الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

ورشة في المقهى بقلم: د. أسامه الفرا

تاريخ النشر : 2016-02-04
ورشة في المقهى              د. أسامه الفرا

اعتدت أن التقي صديقي في مقهى وسط مدينة غزة، نتناول اطراف الحديث بصحبة فنجان من القهوة، ما يلبث أن ينفض اللقاء ليذهب كل منا إلى حال سبيله، المقهى في ذاكرة الكثير ما زال ينظر إليه بأنه ملتقى العاطلين عن العمل، منذ كان في السابق حكراً على الطاعنين في السن، لم تتغير الصورة النمطية السلبية له رغم التكاثر الواسع للمقاهي في مجتمعنا والتنوع الوظيفي لها، لم تفلح الحداثة، عبر استنساخ مسميات لها تبعدها عن مفهومها القديم، او من خلال عملية دمج خدماتها التي تقدمها لمرتاديها، في تعديل الصورة القديمة لها، لعل التغيير الكبير الذي طرأ على المقهى والذي يعود الفضل فيه للحداثة التي طرقت ابوابه يتعلق بمرتاديه من فئة الشباب، كثير منهم يصطحب معه الحاسوب فيما البعض يتصفح عبر هاتفه النقال الأخبار وصفحات التواصل الاجتماعي، ضمن هذه المفهوم من الثرثرة الحديثة شيدت شركات امبراطورياتها التخصصية في عالم المقاهي.

على غير العادة بينما كنت أنتظر صديقي كان المقهى يعج بالنساء بعد أن أنهين حصة تدريبية حول المشاريع الانتاجية الصغيرة، فيما جلس شاب وفتاة في ركن من المقهى يستمعان لإجابات حول أسئلة محددة من كل سيدة من المشاركات في الورشة، ما يلفت الانتباه أن المئات من السيدات شاركن على مدار شهور عدة في البرنامج التدريبي الذي اعدته الجمعية الأهلية، والذي تستهدف من خلاله الفئات المهمشة بهدف تمكينها اقتصادياً عبر تنمية الأفكار المتعلقة بمشاريع انتاجية صغيرة، السيدات المشاركات في التدريب لسن من سيدات الأعمال بل دفعهم الفقر إلى محاولة المشاركة في تحمل أعباء الحياة، سيدات يبحثن عن توفير قوت أبنائهن في ظل نسبة فقر ومعدل بطالة لم يسبق لقطاع غزة أن اقترب منهما.

بينما راح مدير المشروع الشاب يعدد مراحل المشروع المختلفة ارتسمت على وجهه ابتسامة النجاح، لم يكن يتوقع أن تبدع النساء في ابتكار مشاريع انتاجية خلاقة خلاف تلك المتعارف عليها المتعلقة بالتطريز والحياكة، هذه المرة جئن بمشاريع انتاجية نوعية يمكن للمرأة أن تبدع فيها، وأن يسهم مردودها المادي في توفير المتطلبات الحياتية للاسرة الفلسطينية، لم يخف الشاب أن التحدي الأكبر الذي يواجه المشروع يتمثل في نظام الكوبونة التي انتشرت خلال السنوات السابقة، والتي تحولت مع مرور الزمن إلى ثقافة في العلاقة بين الجهات المانحة والأسر المهمشة.

لا نملك على وجه الدقة حجم الأموال التي أنفقتها الدول المانحة عبر المنظمات الأهلية على شكل كوبونة أو سلة غذائية، لكن المؤكد أنها تستقطع جزءاً مهماً من الدعم الذي تقدمه الجهات المانحة للشعب الفلسطيني، والتي تحمل في طابعها الجانب الإغاثي دون أن تضيف شيئاً إلى الجانب التنموي للمجتمع الفلسطيني، سواء ما يتعلق منها بالتنمية المستدامة أو حتى المؤقتة منها، مؤكد أنه في ظل ازدياد مساحة الفقر وتصاعد نسبة البطالة فإن الكوبونة باتت مطمح الأسر المهمشة والفقيرة، لكن أليس من الأفضل لتلك الأسر الفقيرة أن نساعدها في توفير مصدر دخل ثابت لها عملاً بالمثل الصيني "لا تعطني سمكة بل علمني الصيد"؟، ثقافة الكوبونة لا تليق بشعب مبدع في نضاله وصموده، فهي بجانب ما فيها من امتهان لكرامة الانسان هي بمثابة ذر للرماد في العيون في معالجة حالة الفقر التي تستشري في مجتمعنا، وتجعلنا أكثر اتكالاً على الدول المانحة، لعلنا اليوم بحاجة لأن نضع استيراتيجية واضحة لمعالجة الفقر، تستند على مشاريع انتاجية للأسر المهمشة والفقيرة تكفل لها مصدر دخل ثابت وتسهم في الوقت ذاته في زيادة الناتج المحلي، لعل هذا ما يبحث عنه الشباب الذين حولوا المقهى لورشة عمل تنضج فيها الكثير من الأفكار الخلاقة لمشاريع انتاجية لنساء يبحثن عن المشاركة في تحمل أعباء الحياة.

[email protected]
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف