بين القيادة والجماهير :::
قصة / بقلم الدكتور محمد بكر البوجي
في العام 1990 خرجت إلى القاهرة في مهمة خاصة ، وكانت مصر تفتح المعبر على مصراعيه ليل نهار خدمة للانتفاضة الفلسطينية ، التقيت بعض القيادات الفلسطينية ، وكان همي إيجاد حل لمشكلة المدرعة قاذفة الحجارة على بيوت المخيم فتحطم القرميد والإسبست ، كانت قاسية على الناس خاصة في وقت الشتاء ، شرحت الموضوع لأحد قادتنا هناك ، كانت إجابته : ارفعوا القرميد وابنوا باطووون ؟؟!! فضحكت وقلت ، الناس في حالة حرب ولا عمل ولا إمكانية لذلك . صمت ، ثم قال : حطوا على القرميد قش ! ضحكت وقلت : طلقة واحدة تحرق المخيم بأكمله. ثم صمت وتأمل ، ما الحل ؟ قلت : الشباب والأطفال أوقفوا حركة المدرعة وذلك بأن وضعوا أكياس النايلون بين أتراس عجلات المدرعة ، فضعف أداؤها ، ثم خرجت دون أن أشرب القهوة لأنها ليست مصنوعة لي ، أنا ابن القطاع. وقبل عدة سنوات كنت في سوق الشاطئ اشتري من بسطة معروفة لي ، وإذا بسيدة تأتي إلى صاحب المحل ، فقال لي : هذي الست أخذوها هي وأولادها بالباص إلى معبر رفح وقذفت المصريين بالحجارة ، وأعطوها كابونة ، فابتسمت وقلت:شكلها غلبانة صاحبة حاجة : اعطها ما تريد من البسطة والحساب عندي ، فابتسمت ودعت لي بالخير ،وسألتني : من أين انت ؟ قلت : ابن هذا المخيم ،خلاص خذي ما تشائين ولا داعي للسؤال ، قالت : كان زوجي يعمل بالداخل وكنا بخير، والله التي أخذتني إلى الباص كنت أيام الخير أتصدق على أهلها ! ،وحدث ما حدث ، يا ليتهم مثلك ، فجأة جاء طفل وقال : ياما أجت بنت أبو السيبان وأخذت أختي رسمية بدها تحفظها السند ، يوووه بلا سيبان بلا قمل ، رسمية أصلا ما بتعرف تقرأ ! نظرت إلي : شوف كيف يستغلون آلامنا وفقرنا حتى نخدمهم ،قلت : ارسلي إبنك يتعلم صنعة حتى تعيشون .
قصة / بقلم الدكتور محمد بكر البوجي
في العام 1990 خرجت إلى القاهرة في مهمة خاصة ، وكانت مصر تفتح المعبر على مصراعيه ليل نهار خدمة للانتفاضة الفلسطينية ، التقيت بعض القيادات الفلسطينية ، وكان همي إيجاد حل لمشكلة المدرعة قاذفة الحجارة على بيوت المخيم فتحطم القرميد والإسبست ، كانت قاسية على الناس خاصة في وقت الشتاء ، شرحت الموضوع لأحد قادتنا هناك ، كانت إجابته : ارفعوا القرميد وابنوا باطووون ؟؟!! فضحكت وقلت ، الناس في حالة حرب ولا عمل ولا إمكانية لذلك . صمت ، ثم قال : حطوا على القرميد قش ! ضحكت وقلت : طلقة واحدة تحرق المخيم بأكمله. ثم صمت وتأمل ، ما الحل ؟ قلت : الشباب والأطفال أوقفوا حركة المدرعة وذلك بأن وضعوا أكياس النايلون بين أتراس عجلات المدرعة ، فضعف أداؤها ، ثم خرجت دون أن أشرب القهوة لأنها ليست مصنوعة لي ، أنا ابن القطاع. وقبل عدة سنوات كنت في سوق الشاطئ اشتري من بسطة معروفة لي ، وإذا بسيدة تأتي إلى صاحب المحل ، فقال لي : هذي الست أخذوها هي وأولادها بالباص إلى معبر رفح وقذفت المصريين بالحجارة ، وأعطوها كابونة ، فابتسمت وقلت:شكلها غلبانة صاحبة حاجة : اعطها ما تريد من البسطة والحساب عندي ، فابتسمت ودعت لي بالخير ،وسألتني : من أين انت ؟ قلت : ابن هذا المخيم ،خلاص خذي ما تشائين ولا داعي للسؤال ، قالت : كان زوجي يعمل بالداخل وكنا بخير، والله التي أخذتني إلى الباص كنت أيام الخير أتصدق على أهلها ! ،وحدث ما حدث ، يا ليتهم مثلك ، فجأة جاء طفل وقال : ياما أجت بنت أبو السيبان وأخذت أختي رسمية بدها تحفظها السند ، يوووه بلا سيبان بلا قمل ، رسمية أصلا ما بتعرف تقرأ ! نظرت إلي : شوف كيف يستغلون آلامنا وفقرنا حتى نخدمهم ،قلت : ارسلي إبنك يتعلم صنعة حتى تعيشون .