الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

اختراق عقل الشعب الفلسطيني بقلم: بكر أبوبكر

تاريخ النشر : 2016-02-04
اختراق عقل الشعب الفلسطيني بقلم: بكر أبوبكر
اختراق عقل الشعب الفلسطيني

بكر أبو بكر

      حينما تحتك العقول وينقدح زناد الفكر تكون النتيجة ليست بالضرورة كما تصورها الشخص مسبقا، أو حتى ليس كما أرادها فإن كان يحمل عقلا منفتحا إزداد انفتاحا وازدان بالتنوع، وإن كان يحمل عقلا منغلقا ألقى بالمفتاح بعيدا.

        عندما تكون النتيجة محصلة تلاقي وانقداح زناد، واحتكاك عقول فلا بد لمن ارتضي أن يكون في فضاء الحوار أن يخرج أكثر ادراكا أن المرء بأخوانه، وأن الفكرتين أصوب والثلاثة والعشرة قد تنتج إضاءات لم يسبق أن تخيلها صاحب الفكرة الأولى.

        كيف لك أن تختار محيطك؟ هذا بإرادتك، فإن قضيت يومك بين أكوام من الترهات ستكون النتيجة مكب نفايات، أما عندما تقضيه في مجمع عقول تكون النتيجة نور وانكشاف وإضاءة.

          أن الثراء الفكري نقيض الاستبداد لذا فالسياسي عامة، والفلسطيني تحديدا، متى ما افترض اكتمال نوره أو دوره، وأن الحق يمشي في ركابه فقد سقط في هوة التكبر أو الغرور أو الاستبداد، وليس لمفكر أو مثقف أو ناقد أن يتبعه الى سحيق الهوة.

        في لقاءاتنا السياسية والفكرية والثقافية المستمرة في أطر حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح ما تتميز به هذه الحركة الحضارية الثرية النقاشات، وضمن لقاءاتنا مع بعض المراكز السياسية والبحثية في فلسطين ومع الطلبة والشبيبة أيضا نعيش الذهن المتقد وتسرب النور الى الروح القلقة فتنتفض.

        ما سبق خلاصة سريعة لبعض تأملاتي في ما حصل خلال لقاءات منذ أيام مع الأخ جهاد حرب وكوادر جامعة بيرزيت، ومع كوادر هيئة أمانة سر اللجنة المركزية لحركة فتح، ومع الأخت دلال سلامة و ياسر المصري وعمر أبوشرار، ومع د.سهاد زهران ود.مجدي عيسى ود.عبدالرحيم أبوجاموس وأخوة آخرين، ولقاءات هامة أخرى في المجلس الثوري للحركة، وجلسات الثراء الفكري مع كوادرنا في فلسطين الداخل بدعوة من خلية التفكير ود.حسام زملط ومؤسسة (مدار)، وما حصل في عدد من جلسات الكوادر الأخرى التي منها عبر الفضاء مع د.عوض حجازي ود.حازم أبوشنب ود.عاطف أبوسيف ود.مازن صافي، وفي مركز (أوراد) الذي استندت لاستطلاعاته كثيرا في إطار التحليلات ومقالاتي، وما سأورد فكرة هامة منه هنا أيضا.

إن الثراء الفكري يُشحذ بالتنوع، والقدرة على التفهم لا يتم إلا باحتكاك الأفكار المختلفة، والتطور الذاتي لا يتحقق إلا حين أتقبل الآخر.

في ذات الإطار الثري من الممكن الإشارة هنا لنموذج، عبر جملة من الحقائق باعتقادي واستنادا للاستطلاع الأخير لمركز (أوراد) حول ما أسمي (استطلاع لآراء قادة الرأي) الذي تلا استطلاع (الشباب الفلسطيني والهبة)، حيث من الممكن أن نقول تعليقا عليهما التالي.

أولا: هناك تقارب في النظرة بين الاستطلاعين أي بين (النخب) و(الشباب) من حيث أن الهبة الشعبية #غضبة_القدس عفوية، وأن المشاركين فيها محدودي العدد والفئة... وغير ذلك.

ثانيا: أن النخب لا تتحصل على رؤية واضحة، فهي من قراءة بالاستطلاع تفتقد الاجماع السياسي، وتتشتت حول ما كان يسمى الثوابت (إذ ان 34% يعارضون حل الدولتين مثلا).

ثالثا: هناك احباط لدى الفئتين (وربما يندرج هذا الاحباط على المجتمع) من التغيير.

رابعا: اتساع الخطاب المناهض للحركة السياسية الرسمية وخطابها (75% اعتبروا "أوسلو" منتهي).

خامسا: سقوط المد الشعبي تبعا لسقوط التعبئة الجماهيرية لدى الفصائل (تأثير حركة فتح حسب الاستطلاع 19% وحماس 10% و 58% لا أحد).

سادسا: المفاجأة المذهلة غير خامسا هو سادسا هنا حيث أن معدل تقبل فكر التطرف والإرهاب أي فكر (داعش) يصل كما فهمت لـ 62% فلسطينيا، وأن ليس كليا ما يدلل على كمون العقل السلفي الماضوي وإمكانية استثارته في أي وقت، نعم لسبب الممارسات الاحتلالية العنصرية يوميا من جهة، ولجهة الغلو في ذات التراث الذي لا يخضع للتنقية والغربلة والتجديد أيضا ما قد يؤشر على هشاشة نمتلكها تحتاج لما ابتدأنا به وهو أن نتحصل على الثراء العقلي واحتضان الاختلاف لنحقق التغيير.

  وبالحديث في العقل والتفكير ونحن والناس أظن أن الشعب الفلسطيني باعتقادي يتميز عموما بأنه يمتلك عقلا ناقدا متميزا، فقدرته على التشخيص وتلمس مواضع الخلل وإبرازها كبيرة ، وهو عقل رفضوي لا يقبل بالقليل وقد لا يرى النجاحات ليحتفي بها فهو يريد المزيد ولا يشبع ، ولذا فهو يمثل شخصية مناضلة لا تفتأ تصمد وتتحدى ترفض الاستجداء وفرض الواقع السلبي.  

مع استمرار الخلاف السياسي العميق فلسطينيا فإن الخوف أن تعاني هذه "الشخصية الجمعية للشعب" من مخاطر الاختراق الفكري، ومن مخاطر التشتت والإحباط والانتكاس، مخاطر انفجار الفكر الماضوي، الذي يستدعي العنف "المقدس" بعيدا عن البعد الحضاري العربي والوطني والاسلامي لا سيما في ظل سياسيين يقتاتون على ذلك، والخوف أيضا من مخاطر فقدان الرؤية السلمية وأيضا من التحلل التدريجي من لغة الحوار ومن الالتزام والارتباط المنظم في الاطار الوطني كمركب الزامي للتحرير.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف