الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحلقة الثانية والثلاثون مشوار حياتي.. (سيرة قلم فلسطيني) [الجزء الأول] ـــ 1966 بين الدراسة والتدريس..بقلم رفيق علي

تاريخ النشر : 2016-02-07
الحلقة الثانية والثلاثون مشوار حياتي.. (سيرة قلم فلسطيني)  [الجزء الأول] ـــ 1966 بين الدراسة والتدريس..بقلم رفيق علي
الحلقة الثانية والثلاثون
مشوار حياتي.. (سيرة قلم فلسطيني)
[الجزء الأول]
ــــــــــــ
1966 بين الدراسة والتدريس
بعدما رضيت بما وصلت إليه من جهود طلب العلم بالانتساب لكلية الآداب، عازماً على التخصص في دراسة اللغة العربية وآدابها لسببين؛ الأول: لعلاقتها بموهبتي الأدبية الشعرية وتنمية هذه الموهبة، والثاني: لتحسين مؤهلي العلمي الذي سيرفع بالتالي درجتي الوظيفية! فقد رسمت لنفسي خطة حياة ومعايشة تقوم على الأسس التالية:
1ـ المستقبل الباسم رهينٌ بنسيان الماضي الأليم.
2ـ وإن كنت قد ضحّيت لأجل العائلة؛ مرغماً لا بطلاً، فإنّ على المُرغم كما على البطل أن يكمل الطريق حتى النهاية، وعلى الرجُل أن يظلّ رجلاً ويتحمل المسئولية مهما كان ثقلُها أو ناء به حملُها!
3ـ أجد بذلك رضا نفسي وربما أدركت بعض سعادتها.. أمّا المجد الذي كان يراودني منذ نعومة أظفاري؛ وكوني المتفوق ذا الموهبة القلمية، فيمكنني اصطناعه وتحقيقه في كثير من مجالات الحياة، غير معدوم الوسيلة أو فاقد الحيلة!
هذا ورحت أحفز همّة نفسي من أجل بناء ذاتي وتحقيق مجدي الذي أشعر أنه لن يضيع ما وجدت الإرادة وكان الحزم والعزم.. متمثلاً قول الشاعر العظيم(أبو العلاء المعرّي) إذ يقول:
ألا في سبيل المجد ما أنا فاعلُ** عفافٌ وإقدامٌ وحزمٌ ونائلُ!
فكتبت تحت عنوان (همة نفس):
أيا سبعُ هل ضاقت بك السُّبْلُ أن تسعى
******************* فزمجرةً تهوي النسورُ لها صرعى!
أسبعَ العوالي هل دجا دربُ عزةٍ** أردتَ لها أن تطرقَ السُّبُلَ السبعا؟
فلا تيئسنْ لو راشت السهمُ مرةً*** وإنّ لك الأظفارَ والقلب والسمعا!
تخوض بها بحراً تجوز مفازةًً***** تُعَلّي بها بيتاً عدمتَ له صدعا!
تذرّعت بالصبر الجميل تحمُّلاً****** تكاد تضيق الراسياتُ له ذرعا!
وقد أشرب السمَّ الزُّعاف تعلُّلاً***** وكأس الهوان لا أطيق له جرعا
×××××
وقد نشرت هذه الأبيات مؤخراً فيما أنشر من مجاميع شعرية، على شكل باقات مرقّمة، في مواقع التواصل الاجتماعي والصحافة الإلكترونية.. مضيفاً إليها ـ فخراً وتثبيتاً على الطريق، ودافعية لغيري من تلميذ أو صديق ـ ما يلي:
نذرتُ يراعي للجهاد كما دمي**** مِدادَينِ مَن مثلي أمدّهما جمعا؟
أُراقبُ يوماً دونه ضجعة الرّدى**** به لجهادٍ حين يوجِبُ أُستدعى
فإمّا حيـاةٌ والمرادُُ محقّـقٌ******* وإما مماتٌ كان موردُهُ طبعا!
×××
كان أخي مصطفى أيضاً من المتفوقين البارزين في مراحل التعليم؛ وبسبب وضعنا المادي الجديد الأفضل من وضعي في ثانويتي العامة؛ فقد حصل على الدرجة الأولى على مستوى القطاع! وتخصص في دراسة الهندسة بجامعة القاهرة، بمنحة من الوكالة وقدرها خمسة عشر جنيهاً مصرياً في الشهر، وكانت ذات قيمة في ذلك الوقت، لكنها لا تكفي نفقات الطالب مع أجرة سكنه إلا بالكاد.. لذا حولت له مبلغ ثلاثة جنيهات إضافية لعِدة أشهر، منعني من الاستمرار عليها أنني كنت أدّخر من راتبي ما يكفيني للسفر إلى مصر أثناء العطلة الشتوية للتعرف على المنهج ووصل ما سبق من محاضرات بما لحق، ثم آخر العام الدراسي لأداء الامتحان، هذا إضافةً لما تتطلبه نفقات الأسرة التي كبرت بميلاد أخت وأخ جديدين! حتى إذا دخلت العطلة الشتوية في يناير/كانون ثان 66 استخرجت تصريحاً بالسفر، ورحلت بواسطة القطار الذي كان يصل قطاع غزة بمصر، وذلك في اليوم الثامن من هذا الشهر، والذي يوافق اليوم السابع عشر من رمضان المبارك 1386 .. ووصلت القاهرة الساعة الثانية بعد الظهر، حيث نزلت فندق(قصر المدينة) المجاور لفندق فلسطين؛ وكنت قد اتفقت مع زميلي في التدريس (عبد الرحيم أبو العمرين) على الالتقاء به؛ وكان ينتسب لقسم اللغة الإنجليزية للسنة الثالثة بنفس الجامعة.. بعدما تناولت طعام الإفطار وكنت صائماً توجهت لزيارة أخي مصطفى الذي كان ينزل بالجيزة ـ أرض اللواء ـ شارع جامع الصفا، وعدت للفندق الساعة الحادية عشرة ليلاً! وأسلمت نفسي لنوم عميق بعد قضاء يوم سفر وصومه! ومع ذلك صحوت الساعة الثانية والربع وتناولت سحوري من بيض مسلوق وخبز أبيض مع الجبن المصري(القريش) والزيتون الأسود.. ولم أكن قد صليت العشاء فتوضأت وصليت، ثم أمسكت القلم لأدوّن بعض المذكرات اليومية التي ابتسرت منها ما أكتب هنا.. فكتبت عن جو مصر القاهرة اللطيف وكأنه أواخر الشتاء وأوائل الربيع؛ برغم أننا الآن على مشارف الأربعينية الشتوية شديدة البرودة! وعن سمائها الصافية كصفحة السيف، متذكراً شعراً لشاعر النيل(حافظ إبراهيم) رحمه الله من قصيدة (مصر تتحدث عن نفسها) حيث يقول على لسانها:
وترابي تبرٌ ونهري فراتٌ** وسمائي مصقولةٌ كالفِرندِ!
لم أكن قد أخذت قسطي الكافي من النوم فعدت إليه بعد صلاة الفجر، لأستيقظ الساعة التاسعة صباحاً! كان عليّ أن أنتظر زميلي إبي العمرين لأذهب معه إلى الجامعة.. فآثرت أن أنزل لأتجوّل قليلاً في الشوارع القريبة.. مررت بمكتبة في منطقة العتبة وتصفحت بعض الكتب: عبقرية خالد وعمر للعقاد.. واشتريت روايتي مصرع كيلوبترا وعنترة لشوقي، ثم رجعت للفندق لأجد أخي مصطفى في انتظاري؛ فأغادر معه إلى حيث ينزل بالجيزة.. وأتعايش معه في المكان حتى نهاية العطلة الشتوية والعودة إلى القطاع!
ــــــــــــــــــــــــــ يتبع
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف