الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الموظف ما بين الاحتراق الوظيفي والاكتئاب النفسي بقلم:د. أكرم عثمان

تاريخ النشر : 2016-02-04
الموظف ما بين الاحتراق الوظيفي والاكتئاب النفسي  بقلم:د. أكرم عثمان
الموظف ما بين الاحتراق الوظيفي والاكتئاب النفسي

( الجزء الأول )

د. أكرم عثمان

مستشار ومدرب دولي في التنمية البشرية

[email protected]

3/2/2016

يستخدم علماء النفس مصطلح الضغط " Stress " بوصفه حالة من الاضطراب الانفعالي أو عدم التوازن النفسي ، وكأن الضغط خاصية تكمن في الفرد ذاته ، ولكن من الشائع أن تستخدم هذه الكلمة لكي تشير إلى مجموعة من المتغيرات الخارجية التي تمثل تهديداً للمرء وتؤدي إلى اضطراب سلوكه ، فالكلمة لا تشير إلى الاضطراب في حد ذاته ، إنما إلى الهموم التي تثقل كاهل المرء وتفجر الاضطراب السلوكي لديه (الزيادي،1987).

فإذا استطاع ذلك الفرد القضاء على الموقف الضاغط أو آثاره ، فإنه يرجع إلى مستوى التوازن والارتياح ، أما في حالة استمرار الضغط عليه ، فإن ذلك يثير طاقات جسمانية ونفسية إضافية ،،، وهنا يدخل الفرد مرحلة أخرى من مراحل التوافق مع الضغوط ، وهي مرحلة المقاومة ويستخدم في هذه المرحلة كل ما أوتي من مهارات سواء للمواجهة أو الهروب … ويستمر في المقاومة حتى يستخدم أساليب أخرى ؛ كالقبول بالوضع ، أو الإنكار والرفض ، وهما بدايات المرحلة الأخيرة ، وهي مرحلة الإجهاد والتعب الذي يستنفذ الإنسان فيها كل طاقاته ، ويبدأ باستخدام أساليب أخرى تعبر بشكل أوضح عن قبوله بالأمر الراهن أو عن رفضه التام أو الإحباط والاضطرابات النفسية المختلفة .(النجار،1994).

لذا قد يتحول الضغط إلى إجهاد عندما يكون شديداً ، أو مستمراً لفترة طويلة أو غير كافٍ أو مفاجئاً ، فيخرج عن دائرة السيطرة … حيث أن للإجهاد أسباب متعددة . فالعمل قد يكون مصدراً أساسياً للإجهاد ، حيث يواجه الكثير ضغوطاً مزمنة ، وتراكماً في الأعباء وعلاقات سيئة بين الزملاء أو المدراء ، مما يؤدي إلى التفرقة والعنصرية ، وبالتالي فقدان أصول التفاهم والتواصل في المؤسسة ذاتها ، وقد يكونون معرضين لتغيرات سريعة ومستمرة ، أو غير مدربين التدريب اللازم لمهام عملهم ، أو لديهم شعور بعدم الاستقرار ، أو انعدام الرؤية الواضحة للتطور المهني ، كما يمكن ملاحظة الإجهاد في حياتنا الخاصة من خلال المشكلات العائلية ، أو التغيرات والمصائب المعيشية ، أو التغيرات في حياتنا الاجتماعية ، كذلك التباعد بين متطلبات كل من العمل والمنزل (ماكماهون،2002 (

يرى الكاتب أن الضغوط في العمل التي يتعرض لها الأفراد في حياتهم عموماً بغض النظر عن اختلاف مكانتهم ووظائفهم ، والضغوط التي تعترض سبيل الموظف على وجه الخصوص ليست سيئة وسلبية على الدوام ، وذلك أن الضغوط قد تكون محفزة وداعمة للنجاح والتميز في العمل الوظيفي ، فالموظف الذي يجد نفسه محاطاً بالعديد من المهمات ومثقلاً بالأعباء والمشكلات ، قد يدفعه الموقف الذي يحيط به إلى تنظيم وقته وشحذ همته للتعامل معه بكل اتزان وهدوء، فيؤدي هذا إلى إنجاز المتطلبات في زمن قياسي ،،، فنجد أن الضغوط أسهمت في توظيف قدراته وطاقاته بأقصى سرعة ممكنة ، ما كانت لترى النور لولا تراكم الأعباء وتزاحمها عليه ، لكن في المقابل قد تتحول هذه الضغوط إلى كابوس ينغص حياة الموظف ويطرد النوم من عينيه ، خصوصاً عندما يحس أنها مهددة لمهنته وحياته . فيستسلم لها دون مواجهة أو مقاومة ، من دون شك يشعر في داخله بالإحباط واليأس والضعف ، فيفشل في أدارتها وإنجاز ما تتطلب منه القيام به ، بل أنه يفسد حياة من يتعامل معه سواء كان هذا في عمله أو في الأسرة التي يرعاها ويقوم على شؤونها . لذا فإن فالعديد من الموظفين يتعرضون لهذا التوتر والضغط ، لكن شتان بين من يديرها بصورة منظمة ويهيئ نفسه للتعامل معها بكل قدراته وإمكانياته بذهن صافٍ ومنفتح ، وبين من يعتبر أن الضغوط ما كانت إلا لتدمره وتنهي رسالته ومهمته … فالفهم والإدراك والقوة النفسية له تلعب دوراً مهماً في التعامل معها والتخلص منها بكل سهولة ويسر . 

والفرد الذي ليس لديه مقاومات نفسية تساعده على التعامل مع هذا النوع من الضغوط ، يمكن أن يصل إلى مراحل شديدة من الإجهاد النفسي الذي يؤدي إلى ما يسمى بالاحتراق الوظيفي ، الذي تتمثل في فقدان متنام ٍ للطاقة والأماني والاهتمام بالعمل ، فالإحباط المستمر وعدم الشعور بالتوازن تؤدي في الغالب للاحتراق النفسي للفرد والذي ينشأ غالباً عندما لا يكون الجو العام للمؤسسة صحياً بما فيه الكفاية .(النجار،1994)

يؤكد علماء النفس أن تزايد الأحداث في حياة الإنسان إيجابية كانت أم سلبية ( زواج ،ترقية، أو وفاة، خسارة مادية ) داخلية كانت أم خارجية قد لا يكون مرغوباً فيها من الناحية الصحية ، فتكرر مثل هذه الأحداث يمثل ضغطاً نفسياً وعبئاً وجهداً على الجسم والصحة ، مما قد يرتبط بالإصابة بكثير من أمراض العصر بما فيها الاكتئاب والقلق ، حتى الأمراض الجسمية كأمراض القلب ، والسكري ، وضغط الدم ، تبين أنها ذات صلة قوية بالضغوط اليومية ، والإجهاد والضغط النفسي .(إبراهيم، 1998)

فالعديد ممن يواجهون متاعب جسدية أو نفسية أو عاطفية ، بسبب تعرضهم لضغوط مستديمة ، لأن وجود الاستجابة للإجهاد ليس إلا للتعامل مع أحداث الحياة ومتطلباتها ، فإن نظام المناعة لدى شخص ما قد تضعف … بل قد يصل به الحال إلى اكتئاب حاد وانهيار عصبي في الحالات الشديدة .(ماكماهون،2002)

ومن يتعرض لاضطراب الضغط يعاني عقب الإصابة غالباً من ارتجاع الأحداث والكوابيس ، ومشاكل النوم ، واللامبالاة العاطفية ، والجيشان العاطفي المفاجئ ، وفقدان المتعة ، وانعكاس الإجفال المبالغ ، ومشاكل الذاكرة والتركيز ، ويكونون أيضاً أكثر عرضة للأمراض العقلية الأخرى ، بما في ذلك الاكتئاب ، وغالباً ما يحدث اضطراب الضغط عقب الإصابة والاكتئاب معاً.(كراملينغر،2002)

وأوضح ( تشيرنس) أنه كلما زادت صدمة الواقع وزاد التعرض للضغط ، كلما زاد الاحتراق الوظيفي ، وأن الأشخاص الذين يحصلون على درجات عالية في الاحتراق الوظيفي هم الذين يتلقون مساندة اجتماعية ضعيفة ، وهم العاملون الذين يستخدمون الأدوية بشكل متزايد ، ويعانون من عدم الرضا الزواجي ومن صراع الدور وقلة الرضا الوظيفي ، وترتفع نسب غيابهم ، كم أنهم يميلون إلى ترك المهنة . ( أبو مسعود، 2010)

وتبين أن ظهور الأمراض النفسية يرتبط بأنماط الضغوط الانفعالية والاجتماعية التي قد نتعرض لها . فبداية ظهور الأمراض النفسية تجئ أثر التعرض للتغيرات الحياتية ؛ كالفشل ( في الحياة )، أو وفاة أحد الأقارب ، أو توقع الانفصال عن الأسرة ، أو تغير الدخل المفاجئ نتيجة للفصل عن العمل ..الخ ، وينطبق هذا على الأمراض النفسية الخفيفة كالقلق ، والاكتئاب النفسي ، والأمراض العقلية الشديدة كالانتحار ، والفصام ( ولو أن ارتباط ظهور الفصام بالضغوط أقل من ارتباط الأمراض النفسية الأخرى بها ) (إبراهيم ، 1998) . دمتم سالمين
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف