الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/19
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مشاعر آلة بقلم رمضان سلمي برقي

تاريخ النشر : 2016-02-06
مشاعر آلة بقلم رمضان سلمي برقي
** لبت الشمس في كبد السماء وأبت الغروب .
تسمرت غاضبة لتشاهد بكل مرارة مايحدث فوق تلك البقعة علي سطح الأرض .

إشتد غضبها فصارت ترسل إليها أشعتها الحارقة .

بدأ أهل " المدينة " يهرعون في رعب إلي " الميدان الكبير " ،
ومن خلفهم شاحنات رباعية الدفع وقد رفعت عليها الرايات السوداء ،واعتلاها رجالا ضخاما مدججين بالسلاح ، ينادون الناس عبر مكبرات الصوت ، فصار الناس من كل حدب يقبلون .

إلتف أهل المدينة حول الميدان .

الرجال في المقدمة وقد إقفهرت وجوههم وعلاها عبسها ،
وترتدفهم بعض النسوة وقد إنتقبن وماظهر منهن إلا عيونا تشع بالخوف .

إكتمل الحضور ، توقفت السيارات ، صمتت مكبرات الصوت ،
إشتدت حرارة الشمس ، ساد الصمت القاتل بين الجميع .

فجأة ،،

دلف إلي ساحة الميدان رجال مقيدون الأيدي خلف الظهور وكأنهم " أسري حرب " ، معصومين الأعين ، مطأطئين الرؤوس .

يستاقهم بعض الرجال الملثمين ، الذين يرتدون البذلات العسكرية السوداء ، طوال القامة ،أقوياء البنية ، بأحزمتهم أغمادا بخناجرها ، يطأون الأرض بكل ثقة وكبرياء ،مطمئنين وكأنهم جند الله الذين إنزلوا من السماء لتحقيق العدالة علي أديم الأرض الظالمة.

إنضم مسلحون كثر إلي الساحة ، منهم من قام بتأمين الميدان ، ومنهم من وقف ليشاهد في شغف .

توقفوا جميعا ، إصطف الأسري ركعا ، ومن خلفهم الملثمون واقفون كالأعمدة الخرسانية .

إقترب رجل تجاه الملثمون ،يرتدي جلباب قصير ، ذو لحية كثيفة ، يعصم رأسه بعمامة بيضاء ،تدور حوله الشياطين من كل إتجاه في خفاء ، يتملكه الفخر والخيلاء ،وكأنه " قائدا " للعالم ، أو نبي مكرم من الله ، أو من بيده أمر الحياة والموت ،وما هو إلا قائدهم وشيطانهم الأكبر .

ثم توقف عند بداية الصفان ، نظر إلي الحضور بعينين حادتين تشعان دماءا وأشلاءا ،ثم عاود النظر إلي الأسري الركع أمامه ، أشار إليهم بأصبعه شامتا وهز رأسه وابتسم قائلا: لقد ركعتم لي كما وعدتكم ، وهذه نهاية من يتحدانا ،سأرسلكم بعد دقائق في رحلة إلي الجحيم ولكنها بلا عودة .

ثم واصل السير يتفقدهم واحدا تلو الآخر وتعلوا هامته إبتسامة نصر ،وبعد أن إنتهي من تفحيصهم وتمحيصهم توقف ثم أشار بيده تجاه الشاحنات خارج الميدان .

فهرع إلي الساحة رجال مسرعون يحملون آلات التصوير ، وإتخذوا مواضعهم أمام الركع ،وبدأوا في تشغيل آلاتهم لتصوير وتسجيل ما يحدث ..

همس " شيخ كبير " من الحضور إلي رجل بجواره قائلا
: " الرقة " لم تعد رقيقة !رد الرجل : لم تعد محافظة " الرقة " السورية كسابق عهدها ،لقد دنسوها بأقدامهم ،يقولون أنها " خلافة إسلامية " وهم أبعد مايكون عن الإسلام !
رد الشيخ بكل حزن ويأس : يذبحون الأبرياء كل يوم كذبح البعير بلا رحمة ،يصلبون ويقطعون جثث الموتي ،يحرقون الناس أحياءا حتي الموت ،يعذبون الناس بلا شفقة ، يغتصبون النساء بلا هوادة ، يكفرون ويحللون ويحرمون بهواهمووفق شياطينهم التي تؤزهم أزا ،كيف لهم بتلك الأفعال والمسلم " من سلم المسلمون من لسانه ويده ".

الرجل : لقد سأمت وهبطت عزيمتي ومللت من الحياة هنا ،
أريد الفرار من هذا الجحيم ، أريد أن أرحل خارج البلاد كلها ، وإن كان الموت هو المخلص من هنا فانا أريده.

الشيخ : تريد ترك بلادك للأغراب المغتصبين كمن تركوها وهاجروا ليموتوا من صقيع أراضي المهجر ؟

فطأطأ الرجل رأسه قائلا : لقد قتل أولادي وزوجتي علي يد ذلك " التنظيم الإرهابي " ،ودمر بيتي بقصف طائرات الجيش .

الشيخ : ولماذا لم تمت أنت أيضا ؟
أين كنت ، أكنت مختبئا وقتها ؟.

شهق الرجل بالبكاء وأردف بصوت متهدج : كنت خائفا من الموت وترك عائلتي بدون رب ،وعندما علمت بقدومهم تركت عائلتي وذهبت إلي بيت صديق لي ،وعندما عدت وجدتهم قد فارقوا الحياة ، أنا جبان ، أنا جبان ياسيدي ،كنت أظن أنهم عندما يجدون نساءا وأطفالا سترق قلوبهم ،وسيتحلون ببعض المشاعر ، ولكن هيهات لما ظننت .

الشيخ : لقد أصبح شباب هذا التنظيم الإرهابي " آلات " لا تحمل داخلها أدني مشاعر ،أصبحوا آلات تنفذ ما تؤمر به دون تحكيم للعقل ،آلات قتل وسفك دماء تتسارع إلي الجحيم بكل جهالة ،
فقد خرجوا عن كتاب الله وسنته بأفعالهم التي لا يقبلها عقل أو دين .

الرجل : أحلوا لأنفسهم المحرمات ،وصاروا آداة في آيدي أعداء أوطاننا لتدميرنا بآيدي أبناءنا ،ولتفتيت جيوشنا .

الشيخ : حسبنا الله ونعم الوكيل .

فجأة ،،إنهمر الرجل بالبكاء قائلا : لقد إفتقدت عائلتي كثيرا ، إشتقت إليهم ،إشتقت لمداعبة صغاري ، إشتقت لغمرات زوجتي وإبتسامتها التي غربت عني بلاشروق ،رحلوا عني ورحل معهم الأمان والطمأنينة ، رحل الدفء وبقيت أنا والجليد ،لقد توقفت حياتي ، أريد الذهاب إليهم ،أريد اللحاق بهم حتي أعتذر منهم عن تقصيري في حقهم .

الشيخ : إن شاء الله سيسكنهم الله فسيح جناته ،هم في دار حق ونحن في دار باطل لاتقلق عليهم ،بل إقلق علي نفسك .

أغمض الرجل عينيه من شدة البكاء ثم نظر إلي الشيخ قائلا : سيدي ، إنهم ينادوني الآن ،. نظر إليه الشيخ بتعجب .
واصل الرجل حديثه : نعم ينادوني وأصواتهم تحيطني من كل صوب وإتجاه .

: تعالي يا أبي .
:إشتقنا إليك .
: إفتقدتك يا زوجي ...

نظر إليه الشيخ سائلا إياه : أحقا تريد اللحاق بهم ؟
فتح الرجل عيناه الداميتان ونظر إلي الشيخ : حقا ياسيدي أريد الرحيل إلي دار الحق ،وترك دار الباطل لمن يتناحرون عليها .

إبتسم الشيخ وأدار جسده صوبه وأخرج في خفاء من جيبيه " قنبلة " صغيرة ،وقال للرجل : هذه القنبلة كانت تأشيرة رحلتي إلي أحبابي بعد قليل .

ولكن مادمت أنت مصر علي الرحيل الآن ، فلتحصل عليها ،
ولتكن تأشيرتك لرحلة الخلود مع عائلتك ،وأنا سأرجي رحلتي قليلا .

إبتسم الرجل وهو غارق بدموعه وأخذها ووضعها بجيبه وهم بالذهاب ،فإستوقفه الشيخقائلا : ليس الآن ياعزيزي إنتظر حتي ننصرف وبعدها إقترب منإحدي تجمعات الإرهابين وفجرها بينهم وانتقم لعائلتك وكن مطمئنا إن لم تمت من رصاصهم ،
ستمت من الإنفجار ..

أشار " القائد " وأمر بالذبح بعد أن ألقي كلمته أمام آلات التصوير .

إنبطح الأسري أرضا ، وأخرج الملثمون الخناجر من أغمادها ،
وهرعوا بنحر الأسري بلا شفقة ،وسط صراخ وغرغرة وإستغاثات من الضحايا حتي فارقوا الحياة جميعا ،وسالت الدماء لتلعقها شياطين الأرض بكل شراهة .

نادوا فالناس بالإنصراف ،بدأ أهل المدينة بالعودة إلي مساكنهم متبلدين المشاعر مصدومين مفتورين كارهين للحياة يتلكؤن الخطي .

إقترب الرجل من إحدي تجمعات " الإرهابيين " فسمع زوجته تناديه فإبتسم وصاح أنا قادم ،إقترب أكثر سمع أبناءه ينادونه : أسرع يا أبي ؟
فزاد حنينه اليهم أكثر فأكثر وأخرج القنبلة من جيبه وجري ناحية " المسلحين " فإنتبهوا له ،

ولكنه قاب قوسين أو أدني .

فإقتلع فتيل القنبلة ، وألقاها صوبهم ،فتحوا عليه النيران ،
فسرعان ما إلتقي بعائلته وأصبحوا بين أحضانه بعد طول غياب ..
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف