الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت بقلم:حميد طولست

تاريخ النشر : 2016-02-04
من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت بقلم:حميد طولست
من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت

تعد الزلازل من أخطر الكوارث الطبيعية التي تتسبب في الخراب الجسيم بالبلدان ، وتلحق الأضرار البليغة بالأرواح والممتلكات ، وتغيير شكلها الطبوغرافي ، وقد تعرض عدد الكبير من بلاد الله العامرة منها والمقفرة عبر العالم ، لسلسلة من الزلازل حدثت فيها حسب توزيع جغرافي زلازلي طبيعي ، لم يسلم المغرب منه ، ومن كوارثه الطبيعية التي يعرفها المتخصصون بأنها: حدث مدمر يخلف خسائر بشرية ومادية ، نتيجة هزات سريعة ومتقطعة ناجمة عن حركات الصهارة في باطن الأرض ، بفعل تداخلات وتصادمات تقارب الصفيحتين الإفريقية والأورو آسيوية ، والتي تعتبر جبال الأطلس الكبير والمتوسط والريف من أنشط المناطق الزلزالية في شمال غرب إفريقيا .

وبناء على هذه الحقيقة العلمية المتوفرة في كل كتب علم الزلازل ، والتي تتفق كلها على أن الزلزال ظاهرة فيزيائية وليست غضبا من الله عز وجل ، كما إدعى ذلك الشيخ يحي المدغري في خطبته بمسجد حمزة بمدينة سلا، يوم 29 يناير 2016، عن الزلزال الذي ضرب سواحل الريف ليلة الاثنين 25 يناير 2016 ، الحادث المؤسف الذي كان من المنتظر منه كفقيه أن يحث المصلين على التضامن مع إخوانهم المفزوعين بالريف - كما يفعل الكفار في مثل هذه الظروف ، وفي كل بقاع العالم - ويدعوهم لتقديم العون والمعونة لمتضررين ، والتبرع لفائدة المنكوبين من إخوانهم الريفيين ، بدل النكاية بالمفجوعين المصدومين بفعل الهزة الأرضية ،  التي ربط الخطيب المفوه ، حدوثها  بعقاب الله وتهديده  لأهل الريف بسبب ما تعرفه منطقتهم، حسب زعمه، من انتشار للمخدرات والموبقات ، وتفشٍّ للمعاصي وممارسة للرذائل ..

لاشك أن الربط الغريب بين زلزال الريف والعقاب الإلهي ، الذي جاء في الخطبة ، لا ينم عن جهل الشيخ المحترم بالمعطيات الجيولوجية المفسرة للزلازل ، ويدل على نقض في تكوينه العلمي فقط ، بل يفضح ، قلة فقهه بالدين ....لما ضمن خطبته من إساءة البالغة للذات الإلهية ، أكثر من إساءته للريفيين الذين تشفى فيهم ، وذلك بقياسه أفعال الله ، الذي "ليس كمثله شيء"، على أفعال البشر، وإسقاطه عليه كل الرغبات والمشاعر البشرية كالرغبة في الانتقام ، وجعله الذات الإلهية - في تصور تشخيصي وتشبيهي - كالإنسان ينفعل ويغضب ، ويضرب الجميع بزلزال لا يفرق بين الأتقياء والعصاة ولا يميز بين الأبرياء والمجرمين ، وهو يعلم أن الله ليس بظلام ، والشيء الذي يعتبر عن إخلال بالاحترام الواجب له سبحانه وتعالى ، ناهيك عن الإساءة بعباده الصالحين ، بتهجمه على الريفين بالزعم العلني أنهم أصحاب مخدرات وموبقات ، زيادة على تضمن الخطبة لإساءة إلى الشعب المغربي والأمة المسلم التي بدل أن يستعمل الشيخ المنبر لحثها على إعمال العقل والفكر، ونبذ تفسير ظواهر الكون بالخرافات والإشاعات، وعوض أن يستغل مثل هذه المناسبات لتحفيز المسلم، لكي ينطلق في البحث العلمي، ويسير في الأرض، للكشف عن أسرار هذه الظواهر الطبيعية، كما هو حال اليابانيين الذين استنتجوا أن الكواراث ، هي تحديات أمام العلماء ، ومحفز لهم ليطلقوا العنان لعقولهم لمواجهتها ، ولتطوير أساليب البناء لقاوم لاهتزازات الزلازل ، استغل الشيخ المغاري المنبر لنشر الجهل وتكريس الخرافة ، بتفسيره لظاهرة طبيعية -فكّ العلم ، منذ مدة ، لغزها وكشف عن أسبابها- بطريقة مغلوطة تجعل المرء يستسلم معها للتكاسل ويركن إلى النوم و الدعة ، مُطَمْئِنا نفسه ، بأنها قدرة إلهية، وغضب مقدر من الله على الفاسقين  ، في إسقاط سافر لمشاعر البشر و صفاتهم على القدرة الإلهية العظمى ، كما كان معروفا عند العبريين قبل الإسلام بأكثر من 18 قرنا ،
والذي –للاسف- يكرره شيخنا اليوم بعد 32 قرنا من تاريخ كتابة سفر ايوب الذي يعود لأكثر من 11 قرنا قبل الميلاد ، ليتشفى في مآسي إنسانية ، وهو يعلم أن المغرب عرف عددا من الزلازل كان أعنفها عام 1755 ودمر أغلب المدن الساحلية المغربية، والزلزال الذي ضرب مدينة أكادير عام 1960 وخلف 12 ألف قتيل ، فماذا يقول فيها شيخنا المبجل ، هل كانوا هم أيضا يتاجرون أنداك في المخدرات ، ويرتكبون المعاصي ويقترفون الموبقات وخير ما أختم به هو الحديث النبوي الشريف رواه أبو هريرة رضي الله عنه ، عن الرسول صلى الله عليه وسلم :" من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ، فليقل خيرا أو ليصمت "، رواه البخار ومسلم. الحديث الذي لا أشك في أن الشيخ المدغري يحفظه عن ظهر قلب ، ويردده كثيرا في خطبه ، لكنه مع السف ، نسي أن يطبقه في هذه المناسبة..
ومن أجمل ما قبل في هذا:

إذا شئتَ أن تحيا ودينك سالم     وحظُّك موفور وعِرضك صيِّنُلسانك لا تذكر به عورةَ امرئ     فكلك عورات، وللناس ألسنُ

وعينك إن أبدت إليك معايبًا     لقومٍ، فقل: يا عين، للناس أعينُ

 

[email protected] حميد طولست
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف