"الليل مكتظٌ بالظلام والأصوات والضباب الموزع بعشوائية,الليل مُخيف لنخرج الآن فدعنا ننتظر الصباح,نُشرق مع الشمس فنسرق من نورها طريقاً لعينينا,الليل موحشٌ ووحيد لا يزوره سوى الخوف والرعب والبوم وأمسيات الشياطين في وادي العزلة"
قلت له على أمل أن يُؤجّل موعدنا المُنتظر مُنذ مدة,لكنه أصرَّ على الليل والخوف...
أحدى عشر قضيباً يتراقص بين غُمام كثيف,وقوسٌ فوقها يَهُزُّ لافتةً بُعمر جدتي ,وحروف تكاد تنطق من شدة جروحها وكسورها ,
"ما هذا المكان المخيف ,أيُّ مطعمٍ جئت بي إليه ؟ولمَ الجوُّ صامتٌ والبشر كأنهم انقرضوا من هذه البقعة!!"
لم يُجبني وضلَّ بصمته وهدوئه يُراقب السور كأنه يبحث عن أحد ما ,زحزح البوابة قليلاً فصرخ الصدأ من بين القضبان صوت الهجران وقطع صلة الدخول.
"يا أنتَ لِم أيقظتني من نومي ؟!,لتحضرني لمكان مجهول ؟,قلتَ بأنك سَتُريني جمالاً !,ما هذا الخراب ؟
وقبل كلِّ شيء لم لا تقول ما اسمك"
لم يسمعني أو أنه لم يبالي بي ,ضل يسير في اتجاه واحد,وأنا تبعته لأرى ما به,ما حاله,وما سرُّه.
كان ضوء المصباح القادم من الشارع كريماً على منطقة واحدة فقط من الخراب الذي كنا فيه ,كان يمشي باتجاه الضوء ,كأن المصباح خريطته,وفجأة وقف !
انحنى وجلس على ركبتيه,يتحسس شيئاً ما ,اقتربت منه لأرى ما يجري هناك!,أُقسم أن ما رأيته لا زال يخبط قلبي بألمٍ كُلما تذكرته ,أدركت فمي وصوتي بيديَّ خوفاً من كركبة في الهدوء ,جلست بجانبه ,كان الضوء القادم من المصباح يُظهر عينيه وشفتيه فقط ,سمعت همهمة تردد كلمات أعرفها ,ولم أستغرق هُنيهة لأدرك أنها آيات من القرآن الكريم.
أمامه قبر من شدة قِسمته من الضوء تحسبه وجه الشمس ,بحثت عن الاسم فسرقت أنفاسي الحروف الأولى ,-الشهيد- نظرت إليه مستغربة وكان لا يزال يتلو ,عدت لأكمل التعرّف على هوية من تحت الثرى ,لكن الزمن كان قد أكل الحروف ,ولم تنجدني لغتي لمعرفة الاسم,قاطعته من قوقعته الغريبة وقلت له ! ما اسم البطل الذي يرقد هنا؟!,
أخرج من جيبه شيئاً ,ثم التفت وقال اسمه مكتوب هنا,فتحت ما أعطاني وشهقت ثم أُغمى علي .
كان الصداع يتناوب بضربات في مؤخرة رأسي ,فتحت عينيَّ فإذا بأمي تضع يدها على قلبي وتقول "اللهم أنت الشافي ,اللهم أنت الشافي"
سألتها ما الذي حصل؟!
قالت لي بأنهم وجدوني بجانب مقبرة الشهداء القريبة عند البوابة مُغمى علي,وأنني كنت أتصبب عرقا وحرارتي مرتفعة .
لقد تم وضعي في قائمة المجانين منذ أخبرتهم ذلك اليوم ,وهم لا يزالون يحاولون أن يُثبتوا لي أن ما حصل معي كان حُلماً وأنني كنت أسير في نومي حتى وصلت ذلك المكان .
وعندما أخبرتهم بما أعطاني اياه ذلك الشاب الغريب ضحكوا ومنعوا عني مشاهدة الأخبار .
أنا لا أعرف حتى الآن كيف لما حصل معي أن يُسجّل في خانة الأحلام؟!
#سراج_شتيوي
قلت له على أمل أن يُؤجّل موعدنا المُنتظر مُنذ مدة,لكنه أصرَّ على الليل والخوف...
أحدى عشر قضيباً يتراقص بين غُمام كثيف,وقوسٌ فوقها يَهُزُّ لافتةً بُعمر جدتي ,وحروف تكاد تنطق من شدة جروحها وكسورها ,
"ما هذا المكان المخيف ,أيُّ مطعمٍ جئت بي إليه ؟ولمَ الجوُّ صامتٌ والبشر كأنهم انقرضوا من هذه البقعة!!"
لم يُجبني وضلَّ بصمته وهدوئه يُراقب السور كأنه يبحث عن أحد ما ,زحزح البوابة قليلاً فصرخ الصدأ من بين القضبان صوت الهجران وقطع صلة الدخول.
"يا أنتَ لِم أيقظتني من نومي ؟!,لتحضرني لمكان مجهول ؟,قلتَ بأنك سَتُريني جمالاً !,ما هذا الخراب ؟
وقبل كلِّ شيء لم لا تقول ما اسمك"
لم يسمعني أو أنه لم يبالي بي ,ضل يسير في اتجاه واحد,وأنا تبعته لأرى ما به,ما حاله,وما سرُّه.
كان ضوء المصباح القادم من الشارع كريماً على منطقة واحدة فقط من الخراب الذي كنا فيه ,كان يمشي باتجاه الضوء ,كأن المصباح خريطته,وفجأة وقف !
انحنى وجلس على ركبتيه,يتحسس شيئاً ما ,اقتربت منه لأرى ما يجري هناك!,أُقسم أن ما رأيته لا زال يخبط قلبي بألمٍ كُلما تذكرته ,أدركت فمي وصوتي بيديَّ خوفاً من كركبة في الهدوء ,جلست بجانبه ,كان الضوء القادم من المصباح يُظهر عينيه وشفتيه فقط ,سمعت همهمة تردد كلمات أعرفها ,ولم أستغرق هُنيهة لأدرك أنها آيات من القرآن الكريم.
أمامه قبر من شدة قِسمته من الضوء تحسبه وجه الشمس ,بحثت عن الاسم فسرقت أنفاسي الحروف الأولى ,-الشهيد- نظرت إليه مستغربة وكان لا يزال يتلو ,عدت لأكمل التعرّف على هوية من تحت الثرى ,لكن الزمن كان قد أكل الحروف ,ولم تنجدني لغتي لمعرفة الاسم,قاطعته من قوقعته الغريبة وقلت له ! ما اسم البطل الذي يرقد هنا؟!,
أخرج من جيبه شيئاً ,ثم التفت وقال اسمه مكتوب هنا,فتحت ما أعطاني وشهقت ثم أُغمى علي .
كان الصداع يتناوب بضربات في مؤخرة رأسي ,فتحت عينيَّ فإذا بأمي تضع يدها على قلبي وتقول "اللهم أنت الشافي ,اللهم أنت الشافي"
سألتها ما الذي حصل؟!
قالت لي بأنهم وجدوني بجانب مقبرة الشهداء القريبة عند البوابة مُغمى علي,وأنني كنت أتصبب عرقا وحرارتي مرتفعة .
لقد تم وضعي في قائمة المجانين منذ أخبرتهم ذلك اليوم ,وهم لا يزالون يحاولون أن يُثبتوا لي أن ما حصل معي كان حُلماً وأنني كنت أسير في نومي حتى وصلت ذلك المكان .
وعندما أخبرتهم بما أعطاني اياه ذلك الشاب الغريب ضحكوا ومنعوا عني مشاهدة الأخبار .
أنا لا أعرف حتى الآن كيف لما حصل معي أن يُسجّل في خانة الأحلام؟!
#سراج_شتيوي