الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أديب في الجنة 41 بقلم:محمود شاهين

تاريخ النشر : 2016-02-06
أديب في الجنة 41  بقلم:محمود شاهين
أديب 41

أديب في الجنة (41)

*  الأنوناكي والطوبى التي لا يعرف الكهنة ما هي !

 ودع الملك لقمان كوكب الإلحاد ممثلا برئيسته " أمنية العقل " التي رجت الملك أن لا يحرم الكوكب من زيارة ثانية تطول أكثر من هذه. وفيما كان يحلق موغلا في الكون غير المتناهي

دون أن يصل إلى حدود ما خطرت في باله فكرة ، فسأل الملكة التي كانت تجلس إلى جانبه :

- هل يمكن أن يتمدد الكون بسرعات فائقة تفوق أقصى سرعة لمركبتنا بحيث لن نستطيع بلوغ حد له ؟

هتفت الملكة بعد إطراقة :

- هذا ممكن جدا خاصة إذا كان الكون يتوسع بسنين ضوئية .

- يبدو أنني لن أتوصل إلى حقيقة أي شيئ وسأظل أراوح في مكاني . كم بودي أن أعثر على كوكب الأنوناكي الذين يقال أنهم كائنات  فضائية متطورة هبطت على الأرض وساهمت في خلق الإنسان وأوجدت الحضارة السومرية .

ضحكت الملكة وهي تتساءل :

- يا إلهي إذا عثرت على الأنوناكي وتبين لك أنهم من خلق الإنسان فسيصبح خلقنا موضع شك وتساؤل !

- أنتم نتاج خيال بشري بدائي كالمعتقدات يا حبيبتي ولم توجدوا يوما !!!

قهقهت الملكة هذه المرة وهي تحاول إدراك وجودها المتخيل بضم رأس الملك إلى حضنها !

- خسارة إذا لم نكن موجودين !

- وأنا من أكبر الخاسرين يا حبيبتي .

وصدح صوت قائد المركبة معلنا عن دخول مجرة جديدة وأن ثقبا أسود تحيط به هالة سوداء يعترض طريقهم . أشار الملك إليه بالإبتعاد عن الثقوب والهالات السود لأنه ليس مهيئا للدخول في ما يمكن أن يكون جحيما ! ولم تمر سوى دقائق حين خابره ثانية مؤكدا أنهم دخلوا سماء كوكب مأهول وأنهم الآن يحلقون فوق جبال وهضاب تعلوها مئات المعابد كما يبدو من شكلها .

بدا الملك مترددا وهو يفكر في شأن المعابد فيما كانت الملكة متحمسة للنزول متوقعة وجود إله مختلف هنا !

- تقصدين مفهوما مختلفا للإله !

- ما أدراك يا حبيبي قد نجد الإله نفسه هنا ؟

أعجبت الملك الفكرة :

- هيا أيها القائد أهبط على مقربة من أكبر هذه المعابد .

أطلق بعض الصواريخ على المركبة وهي تقترب من الأرض .  تصدى لها الملك شمنهور ببعض االنيازك ، فيما أعلن قائد المركبة أنهم رسل سلام.

****

توقفت المركبة على ارتفاع بضعة أمتار من الأرض وعلى مقربة من المعبد الذي يغطي مساحة كبيرة من الهضبة . كان بعض القاطنين في المعبد يرقبون المركبة من الشرفات . بدوا كالرهبان بعضهم بزي أبيض يغطي كامل أجسادهم وبعضهم بزي أسود . نزل الملك والملكة من المركبة وسارا على الأرض في انتظار أن يأتي أحد من المعبد يرحب بهم . فتح باب ضخم خرج منه اثنان قدما في اتجاه الملك والملكة . كان الملك والملكة يلبسان زيا عصريا لا علاقة له بالملكية ، ولا يضعان شيئا على رأسيهما،فلا يشير مظهرهما على أنهما ملكان .

أدى الرجلان التحية بحركة من يديهما وهما يقتربان من الملك والملكة ويتوقفان . رد الملك على التحية بحركة من يده أيضا . تساءل أحد الرجلين :

- من أنتم وماذا تريدون ؟

- نحن رسل سلام ومحبة ونرغب في ضيافتكم  ! أجاب الملك !

انصرف الرجلان عائدان ليظهر بعد لحظات رجل يرتدي الزي الكهنوتي يتبعه رجل وامرأة وبضعة أطفال يحملون كل واحد وردة ,, توقفوا في فسحة صغيرة أمام المعبد .

تقدم الملك والملكة .. قدم الرجل نفسه كرئيس للمعبد يحمل أعلى مرتبة كهنوتية ، وقدم الرجل والمرأة كمساعدين له . تقدم طفلان بوردتين للملك والملكة فقبلاهما .

استقبل رئيس الدير الملك والملكة في صالون واسع بعض الشيء لم يخل مظهره من بذخ .

- هل ترغبان حضرتكم في شيء ؟ قال رئيس الدير !

- يا ليت لو تعرفنا سيادتك على هذا الكوكب فهبوطنا عندكم كان أول هبوط لنا عليه ؟

- هذا كوكب تقام عليه دول كثيرة متحدة يرأسها مجلس اتحادي .

- وماذا عن دياناته ؟

- هناك ديانات كثيرة .

- وهل هي متصالحة مع بعضها ؟

- بعضها أجل لكن بعضها لا .

- ماذا عن ديانتكم أنتم .

- ديانتنا تنسب إلى مؤسسها ما قبل التاريخ وتدعى الزودية نسبة إلى مؤسسها زودي !

- هل هو إله ؟

- لا ليس إلها لكنه مقدس ! ثمة من يؤلهونه بين طوائفنا!

- ومن الإله ؟

- لا يوجد إله !

- لا تعبدون إلها معينا !

- لا لا نعبد !

- هل هذا يعني أنكم لا تعترفون بوجود إله ؟

- لا نعرف إن كان هناك إله لكي نعترف به !

- ماذا تعبدون إذن ؟

- نحن لا نعبد شيئا ! نحن نسعى للتخلص من الآلام بالتغلب على الشهوات ،والخلود في الطوبى !

- ماذا تقصد بالطوبى ؟

-  يمكن القول السعادة الأزلية لصعوبة تعريفها.

- وما هي الشهوات التي ينبغي التخلص منها ؟

- كثيرة بدءا بالطعام والشراب مرورا بحب التملك وانتهاء بالجنس !

- لكن ليس في الإمكان الإستغناء عن الطعام والشراب !

- يمكن تناول الطعام البسيط مرة واحدة في اليوم !

- وهل تفعلون ذلك هنا في معبدكم ؟

- لا . لا نستطيع !بعضنا يكتفون بوجبتين .

- وماذا عن شهوة الجنس ؟

- الجنس شهوة ملعونة ينبغي تطهير النفس من شرورها !

- لكن هذه الشهوة ضرورية لبقاء البشرية أم أنكم تريدون لها أن تنقرض .

- لذلك أتحنا الزواج لمن يريد .

- وهل الرهبنة عندكم للذكور والإناث ؟

- أجل ! وللأطفال فوق سن الثانية عشرة .

- هل لديكم مدارس هنا في المعبد  ؟

- لدينا مدارس لتعليم الأطفال الإستقامة والنشء السليم!

- والرهبنة ؟

- طبعا الإستقامة تعني الرهبنة ، أي الترفع عن ملذات الحياة ومحاولة العيش من أجل الوصول إلى الطوبى !

- هل الطوبى هي المسؤولة عن الخلق ؟

- الخلق موجود ليس له بداية وليس له نهاية .

- الطوبى نتاج الخلق إذن وليس العكس .

- لا أعرف !

- إذا كنت أنت لا تعرف فمن يعرف إذن ؟

- لا أحد يعرف . لم يعد أحد من آخر موت له ليخبرنا عن الطوبى ؟

- ماذا تقصد بآخر موت .

- الأرواح عندنا تتناسخ  في خلق متجدد إلى أن تحظى بموت أخير يخرجها من دورة التناسخ ويحيلها إلى الطوبى !

- طيب هل الطوبى حالة ؟

- لا أعرف .

- طيب هل هي طاقة أم مادة ؟

- أيضا لا أعرف!

- طيب هل لديكم فكرة عن الحال التي يكون عليها المرء بعد دخوله أو اتحاده في الطوبى !

- الدخول المطلق في الطوبى لا يتم إلا بعد الموت الذي لا رجعة منه . لذلك لا يعرف أحد ما هي الحال التي يكون عليها !

صمت الملك لقمان للحظة وهو يستمع إلى تخاطر من الملك شمنهور يخبره أنهم رأوا من شرفات المركبة أطفالا  يبدون مذعورين يستنجدون من خلف زجاج النوافذ . فأرسل جنيا مخفيا تقمص شكل رجل عادي وظهر بين الأطفال ليتوسلوا إليه وهم في غاية الرعب ، أن ننقذهم ، لأنهم يتعرضون للإغتصاب بشكل دائم من قبل الرهبان !

" اللعنة " هتف الملك لقمان في نفسه وهو ينظر إلى وجه الكاهن الرئيس الذي يتحدث عن التطهر من لعنة الجنس والتغلب على الشهوات والإنتصار على مبعث الآلام !

- حسنا أيها الرئيس . أشكرك على كل ما أطلعتني عليه . قد نستكمل حوارنا .

********
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف