الأخبار
"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّات
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

المشروع القومي الأول صحة المصريين بقلم:د.مصطفى سعيد

تاريخ النشر : 2015-12-02
المشروع القومي الأول صحة المصريين بقلم:د.مصطفى سعيد
المشروع القومي الأول صحة المصريين

لا شك ان التركة التى ورثها الرئيس السيسي تركة ثقيلة جدا فى جميع الملفات  فالتلوث الحادث فى نهر النيل ادى الى اصابة ملايين المصريين بالامراض التى انهكت صجة المصريين حتى اصبحت المستشفيات غير قادرة على علاج حميع المرضى علاوة على خروج هؤلاء المرضى نهائيا من العملية الإنتاجية.

وقد نتج ذلك بسبب تدهور قطاع الصرف الصحى الذى يعتبر من أهم القطاعات الخدمية الحيوية التى تمس حياة الأفراد حيث يرتبط إرتباطاً وثيقاً بتلبية حاجات الفرد الأساسية والتى تعتبر من أساسيات الحياة  حيث قال وزير الإسكان، إن عدد القرى المحرومة من خدمات الصرف الصحي تبلغ 3117 قرية و25095 تابعا،  وأضاف في تقرير قدمه إلى مجلس الوزراء اليوم الاثنين، أن عدد المدن على مستوى الجمهورية يبلغ 227 مدينة، حيث يبلغ عدد المدن المخدومة بالصرف الصحي 189 مدينة بنسبة 83%، وبذلك فان  حوالى 30% فقط من سكان مصر يتمتعون بالصرف الصحى .ويتم القاء الصرف الصحى لكثير من القري خاصة فى الصعيد  مباشرة على النيل دون معالجة اضافة الى الصرف الصناعى لكثير من المصانع مما ىؤدى لتلوث المياة بالعناصر الثقيلة والبكتريا. وقال وزير الاسكان ان حل مشكلات الصرف الصحى يحتاج الى 100 مليار جنية.

ويؤكد الخبراء والمتخصصون أن وضع نهر النيل الحالي ينذر بكارثة بيئية حيث يعتبر المصدر الرئيسي للمياه العذبة في مصر، سواء بالنسبة لمياه الشرب أو ري المحاصيل الزراعية مما يصيب الإنسان والحيوان والنبات والحيوان بالعديد من الأمراض، بسبب كثرة الملوثات في مياه النيل.

كما ادى عدم توافر مياة الرى فى كثير من المناطق  إلى استخدام مياه الصرف الصحى الغير معالجة فى الزراعة ، وهو ما تسبب فى تفاقم ارتفاع معدلات الكثير من الأمراض الخطيرة السابقة . كما ان عدم الالتزام بالمواصفات لقياسية لمواسير المياة ادى الى ان كثير من مياه القرى المصرية مخلوطة بمياه الصرف الصحى.  وقال الدكتور حسين منصور رئيس جهاز سلامة الغذاء إننا نضع فى أولوياتنا توفير الغذاء للمواطنين دون النظرإلى جودة وسلامة هذا الغذاء مما ادى الى اعتلال صحة المصريين وانتشار أمراض الكلى والكبد وتكبد الدولة خسائر بالمليارات فى قطاع العلاج، لافتاً إلى أن الخسارة الأكبر تتمثل فى اعتلال صحة الشباب الفئة القادرة على العمل ودفع عجلة الإنتاج فى مصر.

 وتحتل مصر المرتبة الأولى عالميا فى أمراض الكبد و السرطان والفشل الكلوى  ولم تستثن هذه الأمراض أحدًا، ونهشت في الجميع، الصغير قبل الكبير.  فضلاً عن أن نصف الوفيات من المصريين في الآونة الأخيرة ترجع إلى الأمراض الفيروسية التي تصيب الكبد، بعدما هاجم الفيروس كل بيت مصري تقريباً، وأن سرطان الكبد يعد ثاني أخطر أنواع السرطان شيوعاً في مصر، وأحد الأسباب الرئيسة في حالات الوفاة، ويتطلب الامر تدخلاً عاجلاً من كافة المؤسسات الحكومية وغير  الحكومية لأن صحة المواطنين فوق كل اعتبار.

ولا توجد خريطة صحية بأمراض المصريين ترصد الواقع الفعلي نتيجة وجود أخطاء كبيرة وفادحة بالمنظومة الصحية حيث  أنه يجب ان يكون لدينا ملفات صحية لكل مواطن كما يحدث فى جميع انحاء العالم، تحتوي على الأمراض التي يعاني منها وأنواع الأدوية التي يعالج بها، كحل للحد من نسبة انتشار الأمراض والارتقاء بمستوى الخدمة الطبية للمرضى.

التهاب الكبد

وهو المرض الأخطر والأكثر انتشاراً فى مصر وهو مرض الكبد بكل أنواعه حيث وصل عدد المصابين بفيروس سى 15 مليون مصرى تقريباً، وهو ما جعل مصر تحتل إلى المرتبة الأولى فى قائمة مرضى الفيروس الكبدى «C» على مستوى العالم، بنسبة تبلغ 14% من جملة المصريين، وفقا لتقارير منظمة الصحة العالمية.

ويشكل مرضى الكبد تقريبا 50% من إجمالى مرضى الجهاز الهضمى فى مصر، والذى يضم الكبد والمعدة والقولون والبنكرياس والمرارة والأمعاء والمرىء والبلعوم.  أن مصر صاحبة أعلى معدل عدوى لفيروس الالتهاب الكبدي  cفي العالم بأكمله، إذ يصاب بهذا المرض سنويًّا من 200 ألف إلى 300 ألف، لتصل نسبة انتشاره بين المصريين إلى 22% تقريبًا كما أكد د. أحمد مدحت نصر ـ رئيس الجمعية المصرية للفيروسات الكبدية أن الفيروس الكبدي «C» قد دخل كل بيت في مصر تقريباً ، مؤكداً أن الإحصائيات الحديثة أثبتت وجود مضاعفات مستمرة نتيجة الإصابة بالفيروس مثل الالتهاب الكبدي الوبائي المزمن وتليف الكبد والسرطان والغيبوبة الكبدية، جاء ذلك خلال افتتاح المؤتمر الثاني عشر لأمراض الكبد والجهاز الهضمي بجامعة أسيوط ..

ويعد فيروس "C" من الأمراض الخطيرة أيضًا والذي يصاب به المرضى من الدم ومشتقاته سواء من نقل دم أو تدخلات جراحية أو مناظير نساء وغيرها وتعد عيادات الأسنان أكثر الأماكن التي تتسبب في الإصابة حيث تنقل العدوى من خلال أي شيء يخترق الجلد أو الغشاء المخاطي ويكون ملوثًا ينقل العدوى ومن الممكن أن تنقل العدوى من خلال ختان البنات في الأرياف وأماكن الحلاقة كما تتم الإصابة ايضًا من خلال تعاطي المخدرات عن طريق الحقن بالسرنجات.

 وقال د. عبد الغني عبد الحميد سليمان ـ رئيس قسم الجهاز الهضمي والكبد بجامعة أسيوط ـ أن سرطان الكبد يعد ثاني أنواع السرطانات شيوعاً في مصر ويعد من الأسباب الرئيسية للوفاة بين المواطنين ، وأوضح أن نصف الوفيات من المصريين في الأعمار ما بين 25 إلي 50 سنة ترجع للأمراض الفيروسية التي تصيب الكبد ومضاعفاتها، وعادة تكون موجودة دون أن يشكو منها المريض وربما تتكشف عند الفحص الإكلينيكي أو عند إجراء تحاليل طبية. وأشار إلى أن سرطان الكبد يعد ثاني أنواع السرطانات شيوعاً في مصر، ويعد من الأسباب الرئيسة للوفاة بين المواطنين. وأوضح أن نصف الوفيات من المصريين في الأعمار ما بين 25 إلى 50 سنة، ترجع للأمراض الفيروسية التي تصيب الكبد ومضاعفاتها، وعادة تكون موجودة دون أن يشكو منها المريض، وربما تتكشف عند الفحص الإكلينيكي، أو عند إجراء تحاليل طبية.

وطبقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن 80% من المرضى المصابين بفيروس (سي) يتطورون إلى التهاب كبدى مزمن ، ومنهم 20 % يصابون بتليّف ثم إلى السرطان والذى يعتبر من أكثر أنواع التهابات الكبد بطئًا في إظهار آثاره المدمرة على الكبد على مدى سنوات طويلة ويسمى القاتل الصامت .

السرطان

يعد مرض السرطان الوحش المخيف الذى يتسرب فى جسد المصريين دون استئذان ليظل ينهش فى أجسادهم حتى لا يبقى شيئا إلا واخترقه فى الجسد، والذى يزيد الأمر قلقا ورعبا أن هناك 200 ألف حالة سرطان تضاف إلى مرضى السرطان فى مصر، وأًصبح ذاك الوحش ليس من قاطنى أجساد الكبار بل أصبح يسكن فى أجساد الأطفال الصغار، وجميع مرضى السرطان فى مصر يتلقون العلاج بالمعاهد والمراكز القومية للأورام إلى جانب المترددين عليها لاستكمال العلاج والذى تتراوح تكلفته للمريض الواحد ما بين‏250‏ ألفا ومليون جنيه سنويا، حسب نوع المرض ويكفى معرفة أن تكلفة الجرعة الواحدة لمريض السرطان 20 ألف جنيه، فضلا عن العجز فى عدد الأطباء المتخصصين فى علاج السرطان والمسجلين بجمعية السرطان المصرية والذين لا يزيدون على 1000 طبيب، وهو عدد ضئيل. وتحتل أورام السرطان المركز الثانى في أسباب الوفاة بين المصريين.

وتعد الأورام السرطانية الأكثر شيوعا بين الرجال، ويصيب سرطان الكبد 39 حالة بين كل 100 ألف نسمة، بينما الأكثر شيوعا في السيدات سرطان الثدى، ويصاب به 35 حالة بين كل 100 ألف نسمة.

وأظهرت نتائج التقرير السنوي للوكالة الدولية لبحوث السرطان، التابعة لهيئة الأمم المتحدة، أن نتائج نسبة انتشاره وطرق علاجه الناجحة والفاشلة، جاءت سيئة بالنسبة للشرق الأوسط،. يذكر المشروع القومى لمكافحة السرطان فى تقريره أن هناك مائة ألف حالة جديدة على الأقل تصاب بالسرطان سنويا حيث تضاعف السرطان إلى ثمان مرات لتحتل مصر أعلى نسبة فى السرطان بالعالم

الفشل الكلوي

 ذاك المرض المرعب الذى راح يهدد حياة الملايين من المصريين، وذكرت آخر إحصائية للجمعية المصرية للكلى ومنظمة الصحة العالمية أن عدد المصريين المصابين بالفشل الكلوى فى مصر 3 ملايين شخص منهم 30% من مرضى الفشل الكلوى فى مصر يموتون سنوياً فى حين لا تتجاوز النسبة العالمية للوفاة بهذا المرض 7% ويصل عدد مراكز الغسيل إلى 400 مركز بين خاص وحكومى، وعدد كبير من هذه الوحدات الخاصة يمتلكها تجار، ومهندسون، وفئات أخرى استغلت وضع هؤلاء المرضى ودخلت طمعاً فى الأرباح وهو «بيزنس» يقدر بحوالى مليار جنيه مصرى سنويا.

وتحتل مصر المرتبة الأولى في الدول العربية والأفريقية ودول العالم في نسب الوفيات بسبب مرض الفشل الكلوى بنسب تتراوح من 18 إلى 20 % وفي دول العالم 10%..

حلول مشكلة الصرف الصحى

هناك حلول مبتكره لحل مشكلة الصرف الصحى سواء مصرية او عالمية يجب ان نهتم بها مثل تجربة الدكتور رضوان علام الحاصل على الدكتوراة فى الهندسة الطبيعية من اليابان والذى اكتشف بكتريا قادرة على تنقية مية الصرف الصحى والدكتور سامح سيف غالى ، مدير مؤسسة معا للتنمية والبيئة  والذى انشا فى الفيوم محطة للصرف الصحى منخفضة التكاليف بالتعاون مع اليابان والدكتورة نجوى نوار استاذ الكيماء بكلية العلوم جامعة المنصورة التى توصلت الى نتائج عملية لانتاج الغاز الحيوى “البيوجاز” من مخلفات الصرف الصحى وبتكلفة قليلة جدا. وهناك تجربة السويد التى تفتخر هيئة الصرف الصحى فيها بنجاح "المشروع الثلاثي" بإنتاج أنقي مياة للشرب في العالم من المجاري و توليد كميات ضخمة من الكهرباء من حركة المجاري و مياة الصرف الصحي وانتاج بيو غاز "الغاز الحيوي" للسيارات و الأوتوبيسات و تشغيل معظم المصانع الضخمة و سعره أرخص من البنزين العادي و يعتبر طاقة نظيفة عير ملوثة للبيئة

ولابد من الإسراع فى إصدار قانون الغذاء الموحد وإعلان اللوائح الفنية والإدارية الخاصة بجهاز بسلامة الغذاء فى مصر لنكون فى مصاف الدول المتقدمة التى تضع هذا القطاع فى أولوياتها.

ولا بد من تشجيع البحث العلمى على ان يجد حلول عير تقليديه لهذه المشكلة عن طريق المركز القومى للبحوث الذى يملك وحدة ابحاث لمعالجة مياة الصرف الصحى ووزارة البحث العلمى للاعلان عن التقدم لمشروعات لابحاث تنقية مياة الصرف الصحى واقامة نماذج لوحدات معالجة مياة الصرف الصخى بالقرى  وتوفير التمويل لهذة المشروعات.

د مصطفى سعيد
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف