الانتفاضة وهي تدخل شهرها الخامس 5-2-2016
بقلم : حمدي فراج
دخلت الانتفاضة الثالثة شهرها الخامس ، مختلفة عن الانتفاضة الاولى والثانية على حد سواء ، حيث كانت الاولى شعبية بدون سلاح ، والثانية مسلحة بدون شعب ، في حين ان الانتفاضة الحالية بدون شعب وبدون سلاح ، نستثني جنازات الشهداء بالالاف تودعهم الى المثوى الاخير ، وبعض من سكاكين لها مغزى رمزيا يفقد الشباب عند حدها المثلم حياتهم .
لم يتمكن الشعب بعد نحو خمسة اشهر على اندلاعها مطلع اكتوبر الماضي ان يرفدها او ينخرط فيها او يطورها ، منسجما ذلك الى حد كبير من موقف القيادة والفصائل المترواح مكانه بطريقة مثيرة للعجب وللتساؤل ، وفي مواقف عديدة ، بدت بعض هذه المواقف معاكسة ، مثبطة ومحبطة ، كالتصريح الذي ادلى به مدير المخابرات ، سبقه الكشف عن جاسوس مكتب كبير المفاوضين منذ عشرين سنة ، والتي جاءت في خضم المناكفة السياسية في التنافس على خلافة الرئيس ، وهي المسألة التي أثارتها اسرائيل وألقت بها في الملعب الفلسطيني اثر اجتماع لمجلسها الوزاري المصغر ، واخيرا ، اعتقال المفكر الفلسطيني عبد الستار قاسم .
لم تستطع الانتفاضة ان تضع حدا للشرخ المؤلم بين الحركتين الحاكمتين في كل من الضفة وقطاع غزة ، رغم ارتفاع وتيرة الحديث عن ضرورة رأب هذا الصدع المؤلم ، لا ولا حتى في حدوده الدنيا ، الوحدة الميدانية والوحدة الكفاحية . ولم تستطع تسجيل اي مستوى من النجاح في موضوع عقد المجلس الوطني الذي ذهب اعضاء التنفيذية الى تقديم استقالاتهم مقدمة عملية لانعقاده ايلول الماضي ، بل لقد تم ترحيل انعقاد المؤتمر العام لحركة فتح الى أجل غير مسمى ، رغم تصاعد خلافاتها الداخلية وخروجها الى العلن ، متمثلة بالمقابلة النوعية التي ادلى بها جبريل الرجوب على قناة التلفزيون الرسمي .
ومع كل ذلك ، استمرت الانتفاضة ، واستمرت في احداث المزيد من الضغط على اسرائيل وحشرها في زاوية الاحراج والعجز عن محاصرتها والقضاء عليها ، رغم كافة الاجراءات الامنية والعسكرية والاستخباراتية والقمعية بما في ذلك استمرار احتجاز جثامين الشهداء وهدم منازلهم وعدم السماح بإعادة بنائها .
إن هذا الفشل الاسرائيلي المخفق ، على مدار خمسة اشهر ، بدأت قوى المعارضة تقره وتجاهر به على الملآ ، هو بمثابة نجاح للانتفاضة . قادها ذلك في الايام الاخيرة الى تطوير ادائها بتوسيع عدد المنفذين ، من شخص الى شخصين الى ثلاثة ، وهذا ما حصل مع فتيان قباطية الذين توافقوا على الانتقام لصديقهم الرابع "احمد" الذي استشهد مطلع تشرين ثاني الماضي ، وكتبوا في وصيتهم ان يدفنوا الى جانبه ، سبقهم الى ذلك شهداء سعير الثلاثة "كوازبة" اوائل كانون ثاني المنصرم .
بقلم : حمدي فراج
دخلت الانتفاضة الثالثة شهرها الخامس ، مختلفة عن الانتفاضة الاولى والثانية على حد سواء ، حيث كانت الاولى شعبية بدون سلاح ، والثانية مسلحة بدون شعب ، في حين ان الانتفاضة الحالية بدون شعب وبدون سلاح ، نستثني جنازات الشهداء بالالاف تودعهم الى المثوى الاخير ، وبعض من سكاكين لها مغزى رمزيا يفقد الشباب عند حدها المثلم حياتهم .
لم يتمكن الشعب بعد نحو خمسة اشهر على اندلاعها مطلع اكتوبر الماضي ان يرفدها او ينخرط فيها او يطورها ، منسجما ذلك الى حد كبير من موقف القيادة والفصائل المترواح مكانه بطريقة مثيرة للعجب وللتساؤل ، وفي مواقف عديدة ، بدت بعض هذه المواقف معاكسة ، مثبطة ومحبطة ، كالتصريح الذي ادلى به مدير المخابرات ، سبقه الكشف عن جاسوس مكتب كبير المفاوضين منذ عشرين سنة ، والتي جاءت في خضم المناكفة السياسية في التنافس على خلافة الرئيس ، وهي المسألة التي أثارتها اسرائيل وألقت بها في الملعب الفلسطيني اثر اجتماع لمجلسها الوزاري المصغر ، واخيرا ، اعتقال المفكر الفلسطيني عبد الستار قاسم .
لم تستطع الانتفاضة ان تضع حدا للشرخ المؤلم بين الحركتين الحاكمتين في كل من الضفة وقطاع غزة ، رغم ارتفاع وتيرة الحديث عن ضرورة رأب هذا الصدع المؤلم ، لا ولا حتى في حدوده الدنيا ، الوحدة الميدانية والوحدة الكفاحية . ولم تستطع تسجيل اي مستوى من النجاح في موضوع عقد المجلس الوطني الذي ذهب اعضاء التنفيذية الى تقديم استقالاتهم مقدمة عملية لانعقاده ايلول الماضي ، بل لقد تم ترحيل انعقاد المؤتمر العام لحركة فتح الى أجل غير مسمى ، رغم تصاعد خلافاتها الداخلية وخروجها الى العلن ، متمثلة بالمقابلة النوعية التي ادلى بها جبريل الرجوب على قناة التلفزيون الرسمي .
ومع كل ذلك ، استمرت الانتفاضة ، واستمرت في احداث المزيد من الضغط على اسرائيل وحشرها في زاوية الاحراج والعجز عن محاصرتها والقضاء عليها ، رغم كافة الاجراءات الامنية والعسكرية والاستخباراتية والقمعية بما في ذلك استمرار احتجاز جثامين الشهداء وهدم منازلهم وعدم السماح بإعادة بنائها .
إن هذا الفشل الاسرائيلي المخفق ، على مدار خمسة اشهر ، بدأت قوى المعارضة تقره وتجاهر به على الملآ ، هو بمثابة نجاح للانتفاضة . قادها ذلك في الايام الاخيرة الى تطوير ادائها بتوسيع عدد المنفذين ، من شخص الى شخصين الى ثلاثة ، وهذا ما حصل مع فتيان قباطية الذين توافقوا على الانتقام لصديقهم الرابع "احمد" الذي استشهد مطلع تشرين ثاني الماضي ، وكتبوا في وصيتهم ان يدفنوا الى جانبه ، سبقهم الى ذلك شهداء سعير الثلاثة "كوازبة" اوائل كانون ثاني المنصرم .