الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

جار چولان البصير بقلم:سعيد مقدم

تاريخ النشر : 2016-02-04
جار چولان البصير بقلم:سعيد مقدم
كلما ذكرني أحدهم بالحرب تضايقتُ وتراءت أمامي تلك السنين الشاقة.
تحزنني تلك الخسائر التي تكدسناها في أموالنا وثقافتنا وهويتنا.
فما أكثر البيوت التي هدمتها المدافع، وكأين من ثقافة نـُسيت فأهملت، وكم من هوية عربية اضمحلت بعد أن نزح العرب الأهوازيون من ديارهم! لا شك أن هذا الضياع و الذوبان حقق أمنية الكثير من أعداء أبناء هذه الأرض الناطقة بالضاد.
قص لي عن تلك الأيام المرحوم (چولان) عن جاره البصير:
كان يسكن في الصرائف1 يتصدق عليه الفقراء، وكلنا كان فقيرًا.
ولكن فاقة البصير ذاك كانت مدقعة، يتغدى ولا يكاد يتعشى.
فاقترح عليه جار آخر أن يجلس جنب الجسر يترزق من صدقة المارة.
فأخذ البصير بالاقتراح وأصبح يقوده أبوه الشيخ نحو الجسر، وعند المساء يرجعه وفي جيوبه الرزق الوفير.
تحسنت معيشته، أمسى يأكل حتى الشبع، وأضحت زوجته تلبس الجديد.
عندما تركنا الصرائف وانتقلنا إلى حي العبّارة، انتقل معنا واشترى بيتا وسيعا وأثاثا.
ولم تدم النعمة، فدقت أجراس الحرب ونزل العذاب من فوق رؤوسنا، وفاجأتنا القذائف تقصف المنازل من غير دقة ولا رحمة.. فحان وقت النزوح.
وتأوه المرحوم (چولان) وتابع حكايته فقال:
كانت لحظات حمراء، والموت أضحى يلوح للجميع.
وجاءني جاري البصير حائرًا يطلب استشارتي :
ماذا أفعل؟
فقلت: نحن جمعنا أثاثنا وعلى وشك النزوح.. فانزح.
قال وهو يحاول أن يخفض صوته:
المشكلة مشكلة نقودي!
فقلت متعاطفا معه: هل تريد أن أقرضك أجرة السيارة؟
قال وهو يشيح بوجهه: لا، فلوسي كثيرة، أين أخبئها؟ جيوب دشداشتي2 لا تسعها! إن تحزمت عليها أبدو كالحبلى!
إن صررتها في صرة خفت أن تسرق مني! فاهدني إلى رأي.
اقترحت عليه أن يتقاسمها بينه وبين أبيه العجوز وامرأته في صرر يعلقونها في أرقابهم ويخبئونها تحت ملابسهم.
ويضيف (چولان) في عجب: كانت كثيرة، وفي فئات مختلفة! عرفت أن ما يكسبه في اليوم، كان يفوق أجرتي أنا العامل الذي يكدح في الشمس من الصباح وحتى المساء.

1- الصرائف: مفردها صريفة، كوخ من قصب.
2- الدشداشة: ثوب يشتمل على الجسد كله، جلباب.

سعيد مقدم (أبو شروق) - الأهواز
 
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف