الأخبار
الإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفة
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التدريب والتطوير في الميزان بقلم:د. جمال عبد الناصر محمد أبو نحل

تاريخ النشر : 2016-02-08
التدريب والتطوير في الميزان  بقلم:د. جمال عبد الناصر محمد أبو نحل
التدريب والتطوير في الميزان في الآونة الأخيرة من القرن الواحد والعشرين زادت وتيرة ما يسمي بأكاديميات التطوير والتدريب، والتنمية البشرية والتنمية المُستدامة وبرامج الابداع ولغة الجسد و( TOT )، والبرمجة العصبية واللغوية، وأسماء ومسميات كثيرة ومتنوعة، وخاصة في وطننا العربي والإسلامي بالرغم من الربيع العربي الدموي، وكثيرًا ما نسمع عن الاعلان عن دورات وديبلومات في تخصصات متنوعة وخاصة في مجالات التطوير والتدريب، ومن الدول التي زادت بها الاهتمام بتلك الأمور هي دول الخليج العربي وخاصة السعودية، وكذلك ومصر والأردن وفلسطين المُحتلة، وبعض دول المغرب العربي؛ وهذا أمر محمود ويجب الاشادة به، وتعزيزهُ وتنميتهُ وتقويتهُ ولكن!! مشكلتنا في الأمة العربية والإسلامية نُكثر من المحاضرات النظرية الشفوية وهذا أمر غير مفيد وغير مُّجِدى إن لم نتبع القول بالعمل حيث يقول النبي الكريم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :"           تعلموا ما شئتم أن تتعلموا لن تكونوا بالعلم علماء حتى تعملوا به".      فالمشكلة ليست بكثرة الأكاديميات او الكليات أو الدورات التدريبية والتنموية بل نحتاج إلى التطبيق العملي وإلي تطوير العلوم التطبيقية الميتافيزيقية ولا بأس أن نعرف المقصود من التدريب والتطوير: فالمقصود بكلمة التدريب فتُعرف بأنها: "العملية التي يتم من خلالها تعليم الأشخاص المهارات وإعطائهم المعرفة أو السلوك اللازم حتى يتمكنوا من تنفيذ مسؤولياتهم من خلال المقاييس المطلوبة، وتختلف هذه العملية عن عملية التعليم التي يتم من خلالها توصيل معرفة عامة عن موضوع معين وذلك لأنه يتم التركيز من خلال عملية التدريب على المتطلبات المقصودة لذاتها وعادة ما تتمثل أهداف عملية التدريب في تحسين الأداء الخاص بالمهام مُحددة وفي إعطاء التعليمات بشأن المهام التي لا تكون مألوفة أو قد تتمثل في إعداد الشخص لبعض التغيرات التي من المحتمل أن تحدث؛ وهناك من عرف عملية التدريب بأنها:" التدريب عملية مدروسة لتعديل الاتجاه أو المعرفة أو السلوك المهاري من خلال اكتساب بعض الخبرة لتحقيق أداء فعال في نشاط واحد أو مجموعة الأنشطة ويتمثل الهدف من هذه العملية في المواقف الخاصة بالعمل في تطوير قدرات الأفراد وفي تلبية احتياجات الأشخاص العاملين في المؤسسة في الوقت الحاضر وفي المستقبل؛ وأما عن تعريف التطوير فهو:" عملية التدريب بتأهيل العاملين حتى يتمكنوا من تنفيذ المسؤوليات المُوكلة إليهم في الوظيفة الحالية والالتزام بالمقاييس المطلوبة، فإن عملية التطوير تعنى بمنح الأفراد المعرفة والمهارات والخبرة اللازمة التي تمكنهم من القيام بأدوار ومسؤوليات أكبر وذات متطلبات أكثر وفي الوقت الحالي فإنه يشغل التفكير تأكيد خاص على تعليم الأشخاص كيف يقومون بتطوير أنفسهم وهي فكرة ينبغي أن تمثل أساس عملية إدارة الأداء ككل، ويصف معهد شؤون الفراد وتطوير الأداء المهني عملية تطوير الآخرين بأنها أفضل عمليات التطوير الممكنة لقدرات الموظفين لتلبية المتطلبات الحالية والمستقبلية في المؤسسة وليقوموا بتطوير أنفسهم؛ ويعرف التطوير أخرون بأنهُ: " العمل على تنمية قدرات أحد الأشخاص أو الوصول بها إلى درجة معينة من خلال التعليم الواعي أو غير الواعي وعادة ما تشمل برامج التطوير عناصر خبرة ودراسة كما يتم دعم هذه البرامج باستمرار عن طريق هيئة توجيه أو إرشاد؛ ومن جهة أخرى فإنه غالباً ما يتم تصنيف عملية التطوير من حيث تطوير الإدارة وتطوير المؤسسة والعمالة وبوجه خاص فقد كان ولا يزال هناك تأكيد قوي على تطوير الإدارة، وربما لا يتسبب ذلك في إثارة الدهشة حيث أنه من المهم أن يتم تأهيل المديرين في المؤسسة وذلك حتى يمكنهم التكيف مع التغيرات وحتى يكون لديهم المؤهلات اللازمة لتمكنهم من اتخاذ القرارات الحاسمة؛ وتتركز عملية تطوير الإدارة على المديرين، فإن عملية تطوير المؤسسة تدور حول تطوير المؤسسة ككل، أو على الأقل أجزاء معينة منها، وفي حين أن عمليتي تطوير الإدارة وتطوير الأشخاص العاملين تمثلان كلتاهما جزءاً من عملية تطوير المؤسسة، فإن عملية تطوير المؤسسة تهتم بشكل أكبر بالكفاءة الكلية للمؤسسة أو الصحة المؤسسية وقدرة المؤسسة على التكيف مع التغيير، وتشتمل هذه العملية على نطاق كامل الاستراتيجيات والتقنيات والمناهج، والتي عادة ما يطلق عليها التدخلات، والتي تستهدف الأفراد والمجموعات وفرق العمل وفي النهاية المؤسسة بالكامل، ويكون التأكيد على التغير الثقافي، ولنجاح عمليتي التدريب والتطوير يلزم اتخاذ بعض الخطوات كما يلي:

1-  أن تُبني علاقات التفاهم والتواصل بين المدرب والمتدرب: يتمثل نموذج المدرب الناجح الذي يتمتّع بالخبرة في مجال تدريب المتدربين في ذلك الشخص الذي يمنحك إحساساً بالتواصل والتفاهم واللطف والسهولة عند الحديث والاحتكاك به؛ و ويظهر ھذا التواصل بين المدرب والمتدرب في:

أ- التواصل الاجتماعي: الالتزام بجميع الأعراف والقواعد الأساسية لمظاهر الذوق والآداب الاجتماعية. ب- التواصل القائم على الثقة في المنهاج الذي يتبعه المدرب، والخبرة في أساليب وطرائق التدريب.

ج- التواصل القائم على الثقة في شخص المدرب، ، وإنمّا أصبح يثق في شخصه أيضاً وتوطيد العلاقة.

2- حسن الإنصات

إنّ القدرة على الإنصات الجيّد تعدّ من السمات المميّزة للمدرب الذي يتمتع بالخبرة. تتمثل أولى الخطوات لكي يصبح لدى المرء مهارة الإنصات في الإقرار بأنّ الإنصات يختلف عن الاستماع. فسماع الشيء يعني استقبال صوت ھذا الشيء فقط، أمّا الإنصات فيتطلب تفسير الصوت لإعطائه معنى ولتحديد الاستجابة المناسبة له. ويتألف فن الإنصات من ثلاثة عناصر أساسية و التهيئة  إي بلوغ الحالة المناسبة للإنصات. والقدرة على التركيز والحفاظ عليه. وإعلام المتدرب بأنّ المدرب ينصت إليه - ويظهر إنصات المدرب للمتدرب أثناء جلسة  التدريب عن طريق:

أ‌-  تكرار ما سمعه من المتدرب من حين لآخر وتلخيص بعض السياقات التي وردت في الحوار بينهما.

ب‌-  دمج الكلمات التي يتميز المتدرب باستخدامها عند توجيه السؤال، مع رفع نبرة الصوت عند نطقها، ويعد ھذا أحد الأساليب المهمة، لأنّه يعكس احترام المدرب لأسلوب المتدرب في تعبيره عن أحد الأمور، كما أنّه سيكون له تأثير كبير عليه لأنه يتفق مع لغته.

ج- قراءة ما بين السطور، من المهم عند مناقشة المدرب مع المتدرب، إن يتبع المدرب الخيوط التي توضح جذور المشكلة، والتي يتخطاها المتدرب عند التحدث عنها، ويساعد حسن الإنصات أنه يتيح الفرصة للمدرب للعمل مع المتدرب لرؤية الصورة كاملة لفهم جميع أطراف المشكلة. وسوف يساعد المتدرب في اكتشاف لذاته، كما تساعده في وضع خطة للعمل مع المدرب، وينبغي أن ترتبط خطة العمل ھذه بالمتدرّب من الناحية الشخصية وأن تتفق مع أجنداتها التي وضعها.

3- توجيه الأسئلة الإبداعيّة:

 يعدّ توجيه الأسئلة الإبداعيّة هو صلب عملية التدريب الفعّالة، فتوجيه السؤال المناسب في الوقت المناسب هو أمر غاية في الأهمية  لنجاح عملية التدريب- وتتلخص الأدوار الرئيسية التي تقوم عليها الأسئلة الابداعية في: أن تفرض على المتدرب أن يفكر، وأن يرصد، وأن يتطلع إلى ما حوله وإلى مشاعره، وأن يخوض التجربة بكل كيانه ,أن تدخل عنصر الوضوح في أسلوب التفكير -وأن تركّز الانتباه على المساحات والسلوكيات شديدة الأهمية, - أن تؤكّد فهم المدرب لما قاله أو وصفه المتدرب.-أن تتحدّى المتدرب لاتخاذ خطوات فعلية وبدء التغير -أن تزيد إدراك المتدرب لذاته. ومن الأساليب التي تعود بالفائدة هي التعمق داخل المتدرب لفهم أفكاره بشكل جيد، وهو أسلوب يقوم في الأساس على سؤال أو تعليق تمت صياغته حتى يستمر المتدرب في التحدث أو الحصول على توضيح ما - وتوجد أربعة أساليب للتعمق داخل المتدرب وفهم أفكاره بشكل جيد، والتي تعتبر ذات قيمة كبيرة بالنسبة للمدربين ومن خلال التعمّق القائم على الصمت: وتعد فترة الصمت مفيدة بالنسبة للمتدرب حتى يتمكن من أن يكتشف مشاعره، والتفكير في موضوع أو موقف معين ,التعمق القائم على المحادثة: وهي أسئلة موجودة ومفصلة مثل: متى.. ؟ من.....؟ ماذا..........؟. والتعمّق القائم على التكرار: ويشجع هذا الأسلوب المتدرب على الاستطراد في الحديث، والاستمرار في التفكير، والتعمق أكثر في استكشاف المزيد عن النقطة التي يتحدث فيها المدرب. والتعمّق القائم على آخر ما قالهُ المتدرب: وتستخدم هنا آخر كلمات المتدرب مع تغيير نبرة الصوت.

4- وضع أهداف واضحة

يستفيد المتدربون من وضع الأهداف الواضحة في تعزيز قدراتهم على تنظيم حياتهم ذاتياً، فيقوى عندهم الدافع نحو اتخاذ خطوات إيجابية لتحقيق أهداف معينة خاصّة بهم.  ,ومن سمات الأهداف أن يكون الهدف محدداً ,قابلاً للقياس وقابلاً للتحقيق وواقعياً ,وأن تكون له فترة زمنية محددة ووضعه في صيغة إيجابيّة  لاستيعابه وفهمه. وارتباطه بالمتدرب ,اتفاقه مع المعايير الأخلاقية.

 5- الحدس

يعرّف الحدس على أنّه "الذكاء الحدسي" وهو القدرة على رؤية الأمور غير الواضحة في الوقت الحالي والإحساس بها. يعتبر الحدس أحد الإمكانيات التي تساعد في تنمية وتطوير إحدى أھم سمات التميز في عملية التدريب، كما أنها تعزّز من لحظات الإيحاء التي تمكّن كل من المدرب والمتدرب من تحقيق مستوى التفاهم الكامل في عملية التدريب المتميزة.

6- الحضور

تعريف الحضور هو: " قوّة الشخصية التي يتميّز بها الشخص" والمقصود من القوّة هنا المعنى الإيجابي، فهي الطاقة الشخصية التي تنبع من الشخص، ولا يقصد بها في هذا السياق القوة المستبدة والمسيطرة. ويعد "الحضور" من العوامل التي تلعب دوراً في الاختيار المبدئي للمدرب من قبل المتدربين كما أنه يلعب دوراً في التأكّد من مصداقيته. ويختار المتدربون المدرب على أساس تمتعه بالحضور ومستوى الطاقة الكامنة به، وليس أوراق اعتماده أو تدريبه. و"الحضور"، مثله مثل القيادة أو الزعامة ، يمكن تعلمه إلى حد ما وتعزيزه من خلال التواصل الإيجابي، وتطوير المهارات والمعرفة والخبرة.

7- تقديم التقارير التقييميّة الفعالة.

يتّسم التدريب بأنّه عملية تعاونيّة، يتعاون فيها كل من المدرب والمتدرب معاً لتحقيق أهداف المتدرب. يقع على كاهل المدرب في عملية التدريب مسؤولية تقدير التقييمي بحيث يكون هادفًا وذا محتوى إيجابياً. هناك سبع سمات للتقرير التقييمي الفعال: يقوم على ملاحظات مؤكّدة وليس على رأي أو حكم ,يعتمد على الحقائق وليس التقديرات. يقدّم بعد فترة زمنية قصيرة من المواقف التي تتعلق به وليس بعد فترة طويلة من حدوثها., يتناول سلوكيات المتدرب وليس شخصه ,- يكون محدّداً وليس عاماً  ,يكون إبداعيّاً وليس تحليلياً ,يكون مدعّماً لموقف المتدرب فلا يجعله يتّخذ موقفاً دفاعيّاً.

-        في الختام نقول إن التدريب والتطوير هي عملية مستمرة ومتواصلة ومتدحرجة وهادفة وذات معني إن خُطط وأعُدت بصورة جيدة وراعت كل ما سبق ذكره تكون ناجحة ورائعة؛ ويبقي علينا القول أن التدريب والتطوير عند البعض أصبح مهنة تكسُب وربح وللإتجار بها وليست لهدفها النبيل ولغايتها الراقية التي انطلقت من أجله وهي التنمية البشرية والاستثمار في إعداد الانسان إعدادًا أخلاقيًا ومهنيًا وعمليًا إعدادًا مُتكاملاً  ونحتاج اليوم في التدريب والتطوير إلي  رسالة ورؤية وأهداف ونحتاج إلي توحد كافة الجهود الشريفة والعفيفة والصادقة للخروج بجامعة لكافة مراكز التدريب والتطوير لتكون بشكل مهني وأكاديمي علمي وعملي وتصبح رائدة في عالمنا العربي والإسلامي.

        الكاتب الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل – الكاتب المفكر العربي والإسلامي.

عضو مؤسس في اتحاد المدربين العرب ومدير العلاقات العامة للاتحاد بمكتب غزة

نائب رئيس المركز القومي للبحوث العلمية – رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين.

                    أمين سر شبكة كتاب الرأي العرب سابقًا

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف