الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

زمن الجدب بقلم:عبد الرازق أحمد الشاعر

تاريخ النشر : 2016-02-07
زمن الجدب بقلم:عبد الرازق أحمد الشاعر
زمن الجدب

لم يعد للعقل في زمننا المنكوب مرسى، ولم يعد للحقيقة أشرعة .. فالكل يتاجر بالرؤوس، والكل يشرب خمور الجهالة في أقداح من جماجم الأنبياء .. والتجارة لا شك رابحة، وعلى الباحث عن الحقائق المجردة أن لا ييمم وجهه شطر بلاد العرب، فقد انتشر فيها وباء الجهل، وتصدر مجالسها الثرثارون والمتفيقهون والمتشدقون الذين يهرفون دوما بما لا يعرفون.
في زمن يقعد فيه الجميع عن الفعل في انتظار غوردو، ويتحدث فيه الجميع عن المسيح الدجال والمسيح المنتظر، يحق لعصابات الهاجناة أن تقتحم عتباتنا المقدسة، ويحق للدواعش أن يبشروا بدين جديد بعث نبيه بالسيف في زمن خلا من الرحمة ونزعت منه المروءة وماتت فيه النخوة. وفي تربة رخوة من الوعي الزائف والدجل الرخيص، تنمو البدع وتترعرع الفتن، ويسير الناس خلف كل ناعق.
ومع احتدام المعارك المقدسة لنيل شهادة - أي شهادة - يحمل خير أشبال الأرض سلاحا ليس لهم، ليحاربوا عدوا من أهليهم طلبا لفتح لا يجيء. ومع انشغال أصحاب الفتاوى بأشبالهم الفادمين من أقاصي المحيط، ومع انشغال المريدين بأفواه مشايخهم وإشاراتهم المقدسة، تخلو المساجد من الذاكرين، ويؤم الناس أراذلهم، ويتحول النص من القداسة إلى الفكاهة في أفواه لا تميز النقاط حول الحروف ولا تعرف متى تقف ومتى تتوقف.
في زمن هو الأخير بامتياز، يتحول الإنسان إلى مسخ، وتتشوه فيه أجنة الحكمة، وتنشطر خير أمة إلى فسطاطين أحدهما لقابيل والآخر لقابيل، فلا أحد يبسط يديه لأحد، ولا أحد يريد أن يتخلى عن وزره الأول لأحد، والكل يقتل دون رحمة، ويضرب بلا هوادة. والكل يصرخ عند الغدر وعند الخيانة "الله أكبر ولله الحمد."
في واد غير ذي وعي، وغير ذي فهم، وغير ذي فضيلة، نتقدم جميعا نحو الشرك، وكأن الخبثاء قد جعلوا بين أيدينا سدا ومن خلفنا سدا، فلم نعد نبصر، ولم نعد نرى. في هذا الواقع الذي خيمت عليه ظلال التخلف، وبداوة الفكرة، صار التجديد ضرورة ملحة، والتحديث مطلبا وجوديا. لكن التربة التي أنجبت كل هذا الفراغ العقائدي المريع، لم تجد للأسف يدا طاهرة تشذب أشجارها وترعى ثمارها، وتحرث ما جدب منها.
وهكذا، تناوب المغفلون والسذج والمغرضون الجلوس خلف منصات التوعية فزادوا طين التخلف بلة، وأفسدوا الدين من حيث أريد لهم أن يصلحوا، فنفر منهم من تراصوا خلفهم حمية، وتخلى عنهم من أيدهم ذا بدء. واليوم يزداد الفراغ الروحي تجذرا في قلوب ظامئة لم تعرف عن الدين إلا الدماء، ولم تقرأ من المقدس إلا "وقاتلوا"، ولا ترى من محمد إلا السيف والرمح والفرس. فهل يأذن الله بوعي قريب، فيتولى خيار الناس توعيتهم، أم يكلنا الله إلى أقوام آخرين لا يرقبون في عقائدنا إلا ولا ذمة؟ وحده الله يعلم.
عبد الرازق أحمد الشاعر
[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف