السلامُ بينَ اتفاقِ الألفاظِ ومفارقاتِ المعنى !!
السِلمُ هُوَ الأصلُ في العلاقاتِ كافّةً ، وفي خضمِ ما يحصلُ على الساحةِ العربيةِ والأحداثُ تترى من بلدٍ لآخرٍ ،وفي ظلِ الصراعاتِ الناشبةِ بينَ الدولِ العظمى لنهبِ مواردِ الشرقِ الأوسطِ ، كثيراً ما تستحضرُ أذهانُنا وترددُ أَلسِنَتُنا مصطلحَ السلامِ ،لكِنْ :- هل ينشأ السلامُ في أجواءٍ تسودُها المحبةُ والسكينةُ _ وهو الأصلُ في ذلك _ أم أن أحضانَ الحربِ والمذابحِ هي الراعي الرسمي والوحيدُ له!!.
السلامُ بينَ اتفاقِ الألفاظِ وتبايناتِ معانيها في علمِ السياسةِ وعلم الاجتماع .
في علمِ الاجتماعِ هو مصطلحٌ يتجهُ في عمومِه إلى معاني البراءةِ من كلِ شرٍ والعافيةِ من كلِ بلاءٍ ،ولا يُشتَرطُ فيه تقاطعُ المصالحِ بين الطرفين، وجاءَ في لسانِ العربِ أنَّ السلمَ يرادِفُهُ الصلحُ والبراءةُ ويتصل بقيمِ الخيرِ والجمالِ، ولذا ربطه ابْنُ منظور بما يلي:-
اسمٌ من أسماءِ الذاتِ الإلهيةِ (السلام)،
اسمٌ من أسماءِ الجنةِ "لهم دارُ السلامِ عِنْدَ ربهم" .
لكن ،هل يحملُ اَلسَّلامُ المعاني ذاتها في علمِ السياسةِ ؟! أم أنه والحربُ وجهان لعملةٍ وَاحِدَةٍ !!.
في الحقيقةِ هُوَ مصطلحٌ استولدته مستنقعاتُ الدمِ ، ونجدُهُ في آفاقِ السياسةِ يرتبطُ ارتباطاً وثيقاً بوجودِ مصالحَ مشتركةً ،وإلا فهو أَشَل ،حيثُ يرى الرئيسُ الأمريكيُ ريتشارد نيكسون ""أنّ التفوقَ النوويَ في أيدي الدولِ الدفاعيةِ هو ضمانٌ للسلامِ ،أما التفوقَ في أيدي الدولِ الهجوميةِ هو تهديدٌ للسلامِ "" وعليه فإنّ المعتدي لا يُقدِمُ على الحربِ إلا في حالِ امتلاكِهِ ترسانةً عسكريةً هائلةً ،تفوقُ قدراتِ الخصمِ ،بحيث تمنحُهُ الثقةَ واليقينَ بقدرتِهِ على حسمِ المعركةِ ،أما في حالِ وَجَدَ الطرفُ المعتدي أن الطرفَ المدافعَ على قدرٍ كافٍ من القوةِ ،بحيث يُقنِعُ المعتدي بأنه واهمٌ في الهيمنةِ عليه عسكرياً ،فإن هذه المعطياتِ سرعانَ ما توجهُ البوصلةَ لإنجابِ ابنِ زنا يُدْعى اَلسَّلامُ ،يُدَعِّمُ مصالحَ مشتركة بين الطرفين ،إلى حينِ حدوثِ تغيرٍ جديدٍ في موازينِ القوى والتسلحِ ،يرجحُ كفة الدولة الهجومية على مقابلتها،وهنا سرعانَ ما تسقطُ الحروفُ وتُقلَبُ ،فتُصبحُ سينُ السلمِ حاء ،ولامها راء،وميمها باء.
لذلك، السلامُ هو في الحقيقةِ معنىً آخراً من معاني الحربِ في عالمِ الاستراتيجياتِ والسياسةِ.
منتصر زكارنة
السِلمُ هُوَ الأصلُ في العلاقاتِ كافّةً ، وفي خضمِ ما يحصلُ على الساحةِ العربيةِ والأحداثُ تترى من بلدٍ لآخرٍ ،وفي ظلِ الصراعاتِ الناشبةِ بينَ الدولِ العظمى لنهبِ مواردِ الشرقِ الأوسطِ ، كثيراً ما تستحضرُ أذهانُنا وترددُ أَلسِنَتُنا مصطلحَ السلامِ ،لكِنْ :- هل ينشأ السلامُ في أجواءٍ تسودُها المحبةُ والسكينةُ _ وهو الأصلُ في ذلك _ أم أن أحضانَ الحربِ والمذابحِ هي الراعي الرسمي والوحيدُ له!!.
السلامُ بينَ اتفاقِ الألفاظِ وتبايناتِ معانيها في علمِ السياسةِ وعلم الاجتماع .
في علمِ الاجتماعِ هو مصطلحٌ يتجهُ في عمومِه إلى معاني البراءةِ من كلِ شرٍ والعافيةِ من كلِ بلاءٍ ،ولا يُشتَرطُ فيه تقاطعُ المصالحِ بين الطرفين، وجاءَ في لسانِ العربِ أنَّ السلمَ يرادِفُهُ الصلحُ والبراءةُ ويتصل بقيمِ الخيرِ والجمالِ، ولذا ربطه ابْنُ منظور بما يلي:-
اسمٌ من أسماءِ الذاتِ الإلهيةِ (السلام)،
اسمٌ من أسماءِ الجنةِ "لهم دارُ السلامِ عِنْدَ ربهم" .
لكن ،هل يحملُ اَلسَّلامُ المعاني ذاتها في علمِ السياسةِ ؟! أم أنه والحربُ وجهان لعملةٍ وَاحِدَةٍ !!.
في الحقيقةِ هُوَ مصطلحٌ استولدته مستنقعاتُ الدمِ ، ونجدُهُ في آفاقِ السياسةِ يرتبطُ ارتباطاً وثيقاً بوجودِ مصالحَ مشتركةً ،وإلا فهو أَشَل ،حيثُ يرى الرئيسُ الأمريكيُ ريتشارد نيكسون ""أنّ التفوقَ النوويَ في أيدي الدولِ الدفاعيةِ هو ضمانٌ للسلامِ ،أما التفوقَ في أيدي الدولِ الهجوميةِ هو تهديدٌ للسلامِ "" وعليه فإنّ المعتدي لا يُقدِمُ على الحربِ إلا في حالِ امتلاكِهِ ترسانةً عسكريةً هائلةً ،تفوقُ قدراتِ الخصمِ ،بحيث تمنحُهُ الثقةَ واليقينَ بقدرتِهِ على حسمِ المعركةِ ،أما في حالِ وَجَدَ الطرفُ المعتدي أن الطرفَ المدافعَ على قدرٍ كافٍ من القوةِ ،بحيث يُقنِعُ المعتدي بأنه واهمٌ في الهيمنةِ عليه عسكرياً ،فإن هذه المعطياتِ سرعانَ ما توجهُ البوصلةَ لإنجابِ ابنِ زنا يُدْعى اَلسَّلامُ ،يُدَعِّمُ مصالحَ مشتركة بين الطرفين ،إلى حينِ حدوثِ تغيرٍ جديدٍ في موازينِ القوى والتسلحِ ،يرجحُ كفة الدولة الهجومية على مقابلتها،وهنا سرعانَ ما تسقطُ الحروفُ وتُقلَبُ ،فتُصبحُ سينُ السلمِ حاء ،ولامها راء،وميمها باء.
لذلك، السلامُ هو في الحقيقةِ معنىً آخراً من معاني الحربِ في عالمِ الاستراتيجياتِ والسياسةِ.
منتصر زكارنة