امثال شعبية تدعوا للنفاق والاستسلام
بقلم عاهد الخطيب
الامثال الشعبية هي عصارة الحكمة والتجربة لدى المجتمعات عبر فترات زمنية مرت بها وسادت فيها مناخات امنية وثقافية متعددة فافرزت هذه التوصيفات اللفظية لحالة مثالية او نموذجية ليحتذى بها من اجل تحقيق هدف او انجاز مهمة. ولا يعني هذا بالضرورة ان يدعوا المثل لقيمة ايجابية وان كان اكثرها كذلك فبعضها يحث على الانهزام والسلبية في التعاطي مع امور الحياة ومشاكلها كما هو الحال في المثل الشائع (حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس) فهذا المثل يدعوك لتتصرف تماما كحيوان في قطيع لا تشذ عنه ولا تحيد ولو سار بك في طريق الهلاك فهل في هذا شيء ولو بسيط من المنطق؟
دعوة صريحة للتبعية والانهزام وتعطيل الفكر الذي ميز به الخالق الانسان وكرمه به عن سائر مخلوقاته فيطالبنا هذا المثل العتيد ان نلغي هذه الميزة فنحط من ذكائنا ليصبح بمستوى ما للبهائم منه فهل يقبل بذلك عاقل؟
ان كان تبرير البعض للعمل بمضمون المثل ان اختيار المجموعة الكبيرة من الناس لشيء ما هو دليل على صوابه فهذا قد يصح احيانا , ولكنها ليست قاعدة بدليل ما ورد من توجيه نبوي ينهى عن ذلك بنص الحديث الشريف :
(لا يكون المؤمن إمّعة ، ذا أساء النّاس أساء معهم ، وإذا أحسنوا أحسن معهم)
ما يثير الاستغراب انك تجد اناسا تعدهم من المثقفين ذوي الحكمة وتتفاجأ بانهم يكثرون من ترديد هذا المثل السيء بل وحتى ما هو اسوأ منه مثل:
(الإيد اللي ما بتقدر عليها بوسها وادعي عليها بالكسر)
يطالبك المثل هنا بوضوح تام ان تمارس خصلة وضيعة ورذيلة مذمومة هي النفاق فهل هذا مقبول؟.
إن كنا لا نقدر على شطب مثل هذه الامثال السلبية من قاموس التراث , بالامكان هجرها تماما فقد يساعد ذلك في ان تجد طريقها للإندثار.
بقي ان اشير الى هناك امثالا شعبية الفاظها سيئة وخادشة للحياء ولكن لا يعني ذلك بان مضمونها سلبي ومثل هذه الامثال من الافضل تعويد اللسان على استخدام بدائل لها بنفس المعنى ان كان منها شيء في الذاكرة.
بقلم عاهد الخطيب
الامثال الشعبية هي عصارة الحكمة والتجربة لدى المجتمعات عبر فترات زمنية مرت بها وسادت فيها مناخات امنية وثقافية متعددة فافرزت هذه التوصيفات اللفظية لحالة مثالية او نموذجية ليحتذى بها من اجل تحقيق هدف او انجاز مهمة. ولا يعني هذا بالضرورة ان يدعوا المثل لقيمة ايجابية وان كان اكثرها كذلك فبعضها يحث على الانهزام والسلبية في التعاطي مع امور الحياة ومشاكلها كما هو الحال في المثل الشائع (حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس) فهذا المثل يدعوك لتتصرف تماما كحيوان في قطيع لا تشذ عنه ولا تحيد ولو سار بك في طريق الهلاك فهل في هذا شيء ولو بسيط من المنطق؟
دعوة صريحة للتبعية والانهزام وتعطيل الفكر الذي ميز به الخالق الانسان وكرمه به عن سائر مخلوقاته فيطالبنا هذا المثل العتيد ان نلغي هذه الميزة فنحط من ذكائنا ليصبح بمستوى ما للبهائم منه فهل يقبل بذلك عاقل؟
ان كان تبرير البعض للعمل بمضمون المثل ان اختيار المجموعة الكبيرة من الناس لشيء ما هو دليل على صوابه فهذا قد يصح احيانا , ولكنها ليست قاعدة بدليل ما ورد من توجيه نبوي ينهى عن ذلك بنص الحديث الشريف :
(لا يكون المؤمن إمّعة ، ذا أساء النّاس أساء معهم ، وإذا أحسنوا أحسن معهم)
ما يثير الاستغراب انك تجد اناسا تعدهم من المثقفين ذوي الحكمة وتتفاجأ بانهم يكثرون من ترديد هذا المثل السيء بل وحتى ما هو اسوأ منه مثل:
(الإيد اللي ما بتقدر عليها بوسها وادعي عليها بالكسر)
يطالبك المثل هنا بوضوح تام ان تمارس خصلة وضيعة ورذيلة مذمومة هي النفاق فهل هذا مقبول؟.
إن كنا لا نقدر على شطب مثل هذه الامثال السلبية من قاموس التراث , بالامكان هجرها تماما فقد يساعد ذلك في ان تجد طريقها للإندثار.
بقي ان اشير الى هناك امثالا شعبية الفاظها سيئة وخادشة للحياء ولكن لا يعني ذلك بان مضمونها سلبي ومثل هذه الامثال من الافضل تعويد اللسان على استخدام بدائل لها بنفس المعنى ان كان منها شيء في الذاكرة.