الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

سيدنا والزهد

تاريخ النشر : 2016-02-07
أثناء سفرى الأخير لأحدى مدن الصعيد دخلت أحدى القرى لتأدية صلاة الجمعة بمسجدها , قرية من الوهله الأولى تدرك أنها من أفقر القرى فى مصر منظر البيوت والأطفال التى تلعب بالشوارع يؤكد ذلك علاوة على أنها تحت الجبل مباشرة ومن على منبر القرون الخوالي؛ طل علينا خطيب الجمعة بأحاديث تمركزة حول الترهيب والترغيب ، فى الخطبه الثانية ينادي على المصلين من أهل القرية أن يزهدوا، ولا يسرفوا، وماذا أعد الله للزاهدين ويؤكد لهم على أن الدنيا دار ممر، الصابرين ، والآخرة هي المستقروأن، أن.
ويبدو أن الخطيب المفوه ذو نبرة الصوت المجلجلة لم ير من هم المصلون، ولا يعلم عن أحوالهم المعيشية شئ، إنه ينادي بالزهد لقرية أهلها من الفقراء المساكين الذين لا يجدون إلا قوت يومهم وأحياناً لا يجدونه أوموظفين محدودي الدخل الذين يصرفون رواتبهم في نفس يوم استلامه..!!.
هؤلاء هم من يخاطبهم سيدنا الشيخ المناضل والعجيب عند مغادرته للمسجد كانت سيارته الفارهة فى أنتظاره ليركب هو ومرافقوه من المريدين والمحبين، ثم خاطبنى أحد المصلين قائلا فليزهد هو الأول وبعدها نزهد نحن (يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم ) أنا دخلت داره العامرة المفروشات والتحف،كما أنه يملك ثلاثة بيوت ويختار أي منهم يبيت فيه ليلته أو يلزمه جدول القرعة بين زوجاته الثلاث
فى البداية أقول: لا يضير أن يكون الخطيب موسرالحال ولديه من نعم الدنيا الحلال الكثير؛ لكنى أدعو إلى مراعاة من يخاطبهم وعدم أسرافه في دعاوى الزهد ، فلا نطالب بالزهد أناساً هم أصلاً زاهدون رغم أنوفهم (خلقْة) كما يقول البعض ، فبأي شيء يزهدون بعد ذلك، هل يزهدون بالزهد نفسه؟!
وعلينا ألا ننسى أن المسلمين اليوم يتكاسلون في توفير حاجيات معيشتهم وبناء أوطانهم وبدون دعاوى الزهد تلك، فلا نزيد الطين بلة ونطالبهم بالزهد أيضاً زيادة على ذلك التراخي المتغلغل في أوصالهم.
المسلمون يحتاجون كل قوة ليكون لهم بين الأمم التي لا تعير لأي مقياس بالا في التقييم إلا للمقياس المادي، فالمسلمون اليوم استبيحت بيضتهم؛ ليس لمعاصيهم، فالمعاصي موجودة في كل زمان ، وليس لتلك الأسباب وحدها التي يرددها الخطباء على المنابر.
فالسبب المادي وعدم وجود القوة الحقيقية المحسوسة لدى الأمم المسلمة جعلتنا بلا أى قيمة تذكر لدى الغيروبخاصة الأعداء ومحبيهم ، فنحن لو كنا مكتفين ذاتيا بأكلنا وملبسنا وزراعتنا ولدينا الصناعات الثقيلة وحضارة منافسة لحضارات العالم الحديث شرقاً وغرباً لحسب لنا ولغضبنا مليون حساب، ولنتذكر حينما كنا الدولة العظمى وبكل المقاييس المادية حكمنا أطراف الأرض من الصين شرقاً إلى الأندلس غرباً لم يداس لنا على طرف نهائيا ، والجميع يعرف قصة الخليفة المعتصم بالله مع المرأة التي لطمت في عمورية خارج حدود الامبراطورية الإسلامية أنذاك
إن كل هذه الشواهد تصب في أننا لو قمنا ببناء الدول الأسلامية على أسس من الحضارة المادية التي لا يعرف الأعداء والمتربصين إلا تلك المقاييس على أن نحافظ فى نفس الوقت على القيم الحضارية التي جاء بها الدين الأسلامى الحنيف لكان لنا ولمقدساتنا شأنا أخر ونحظى بكل التبجيل والاحترام، ودعوني أسألكم: هل سمع أحدكم من ذى قبل أن نبينا عليه الصلاة والسلام سب علانية في العصور الغابرة، وهل دنس كتاب الله علانية في تلك العصور؟
أننا لم نجد الهوان الاستهتار بنا وبمقدساتنا إلا في تلك الأيام حالكة السواد النكدة علانية وعلى مرأى ومسمع من العالم، تذكروا يوم سب صلى الله عليه وسلم في عام 2002م وتم أحراق كتاب الله عدة مرات، هل هذا كلّه لأننا مسلمون فقط؟
علينا أن نعى جيدا أنها ليست حروب ديانات؛ بل حروب قوى، وحدث ويحدث هذا لأننا ضعاف بمقياس من يتجرأوا على فعل ذلك وبمساعدة البعض منا .
فإلى كل دعاة الزهد ؛ اذكروا وذكروا بقوله تعالى: {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ، وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ} انظروا إلى عبارة أستطعتم من قوة جاءت نكرة لتفيد العموم فتشمل كل مقومات القوة بما فيها القوة العسكرية وطبعااهذه القوة بالذات ليست للعدوان أو الاعتداء كما يفهم أعداؤنا فيصنفوننا بالأرهابيين بل قوة تحافظ على أمن دلنا وسلامتها ورادعه ليس إلا.
فالأمة التي تحيا بهواجس الخوف من الاعتداء عليها تكون في مأمن من مباغتة الأعداء فجاء في نفس الآية (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ) وليس للأعتداء على عدو الله وعدوكم؛ ونما لإظهار المنعة فلا يفكر أحد بالأعتداء علينا.
واذكروا وذكروا بحديث النبي عليه الصلاة والسلام الذى قال فيه: “الْمُؤْمِنُ الْقَوِىُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ، احْرِصْ عَلى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللهِ وَلاَ تَعْجِزْ، وَإِنْ أَصَابَكَ شيء فَلاَ تَقُلْ لوْ أَنِّى فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا، وَلكِنْ قُلْ قَدّرُ اللهِ وَمَا شَاءَ فَعَل؛ فَإِنَّ "لوْ" تَفْتَحُ عَمَل الشَّيْطَانِ”.
فلماذا أخذ هؤلاء عبارة “وَفِى كُلٍّ خَيْرٌ” ولم يأخذوا بمجمل الحديث..؟!.
أترك الجواب لكم..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف