الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المصالحة من جديد بقلم نعيم طوباسي

تاريخ النشر : 2016-02-08
المصالحة من جديد
بقلم نعيم طوباسي

الكاتب والمحلل السياسي

منذ عام 2007 وشعبنا يعيش حالة غير طبيعية خاصة وأن هذا الشعب يواجه احتلال وعدوان مستمر مع كل فجر وليلة، فشعبنا من شتات إلى شتات معذب فوق العذاب والكلمة ليست واحدة والموقف أصبح مواقف، الكل ليس مع الكل وحتى لا أكون متشائما بل متشائلاً على رأي كاتبنا وأديبنا المرحوم إميل حبيبي رحمه الله، فالحالة الفلسطينية مشهدها مروع، شهداء بالجملة إسألوا سعير والخليل واسألوا الشمال والوسط والجنوب واسألوا غزة هاشم، واسألوا القدس ورام الله، هل بقي بيت في بلادنا لم يودع شهيداً أو معتقلاً، وهل بقيت قرية أو مدينة ليس فيها معالم للهدم والدمار، وهل بقيت مقدساتنا بطهارتها وعزتها وهيبتها، والأمرُّ من ذلك أن هؤلاء حتى اللحظه لم يسمعوا نخوة المعتصم. وأن نساء وأطفال فلسطين تصرخ وتتعذب وتنادي فلا مجيب للنداء. في هذه الأجواء يعود الحديث عن المصالحة. ومع ذلك، ومثلما يقول المثل، "لاحق العيّار لباب الدار"، علماً بأن الشارع الفلسطيني قد ملّ ولم يعد يصدق أن الأمر أصبح ناضجاً، وهل القرار سيكون فلسطيني فلسطيني، ومن أجل المصلحة الفلسطينية دونما تدخلات خارجية، ومن يدفع الثمن هو شعبنا وأطفالنا ووحدتنا ومستقبلنا، وأذكر في هذا المجال والسياق، أن الزعيم المصري سعد زغلول عندما كان يفاوض أكبر قوة عالمية على وجه الأرض وكان يعرف ترسانتها العسكرية ومدى جبروتها في الأرض كان يقول لا تهمني هذه القوة العظيمة ولا تخيفني، ولكن الذي يضعفني أمام هذه القوة العظمى شيء واحد فقط وهو المحاولات الداخلية وشق الموقف وانقسام الحزب لأن ذلك يضعفه أمام الامبراطورية البريطانية العظمى التي كانت لا تغيب عن أملاكها الشمس. شيء واحد فقط هو الذي أضعفه هو الخوف من الانقسام أو من الوضع الداخلي لديه ولكنه صمد صمود الجبال وفاوض الإنجليز وأُبعد وسجن وحوصر وتعرض لكل أنواع الضغوط، من قبل الإمبراطورية العظمى ومعها دول عظمى أخرى تقف خلفه وبجانبه ودفعت مصر وزغلول ثمن لعبة المصالح واقتسام الغنائم وتقسيم المنطقة. ورغم ذلك صمد شعب مصر العظيم بقيادة سعد زغلول في وجه كل الضغوط وفي نهاية المطاف انتصرت الثورة وانتصرت مصر لأن سعد زغلول فاوض وشعبه وأحزابه معه ونقف الى خلفه والى جانبه.

ونحن اليوم أمام وضع قد يكون متشابهاً حيث أن نقطة ضعف القيادة والرئيس محمود عباس أبو مازن تكمن بالإنقسام أمام العالم وأمام الإحتلال، حيث أن عدونا يتخذ من الإنقسام والخلاف ذريعة للتهرب من كل الاستحقاقات وتنفيذها بل أنه مستفيد جداً من ذلك ويوظفها لخدمة أهدافه.

إن حالة المفاوضات التي خاضها سعد زغلول مع الإنجليز وخاصة (ملنر وماكدونالد) وغيرهم ومع دولة عظمى شبيه اليوم بنفس الحالة التي يخوضها الأخ الرئيس أبو مازن مع دولة الاحتلال القوية، وصاحبة الترسانة العسكرية الكبيرة ونحن نتابع المشهد وكل التطورات فإن كل ذلك لم يثنِ القيادة الفلسطينية ولم يخيفه ولم يضعفه أمام كل ذلك لأن هذا الشعب وقيادته قد تجاوز كل محاولات الترهيب والتهديد والعدوان والحصار، ولكن شيئا واحداً فقط هو الذي يضعف شعبنا وقيادته أمام المحتلين وأمام العالم هو الانقسام ثم الانقسام والانقسام.

فالإحتلال متحجج وليس متعجج كمثل الخروف والذئب يريد أي شيء لرفض التوصل إلى سلام حقيقي في المنطقة علماً بأن غالبية العالم يقف إلى جانبنا، ولكن حتى لو وقف كل العالم معنا ومع قضيتنا ونحن لم نقف مع أنفسنا فإن الوضع سيكون خطير والنتائج ليست في صالحنا لنذهب للمؤتمر الدولي موحدين، وليذهب الأخ الرئيس ومعه سلاحه الفتاك وهو الوحدة الوطنية وإنهاء الإنقسام، ليقف كل شعبنا خلف قائده وقيادته، مثلما وقف شعب مصر خلف سعد زغلول وخلف جمال عبدالناصر حيث انتصرت الثورة.

ومن هنا نرفع صوتنا عاليا ونقول لإخواننا فلسطين وقضيتها ومصيرها وقدسها وحريتها واستقلالها وعذاباتها أكبر من كل خلاف فهل ننتصر للقضية وللاستقلال لانه الأغلى من كل الامتيازات والمصالح الحزبية وبالتاكيد فإن هذا الوطن يتسع لنا جميعا وهذا الشعب العظيم يستحق منا التضحية والوحدة وإنهاء كل خلاف فهل تنجح المصالحة وإنهاء الإنقسام هذه المرة؟! نتمنى ذلك!.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف