الأخبار
مع بدء ترحيل السكان.. تصاعد التحذيرات الدولية من اجتياح رفحمجلس الحرب الإسرائيلي يُقرر المضي في عملية رفحطالع: تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماسحماس تُبلغ قطر ومصر موافقتها على مقترحهم لوقف إطلاق النارممثل عشائر المحافظات الجنوبية يحذر من خطورة اجتياح الاحتلال الإسرائيلي لمدينة رفححماس: انتهاء جولة المفاوضات الحالية ووفدنا يغادر القاهرة للتشاور مع قيادة الحركةهنية يكشف أهم شروط حركة حماس للتواصل لاتفاق مع إسرائيلمقتل أربعة جنود إسرائيليين بقصف المقاومة الفلسطينية لمعبر (كرم أبو سالم) العسكريالحكومة الإسرائيلية تغلق مكتب الجزيرة تحت ذريعة أنها "قناة تحريضية"الخزانة الأمريكية : بيانات الاقتصاد تؤكد وجود تباطؤ بالتضخممسؤولون أمريكيون: التوصل إلى اتفاق نهائي بغزة قد يستغرق عدة أيام من المفاوضاتالمستشفى الأوروبي بغزة يجري عملية إنقاذ حياة لطبيب أردنيتحذيرات أممية من "حمام دم" في رفحالمقاومة الفلسطينية تكثف من قصفها لمحور (نتساريم)غارات إسرائيلية مكثفة على عدة مناطق في قطاع غزة
2024/5/11
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أهمية الميزة التنافسية لقناة السويس بقلم:إنجي دياب

تاريخ النشر : 2016-02-06
أهمية الميزة التنافسية لقناة السويس

قناة السويس هي جزء من إقليم مصر البري ولمصر حق ممارسة السيادة القانونية والأمنية والاقتصادية والسياسية عليها. وهي تصل بين البحر الأحمر والبحر الأبيض وتصلح للملاحة الدولية. وهي تربط كذلك بين كل من تلك المحافظات: بورسعيد والسويس والإسماعيلية.

تاريخ حفر قناة السويس:-

كانت الفكرة جزء من مشروع نابليون بونابرت في الحملة الفرنسية على مصر، ولقد عرضها على محمد علي ولكنه رفضها. ثم بمجىء سعيد باشا إلى الحكم وبسبب علاقات الصداقة مع فرديناند دليسبس وافق على حفر القناة في مدة 10 سنوات (1859 - 1869) ومن ثم إعطاء فرنسا حق الإنتفاع أو الامتياز لمدة 99 عاما. ولكن بعد ذلك توالت أحداث على مصر مما جعلها تغلق القناة مرتين، بعد تأميمها عام 1956.

-عام 1948: تم الإعلان عن قيام "دولة إسرائيل" واحتلال فلسطين وهزيمة الجيوش العربية فيما بات يعرف بالنكبة. فتم منع السفن الإسرائيلية من المرور وكذلك السفن المتجهة إلى إسرائيل بسبب حالة الحرب. ثم أصدر مجلس الأمن قرارا سمح للسفن الإسرائيلية بالمرور تطبيقا لاتفاقية القسطنطينية.

-عام 1956 رفض البنك الدولي والولايات المتحدة الأمريكية إعطاء مصر قرض لتمويل مشروع بناء السد العالي لتوليد الكهرباء فقامت مصر بتأميم قناة السويس وإعلانها "شركة مساهمة". فقامت كل من إسرائيل وفرنسا وبريطانيا بشن العدوان الثلاثي على مصر، الذي توقف بموجب قرار الاتحاد من أجل السلام الذي اصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة. فقامت مصر بإغلاق القناة.

-عام 1967 اغلقت مصر مضيق تيران وشنت إسرائيل حربا على مصر، فتم إغلاق القناة أمام الملاحة الدولية.

-عام 1975 تم فتح القناة مرة أخرى أمام الملاحة البحرية تطبيقا لاتفاقية القسطنطينية، بإستثناء إسرائيل.

-عام 1979 تم إبرام معاهدة السلام مع إسرائيل وفتحت القناة أمام السفن الإسرائيلية.

النظام القانوني للقناة:-

اتفاقية القسطنطينية لعام 1888

رسخت هذه الاتفاقية التي عقدت بعد افتتاح القناة ثلاثة مبادىء:

أولا: حرية الملاحة: بمعنى أن القناة مفتوحة أمام جميع السفن بلا إستثناء - أيا كان علم الدولة وسواء كانت السفن عسكرية أو مدنية، أو سفن عامة أو خاصة. فالقناة تهدف إلى تسيير حركة الملاحة والتجارة الدولية.

ثانيا: جزء من الأراضي المصرية: القناة هي جزء من أقليم مصر البري ولذلك هي لها حق تحصيل الرسوم وتأمين القناة وممارسة السيادة بجميع اشكالها. وكذلك لها حق تفتيش السفن ولكن ليس منعها.

ثالثا: حياد القناة: لا يجوز إعلان الحرب من القناة ة ولا عمل مناورات عسكرية فيها ولا نقل أسلحة لدولة بينها وبين مصر اتفاقية دفاع مشترك.

أهمية قناة السويس:-

قناة السويس هي أهم قناة ملاحية في العالم. فهي يمر بها 10% من التجارة العالمية و22% من تجارة الحاويات بالعالم.

تطوير قناة السويس:-

1) في عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك: طرحت الفكرة مرتين ولكنها لم تنفذ.

2) في عهد الرئيس السابق محمد مرسي: كان يريد إنشاء مشروعات صناعية وتجارية حول القناة وليس تطويرها وتنميتها كليا وكان يريد أن يقيم هيئة للإشراف على ذلك وهو فقط من يعين اعضاءها أو يستبعدهم. ودولة قطر كانت ستمول مما يعني عدم السيطرة المصرية عليها ولم يكن يوجد موعد محدد للإنتهاء من المشروع.

3) في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي: تم تدشين مشروع قناة السويس الموازية بطول 72 كيلو مترا (35 كيلو مترا حفر جاف و37 كيلو مترا تعميق وتوسيع القناة القديمة). ستتكلف 64 مليار جنيهة مصري على أن يكون التمويل مصري 100% عن طريق شهادات استثمار بفائدة 12%. ستكون جهة الإشراف القوات المسلحة والإدارة لهيئة قناة السويس - على أن ينجز المشروع في غضون عام.

مشروع تنمية محور قناة السويس:-

سيتم تنمية وتطوير محور قناة السويس كليا وسيتم السماح بتدفق الاستثمار الأجنبي المباشر له.

المشروعات المتوقعة:

إنشاء نفق تحت قناة السويس،

إنشاء محتطان للسكة حديد،

إنشاء موانىء لخدمة السفن (تموين - نظافة - إنقاذ - إصلاح)،

إنشاء منتجعات سياحية على طول القناة،

إنشاء نفق الإسماعيلية للربط بين شرق وغرب القناة،

إنشاء منطقة التجارة واللوجستي في بورسعيد والإسماعيلية والسويس والعاشر من رمضان،

تطوير طرق مصر السويس - الإسماعيلية - بورسعيد،

إقامة مدارس ومعاهد وجامعات،

إقامة نوادي رياضية ودور للسينما والمسارح والمطاعم،

إنشاء مطاران،

تطوير مطار شرم الشيخ،

تطوير ميناء نويبع ليصبح منطقة حرة،

إنشاء منطقة حرة في رفح،

إقامة منتجعات سياحية في نويبع ودهب وطابا،

إنشاء مصانع غذائية في الشيخ زويد،

إنشاء مراكز بحثية،

إنشاء وادي التكنولوجيا (تكنولوجيا المعلومات والإلكترونيات).

ستم أيضا إنشاء مصانع للمنتجات التي تتمتع فيها مصر بميزة نسبية مثل: الحديد والصلب، الأوراق، المعادن، الألومنيوم، اللحوم والدواجن، الألبان، الأخشاب والأثاث، السيراميك والجرانيت والرخام، الفحم، البترول، الأدوية، الزجاج، البصل المجفف، السكر، الجلود، الأسمنت، البتروكيماويات، تجميع السيارات، المنسوجات والملابس، الأحذية، تحلية مياة البحر ومزارع الأسماك.

النتائج المتوقعة:-

يوجد العديد من النتائج المتوقعة لهذا المشروع الجديد ومن أهمها:

1) سيقل زمن انتظار السفن من 11 ساعة إلى 3 ساعات

2) سيزيد عبور السفن من 44 إلى 97 سفينة

3) زيادة دخل القناة من 5 مليارات إلى 100 مليار سنويا

4) خلق أكثر من مليون فرصة عمل

5) جذب الاستثمارات

6) تحقيق معدلات نمو مرتفعة

7) تحقيق إكتفاء ذاتي

8) زيادة الإنتاج وبالتالي الصادرات السلعية والخدمية

9) تنشيط السياحة

10) تقليل عجز الموازنة العامة وميزان المدفوعات

11) تحقيق تنمية مستدامة

12) محاربة التصحر

13) محاربة الفقر

14) إعادة التوزيع الجغرافي

15) زيادة أحتياطي النقد الأجنبي

16) جعل مصر مركزا لوجستيا وإقتصاديا وتجاريا و سياحيا وعالميا

17) تسهيل الدخول في تكامل/تكتل إقتصادي

التحديات:-

كأي مشروع، يوجد تحديات أمام هذا المشروع الوليد منها:

1- توسيع قناة بنما: ليمر بها سفن وحاويات أكثر ولكن قناة السويس سيمر بها سفن وحاويات ذات غاطس أكبر.

2- الطريق البحري في المحيط المتجمد الشمالي: بعد ذوبان الجليد بسبب الاحترار العالمي سيتم بناء هذا الطريق الذي سيكون أقصر من قناة السويس ورأس الرجاء الصالح بالنسبة للتجارة بين الشرق الأقصى وأوروبا.

3- تعتزم الحكومة الإسرائيلية ربط ميناء إيلات الذي يقع على البحر الأحمر بميناء أشدود الذي يقع على البحر المتوسط عن طريق قناة جديدة.

طريق الحرير وقناة السويس:-

طريق الحرير يمر عبر 50 دولة ويربط بين أوروبا وآسيا وأفريقيا والوطن العربي. كان يستخدم منذ العصور الوسطى وحتى القرن التاسع عشر في نقل الحرير والأوراق والاخشاب والاحجار والخضار المجفف. كان أيضا يمر به أفراد من كافة الدول مما ساعد على نشر العلوم والثقافات والديانات والحضارات المختلفة بين الشعوب. والصين تريد إحيائه عن طريق تطوير البنية التحتية وطرق النقل والمواصلات مثل بناء موانىء ومطارات وسكك حديد وانفاق وكباري من أجل تشجيع التجارة. سينتج عن هذا جذب الاستثمارات والتكنولوجيا وبناء شركات ومصانع ومراكز ابحاث ومراكز تفكير. سيتم أيضا إستخراج المعادن مثل، النفط والفحم والذهب والفضة واليورانيوم والماس والحديد والزنك والنحاس...الخ. وسيتم التعاون ما بين الدول في مجالات الطاقة المتجددة والفضاء والاستشعار عن بعد وبناء مفاعلات للطاقة النووية. كل ذلك سيزيد من حجم التجارة العالمية وبالتالي ستزيد عدد السفن التي ستمر بالقناة. وهناك اقتراح بربط طريق الحرير المتكون من الحزام الاقتصادي والطريق البحري بمحور تنمية قناة السويس.

الخاتمة:-

إن لقناة السويس أهمية تاريخية وأقتصادية كبرى بالنسبة لمصر، لإنها من أهم موارد الدخل القومي. وكانت مصر في أشد الحاجة إلى مشروع قومي لينمي روح الوطنية والولاء والإنتماء وليعيد مصر على خارطة الاقتصاد والاستثمار العالميين كما ويساعد على تعافي الاقتصاد المصري بعد انتفاضاتين شعبيتين في 25 يناير و30 يونيو. ولو لم يكن له أهمية استراتيجية قصوى لما ذهبت الدول لمنافسته من أجل النيل من مصالح مصر العليا!

بقلم:إنجي دياب

 
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف