معركة الأمعاء الخاوية من خضر إلى القيق
مما لاشك فيه لدى أي متابع للشأن الفلسطيني أن الإضرابات الفردية ستسجل بل ستحفر في ذاكرة التاريخ الفلسطيني، وذلك لأسباب عديدة منها أن قضية الأسرى باتت القضية الوحيدة التي يجمع عليها الفلسطينيون ( السياسيون والفصائليون) فلم يعد هناك قضية أخرى يجمعون عليها، وبات كل ما في فلسطين موضع خلاف ( سياسي وفصائلي) حتى القدس لم تستثن من هذا الخلاف! ولا حول ولا قوة إلا بالله
وثاني تلك الأسباب: هو الدفع الكبير الذي يدفعه أهل السلام نحو المقاومة السلمية، المقاومة التي لا تؤذي جسد العدو، مقاومة المهاتما غاندي، المقاومة التي تهاجم بقايا إنسانية تقبع في نفس العدو، فتصرخ في وجهه وتهزه وتزلزله قائلة: أفق أيها الظالم لأنك خرجت من إنسانيتك، واتجهت نحو الوحشية والحيوانية، فأنقذ نفسك، وعد إلى إنسانيتك، تلك هي فلسفة المقاومة السلمية ( مقاومة غاندي)، ومع بدايات الخلاف حول جدوى هذه المقاومة ونفعها نجد قائدا من الجهة الرافضة لهذا النوع من المقاومة، أو لنقل من الجهة التي لا تجد نفعا في هذا النوع من المقاومة، يقدم نفسه قربانا لأولئك السائرين في هذا النهج، قائلا لهم هذا جسدي وقود لمعركتكم، فأروني ماذا أنتم صانعون؟ نعم ها هو الجهاد الإسلامي ( أعنف الفصائل الفلسطينية، وأبعدها عن دهاليز السياسة، وألصقها بالقنبلة والبندقية)، يقدم واحدا من أبرز قياداته ليكون رمزا للمقاومة السلمية، ثم يتبعه كثيرون ومن فصائل شتى، فيشنون هجوما استراتيجيا مدروسا محكما ليس على ضمير العدو الصهيوني ( إن وجد) فقط، بل على الضمير الإنساني في العالم كله، ويضعون كل مؤسسات حقوق الإنسان على المحك، ويضعون القانون الدولي بين المطرقة والسندان، أي بلغة لاعبي كرة القدم، قدموا لكم الهدف على طبق من ذهب، ولا يلزم منكم سوى اللمسة الأخيرة. فماذا كانت إسهاماتكم العملية والسياسية، الوزير عيسى قراقع الذي وقف بقوة أخلاقية عالية تمت إزالة وزارته من الحكومة، لأعذار أقبح من ذنوب، مفجر هذه الثورة ( خضر عدنان ) أصبح عدوا يحارب أو يضيق عليه في كل المحافل، النتيجة السياسية صفر ضخم بضخامة فشل السياسيين
وثالث تلك الأسباب: ( وإن كان تافها في نظري، ولكن له دور كبير في كتابة التاريخ) وهو تحطيم الأرقام القياسية، وكما تعلمون فإن للأرقام القياسية نصيب كبير من المتابعة والاهتمام والتشويق حتى أضحى كتاب الأرقام القياسية أشهر كتاب في العالم، وتدفع الدول الملايين لتحصل على سطر فيه، وإنه كان ليحزنني أن أجد من يتمنى أن يستمر الأسير المجاهد في إضرابه ليس ليحقق حريته أو مطالبه، بل ليحطم الرقم القياسي ويحزنني أكثر أن أجد هذا الإهمال بحق صاحب الرقم القياسي (( سامر العيساوي ) فقد حقق الرقم وانتهت القصة، حتى لو كانت قصة معاناته لم تنته ولا حول ولا قوة إلا بالله!!.
وبعد هذا التقديم أضحى واضحا أننا أمام ظاهرة تُسجل في تاريخنا ُوتسجل كل فعل نقوم به، فكيف نتصرف وماذا نفعل، تسجل دور أهل السلام في هذه المعركة التي وصفتها سابقا بأنها رابحة
وتسجل دور أهل المقاومة، ماذا يفعلون؟ تسجل من يحتفظ بحق الردّ؟ وتسجل من كانت خياراتهم مفتوحة ما بين الاستنكار والاستهجان والتنديد والتهديد؟ ومن يتمسكون بتحميل المسؤولية لغيرهم من الحكام الذين لا يتحملون مسؤولية رعاية شعوبهم ودولهم، والمؤسسات الدولية التي يصفونها بأزلام وأصنام لا تملك لنا ضرا أو نفعا، يحملون المسؤولية للقانون الدولي الذي لا يكيل بمكيالين فقط بل بخمسين مكيالا؟ وتسجل من يتحملون مسؤولياتهم ويثبتون أنهم على قدر المسؤولية، وأنهم يملكون الخيارات والإبداعات اللازمة لتسجيل موقف مشرف في التاريخ الفلسطيني؟
رغم مرور ثلاث سنوات على هذه المعركة ما زال أهل الانقسام، يتمسكون بانقساماتهم وخلافاتهم؟ دون أن يستفيدوا من الدرس الذي علمنا إياه أبطال هذه المعركة وما زالت أمعاء القيق تذكرنا بأبجدياته، ما زالوا لم يتعلموا ما يجب أن نجمع عليه وما يجب أن نختلف عليه، لم يتعلموا أننا في نظر عدونا في منزلة واحدة، فمحمد القيق وخضر عدنان وسامر العيساوي ومروان البرغوثي وأحمد سعادات كلهم شخص واحد مثلما كان بنظرهم ياسر عرفات والشقاقي وأحمد ياسين وأبو علي مصطفى، لم يتعلموا أن الحرية تنتزع ولا توهب. وأن عدونا الذي يرفض إعطاء القيق حريته لن يعطينا وطننا ولن يعطينا حريتنا ولن يعطينا كرامتنا ولن يفك حصارنا
وأخيرا من الواضح أن الشعب الفلسطيني سار على درب أبطال هذه المعركة، فكما لم ينتظر المضربون أوامر من قادتهم وفصائلهم، بل أخذوا زمام المبادرة بأيديهم وفعلوا ما يرونه صوابا حتى لو أغضب قيادتهم أحيانا، نجد اليوم شباب وفتية فلسطين يأخذون زمام المبادرة بأيديهم دون أوامر تنظيمية أو غيرها.
لم يعد الشباب متمسكا برموز انقسامه من فصائل أكل عليها الزمن وشرب، وأظهرت من الضعف وقلة الحيلة ما يدمي القلوب، من الواضح أن لهذا الشعب رأي آخر؟ فأخذ يتجه اتجاها جديدا ومبدعا، فهل سينجح في خطوته؟ وما هو مقدار العقوبة التي سيلحقها الشعب بقيادته وفصائله؟ وما هي ردة فعل القيادات والفصائل؟ وهل ستعاقب هذا التمرد وتكبح جماحه؟
قلم التاريخ يسجل، وأفعال فتياننا هي المداد والكلمات التي يسجلها، أنا شخصيا لا أعرف ما ستؤول إليه الأحوال، ولكنني متأكد أن للإضرابات الفردية دور مهم بانطلاق هذه الانتفاضة، وأنها ستكون جزءا بارزا في تاريخنا المعاصر
مما لاشك فيه لدى أي متابع للشأن الفلسطيني أن الإضرابات الفردية ستسجل بل ستحفر في ذاكرة التاريخ الفلسطيني، وذلك لأسباب عديدة منها أن قضية الأسرى باتت القضية الوحيدة التي يجمع عليها الفلسطينيون ( السياسيون والفصائليون) فلم يعد هناك قضية أخرى يجمعون عليها، وبات كل ما في فلسطين موضع خلاف ( سياسي وفصائلي) حتى القدس لم تستثن من هذا الخلاف! ولا حول ولا قوة إلا بالله
وثاني تلك الأسباب: هو الدفع الكبير الذي يدفعه أهل السلام نحو المقاومة السلمية، المقاومة التي لا تؤذي جسد العدو، مقاومة المهاتما غاندي، المقاومة التي تهاجم بقايا إنسانية تقبع في نفس العدو، فتصرخ في وجهه وتهزه وتزلزله قائلة: أفق أيها الظالم لأنك خرجت من إنسانيتك، واتجهت نحو الوحشية والحيوانية، فأنقذ نفسك، وعد إلى إنسانيتك، تلك هي فلسفة المقاومة السلمية ( مقاومة غاندي)، ومع بدايات الخلاف حول جدوى هذه المقاومة ونفعها نجد قائدا من الجهة الرافضة لهذا النوع من المقاومة، أو لنقل من الجهة التي لا تجد نفعا في هذا النوع من المقاومة، يقدم نفسه قربانا لأولئك السائرين في هذا النهج، قائلا لهم هذا جسدي وقود لمعركتكم، فأروني ماذا أنتم صانعون؟ نعم ها هو الجهاد الإسلامي ( أعنف الفصائل الفلسطينية، وأبعدها عن دهاليز السياسة، وألصقها بالقنبلة والبندقية)، يقدم واحدا من أبرز قياداته ليكون رمزا للمقاومة السلمية، ثم يتبعه كثيرون ومن فصائل شتى، فيشنون هجوما استراتيجيا مدروسا محكما ليس على ضمير العدو الصهيوني ( إن وجد) فقط، بل على الضمير الإنساني في العالم كله، ويضعون كل مؤسسات حقوق الإنسان على المحك، ويضعون القانون الدولي بين المطرقة والسندان، أي بلغة لاعبي كرة القدم، قدموا لكم الهدف على طبق من ذهب، ولا يلزم منكم سوى اللمسة الأخيرة. فماذا كانت إسهاماتكم العملية والسياسية، الوزير عيسى قراقع الذي وقف بقوة أخلاقية عالية تمت إزالة وزارته من الحكومة، لأعذار أقبح من ذنوب، مفجر هذه الثورة ( خضر عدنان ) أصبح عدوا يحارب أو يضيق عليه في كل المحافل، النتيجة السياسية صفر ضخم بضخامة فشل السياسيين
وثالث تلك الأسباب: ( وإن كان تافها في نظري، ولكن له دور كبير في كتابة التاريخ) وهو تحطيم الأرقام القياسية، وكما تعلمون فإن للأرقام القياسية نصيب كبير من المتابعة والاهتمام والتشويق حتى أضحى كتاب الأرقام القياسية أشهر كتاب في العالم، وتدفع الدول الملايين لتحصل على سطر فيه، وإنه كان ليحزنني أن أجد من يتمنى أن يستمر الأسير المجاهد في إضرابه ليس ليحقق حريته أو مطالبه، بل ليحطم الرقم القياسي ويحزنني أكثر أن أجد هذا الإهمال بحق صاحب الرقم القياسي (( سامر العيساوي ) فقد حقق الرقم وانتهت القصة، حتى لو كانت قصة معاناته لم تنته ولا حول ولا قوة إلا بالله!!.
وبعد هذا التقديم أضحى واضحا أننا أمام ظاهرة تُسجل في تاريخنا ُوتسجل كل فعل نقوم به، فكيف نتصرف وماذا نفعل، تسجل دور أهل السلام في هذه المعركة التي وصفتها سابقا بأنها رابحة
وتسجل دور أهل المقاومة، ماذا يفعلون؟ تسجل من يحتفظ بحق الردّ؟ وتسجل من كانت خياراتهم مفتوحة ما بين الاستنكار والاستهجان والتنديد والتهديد؟ ومن يتمسكون بتحميل المسؤولية لغيرهم من الحكام الذين لا يتحملون مسؤولية رعاية شعوبهم ودولهم، والمؤسسات الدولية التي يصفونها بأزلام وأصنام لا تملك لنا ضرا أو نفعا، يحملون المسؤولية للقانون الدولي الذي لا يكيل بمكيالين فقط بل بخمسين مكيالا؟ وتسجل من يتحملون مسؤولياتهم ويثبتون أنهم على قدر المسؤولية، وأنهم يملكون الخيارات والإبداعات اللازمة لتسجيل موقف مشرف في التاريخ الفلسطيني؟
رغم مرور ثلاث سنوات على هذه المعركة ما زال أهل الانقسام، يتمسكون بانقساماتهم وخلافاتهم؟ دون أن يستفيدوا من الدرس الذي علمنا إياه أبطال هذه المعركة وما زالت أمعاء القيق تذكرنا بأبجدياته، ما زالوا لم يتعلموا ما يجب أن نجمع عليه وما يجب أن نختلف عليه، لم يتعلموا أننا في نظر عدونا في منزلة واحدة، فمحمد القيق وخضر عدنان وسامر العيساوي ومروان البرغوثي وأحمد سعادات كلهم شخص واحد مثلما كان بنظرهم ياسر عرفات والشقاقي وأحمد ياسين وأبو علي مصطفى، لم يتعلموا أن الحرية تنتزع ولا توهب. وأن عدونا الذي يرفض إعطاء القيق حريته لن يعطينا وطننا ولن يعطينا حريتنا ولن يعطينا كرامتنا ولن يفك حصارنا
وأخيرا من الواضح أن الشعب الفلسطيني سار على درب أبطال هذه المعركة، فكما لم ينتظر المضربون أوامر من قادتهم وفصائلهم، بل أخذوا زمام المبادرة بأيديهم وفعلوا ما يرونه صوابا حتى لو أغضب قيادتهم أحيانا، نجد اليوم شباب وفتية فلسطين يأخذون زمام المبادرة بأيديهم دون أوامر تنظيمية أو غيرها.
لم يعد الشباب متمسكا برموز انقسامه من فصائل أكل عليها الزمن وشرب، وأظهرت من الضعف وقلة الحيلة ما يدمي القلوب، من الواضح أن لهذا الشعب رأي آخر؟ فأخذ يتجه اتجاها جديدا ومبدعا، فهل سينجح في خطوته؟ وما هو مقدار العقوبة التي سيلحقها الشعب بقيادته وفصائله؟ وما هي ردة فعل القيادات والفصائل؟ وهل ستعاقب هذا التمرد وتكبح جماحه؟
قلم التاريخ يسجل، وأفعال فتياننا هي المداد والكلمات التي يسجلها، أنا شخصيا لا أعرف ما ستؤول إليه الأحوال، ولكنني متأكد أن للإضرابات الفردية دور مهم بانطلاق هذه الانتفاضة، وأنها ستكون جزءا بارزا في تاريخنا المعاصر