحدة الاعداد والتجهيز من خلال مهمة جهادية خاصة، او اضفاء نوع من التكتيم للحيلولة دون استفزاز قادة الاحتلال الصهيوني، ولكن الامر لم يكن كذلك بل كان رسالة مباشرة قوية تلخص فصلا من فصول المقاومة المتصاعدة. فقد صرح نائب المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس اسماعيل هنية  خلال خطابة في تأبين شهداء وحدة الاعداد والتجهيز بقوله: "أن شرق مدينة غزة ابطال تحت الارض يحفرون في الصخر ويبنون الانفاق، وغرب غزة ابطال تجرب الصواريخ" وقال كذلك أن كتائب القسام حفرت الانفاق لتدافع عن غزة، وذكرت صحيفة معاريف الصادرة بتاريخ 2-3 قول نائب المكتب  السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية: أن الانفاق سلاح استراتيجي ضد اسرائيل.

وقد رأى قادة الاحتلال الصهيوني بتصريح هنية رسالة تحدي ومواصلة لحفر الانفاق  والاعداد لمواجهة قادمة، واحس بالاستفزاز المتعمد كنوع من الردع اذا ما فكر بمعركة سريعة ومفاجئة لغزة. فكانت تصريحات قادته العسكريين والامنيين متتابعة لترد على التحدي الذي اعلنته حماس، فوجه رئيس الحكومة الاسرائيلية نتانياهو على الفور تهديدا الى حماس اذا ما فكرت بتنفيذ عمليات من الانفاق الهجومية، بينما قال العميد فال كلامن رئيس هيئة سلاح الجو الاسرائيلي بأن الطائرات الحربية الاسرائيلية مستعدة لحرب شاملة وبضرب الاف الاهداف خلال 24 ساعة. اما وزير الحرب يعالون فقد قال: "اننا لم نعثر على أي نفق،  ويجب التروي في قرار الحرب"، وقال منسق الشؤون الاسرائيلية  في الضفة وغزة يوآف بولي مردخاي أن الانفاق التي تحفرها حماس على الحدود مع اسرئيل  تجلب الموت والدمار لقطاع غزة والسكان المحليين لكنها لا تشكل خطرا استراتيجيا على اسرائيل. ولكن المراسل العسكري في التلفزيون الاسرائيلي روني دانييل قال :"يبدو اننا خسرنا صراع الادمغة في مواجهة حماس"، اما شاؤول شاي صاحب كتاب "الحرب تحت الارض والتحديات الهامة لقواتنا" فلم يخف خوفه من مشكلة الانفاق وتحديها لاسرئيل  فقال: "اجلا ام عاجلا ستتحول الانفاق الى المشكلة المركزية امام الجيش الاسرائيلي بالاعتماد  على التجربة التاريخية مستشهدا بالفشل الذي لحق بالقوات الامريكية في فيتنام في مواجهة تحدي الانفاق  الذي استخدمه محاربو الفيتكونج جنوب فيتنام.  ولكن هل تحمل تصريحات قادة الاحتلال الاسرائيلي مؤشرات على حرب وقائية لتدمير الانفاق التي تشكل خطرا مستقبليا على اسرائيل؟

أن تصريح هنية يشكل ورقة ضغط وقوة تملكها حماس في غزة، ويبين للكيان الصهيوني اننا نعد انفسنا اكثر للمواجهة ولا ننتظر المباغتة كما حدث في حرب 2008، والاعداد والتجهيز تحت الارض –الانفاق-وفوق الارض بتطوير الصواريخ تشكل سلاح ردع جربه الاحتلال الاسرائيلي في حروبه مع حماس، ولهذا كان تصريح وزير الحرب الاسرائيلي يعالون منضبطا وعقلانيا عندما قال: "اننا لم نعثر على أي نفق - في محاولة لطمأنة  مستوطني غلاف غزة-، ويجب التروي في قرار الحرب"، واكد على ذلك عضو لجنة الخارجية والامن في الكنيست الاسرائيلي عوفر شيلح أن الظروف الدولية ليست مناسبة لشن حرب ضد قطاع غزة بينما اعرب جلعاد أن شن حرب وقائية  ضد الانفاق ليس حلا عمليا.

 فهل تنجح خطط الكشف عن الانفاق ام هي مجرد عملية استعراضية؟

انه ليس هناك مجال امام قادة الاحتلال الصهيوني الا محاولة علاج هذه المشكلة الخطيرة على امنها ، فهي تخشى من الانفاق الهجومية  التي  تمكن المقاومة من الخروج من خلف صفوفه  كما حدث في أسر شاليط، وخلال حرب 2014م من مباغتاة أوقعت الكثير من القتلى والاصابات في صفوفه، وكذلك تهديد لمستوطني غلاف غزة واسر أعداد منهم. لذا سارعت الاجهزة الامنية بطلب ميزانية ترصد بهذا الخصوص، بالاضافة الى موقف الولايات المتحدة التي ستوظف 500مليون شيكل لمساعدة اسرائيل والتصدي لتهديد الانفاق. وذكر مسؤول اسرائيلي في وزارة الحرب الاسرائيلية قوله أن الوزارة  وصلت الى اتفاق حول ميزانية الادوات التي  ستعمل على كشف الانفاق، ولكن لايوجد في الخطة المعمول بها جدول زمني لكشف الانفاق  بتلك الاليات، وتابع قوله: "وعدنا من قبل يعالون ومن نتانياهو بعمل جدار حول قطاع غزة بعد حرب 2014، ولكن لم يتم الوفاء بالوعود، بينما تواصل حماس حفر الانفاق تحت اقدامنا، وقد بدأت الحفارات والادوات بعملية الكشف عن الانفاق ولكن يبدو أن هذه المهمة ضرب في رمال غزة كما هو حال حفر هذه الانفاق في رمالها، وقد حاول الاحتلال الصهيوني في حرب غزة عام 2014م بالكشف عن الانفاق وزعم أنه كشف ودمر غالبيتها بما يقارب الثلاثين نفقا ولكن لم تكن هذه التصريحات موثقة ولا تزيد عن كونها استعراض اعلامي أجوف، ومن خلال الصور التي أظهرتها وسائل الاعلام فان هذه المهمة ستحتاج الى زمن مفتوح حتى تدمر بعض الفوهات السطحية وليس النفق الذي يمتد الى مئات الامتار تحت الارض. بالاضافة أن عملية الحفر في الانفاق متواصلة كما يبدو من تصريحات قادة حماس، ومن خلال ارتقاء  بعض شهداء الاعداد والتجهيز الذين انهارت عليهم الانفاق خلال عملهم فيها. وتبقى معادلة الصراع مفتوحة بين احتلال يعمل على تثبيت أركان استيطانه، وبين شعب واقع تحت الاحتلال يعمل على اجتثاث هذا الاحتلال ليرى نور شمس الحرية.  
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف