الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

محمد القيق.. حرٌّ لا ينكسر بقلم:إياد الرجوب

تاريخ النشر : 2016-02-08
محمد القيق.. حرٌّ لا ينكسر بقلم:إياد الرجوب
محمد القيق.. حرٌّ لا ينكسر

إياد الرجوب

شاب نشيط، دائم الحركة، لبق الحديث، وسيم الوجه، ترى في عينيه تحديا إيجابيا لكل ما يمكن أن يندرج تحت مفهوم المستحيل، هذا ما تشف لك عنه الطلة الأولى لمحمد القيق حينما تلتقيه أول مرة.

محمد القيق معروف بعناده وقسوته على نفسه في العمل، أو على الأقل هذا ما خبرته فيه أيام تواصله معي في كتابته التقارير لصحيفة الحال الشهرية، حينها كان خريجا جديدا يبحث عن عمل لائق.

محمد لا يركن لراحة أو استراحة، حتى لو كانت لمحارب، كانت تقاريره الصحافية المكتوبة تنهمر على بريدي الإلكتروني كما لو أنها من إعداد جماعي، لا ينفك ينتهي من تقرير حتى تجده بدأ بآخر في موضوع مختلف، يكتب في السياسة والثقافة والمجتمع والتراث والبيئة والصحة والاقتصاد وغيرها، فهو يمتاز بعين ثاقبة لا يمكن لها أن تمر عن الأفكار المطروحة في الطريق دون أن تلتقطها، ومع كثرة تقاريره، إلا أنك لا تجد فيها ضعفا أو تكرارا أو غموضا أو انحيازا لغير الحقيقة، ولهذا، ففي الوقت الذي كنت أعتمد تقريرا واحد للنشر شهريا لكل صحافي، كنت أجدني قد اعتمدت ثلاثة أو أربعة تقارير لمحمد، هكذا ودون قصد، وكثيرا ما كنت أحاول أن أقتصر حصته في العدد على تقرير واحد إلا أن مواضيعه كانت تتسرب إلى العدد بغير إرادتي.

محمد حر- كما عرفته- بإرادة حرة أبية، وذو أنفة وكبرياء وشموخ لا يُقاوم، فكيف يمكن للاحتلال أن يكسره؟ وما دخوله في إضرابه المفتوح عن الطعام منذ اعتقاله إلا تعبير واضح عن تلك العزة والكرامة التي يعيشها محمد ويورثها لمن حوله، فله من إضرابه مطلب واحد غير قابل للنقاش عنده، وهو الحرية التي تعني العودة لبيته وبلدته إما حيا أو شهيدا، فرفض عروض الاحتلال وما زال متمسكا بمطلبه طوال معركته التي يديرها بإرادته وأمعائه، والمتواصلة منذ 75 يوما بإرادة وعزيمة لا تلين.

محمد اليوم يقوم بحرب مضادة على الحرب التي شنها الاحتلال عليه، يحارب منفردا لكسر قوانين الاحتلال الظالم، فما الذي يشغلنا عنه؟ هل انشغلنا عنه بما هو أهم منه؟ وما الأهم من مناضل بات يحارب المحتل وحيدا غير متسلح بشيء إلا بإرادته وأمعائه؟

حينما قرر محمد خوض إضرابه لم يكن هدفه فرديا، بل أراد أن يحمي الحق الفلسطيني في الحرية، وأن يواصل درب من سبقوه في رفض سياسة الاعتقال الإداري، وإلى أن يتبلور رأي عام رسمي وشعبي وإعلامي مساند بحجم إرادة محمد، تظل أمعاؤه هي وحدها التي تقاتل في ساحة المعركة، فهو يستشهد في كل يوم مرات ومرات.

ماذا جنى محمد لتتركه "فصائل العمل الوطني" في إضرابه وتتلهى في لا شيء، لتأخذ زوجته وأبوه وعائلته على عاتقهم إبقاء ساحة التضامن معه تحيا بأنفاسه، أما طفله فما زال يتلمس صورة أبيه في كل يافطة تضامنية ويطبع عليها قبلة بريئة دافئة يستشعر بها الحنان الأبوي الذي طال غيابه.

محمد يعد الثواني في حربه المفتوحة منتظرا النصر مهما كلف الثمن، ونحن لا نشعر بالوقت الذي يمر سريعا في سهراتنا الليلية واحتفالاتنا التي لا معنى لها.

محمد رفض تناول 225 وجبة طعام متتالية حتى الآن في سبيل رفع شأن الإرادة الفلسطينية، ونحن لا نحتمل الامتناع عن وجبة واحدة.

هكذا نحن يا محمد، نتركك وحيدا في حربك، ولا تجدنا إلا عند انتهائها لنستثمر اللحظة، ففي لحظة النهاية ستجد الآلاف حولك يهنئونك بالحرية، أو يشيعونك- حماك الله وأطال عمرك- متسلقين على إرادتك وتضحياتك وروحك.

لك الله وزوجتك وطفلك وعائلتك يا محمد، ونستميحك عذرا، فأمعاؤك تأتمر بك، أما نحن، فلا حيلة لنا على عصيان أمعائنا.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف