الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/25
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

القضايا الاجتماعية والوطنية في ديوان أحضان الصمت للشاعر .. صلاح فتح الباب بقلم:د.أميمة منير جادو

تاريخ النشر : 2016-02-02
القضايا الاجتماعية والوطنية في ديوان أحضان الصمت للشاعر  .. صلاح فتح الباب بقلم:د.أميمة منير جادو
القضايا الاجتماعية والوطنية في ديوان أحضان الصمت
للشاعر ...... صلاح فتح الباب
(قراءة تحليلية في القيم والجماليات والموروث الشعبي)

د /أميمة منير جادو
ينتمي الديوان لشعر العامية بمفرداتها البسيطة العذبة والمستلهم بعضها من الثقافة الشعبية والنصوص المقدسة والأحداث الجارية التي تنطوي على الكثير من المعاني والمشاعر و القيم الجميلة وتعكس بعض أحداث الواقع الاجتماعي والوطني والسياسي .
يقع الديوان في حوالي مائة وثلاثين صفحة تتضمن أربع وعشرين قصيدة ، هي على التوالي:
( أحلام الشاعر ، فلسطينية ، حصاد العمر ، رسالة إلى بوش ، المؤتمر ، الوجه الآخر، الولاية ، تعقيب ، نهج البُعَدا ، ذكرى الأربعين ، أم الدنيا، مبادرة ، أحضان الصمت ، أهل القمة ، مرارة الفطام ، رئيس للحي ، سنابل حب، عيد الشرطة ، محمد الدرَّة ، نشيد العروبة، خريف الذكريات ، السيرك القومي، بعيد عن السامعين ، آخر همسة ، بيرم التونسي ).
تتنوع المشاعر والمعاني وتتوزع على كل قصائد الديوان حيث الحزن الشفيف والصدق والأمانة والمشاعر الدامعة الباكية ، وحيث الرومانسية العذبة الرقيقة والأمل والتفاؤل في الآت ، والثورة على الظلم ومحاربة الفساد والسلبيات و حيث رقي المعنى المستمد من قيمة الحدث والموقف .
وتتنوع مقاصد القصائد مابين العائلي والديني والوطني والسياسي والاجتماعي كما سنشير إليها ، وقد طبع الشاعر الراحل الديوان على نفقته الخاصة وأصدره صالون الشاعر رفعت المرصفى ضمن منشوراته .
ومن الصعب الإحاطة الكاملة بكل قصائد الديوان امتثالا لظروف النشر ، لذا سنلقي الضوء على أهم ما ورد به.
ويجب الإشارة إلى أن الديوان طبع في العام السابق لثورة يناير 2011، وقصائده مكتوبة قبلا ، مما يشكل ويمثل إرهاصة للثورة أو رؤية تنبؤية استشرافية لها كما سيرد .
الإهداء والمفتتح :
يفتتح الشاعر ديوانه بإهداء حزين :" إلى رامي ... الحلم الذي تبدد" هو إهداء موجع حيث يقتسم الحلم المبدد اسم علم واضح هو ابنه رامي ، فيزيد الوجع لدى المتلقي لا سيما إذا ما عرفنا أنه رحل في عز ميعة الصبا ومقتبل الشباب ، فما أوجع اللحظة وما أوجع الذكرى الساكنة بالوجدان , لقد رحل في حادثة على الطريق يوم زفاف شقيقته فانقلب الفرح إلى غم وحزن كما حكى الشاعر ذلك بنفسه لي قائلا : رحل يوم عرس ابني الذي عشت طوال عمري انتظره ،فقتلت فرحتي مرتين مرة بفقده ومرة بفقد فرحتي بفرح ابنتي وما أصعبها وأقساها من لحظة عصيبة عصيبة .فقد انقلب العرس إلى عزاء ، كان يسترجع الذكرى ودمع عينيه يمتثل بالأحداق .وقد عبر عن حزنه الطاغ محاولا الاقتراب والإمساك بالشعور واللحظة الحقيقية في قصيدته :
" ذكرى الأربعين ".
ومن الملاحظ أن الحزن يمثل مناخا عاما لمعظم قصائد الديوان، لعل مفردات الحزن ومترادفاته تعكس حالة حزن عامة لدى الشاعر ، ويستهل الشاعر ديوانه بما يعتبر مؤسسا لحالة الحزن تلك فيقول مفتتحا ديوانه بقصيدة " أحلام الشاعر" :
( زي الجرح بتنزف دم- طول ما جدور الهم في دربي .. ييجي الفرح من اين يا عم )
وأقسى ما يمكن أن يؤصل هذا الحزن ويُتوجه معا ما نستشعره في قصيدته المُهداه لابنه في ذكرى الأربعين :
فالشاعر يعدد مآثر ومعنى وجود الابن في حياته بنغمة حزينة تشبه العديد في المراثي الشعبية :
" يا فجر نايم جوه بحر م الدموع -النجم راح من غير رجوع
وانا جوه ليل الصبر ميت بالحي -عايش باموت تلفحني نار الذكريات
أشفي غليلي بالصور ... يا حلم أبعد م الرجوع -عمال تراوض فيه ليه ؟؟
أنا كنت عايزك في المحن ستري وغطايا -أنا كنت شايلك للزمن رمز لصبايا ....
يا ربيع العمر ضاع العمر- من ساعة غيابك .
.. فوق جبال الصبر ماشي أبكي واتمنى ترابك ......إلخ"
حتى يستفيق على نداء إيمانه بالله :
" وأما بتغرب يرجعني الأدان ... الدوام لله وحده ... والخلود لله وحده ...تبرد النار اللي قايده بين وريدي ...وامسك المصحف في إيدي ... بعد ما أتوضأ وأمسك سبحتي "
ومن الجميل أن يعالج الشاعر حزنه بالتصبر واستعادة إيمانه حين يداخله نور الله ، وبأن الأمر لله وحده من قبل ومن بعد ، ويبقى الإيمان بمثابة حالة من التطهير لإطفاء جذوة الحزن الملتهبة بوريده وكيانه على فقد ابنه الشاب ، ويساعده تمثل الإيمان عملا وممارسة بقراءة القرآن والوضوء والصلاة والتسبيح وذكر الله ،وما أحسنها من علاج للأحزان وليس إلا الرضا بالقدر والمكتوب والمقسوم والتصبر والدعاء لله عز وجل مفرج الكروب .
جماليات الصور البيانية في الديوان :
تحتشد نصوص الديوان بكثير من جمالياتها حيث تتعدد الصور البيانية والاستعارات الصريحة والمكنية ، والتشبيهات وتوظيف الخيال عبر مفردات اللغة وتوظيفها في عدة مواضع بطول الديوان ، نقرأ من هذه الصور على سبيل المثال :
" طول ما جدور الهَّم ف دربي " يشبه الهَّم بالشجرة ذات الجذور العميقة ، وهي كناية عن تغلغل الهم والحزن داخله ومدى تجذره وإقامته فيه ، ومعروف أن الجذر ينمو طرديا مع الزمن كلما طال الزمن كلما زاد الجذر وتوغل بالأرض وتشعب وتمسك بالتربة .
" وارفع صوتي كما الزلزال " دلالة على القوة والشجاعة والثورة ضد الظلم والطغيان ، وأنه يهز الدنيا هزا ويرجها رجا ، وهذا لا يحدث إلا في الثورات العظيمة للشعوب، من هنا فيحسب للشاعر رؤيته المستقبلية وتنبؤه بالثورة ، ويقول وأيضا :
" تيجي الشمس وتخبط فينا ... يجري عرقنا على السقالة "
كناية عن العمل بكد وكدح وجهد وتفاني تحت لفح الشمس المسيلة للعرق ، والسقالة أداة ترفع العمال للبناء العالي ، وهي دالة بناء تحت مخاطر العمل من حرارة الشمس ومخاطر السقوط من أعلى السقالة ، وقد وظف الشاعر مفردة السقالة توظيفا جيدا لتدل على البناء والتشييد والجهد المبذول , ويقصد بنا ء الوطن بشكل عام وبناء الدولة كما تشير قصيدة أحلام الشاعر .
" شوفتوا إزاي الشعر بيملا نبض عروقي بالأحلام "
هنا يجعل الشاعر من نبض العروق مسكنا للحلم بدلا من العقل والرأس وهو تأكيد على تمكن الحلم /التفاؤل / الأمل في الغد المنشود من نبض الشاعر ودمائه .
" بكره يا بكره تعالى بسيف " يصور الغد كأنه فارس مغوار يأتي حاملا سيفه ليهد "كيان صناع الزيف " ، " بكرة يا بكرة تعالى مراجل " والمراجل جمع مرجل وهو الإناء أو القدر الذي يغلى فيه الماء /السوائل فيصير حارقا ، فهو يريد للغد أن يغلي ويشتعل كي يملأ ( بلدنا رايات ومشاعل ....تصرخ في اللي مالوش احساس ) ، وهي صورة تثويرية وتحفيزية للمشاعر المتبلدة لدى أهل الوطن أو حكامه ، سيان.
" وانا لسه فارد خطوتي بين الهوى والذكريات " هنا يشبه الخطوة واسعة ممدودة كأنها أمتار مفرودة ، " تايه على جسر القلق " وهي جملة موحية بالحيرة والصورة البيانية بديعة فهل هناك جسرا للقلق ؟ لكنها توحي بالوقوف محتارا ويعاني صراعا ،"عايش على ذكرى بتدبل كل يوم " ، والذبول خاص بالورد والزهر ، وكأن الذكرى وردة وتذبل باستمرار.
" مصلوب على درب الهوى" تشبيه لعذاب الهوى وطريقة التعذيب البشعة بالتعذيب بالصلب على الصليب ، وهو أداة تعذيب قاسية استخدمها اليهود لصلب المسيح عليه السلام وهي استلهام من الموروث الديني .
" دمية في صوابعها تبيعها وتشتريها بكلمتين " يشبه الشاعر ذاته العاشقة الصادقة بأنها مثل الدمى أو عروسة الماريونيت ، المشبكة بالخيوط ويحركها فنان بمهارة بين أصابعه لتؤدي سلوكا ما ،كما يريد الفنان محرك العرائس ، إن محبوبته تفعل به مثلما يفعل محرك الدمى ،
(بأهرب يدمرني الهوى )، ( مدمن عذاب ) ( بعطش يصبرني السراب )، وهي صور بيانية رائعة فالهوى مدمر كأنه قنبلة موقوته تنفجر به عند هروبه ، والعذاب كأنه إدمان ، لاعتياده ، وتملك هذا الاعتياد عليه ، والسراب يعكس خداع الوهم ويستخدمها في التصبر ببراعة ، أي انه يتصبر بالوهم وليس بالحقيقة ،
يقول في صورة اخرى " وأنا زي عود القمح بانشف وسط أفراح السنابل " ، " دبلان وقابل أنها تطوي شراعي وتفرده أودام عينيه " ، هنا يشبه مصير العاشق بأنه الشراع وأن (معشوقته ) تتحكم في مصيره ، " بيصحي الصبح من نومه شراع مفرود ، ولو شايل على كتفه همومه جبال " ، " ولا أشواك في سكتنا " يشير لتخطى الصعاب والعقبات ، " علم بلدي يرد الروح " وبها إشارة ورمز للانتماء والوطنية والقومية العربية وهوية مصر ، " شراعك أماني ، وفُلكك عزيمة " ، " فجرك يشقشق اشوفك عروسة في حضن الشروق " ، " على الضي أجري بلهفة وشوق " ، وآخدك في حضني " ، " وف المغربية أشوفك هلال يونس ولادنا ولحن ابتهال على كل مدنه "
كل هذه الصور بما فيها من جماليات واستعارات توضح أن الخطاب موجه لمحبوبته مصر / الوطن ، ويشبهها كأنها عروسة يضمها جمال الكون المتمثل بالشروق ، " لما الأماني أصبحت كرباج حديد ، يعصر ضلوعي من سكات " ، والحلم الاخضر جوه نبض القلب مات " ، " وأنا لسه واقف فوق جبال الوهم باحلم باللي فات ، عايش كأني عود حطب وسط الرياح ، غير شوية ذكريات متنطورين جوه العروق " يصف ذكرياته كانها ملتصقة بدمائه وفي داخل تكوينها أي تجري بدمه فهي معه أينما يمضي وأينما يكون .
" وعيون بتصلبني على جسر اللقا" ، " وتلف حبل المشنقة حوالين رقبتي بالورود "
وهي كناية عن منتهى الخداع فالمشنقة هي المشنقة من حيث هدفها (الشنق والخنق) سواء كانت حبلا أو وردا وزهورا ، فهي ستخنق الرقبة لكن الفارق هنا في أسلوب الخنق فالحبل صريح بينما الورد منافق وغادر لأن الورد يهدف للمباركة والجمال والحب وليس للف حول حبل المشنقة ،
" قلبي اللي كان عطشان دفنته بالحيا : هنا يشبه قلبه بالظمآن المحتاج للمياه ليرتوي ، فهو يريد أن ينهل من حبها ، لكنه دفن القلب وهو على ظمأه .
" والفجر ينسج لنا بالضي رايتنا " ، " وينام تراب الوطن على حِسنا ويقوم "، " وازرع في قلبك ربيع الشباب " ، " هارفع في هامتك لحد السحاب " ، بحبك وشايلك في قلبي حجاب ، وردي لجمايلك با بوس التراب "، وكلها صور تنطوي على تشبيهات وكنايات واستعارات جميلة
ثم كيف يرى الشاعر مصر ؟ كيف يصورها ؟ أنه يراها كما يقول بتقرير واضح : " اشوفك سواعد / أشوفك جنود / أشوفك معابد بآخر الصعيد / باشوفك بواخر باشوفك معابر /أشوفك مواني وقنال وراية ترفرف في أعلى الجبال " ، كلها صور واضحة معبرة وعلى الرغم من كل الصور البيانية الإيجابية التي قدمها فإنه يطرح على الجانب الآخر السلبيات الملتصقة بها مثل الفساد : " وجوَّه في عروقك باشوف انحلال "
ويوجه رسالة إلى بوش (الحاكم الامريكي ) : " هتضرب خلايا تضيع لك ولاية " ، ويقصد الخلايا الفدائية الجهادية التي تضطلع بعبء المقاومة
" هتنشر عساكر ، هنبدر جيوش "، وهنا يؤكد بأسلوب التهديد بأنك يا بوش لو فعلت كذا سنفعل كذا ولن نسكت لك ابدا ، سنرد الصاع صاعين كما قالها عبد الناصر قديما ، وهو مستلهم حماسه من الخطاب الناصري ، وتثري جمال النص موسيقى المترادفات مثل :
" ننشر وتبدر ، وفجر العروبة هيطلع هيطلع " فيه قوة واصرار وتحدي وارادة وينطوي على الأمل والتفاؤل وقد صور الأماني بالفجر والنصر ( الإشراق/النهار/ وتتمثل قدسية الزمن من قدسية التوقيت وهو الفجر لما له في نفوسنا من جلال ومهابه واستبشار بنهار جديد ) .
القضايا والقيم المثارة في الديوان :
يعرج الشاعر على العديد من المشكلات المجتمعية والقضايا القومية فاضحا الفساد ببعض وجوهه ومثيرا للقيم النبيلة في المقابل كحل في بعض المواضع – ولعل الشاعر تعرض لبعض الظواهر المجتمعية التي لم يتعرض لها نص ابداعي من قبل في حدود قراءاتي
وهو يثير القضية الكبيرة مشيرا لها بأسلوب بسيط وبكثافة لا يمكن تجاهلها ، مما يؤكد وعي الشاعر بالقضايا المجتمعية وبما يدور حوله من أحداث سياسية اقتصادية مجتمعية وربما تاريخية أيضا ، ان الشاعر معجون بهموم ومشكلات المجتمع و لديه مخزونا ثقافيا يوظفه ويستلهمه في معظم قصائده بوعي واحتراف وخفة ظل أحيانا ساخرة كما سنعرض لها:
_ قضية الانتماء وحب الوطن مقابل انتهاكه حقوق الانسان :
يستعرض الشاعر العلاقة الطردية بين حبه لمصر وبين لوعته فيها ، فكلما أحبها كلما لوعته وأمرضته وأصابته بالعلل ، ينشدنا مستندا على الموروث الشفاهي الساخر:
" ويزيد الشوق وأعاني ..وأنا باشرب من كيعاني "
" وانتِ اللي ملوعاني .... ومربيالي علة "
ومازال مصرا على حبه لها وعشقه الزائد رغم افترائها عليه وانتهاكها حقوقه الطبيعية :
" وما تبتش عن هواكي .... بالرغم من انتهاكي ،
بس أنت من افتراكي ...ماسكه لي الحب ذلة ...
دفناني بدون مراسم ... لا جدار ولا مظلة "
قضية أو ظاهرة (أطفال الشوارع ) والتسول المُقَنَع : يوظفها بسبق – في زعمنا – مشيرا إليهم وكيف يتسولون حفاة مذلولين بالفقر في وطن لا يأبى بهم ، وأسر مفككة جائعة شردتهم وربما كانوا لقطاء بلا مأوى ولا أسر تأويهم وترعاهم وتربيهم وتحافظ عليهم ، وبلهجة ساخرة مما آلت إليه حال البلد رغم عشقه لها نجده يفتتح النص بالمثل الشعبي نفسه بلا أي تحريف فيقول :
" من بره هلَّلا هلَّلا .... ومن جوه يعلم الله "
وهو يطلق على حالة التناقض والمفارقة بين الداخل والخارج حيث يبدو الظاهر أفضل دائما من الباطن وهو مظهري فقط يعكس مدلول مغاير للحقيقة ،ثم يشير ساخرا من عراقة الوطن مصر وحضارتها ومكانتها التي تخلت عنها فيقول : " فين ركبك ف الحضارة ..يا كبيرة ومستشارة ، أطفالك في الإشارة .. دايرين حافيين أذلة .. ضايعين مالهومش مهنة ... ما شيين عكس اتجاهنا ، ظاهرين واحنا االي توهنا...ضالين من أسرة ضالة ...على كل رصيف يباتوا ....ووطنا بانجازاته ... سكران بيعيش حياته ....وعن الأطفال تخلى"
أي إننا نريد التقدم والتفوق ، بينما تنتهك حقوق أطفالنا والتي تعكسها قضية أطفال الشوارع وهي احد مظاهر التخلف الاجتماعي والاقتصادي، وتفيد لفظة (سكران ) بالغيبوبة العقلية للحكومات التي يُطبل لها مظهريا دونما انجاز وعايشة حياتها برفع شعاراتها من الخارج ( مظهرية فارغة بلا مضمون حقيقي )
- قضية الترويع الأمني لأمان الناس ، وفساد الشرطة :
يعكس نص (في عيد الشرطة ) قضية في منتهى الخطورة وهي انتهاك القائمين على الامن لأمان الناس وما عرف ب (بلطجة الأمن ) من ضباط وأمناء شرطة ، حيث تتحول أجهزة الشرطة القائمة على استتاب الأمن إلى أجهزة ترويعية فيقول في القصيدة :
" الأمن مش منظرة ولا مجزرة أبدا ، يا شرطة حاطة على كل الدروب متاريس ، ومعطلة لنا السكة ومصدرة الترابيس ، ومنشفين دمنا ف الرايحة والجاية ، مين اللي قاعد يحرك من ورا الكواليس ؟؟؟ "
هنا يوضح كيف تستغل الداخلية سلطاتها عن طريق ذراعها التنفيذي (الشرطة ) فتعطل الطرقات على المارة وتوقف أحوالهم بتصدير الحواجز لتمنع مرورهم ، وهذا عادة ما يحدث عند مرور شخصية كبيرة في الدولة ذات وضعية سياسية فلا يبالوا بالطريق ولا ظروف الناس المتعبة الراكبة في المواصلات العامة سعيا وراء الرزق وكفاحا بالحياة ، إنهم لا يبالون غير بأنفسهم .والنص يشير بأصابع الاتهام للنظام الأمني وجبروته وبلطجته وانعدام خلقه وضميره ،مما يضطر المواطن لمجاملتهم رغما عنه خوفا من بطشهم وإرهابهم له نلمح هذا في النص التالي :
" من قلب مليان أسى مضطر أجاملهم ، واحبس دموعي وأنا باحضن واقبلهم ، كداب يا حضن الوطن لا ممنا ف دروبك ومحضر المشنقة لجلين نطاطيلهم ، بستان بلدنا اتملا بدل الورود صبار ،والعيد علينا اتفرض بالسبق والاصرار ، نضطر نبعت لهم برقيه ونهني ، ونقدم السبت قبل الضبط والاحضار" ، الشاعر يدين كل النفاق والزيف في احتفالية عيد الشرطة ، وقد استلهم الموروث ووظفه بشكل جميل من المثل ( من قدم السبت لقى الحد ) وهو معروف ان من يبدأ أولا يجد الرد ثانيا لأن السبت يأتي قبل الأحد ، لكن هنا الشعب يقدم مجاملاته خوفا مما يمكن ان يحمله الغد / الأحد من بطش وارهاب وقد مثلها في " ضبط واحضار"
ومازال ينتقد ممارسات الشرطة الإرهابية فيقول :
" الله يجازي الكماين " ، والاشتباه والمشبه ، سايبين شوية أماين بيبصبصوا لكل شابة" .
(الكماين: جمع كمين شرطة أمني على الطريق ، والأماين : جمع امين شرطة بالعامية ، وبالفصحى أمناء لكن كي تتسق مع القافية السابقة فتصير كماين وأماين )
وفي موضع آخر يفجر قضية الإرهاب الحكومي بشكل عام (من الدولة للشعب ) فيقول :
" الله يجازي المشانق ...سهرانه متربصالنا " ، سايبين الكلاب دايره تعوي .. والخوف بيهري في بدننا " ، وبالتالي فإن الشاعر يجيب على سؤال طرحه سابقا : "مين اللي قاعد يحرك من ورا الكواليس ؟؟؟ " حيث تتضح الإجابة بأن الإرهاب نظام سائد في الدولة ورأس الفساد هو رئيسها نفسه وحكومته وراء الكواليس .
- قضية المواطنة والوحدة الوطنية مقابل حقن دماء (الحرب الأهلية /الفتنة الطائفية المتوقعة) :
يطرح الشاعر أهمية الوحدة الوطنية والمواطنة الحقيقية التي لا تفرق بين الأديان حيث الدين لله والوطن للجميع ولا فرق بين المسلم والقبطي فيقول :
" بنتعاهد على القرآن وعلى الانجيل ، إله القبطي والمسلم إله واحد ، كفاية نبقى إيد واحدة ، وطول ايدك ماهي في ايدي مافيش فتنة ، وأطياف المسيح تحضن كنايس مصر "
بهذا يدعو الشاعر لقيمة الوحدة الوطنيه داخل مصر والوحدة العربية أمام العدو الخارجي المتمثل في الصهيونية العالمية بكل أشكالها الظاهرة والخفية كما سنوضح فيما بعد .
- فضح الممارسات الفاسدة للقيادات وأولي الأمر منا الذين يمثلون القدوة :
مثل رؤساء الأحياء / المحليات والبرلمان :
في قصيدة ( رئيس الحي ) بوضوح مباشر للعنوان ، يقول :
" في أول الشهر هيعين محاسب ،
ويعمل بند مخصوص للمكاسب ،
هياخد دعم من كل الأهالي ،
ويعمل منه للشلة رواتب ..... إلخ "
وعلى طول القصيدة يلفت النظر لمدى استفادة رئيس الحي من منصبه على المستوى الشخصي له ولأسرته وكثرة سفرياته تحت مسميات مشروعة لاستفادة غير مشروعة دون مصلحة المدينة التي يرأسها ويتولى أمرها داخل النظام .
هكذا يفضح الشاعر ممارسات الفساد فيشير للشللية ( يطمن فيه ألاضيشه اللئيمة ) وبالطبع معروفة كلمة الألاضيش في العامية أنها الشلة او الصحبة الفاسدة ولا تقال للصحبة الصالحة ، ويشير للرشوة ( .... وكل اللي يعوز رخصة مباني يفتح مخه ويقدم هدية ) ويستمر بالاشارة للي زراع القانون لمص دماء الغلابة والفقراء الذين لا حيلة لهم ولا قوة للتصدي لفساده :( ومص الدم متطبق قانوني ) ، وأن الفساد مستشري من البداية ومن رأس الدولة إلى المحليات حيث يصير الفساد هو عنوان النظام بأكمله فيقول : " مادام الاصل معووج م البداية ...سياسة الفرع تبقى جهجهوني " وهي تشير في العامية المصرية إلى عدم التخطيط والعجلة وعشوائية القرارات اللامدروسة .
وان لم تأت كلمة (جهجهوني ) مناسبة تماما لما يتسق مع سياق معنى الفساد ، بل جاءت متخبطة على استحياء مغازلة المعنى من بعيد متسقة مع القافية .
ويستمر في طرح بعض مظاهر الفساد حول عقم اللوائح والقوانين والتخبط في البيروقراطية العقيمة :
" جوه في عروقك باشوف انحلال ، لوايح قديمة بتبدر جروح ، مبادئ عقيمة بتهدم صروح ، وريحة المظاهر في جوك تفوح ، وليه المنافق يحاط بالهالات ، ويمشي ف طريقه بامن وثبات ... إلخ "
في الابيات السابقة يفضح الممارسات المظهرية للسلطة دونما انجاز حقيقي ، وتمجيد الزيف والنفاق دون الصدق والعمل الأصيل وأصحابه .
وهكذا يؤصل لغياب دور المجالس في مصر وتراجع دورها وفساد القائمين عليها سواء البرلمانية او المحلية وربما مجالس المرأة والأمناء في كافة مؤسسات الدولة حيث ترك النص حول المجالس مفتوحا يتسع للتأويل وإن كنا نميل لأنه يقصد البرلمان والمحليات لأنه يشير لنظام الانتخابات فيقول :
" الله يجازي المجالس ..اللي انتخبنا بشرها ، هتقوم علينا القيامة .. وهي مش عارفة دورها "
وتدل كلمة( بشرها ) النكرة على تحقير شأنها لحقارة أفعالها وغياب أدوارها المنوطة بها .
وينتقل الشاعر من الفساد بالقاعدة إلى الفساد بالقمة (من المحليات للبرلمان ) فيقول :
فيشير إلى غيبة دور البرلمان ساخرا :
" الله يعين برلماننا ...والبرلمان اللي جاره ، دايما مخيب أملنا ... ما هو أصله سيد قراره "
ويشير إلى الفساد الاقتصادي الذي يهدر مال الشعب وثرواته من خلال التلاعب بالقوانين واختراقها وتفصيلها لخدمة مصالح قلة من الخونة والفاسدين ونسائهم مشيرا إلى قضية هيدكو الشهيرة في ذلك الوقت وعن قضية القروض الكبيرة للحسناوات .. يقول:" الله يجازي المصارف ...اللي اعتمادها هابوللي ، فاتحة الخزاين برقه ...للحسناوات يا حالولي "
- قضية التطبيع مع اسرائيل وموقفه من الرئيس السادات :
يثير الشاعر بعض قضايا سياسية مصيرية في اسلوب ساخر وبإشارات ضمنية خفية عبر التلميح دون التصريح وتُفهم بسهولة من سياقات النص وما توحي به مما استقر في الوجدان الشعبي تجاه قضايا قومية كبيرة أثير حولها جدل كبير واختلفت الآراء ما بين مؤيد ورافض ، ولكل وجهة نظره انطلاقا من قناعاته الشخصية وثقافته ، ويتضح أن الشاعر يتخذ موقفا رافضا لزمن السادات وعدم موافقته على قراراته ففي قصيدة (تعقيب) يقول ساخرا بوضوح : " ....وأما فرجها المولى علينا ..خدنا قرارنا قول عدينا " والمقصود هنا عبور القنال واقتحام خط بارليف في اكتوبر1973 /العاشر من رمضان ، ثم يكمل موجها حديثه للسادات بشكل ايحائي غير مباشر :
" ياللي خربت البيت اتعلم ...ما انت رقصت كثير ع السلم ، لو دا سلام الله لا يسلم ...دول هيخلوا سنينك زرقا " ويشير خفية إلى اليهود والأمريكان بلفظة الاشارة (دول) أنه يستخدم اسلوب التلميح وليس التصريح في زمن تكميم الافواه .
ومما يؤكد ذلك لومه وعتابه لمصر (المتمثلة في حكومتها ) حين يوضح عدم الاستفادة من درس العبور وتوظيف النصر لصالح الشعب فيما بعد رغم كل تضحيات الجنود والشهداء في قصيدة (الوجه الآخر) : "ومن نبض قلبي صنعت الدانات .. ووقت المعارك حملت الرايات ، وآديكي عبرتي ... وآديكي انتصرتي وماسكه الزمام ، واديني بالاطم وألف ملاحم عشان السلام ورغم اني شاعر ، آديني باعافر وبالهم بأصبح وبالخوف ببات "
وما سبق يطرح ضمنيا السؤال : وماذا بعد يا مصر ؟ ماذا بعد النصر ؟ ماذا قدمت ؟
ولعله يجيب على هذا لسؤال في النهاية باستثارة الهمم وتحفيزها كما سنرى
- قضية الأمركة /العولمة وتأثيرها على الهوية القومية العربية :
يثير الشاعر قضية في منتهى الخطورة وهي (الأمركة أو العولمة) فيطرح كل ما يتعلق بها بإحاطة واعية للأحداث ،يقول بإشارة صريحة لها : " من تحت باط العولمة ماشيين تمام " وهي إشارة واضحة لتأثير العولمة على العرب وكيف سحبتهم تحت باطها ، ومدلول الكلمة (أخذه أو سحبه تحت باطه ) تعني في المفهوم الشعبي سحبه بنعومة و السيطرة عليه تماما، ويمشي معه أي يسير وفقا لما يريده كالمنوم او المغيب وبدون تفكير ، وقد سلب إرادته ، وقد عبر الشاعر عن هذا الوضع ببراعة وبتكثيف في جملة واحدة .
ويقول :" عرب إنما عايشين بأسلوب أمريكاني " ، " وبنعشق التطبيع على خدود الغواني " .
ففي قصيدة "الولاية" أي ولاية أمريكا على العالم ولا سيما العربي ، يوضح الخوف من أمريكا ورمزها "بوش" وكيف يتأمرك العالم ، وكيف تتحكم في مصائر الشعوب ، واقتصادياتهم فيقول في مواضع مختلفة من النص :
" بوش ابن بوش الغبي ..أحدث نبي شفناه ، صلوا عليه واسجدوا لحسن يشردنا ، صلوا عليه واتقوا غاره ورا غاره ..لحسن يبيد القرى في بلادنا بإشارة ، والرزق بيحدفوا من فوق بطياره ، مجنون وعامل نبي وكثير مهاودينه ، وجدودنا لو يرجعوا هيطلعوا عينه ، حضر شيطانه وجانه واعتلى عرشه ، وسب دينيتنا ونفذ كل تخطيطه "
يدين الشاعر سياسة بوش ويستلهم من الموروث الشعبي ما يفي بالغرض (فالحدأة لا تقذف كتاكيت) هو لن يرزقنا وقد شبه الشاعر بوش بالحدأة ، وضمنيا يفتخر بالحضارة المصرية وأجدادنا بأنه لا يستحق شيئا ولا يساوي شيئا بالنسبة لعراقة حضارتنا ، وكما يشبهه أيضا بأنه مثل دجال واعتلى عرشه/تولى السلطة وفقا لهذا الدجل ، وهو بالفعل ينفذ مخططات وضعت بإحكام وبدراسة لضرب هوية العرب وقوميتهم في مقتل فيقول : " ونسينا مجد العرب والغرب فاكرينه " ، كما لو كان يلوم على العرب تخليهم عن حضاراتهم بينما الغرب أخذوا عنا مجدنا وبنوا عليه أمجادهم .
ويكمل :" مين اللي خلى العرب تضعف قصاد نمرود ، ويبقى مسرى النبي مرتع لأغبى يهود " ، وهنا يعود ليشبه أمريكا كأنها الملك النمرود المتمرد وهو استلهام ديني تاريخي معا وسنقف عليه في موضع لاحق . ويشير الى احتلال القدس وكيف يدنسها اليهود حتى صارت مرتعا لهم واختار لفظة مرتع للإفادة بأنهم مثل البهائم ، فكلمة مرتع تستخدم للحيوان .وفي نفس السياق يثير قضية التحالف مع القوى المعادية لا سيما بعد أحداث سبتمبر فيقول : " وندخل تحالف بمحض اختيارنا ، ونشطب خريطة ماضينا وحاضرنا " ويشير إلى الخبث الدولي في مفهوم التحالف موجها حديثه لبوش في (رسالة إلى بوش) فيقول :
" أوام بالحداقة عرفت الجُناه ... وعايز تِجُر التخين من قفاه ، وتعلن قرارك وتفرض حصارك ... وتكسب قضية بمحض اشتباه " ؟؟؟
ثم يشير إلى استعانة بوش بكابول : " خلاص استعنت بجيوش المغول ، وضاقت في وشك ما فيش غير كابول ؟؟" وهنا يستنكر موقف أمريكا تماما من كافة ممارساتها ويدينها ، ثم يشير إلى التواجد الأمريكي في الخليج بمسميات الحماية الأمريكية العربية فيشجبه ويرفضه فيقول لبوش : " وخد طياراتك وخد غواصاتك ...وفضِّي الخليج اللي أصبح وسية " ويستكمل مشيرا للمخطط الأمريكي للحرب في دول عربية والسيطرة الامريكية الصهيونية : " عايزنا نحارب لك ، نحارب بكام ؟ وإيه المقابل يا راعي السلام ؟ هتقدر توقف شارون عند حده ؟ دا راكبك وسابقك وماسك لجام " وهنا استطاع توظيف الموروث الشعبي ببراعة في تلخيص قيادة اسرائيل لأمريكا ، حيث ان القائد الفعلي المحرك لأمريكا هو اسرائيل وأن اللجام في يدها وأن بوش يقف عاجزا لا يملك شيئا أنه هو مطية اسرائيل وليس العكس ويوضح من خلال وعي سياسي يحسب له :
" وهو اللي سلط عليك الموساد ، وهو اللي فرج عليك العباد ، وهو اللي ولع في بورصة بلادك ، وخلا اقتصادك بقا كوم رماد ."
ومازال يشير إلى الوعي بالمخطط الصهيوني الأمريكي لمحو الهوية القومية العربية وطمس أيديولوجياتها الاسلامية لصياغتها في قالب عولمي امريكي صهيوني مغاير لثقافتنا وحضارتنا شكلا وموضوعا ولا ننتمي له ولا يصح الانتماء إليه فيقول : " عايزنا نعاهدك ع الانتماء ... وتآخد بتارك م الأبرياء ( الثأر من العرب جميعا بعد سبتمبر) ، وندخل في دينك ودين اسرائيلك وننسى العروبة في لحظة غباء ؟" هنا منتهى السخرية من مخطط أمريكا المكشوف للواعين .
وينتقل مفتخرا ومشيدا بالدور العربي والإسلامي (قبل اغتيال بن لادن ) لمواجهة الإرهاب الصهيوني الأمريكي فيقول :" برغم التحالف كيانك مصدع ... وبكره ابن لادن يذلك وتركع
، لا يحميك شارونك ولا بنتاجونك .. وفجر العروبة هيطلع هيطلع "
وبالمقطع الأخير تثوير وحماس وثورة وتنبؤ بربيع الثورات العربية ، لذا يمثل الديوان استشرافا للثورات التي حدثت فيما بعد والتي بدأت بتونس ثم مصر وهلم جرا .
ومازال يسخر من مشروع العولمة /الأمركة وفرض السيطرة الأمريكية بالقوة على العالم وحثها لهم بتقديم فروض الولاء والطاعة فيسخر من بوش في قصيدة ( الولاية ) : وجاء عنوانها مفتوحا هكذا بذكاء فهل هي اختصار للولايات المتحدة الامريكية بكل ممارساتها القمعية المبرمجة للشعوب المتخلفة ؟ أم هي الولاية بمعنى ولاية أمريكا ومحاولة توليها مقاليد أمورنا ؟ أن العنوان يحتمل المعنيين وهما متكاملين ، يقول متهكما :
" عصر العبادة انتهى بالقوة في بلادنا ، ماعدش يلزم لنا لا صليب ولا مدنه ، بوش ابن بوش الغبي أحدث نبي شوفناه ، صلوا عليه واسجدوا لحسن يشردنا " ، " سيدنا بوش اتبع سنه يهودية .. يا ريته كان انتحر لما انفجر برجه " وفي الشطر الأخير إشارة للخزي الأمريكي مقابل النصر الإسلامي العربي عند تفجير برجي التجارة العالمي الشهير بأحداث سبتمبر والتي عرفت بعدها بأيلول الأسود.
يكشف النص كيف تحاول السياسة الأمريكية القضاء على الدين عموما (الاسلام والمسيحية ) وكيف قلبت كيان العرب بعد سبتمبر ، فيشير إلى أن فعلة فرد أو جماعة (أسامة بن لادن وجماعته) يجب ألا يؤخذ بذنبها الكل فيقول دونما تبرئة لابن لادن تماما :
" لنفرض أن ابن لادن مُدان وعندك أدلة وشاهد عيان ، فهل م الطبيعي تقوم قيامة... وتضرب وتقلب كيان الزمان ؟ وهل م الضروري يسوقنا قدرنا وندخل تحالف بمحض اختيارنا ؟ ونخضع لغازي ونصبح غوازي ، ونشطب خريطة ماضينا وحاضرنا "
ويطرح في النهاية تساؤل مهم : وهو هل ماتريده أمريكا /بوش ان تحتلنا من جديد ونصير كالراقصين في المحافل وأن نمحو كل تاريخنا العربي وحضارتنا العريقة ؟ وفي السؤال الساخر الحزين النبرة المتحسر تكون الإجابة من الجانب الأمريكي بنعم .
- غيبة التنوير وسيادة الجهل :
يشير إلى الانهيار الثقافي بشكل عام متهما الحكومة في قوله : " الله يجازي الحكومة على انهيار الثقافة " ، ويتهم القائمين على أمر التعليم وواضعي المناهج " الله يجازي المناهج عمالة تحرق في دمي ...سألت ع اللي اخترعها طلع خبير محو أمي " ، " أصل الدستور بتاعنا ماحناش عارفينله مله" ، " بكره يا وهم بيملا كياني ... أنا حبيت في بلادنا النور ، رجَّع عهد النور من تاني.. خلي الزيف ينزاح ويغور " ، يشير إلى غياب تفعيل الخطط الموضوعة :" مجرد اقتراحات تتحط وتتنسي ونام في الخط " ، ويعترض الشاعر على مؤتمرات القمة وربما القصيدة تشير لمؤتمر بعينه لكنه تركه بدون تاريخ وعنونه ( أهل القمة ) وحيث يختفي عنصر التنوير من القرارات النهائية : " صاحبي قالي مش هترجع إلا لما تموت قتيل ..إحنا مالنا يأجلوها أو ياخدهم عزرائيل ، هي كانت قمة أبونا .. واللا دول بيمثلونا ، يعقدوها إنشاللا حتى يعقدوها ف اسرائيل ، شيء طبيعي ان اجتماعاتهم ف الساعات الأولى مات ، شم ريحة الجهل فيهم طب واقع من سكات "
وهنا يتضح دور الشاعر كمواطن فاعل له رأي وموقف من الأحداث ولا يقف متفرجا مكتوف الأيدي وإنما هو يقوم بدور إيجابي بالتنديد بالسياسات حتى ولو سيوصله ذلك لأن تغتاله السلطات فهو حر وينتقد ويعترض وهذا واضح من الأبيات " صاحبي قالي مش هترجع إلا لما تموت قتيل " .
استلهام الموروث الثقافي( الديني والشعبي ) وتوظيفه بالقصائد :
يزخر الديوان بالعديد من صور الحكمة والبيان المستلهمة من الموروث الثقافي بشقيه الديني العقائدي والشعبي الملتصق بالوجدان الجمعي ، ويوظفه توظيفا ماهرا في مكانه الصحيح بحيث يؤدي المعنى بتكثيف بالغ ومهارة تحسب له ، ويبسط ويسهل على القارئ ما استغلق من بعض الرموز ولا سيما السياسية ، ويفتح هذا الاستلهام آفاقا جديدة للعودة للتراث والمخزون الأصيل من المعتقد والمقدس والثوابت والأعراف ... إلخ ، فيتميز الديوان باستغراقه في الخصوصية المحلية والتي رشحت محفوظ قبلا للعالمية .سنشير إلى بعض ما تيسر من استلهام الموروث في محورين :
أ‌- استلهام الموروث الديني :
استلهم الشاعر الكثير من مفردات التراث الديني ورموزه واستطاع توظيفها بجدارة لخدمة المعنى داخل النص وممتزجا بالصور البيانية بطول الديوان نلقي الضوء عليها :" صدعي المعبد نهده " هنا يخاطب المرأة الفلسطينية والأم التي تعلم ابنها كيف يمسك بحجر في وجه اعداء الدين والوطن ، وهنا يقصد المعبد اليهودي ، وربما حائط المبكى المقدس لديهم ، " عند باب القدس نادي " بالحجر هتقوم قيامة ، والشهيد هو العلامة " ، " أوعي تنسي أن الأعادي لوثوا الأقصى بجزمهم " ، " واتحدى كل الأمم لجل انتصار الحق "،
" قوم عبي حجرك زخيرة وابدأ الغزوات" ، " والمسلم اللي يقع تكتر سكاكينه " ، " لا اخترت دين العرب ولا ملة الخواجات " ، " حولت ليه قبلتي م الكعبة للكونجرس " ، " وازاي نحرر تراب المسجد الأقصى ؟" ، " وبدين محمد رفعنا راية العزة " ،" لو كان أساسنا اتبنى ع الدين ما هتضلش " " من جدول المؤتمر طلع القرار بهتان " ،” أشوفك هلال ، ولحن ابتهال على كل مدنه " ، "وبُكره ابن لادن يذلك وتركع "، "عصر العباده انتهى بالقوة في بلدنا ، ماعدش يلزم لنا لا صليب و لا مدنة ، أحدث نبي ، صلو عليه واسجدو ، مسلم وغير مسلم ، عمل نبي ، نمرود –مسرى النبي- جاب معاه أبرهه ، مين اللي خلى العرب تضعف قصاد نمرود ، سيدنا بوش اتبع سُنه يهوديه ، كان للسلام انبيا جبريل ممولهم ،كانوا مبعوثين للبشر والمولى أنزلهم ،وبرغم طعم الاسى عبدوا اله واحد ، أصل بلدنا اسم الله عليها ، الدوام لله لوحده والخلود لله لوحده وامسك المصحف في ايدي بعد ما اتوضا وامسك سبحتي ، ويجيب كلاب على باب الجامع تعُض في اللي يصلي الفرض ، نمرود بيقسم مع نمرود ( بالاساس نسبة الى الملك النمرود الذي حارب ابراهيم عليه السلام وحفر له حفرة كبيرة واشعلها بالنيران والقصة معروفة دينيا ، لكنها تم توارثها شعبيا فيما بعد لتصير مضرب الامثال في الطغيان والجبروت ومحاربة الدين والقيم الفاضلة )، نحطم الأصنام ونجاهد ، بس الأدان مستني بلال ، سنبلة من غير حجاب ، هل هوانا كان عباده وألا كان عصيان وتُبتي ؟ ، احنا هنقوم قيامة ضدهم تشفي الصدور ، والدليل شفناه في تونس أول القصيدة كفر ، دفنته بالحيا من غير ضريح في الركن جوه معبدك ، روحي استريه متفرجيش الناس عليه ( والستر قيمة دينية بالاساس ومستمدة من السنة النبوية )، وشيعيه من غير دموع ( تشييع الجنازة منسك ديني له طقوسه ومراسمه )، عندك هناك استعبديه،نشوف العود بيتمرجح وبيسبح إله الكون ، في وقت المدنه ما بتعلن صلاة الفجر ، واطياف المسيح تحضن كنايس مصر ، سنابل مصر في عهد النبي يوسف ، ولو مالت إله الكون بيعدلها ، بفضل الله بنتوحد ..لوجه الله بنتعبد ، وجيل ورا جيل بنتعاهد على القرآن وع الانجيل ، إله القبطي والمسلم إله واحد ، كتاب الله في ايدينا دليل ، وكل اللي هيشفع له نبي مرسل يصلي عليه ، عشان كده بيلوث الأقصى الشريف ، ، وبيهدم الجدران على صلبان يسوع ، ما بيختشيش ولا عنده ذرة م الخشوع ، حتى ولو كان التمن هو السجود " ، " يا قدس يا ناسجه راياتك من شرايين الشباب " وهي صورة بيانية رائعة يبين فيها كيف القدس المقدسة تنسج أعلامها من شرايين الشهداء ، ويستعير مصطلح أمة في خطر الذي نادت به دول العالم كاليابان وأمريكا ليوظفه لخدمة المعتقد الديني لدى المسلمين فيقول " أمة محمد في خطر" ، وهي مقارنة في منتهى الخطورة حيث الشعوب العلمانية تعلن انها امم في خطر فمابالنا نحن العرب والمسلمين ؟ أليس الأولى بنا ان نعترف نحن بهذا ويحق لنا بجدارة ؟
"وبتحشدوا قوات تحارب اسرائيل يوم القيامة ؟" هنا يسخر من تأجيل الحرب الرادعة لاسرائيل لو اتحد العرب جميعا، وقد وظف مفردة دينية (يوم القيامة) للتدليل على منتهى التأجيل والاستحالة.
" الفجر بيدن على بغداد ،وبيسخر جدا م الأوغاد ،والشعب أهو قام باسم الاسلام "
، ويهل هلال النصر معاه ، وأبو بكر يعود يملانا صمود ويجدد عهد رسول الله " ،" وتشم نفسها في كل أدان " ، "وإن كان صدام ضر الإسلام" ، " جماهير بغداد سنه واكراد هيصبوا جحيمهم على الكفار " ، " الفجر بيدن مين هيقوم ، تقريبا لسه الفجر ما جاش " ، " وتطلعني من قلب التابوت" ، " واستأنف اللعبة وأنا مصلوب " ، " لا دين ولا عقيدة ، حتى الضمير بيهون " ، " بيدبح قبل ما يسمي " ، " ونخل جريده بيسبح " ، " ويفوت علينا م الجنه طيفك رحال " .هكذا نجد كيف احتشد الديوان بمفردات ورموز ومعاني دينية أصيلة ومقدسة ومن ثوابت الدين وكيف وظفها الشاعر ببراعة ، والحقيقة أن توظيف الموروث عند الشاعر يستحق دراسة مستقلة أكثر عمقا .أتمنى انجزها في دراسة اخري بتكثيف وتعميق وشرح أكثر .
ب‌- استلهام الموروث الشعبي :
وفي الشق الثاني من توظيف الموروث يطل علينا الموروث الشعبي بقوة متعشقا بكافة القصائد تقريبا مما يعكس اصالة الشاعر وثقافته وتأصيل الديني والشعبي وتأثره بهما معا مما يمنح القصائد أبعادا قيمية جميلة وراقية ، ومما يجعل الديوان في مصاف دواوين شعراء تأصيل التراث القومي إذا جاز لنا هذا التعبير .
ونشير لبعض ما ورد من استلهام و توظيف الموروث في سياق النص :
ويبدأ بمفتتح " طول ما جوز أمي بيعزف لأمي على اوتاره نغم الزيف " وهي مستمدة من موروث يقول " اللي يتجوز أمي أقوله ياعمي " وهذا المصطلع " جوز أمي " في المدلول الشعبي عادة ما يستخدم للتدليل على الزيف لأن الأم التي تتزوج وعندها أبناء سواء أكانت مطلقة أو أرملة وتزوجت مرة أخرى لسبب ما ، وكان أبناءها كبارا وهي قد كبرت إلى حد ما فأنه يعني في السياق الشعبي أن زوج الأم في هذه الحالة ليس هو الأب الحقيقي للأبناء ، ولن يحتل مكانة الأب بالنسبة للأولاد فهو غالبا وإن أبدى حبه لهم فهو حب مزيف فقط لاسترضاء الأم (زوجته )، ومن الواجب على الأبناء مقابلة هذا باحترامه ولو ظاهريا أيضا فيقولوا له ( يا عمي) لمكانته من الأم ، ولاحتلاله مكان الأب وليس مكانته ، لأنه مزيف غالبا ، وهنا يشير المعنى إجمالا إلى أنه زيف مقابل زيف ، ويقصد زيف الحكومة وتزييف الحقائق للشعب ومع ذلك فالكل مزيف حكومة وشعبا وبالاتفاق الضمني لأن الشعب رغم أنه يدرك تماما زيف الحكومة ومع ذلك فإنهم " الهلافيت في نهاية العرض بيهروا كفوفهم م التصقيف " وهكذا افتتح الشاعر ديوانه بمشهد عام لخص به القضية كلها وكأنه يقول :" كلنا مزيفون وواعين بزيفنا ولا استثني أحدا " .
ثم يفسر هذا الزيف بطول الديوان موزعا إياه على كل القصائد مستلهما من الموروث غاياته وحكمته ومفرداته وموظفا إياها كما سنشير لها فيما يلي :
" رجالة ولاد رجالة " مثل يضرب للشهامة والرجولة وفي السياق يتمنى أن يكون هكذا كل أبناء مصر ، " هِد كيانهم دُول هدونا " مستلهم من الدعاء على الأعادي الموروث في السب الشعبي " ربنا يهدك أو يهد حيلك ، زي ما هدتني " وبتشديد الدال وهو من الهدد ضد البناء .
" مين يغيتك يا بلادي " في الأصل( يغيت) من يغيث إغاثة ، وهي نداء للملهوف عادة ، وفي الشعبي يقال كدعاء ورجاء " غيتني الله يغيتك " وما شابهها للجمع ( غيتونا/أغيثونا ).
" حُطي همك فوق همومي " : مستمدة من المثل الشعبي (حط همك على همى وتعالى نصوت سوا ) وفي القصيدة وظفها الشاعر توظيفا ايجابيا لجمع الشمل العربي ودعم الانتفاضة الفلسطينية ومحاربة العدو الصهيوني .
" لو رموكي في نار جهنم " : استلهام يفيد العزيمة والإصرار وعدم التنازل عن الهدف الأسمى التحرير، والحرية وبها حث وتثوير لدفع الهمم وإعلاء قيمة الإرادة حتى لو كان المصير هو جهنم وجحيمها ، فيجب عدم التنازل أبدا عن القضية .
" زغرطي للفجر يطلع " والزغرودة في الممارسات الشعبية دليل فرح وسعادة وتطلق عادة في الأعراس والنجاح ومناسبات الفرح ، فهي دلالة الأمل القادم بالفرح :" الانتصار قرب يا سالمة " وهي مستمدة من الموروث الغنائي الشعبي: ( سالمة يا سلامة روحنا وجينا بالسلامة ) ويشير الشاعر إلى الأمل في النصر وقرب العودة واسترداد فلسطين وهو تفاؤل يُحسب للشاعر ويؤسس له في بعض القصائد مقابل الحزن والتشاؤم .
" وقعته السودا ، يخبط راسه في حيطه مسدوده " ، " خلي الزيف ينزاح ويغور " ، " كان غار في داهيه " : يقال يغور في داهية دلالة على الإزاحة الأبدية لكل ما هو مزيف وتستخدم هذه المفردات عادة في ألفاظ السب والشتم الشعبية
" لأنك شاربة من دمي ... سحرتيني ": ويعبر الشرب من الدم في الموروث عن العداء ويقال عموما عند التهديد " هاشرب من دمك" لكن الشاعر يوظفها عكسيا كمعنى للحب الأسمى مثل الأرض التي تشرب دم شهدائها وأنهم هم الذين قدموا دماءهم هدية لها عندما بذلوا أرواحهم فداء لها ، وفي قصيدة حصاد العمر التي افتتحها بهذا المأثور يشبه محبوبته بالوطن الذي قدم دمه له هدية وعن طيب خاطر من فرط حبه لها حتى سحرته .ويدلل على ما ذهبنا إليه توظيفه للموروث الشعبي ببقية القصيدة فيقول " :" وسيبتيني أروح في النوم ، عشان اللعبه تحلالك " وهي من الكنايات الشعبية المتعارف عليها فالأولى تعني الغفلة أو الاستغفال كما وظفها الشاعر ليؤكد ما بعدها بأن حبيبته تلعب به وهي مشتقه من " حِليت له اللعبه" وهي كناية عن التمادي في اللهو والاستمتاع به في موقف ما يتعلق بالشخص المستهتر عادة .
"عشان ما اكشفشي أوراقك " : أيضا من " كشف الورق " ويقال " اللعب ع المكشوف " أي التوضيح والصراحة بعيدا عن الخبث والمداراة .
" وناوية تنفدي بجلدك ..وتداري ": وهي مستمدة من المقولة شعبية (ينفد بجلده ) أي يهرب بعيدا وربما من خطر محدق .
" ياللي سرقتي العمر مني بابتسامة ، بعتك خلاص وانا لما ابيع ياللا السلامة" :وتفيد "ياللا السلامة" في الموروث على النهاية التامة القطعية كأنه يؤكد في صيغة أخرى أن " اللي بيروح عنده ما بيرجعشي "
" ما تفرجيش الناس عليه ": كناية عن الرغبة في تكتم الأمر وعدم الفضح /الستر .
" أَوام بالحداءه عرفت الجناه " : (أوام ) تفيد السرعة في مدلولها الشعبي ، و"الحداءه" تفيد الفهلوة وهي من الأصل اللغوي (حذق /حاذقا) أي ماهرا ، وخففت الدال في العامية إلى دال ويقال ان فلان (حِدِقْ) وقد يخاطب بها شعبيا عندما يُعرف عنه الذكاء أو سرعة البديهة وكما يقال أحيانا" بيفهمها وهي طايرة" أي يلتقط المعنى بسرعة ويقف على مدلوله من مجرد إشارة أو إيحاء ما من تجميع سريع لمعطيات الموقف –كما تقال أيضا (الحداءه) بسخرية عندما يتذاكى شخص ما ويتخيل انه يفهم موقفا ما وتكون الحقيقة غير ذلك فيقال عنه (عامل فيها حِدِء/حِدِق)
والشاعر يقصد المعنى الأخير مخاطبا بوش وساخرا منه في نفس الوقت .
" عايز تجر التخين من قفاه" : كناية شعبية عن القوة والجبروت والشجاعة والجرأة وعدم الخوف من أي حد ويقال مثلها :" مابنخافش من التخين /أتخن تخين" والمقصود ليس البدين ولكن كبير القوم .
" بلاش من جهنم تقرب يا بوش " : من الموروث صريحة (بلاش تقرب من جهنم) صيغة تحذيرية/تهديدية في المدلول الشعبي ، يعقبها عادة رد فعل عنيف ،
"وكبر دماغك وما تصدروش " : كناية شعبية عن عدم العناد والتصميم على الخطأ .
" ديل النجاسة " : كناية شعبية عن الإنسان الغير شريف وتقال خاصة عن الزاني والزانية – يقال ديله نجس (أي غير طاهر /غير شريف )، والشاعر يلمح مشيرا لفضيحته التي انتشرت واشتهر بها في ذلك الوقت ، وتبادلتها وسائل الإعلام الدولية .
" بتنكش وتنبش مقابر لمين ؟" : مستمدة من " نباش /نكاش القبور " أي من يريد فتح المستغلق مما دفن وانتهى أمره من زمن .
" فارد قلوعك على العالمين " ، يقال فرد قلوعه على ايه ؟ في الثقافة الشعبية أي متكبر ومتغطرس ولا يهتم بأحد،" ابوك قبل منك خربها وسابها "، "وهي المبلة كانت ناقصة طين ؟؟"
مستلهمة من المثل الشعبي زاد الطين بلة ، ولقد تكررت عدة مرات بالديوان في مواضع مختلفة" (يزيد الطين مبلة)،( زاد المبله طين) تعكس حالة السواد والغم وأنها ليست ناقصة مايحدث ويضيف إليها هموما جديدة .
" ضاقت في وشك" موروث يفيد بتضييق البدائل المتاحة أمام الفرد إلا حل واحد وقد يكون غير مناسب ، ويضرب المثل للاعتراض على اختيار هذا البديل .
" شيطانك رقصلك وحنيت لأصلك "، " وتعقل وتتقل وتهمد شويه "، " وهو اللي فرج عليك العباد ": والخطاب موجه لبوش، ويقال الشيطان بيرقص في وجهي او يتحرجم يعني إغراءه للانسان ، بقية المفردات كما هي معروفة المعنى في الموروث .
"نعشك يوماتي جحا بيدق فيه مسمار" : مستوحاة من الموروث مسمار جحا
"والمسلم اللي يقع تكتر سكاكينه" ،"جددنا فيك الثقة وانت البعيد ناقص": هنا اسقاط جريء على زعامة مبارك التي لم تكن تستحق ثقة الشعب من جديد لكن الدلالة الشعبية في( وانت البعيد ناقص) كناية عن عدم المروءة والشهامة عادة يقال فلان ناقص أي ناقص أخلاق وتربية
" زفة كدابة": وتعني في الموروث الجمع واللمة التي بلا هدف
" أديني باعافر وبالهم باصبح وبالخوف بابات "، " ابونا السقا " ، " خرم القربه ":موروث مادي معروف، ويقال اللي يشيل قربه مخرومة تخر على دماغه ، ويقصد النظام باكمله.ويؤكد بـ " ياللي خربت البيت " مستمدة من المثل الشعبي (خربتها وقعدت على تلها )، وأيضا :
" رقصت كثير على السلم " : بها اتهام ضمني لسياسة الدولة ورئيسها الداخلية والخارجية
" زقوا معانا لأودام زقه ": وهو ممارسة شعبية عندما تتعطل سيارة فيستعين سائقاه بالجدعان ويتجمعوا ليدفعوها للأمام ، ولا يتقدم لهذا العمل إلا ابن البلد الشهم فيبذل جهده لدفع العربة وهو يقصد دفع عجلة التقدم للبلد .
" السعد ملافظ". يقال في المثل الشعبي " الملافظ سعد " وقد عكسها لتستقيم مع موسيقى القصيدة ،" لو بتحب المال السايب ": من المال السايب يعلم السرقة ويقصد ان العرب لايحافظون على ثروات بلادهم لذا فهي منهوبة الخيرات
"ركبنا الموج ": أي سرنا مع الركب العولمي ، "ونفضها سيره ": أي ننتهي تماما ، " تلعب فيها ع المداري "وعكسها اللعب ع المكشوف وقد وردت أيضا في موضع آخر ، وهي معروفة ان تكون خافيا لسلوكياتك او يكون سلوكك واضح
" ولا فيش عين تعلا على الحاجب "من المثل : العين ما تعلاشي على الحاجب
" ارمي الطُعم " ،والطعم هو ديدان صغيرة يستخدمها صياد السمك ويشبكها بالصنارة كي تأتي السمكة لتأكله وهي لا تعرف انه للايقاع بها وهو يضرب لمن يريد جذب الاخر بالحيلة ويوقع به
" العقل طار"، كناية عن الجنون وشلل التفكير
"ستري وغطايا " ،" من بره هللا هللا ..ومن جوه يعلم الله "
" يا بلادي أبوس ايديكي ": هي مقولة تقال عادة للترضية
" ولا بلش ريقي بلة " ، " افتح يا سمسم " ،" وموت يا حمار " ، " تهون بلوتنا " ، " الليل عليا كان طويل "، "هوانا كان عباده" ، "مش هاترجع الا لما هتموت قتيل "، " هنخلع جِدرهم "
" أول القصيده كفر ".... إلخ
احنا اتفطمنا ع المرار قبل الأوان " ، "ريقي بينشف من مرارك في الفطام " : وقد استلهمها الشاعر من ممارسة شعبية موروثة حول استخدام الأم/المرضعة للمر ِّ تشتريه من عند العطار مسحوق شديد المرارة تضعه على ثديها كي تفطم الرضيع ، وهو إيذان باستقلالية الرضيع وبدء تناوله الطعام العادي بدلا عن لبن الثدي.وقد أحسن توظيفها الشاعر في علاقته بمحبوبته (مصر/الوطن الاغلى) لأنه يؤكد :" أنا باعشقك وبادوب غرام .... وصولا إلى المصارحة بحبه لمصر وهي معشوقته الأسمى .
" بكره الصبح هينادي المنادي ": هي ممارسة شعبية موروثة كناية عن الإعلان عن خبر للبلدة جميعا غالبا مايكون إعلان عن متوفى أو تائه أو مفقودات ثمينة فيخرج المنادي ينادي عليها
" يا اولاد الابالسه ": شتم وسب معروف في الوسط الشعبي كناية عن تشيطن المشتوم .
" وندبح عجل ونفرق حلاوه "،" يفتح مخه ويقدم هديه ": الذبح في المفهوم الشعبي نوع من تقديم القرابين لله عز وجل للتبرك والمباركة ، وتفتح المخ دارجه جديدة لكنها اتخذت الطابع الشعبي بالاتفاق الجمعي ويقصد بها الرشاوي لتيسير الاعمال مثل رخصة المباني كما وردت بقصيدة (رئيس الحي)
" وإن مالت إله الكون بيعدلها "، " ميول بختنا " ، "البخت بعد ماكان مايل ":ميل البخت
مأثور يعبر عن قلة الحظ أو عدميته .
،" وكل اللي هيشفع له نبي مرسل يصلي عليه" : استخدام الموروث في التقرب لله من الدين الاسلامي او المسيحي (كناية عن عدم التمييز والمواطنة )
" ونخل جريده بيسبح " صورة بيانية شعبية جميلة مستلهمة من الديني والشعبي معا أو الشعبي ذو الأصل الديني ، وهو احد أسباب استمراريته ، وصموده وهو مستمد من النص القرآني : (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ ۚ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَٰكِن لَّا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ۗ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ( الإسراء -44)
وفي الريف يردد الفلاح دوما : "حتى جريد النخيل بيسبح"
" ومنشفين دمنا في الرايحة والجاية " وهرب الدم من عروقنا وهما كناية عن الخوف ، ،" دول ناس ما بيختشوش " وتكررت " ما بيختشيش" : وتعني قليل الحياء الفاجر في قوله أو سلوكه يقصد بوش/النظام الأمريكي ، مستلهمة من (اللي اختشوا ماتوا) وهو يقصد العدو والدخلاء بلا حياء وهي تعكس في جوهرها ثقافة الآخر المغايرة للحياء الإيماني الموروث بالثقافة العربية .
" ننام على ريش النعام "، " ونسد عين الشمس لكن بالكلام ": كأننا نردد كالببغاء فقط ، نمارس القول دون الفعل والحكومة نائمة في أبراج عاجية بعيدة عن هموم الشعب لا تشعر به .
" بتحضروا الارواح ": كناية عن الدجل السياسي
"بتحط الفتنة وتجري تحوش وتطبق مبدأ حلق حوش ": هنا يفضح الممارسات الامريكية والصهيونية ، تدبر وتخطط وتوعز لفعل معين ثم كأنها لم تفعل شيئا وتأتي لتواسي من فرط النفاق ولسان الحال : (تطلع كالشعرة م العجين ) باسلوب آخر .
" نار صدام ولا جنة بوش ": أي الخيار للعرب مهما كان حالهم أفضل من التدخل الأمريكي
" وف غمضة عين ": دلالة على السرعة ، " دا القرد إن كان حلاب ألبان ، من وش القرد يغور الخير " دلالة عن رفض أي خير مهما كانت طبيعته من أمريكا
" وايش ياخد الريح من شعب جريح ":مستلهمة من المثل الشعبي(وايش ياخد الريح من البلاط ) وهو للدلالة على أنه ليس هناك ما يؤخذ ،" ويا ويل اللي هيلوي له دراع " وهو مستمد من المقولة (بياخده بلوي الدراع ) أي بالقوة والغصب والاغتيال ، وهو ضد قيم التسامح ويشير للاعداء وممارساتهم .ونشير تباعا لعض الموروث :
" وانا بعتب ع اللي ما يتسماش " ،" يا اللي تراثك في كتبنا مضرب أمثال" ، " تلعبي زي البهلوان "، " عمال أعافر " أي أجاهد في الحياة وربما يجاهد بالقول والشعر حيث الكلمة يمكنها التثوير والتغيير
" حرمتي لبنك عليا ومرضعاه للبهايم " :في الأصل الشعبي يقصد بها الأم التي تحرم لبنها على ابنها خشية الخوف على جمالها وانوثتها وهي مذمومة في الموروث الشعبي أما في سياقات النص ففيه إشارة ترمز للأم الوطن الأكبر مصر و يفهم الرمز الضمني لـلـ(بهايم):وهو قول سائر بالمجتمع المصري يشير خفية وسخرية إلى الدول العربية المتخلفة عنا / دول النفط وتضرب مضرب الأمثال ، يقصد أن مصر تمنح خيرها دائما لمن لا يستحق من الوافدين عليها الذين يشترون في أراضينا ومبانينا ومصانعنا وصحراواتنا للاستثمار ويسبقه مأثور ساخر : " يا مصر حِلمك عليا ..أنا اللي في الحِجْر نايم " وعادة لا يمكث في الحجر إلا الابن /الضنا /الأغلى ،أي كأنه يذكرها (مصر/الأم) بأنه هو ابنها الأحق بترابها وخيراتها وليس الوافد عليها ولا يقصد العدو هنا أو الغزاة من اليهود أو أمريكا بل يقصد الدول العربية المتخلفة عنا وكانت مصر ترسل وفودها لتعلمهم وتبني حضارتهم وتزيح عنهم تراب الجهل والتخلف ، لكنهم انتقلوا اقتصاديا نقلة نوعية أخرى بعد تفجر النفط في اراضيهم ،وصار أمراؤهم يأتون مصر يشترون أراضيها ومبانيها وشركاتها ومصانعها ومؤسساتها ومقدرات أبنائها بالتالي ، وهذا الطرح هو المسكوت عنه في لغة الأدباء خشية إغضاب دول الخليج /الجوار .واستلهم (حلمك علي ) من الموروث الشعبي الذي عادة ما يقال للمراجعة أو السخرية فيقال "حلمك علي أو علينا ، يا سيدي الدنيا ما جريتش ، أو اصبر شوية ، أو ياعم بالراحة علينا شوية ...إلخ وكلها تستخدم بحسب الموقف ويتأرجح المعنى بين السخرية والرجاء . " لا انا ع البال ولا الفكره" ،"مهموم على همي "،" وانا وانتي كتاب مفتوح"." يخطف رجله"
"خديني واقطعي لساني " : قطع اللسان في موروث السب والشتم يفيد الإخراس وكتم الرأي ، ويقال " قطع لسانه " أي أخرسه .
" ومازال الأسى حالي ، وأنا سارح في موالي"،" يعدي النيل بمواله يجري يبوس أراضيكي" : والموال جنس أدبي شعبي تماما عادة ما يعكس حكمة وصورة وموقف هادف .
،"رسمال ، عُزال" ، " قربنا نلطم وصداغنا مش ناقصه يا خال" ، " أمك بتلطم خدها " :اللطم ممارسة شعبية في الحزن الشديد والحرقة على الفقيد ، أو بعد نفاذ الصبر دون فائدة
"وشمس تهل ترقيكي " من الرقية وهي ممارسة شعبية مستمدة من أصل الرقية الدينية لدفع الحسد. هكذا استخدم الشاعر كافة المتناقضات في مناسبات مختلفة وعبر عنها صوتا وحركة (الزغروده/اللطم /الرقية )كما بينا .
" اتفرج يا سلام " : تعكس موروث الفرجة الشعبية الذي يكثر في الموالد حيث السيرك والألعاب البهلوانية ، وشغل الحواة ، وقد رصدها الشاعر ببراعة في قصيدته "السيرك القومي " وعكس الواقع السيركي السياسي كله على افعال السيرك البهلوانية والخطيرة وهو يسخر من حال البلد، مشهرا بتزييف الوعي الشعبي كما يفعل السحرة بالسيرك فيحكي عن صور كلها مقلوبة كمن يسير على رأسه في السيرك بالمقلوب ، وكمن يسير باحتراف على الحبل ويرقص ويخرس الألسنة ولا يقبل لا بمناقشة ولا حرية رأي ولا ديمقراطية يقول:" قرب ياللا انت غاوي واتفرج ع البلاوي بس امنع الكلام" ،ويختم كل حالة بجملة " واتفرج ياسلام " .
" السيرك ده بيبانه تفوت الجمل ": من الأصل " الباب يفوت جمل " : ويضرب المثل للسخرية من الانسان الغير مرغوب به في مكان ما، وفي النص اشارة خفية لزعامة مبارك التي لم يعد الشعب يرغبها ، وفي هذا رؤية تنبؤية استشرافية للشاعر تحسب له –حيث قامت الثورة بعد عام من صدور الديوان .
" تخلي البحر يتحول لطحينه " : مستمدة من المثل الذي يضرب للاستحالة ومع ذلك يزيفون الواقع ويروجون للأوهام.
القيم التربوية المتضمنه بالديوان :
يتبنى الشاعر مجموعة كبيرة من القيم التربوية المتنوعة توزعت بطول الديوان ،منها القيم الشخصية الذاتية ومنها الوطنية والخلقية ولا يوجد حد فاصل بينها تماما فكل قيمة خلقية او وطنية هي تربوية بالأساس ، سنشير على سبيل المثال لبعضها :
• قيمة الإرادة والعزيمة وعدم الاستسلام للهزيمة : " وناسية حجم إصراري ، وناسية اني متعود اقوم تاني ، وألم الجرح بإيدية "
• الكرامة والكبرياء (الاعتزاز بالذات) : " وف عينيه يموت الدمع لكنه ما يفضحنيش ،وانك لما بعتي خسرتي كتير وما كسبتيش "
• المقاومة والأمل في غد أفضل :" أنا عايش ولسه هاعيش " ، " عند باب القدس نادي ، مين يغيتك يا بلادي ، تطلع الأعلام ترفرف ، ينزل الطوب ع الأعادي، السنين الجاية امجد، زغرطي للفجر يطلع ...إلخ
• القيم الوطنية كالشجاعة والصمود : " رضعي طفلك مرارة ، وازرعي في ايديه حجارة ، دربيه ع الانتفاضة ، اشحنيه عبيه ارادة ، طلعيه في الركب يزحف "، ، شدي حيلك ياللا قومي ، نشفي ريق الصهاينة، فرغي فيهم سمومك ... إلخ .
• قدوة الأم للأبناء : " واصمدي قدام عيالك ، حطمي سجن احتلالك ، صدعي المعبد نهده ، ع العدو واحنا ونصيبنا "." الاسود سني لها سيفك ،قولي لابنك اوعى يخضع "
• استلهام قيم القدوة من التاريخ :" فين صلاح الدين يشوفك"، وعن بيرم التونسي كقدوة أدبية وقامة كبيرة : سيرتك هتفضل في خيالنا تشغل بالنا ... إلخ .
• قيم التضحية والاستشهاد والفداء : " والشهيد خليه في دمه ، ما تشيليش في الدفن همه"، بالحجر هتقوم قيامة والشهيد هو العلامة .
- قيم الوحدة الوطنية :" كل عربي يبقى خاله ، كل مصري يبقى عمه
- توظيف بعض مفردات العصر الحديثة :
وقد عكس الديوان بعض التوظيفات الحداثية برزت على استحياء من بين النصوص الثرية بالمعاني : فيشير إلى اكتشاف الكهرباء "بيني وبينها ألف باب متكهربين" ، وإلى المصارف والبنوك: "ومازال الحساب جاري" ، واشارة للتوظيف العامي لبعض مفردات اللغة الاجنبية
"من غير تدريب وتست ( وتعني الاختبار (Test،وإشارة لشرائط المسجلات /الكاسيت (اختراع حديث ) : "أهل الشرايط والمغنى وجعوا دماغنا "
* الدور التنويري والتثويري للكلمة : يرسخ الشاعر في آخر الديوان إلى أهمية دور الكلمات وفعلها التثويري والتنويري في حياة الشعوب ، عن طريق ترسيخ قيمة الوفاء لدور وذكرى رائد الكلمة / التنوير والتثوير بيرم التونسي ، مشيرا إلى أهمية الدور الذي قام به ، " والكل كان بيهاب سيفك إن صال أو جال " ، "علمت مصر إزاي تثأر م اللي بيقهر، والكلمة منك تتفجر تعمل زلزال ، كنت في زمانك بتناضل بسلوك فاضل ، والبخت بعد ماكان مايل بقا عال العال "
هكذا يختم الشاعر ديوانه بقيمة الكلمة ودورها في تحويل مصائر الشعوب .
رحم الله الشاعر الجميل المبدع الملهم صلاح فتح الباب ، واللهم انفع القراء بكلماته الراقية ومعانيها السامية وأهدافها النبيلة .
تم بحمد الله
خالص التقدير والاحترام
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف