الأخبار
نتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدة
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

مشكلة مجتمع وليس مشكلة الدكتور عبد الستار قاسم وحده بقلم:عماد صلاح الدين

تاريخ النشر : 2016-02-04
مشكلة مجتمع وليس مشكلة الدكتور عبد الستار قاسم وحده
عماد صلاح الدين

ليطلق سراح الاستاذ الدكتور عبد الستار قاسم/ استاذ العلوم السياسية – نابلس.

الرئيس ابو مازن هو بمقام الاب لجميع الفلسطينيين.

فلسطين هي وطن الجميع.

مؤسسات السلطة الفلسطينية هي مؤسسات الشعب الفلسطيني كله.

حماس وفتح وكل القوى الوطنية والاسلامية هم ابناء هذا الوطن.

قادة الاجهزة الامنية الفلسطينية وعناصرها هم اباؤنا واخواننا واقاربنا، وهم ابناء هذا الشعب العظيم.

التعبير عن الرأي مكفول بالقانون الاساسي الفلسطيني.

لن يكون لنا دولة ولا حقوق وطنية ولا قدرة على تقرير المصير، مادام ان خلافاتنا تصل الى درجة الانقسام والقطيعة، وملاحقة بعضنا بعض.

السلطة القضائية هي من برّأت عبد الستار قاسم، واعتبرت اعتقاله جائرا ومجحفا عام 2000 على خلفية بيان العشرين وذلك بموجب قرار من محكمة العدل العليا الفلسطينية المختصة، وكان محاميه زميلي الراحل عبد الكريم حماد من جماعين رحمه الله، زمن الشهيد الراحل الرئيس ابو عمار، وهي من عوضته عن اعتقاله عام 2012 بدعوى مدنية رفعها امام محمكة بداية رام الله وكنت محاميه في هذه القضية، وذلك منذ عام 2007، وهذا في زمن الرئيس محمود عباس ابو مازن.

النيابة العامة الفلسطينية هي نيابة للشعب الفلسطيني.

السيد الرئيس ابو مازن انا واحد من اولئك الذين يدركون انك أحد جهابذة الفكر والسياسة، وحتى لا يدعي احد اني هنا اجامل وانافق؛ فانا كنت من اشد المنتقدين بل والمهاجمين لمشروع السلطة ولشخصك الكريم، وبامكان اي انسان فلسطيني ان يرجع الى مقالاتي العديدة وعبر سنوات بهذا الخصوص.

لكن سيدي الرئيس تبين لي ان علتنا هي في انساننا الذي هدّه التخلف الديني والثقافي والاخلاقي والاجتماعي. وهذه مشكلة سيدي الرئيس، وهذا الكلام موجه الى جميع آبائي واخواني واخواتي الاعزاء في السلطة الفلسطينية والى الاخوة في قطاع غزة العزيزين والغالين ايضا على قلبي وقلب كل فلسطيني؛ لا لشيء سوى اننا فلسطينيون فقط؛ انها هويتنا ومشتركاتنا من تراث وثقافة المخزون العربي والاسلامي غير المفّعل رغم كل ادعاء من هنا او هناك، وهذه مشكلة سيدي الرئيس - ومن جديد- يبدو ان قيومتها مؤسسة منذ قرون ليست بقليلة؛ انها الطقسية الدينية والديباجات والاعتذاريات وحتى الخرافات والاساطير السائدة من مشوّه التراث الديني والاجتماعي؛ ونلبسه اثواب الدين والعلمية والفكرية وربما الوطنية، وهي من كل ذلك براء.

وهذا قادنا ويقودنا حتى اليوم الى القابلية للاحتلال؛ لانه صار عندنا في الاساس القابلية للمرض والجهل والتخلف، وهو قادنا ويقودنا الى الصراعات البدائية الاولية غير الاخلاقية سواء على مستوى الاشخاص الى درجة التخوين او على مستوى العائلات واعرف انكم تعرفون جدا عن ماهية البيئة الاجتماعية الفلسطينية بخصوص اصطراعاتها العائلية خصوصا في قترة الانتداب الانجليزي على فلسطين كقوة استعمارية.

واظنكم - ايضا جدا- ا تعرفون ان هذا المكون من التراكمية في التخلف والانحطاط الى اقتتال الاحزاب والحركات الفلسطينية عبر العقود الماضية وحتى اليوم؛ واظن ان السبب الحقيقي في الانقسام هو هذه القابلية، وليس بسبب اوسلو الذي نعلق عليه كل فشل واخفاق.

يستطيع الانسان اذا ما ملك الوعي؛ وهي اعلى درجات التفكير بالمعنى الفكري المعروف، بعد اعادة بنائه وتأهيله ان يحوّل المحدود الى واسع وربما اوسع، ويستطيع ان يحول ويحور المستحيل الى درجات من الممكنية التي يبنى عليها امل.

لكن مشكلتنا سيدي الرئيس ويا اخوتي الفلسطينيون هي الانسان، عبدنا الشكلانية واللاحضور والاشخاص وخرافات اللاسياسة وعبدنا احقادنا وامراضنا وتشبثنا بالجهل، ونسينا الانسان.

ونسينا يا سيدي الرئيس ان العالم كله هو انسان، وان في هذه العالم البقاء والاستمرار صحيح انه هو للاتقى؛ ولكنه التقي الانسان الصحيح في كليته السيكووماتيكية المتكاملة، الاتقى هو العامل والفاعل، الاتقى هو المرن، الاتقى هو الذي يفهم ماهيته البيئوية والاجتماعية وماهية غيره، ويلتمس العذر له ولهم؛ لاننا نعيش في دوائر الانسان المختلفة والمتنوعة والمتتالية؛ ولا توجد تأبيدية في الخيرّية أوالشرّية.

سيدي الرئيس، وجميع الاخوة القادة السياسيون والامنيون والاجتماعيون: ان الدكتورعبد الستار قاسم هو اخوكم المميز جدا سيدي الرئيس، وهو قامة علمية وفكرية سامقة في هذا الوطن، وهو يحبكم ويغار عليكم وعلى اهله ووطنه، وهو مفكر يعبر عن رأيه؛ وهو اصلا صاحب اختصاص في الفلسفة والفكر السياسيين؛ وهذا مجاله.

والانسان في هذا الوطن الذي يعاني كله؛ نعم سيدي الرئيس!! قد يلعن نفسه قبل ان يلعن الاخرين في غمرة المعاناة والتيه.

سيدي الرئيس هذه ليست المرة الاولى التي يتحدث فيها اخوكم ابو محمد (عبد الستار قاسم) عن منظمة التحرير وعن قانونها الثوري، وما الى ذلك؛ فكثيرا ما قرات له وسمعت بخصوص هذا الموضوع.

ولا اظن ان الرجل يصل به الحد الى ان يصرح  وبوضوح بخصوص المس بشخصكم الكريم او بغيرهم من الاخوة في القيادة الفلسطينية، وهذا ما نفا حصوله الدكتور قاسم .

وانا اريد تذكيركم سيدي الرئيس بانكم اول من رفضتم استمرار اعتقال عبد الستار قاسم عام 2011؛ بسبب قضية رفعها الاستاذ الدكتور رامي الحمد الله رئيس وزراء حكومة التوافق الوطني الحالية؛ حين كان رئيسا لجامعة النجاح الوطنية في حينها؛ وانتم يا سيدي الرئيس من اصدر وقتها امرا وقرارا رئاسيا بالافراج فورا عن عبد الستار قاسم، وكنت ايضا  محاميه في القضية اعلاه المرفوعة ضده.

سيدي الرئيس ارجو منكم تكرار هذه المكرمة الرئاسية، وباسم الشعب الفلسطيني: بامركم بالافراج الفوري عن اخيكم وابنكم؛ الواثق جدا انكم تحبونه وتقدرونه، لانكم بمقام الاب للجميع الفلسطيني.

المطلوب منا اليوم جميعا: هو الاضافة لا المناكفة.

محام وكاتب – نابلس.

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف