الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

في مواجهة الرواية الاسرائيلية بقلم:ناريمان عواد

تاريخ النشر : 2015-12-01
في مواجهة الرواية الاسرائيلية بقلم:ناريمان عواد
في مواجهة الرواية الاسرائيلية
ناريمان عواد

تواصل اسرائيل من خلال محاولاتها المستمرة لاطفاء شعلة الهبة الجماهيرية التي تنهي شهرها الثالث، استهدافها المتواصل ضد المؤسسات الاعلامية حيث اغلقت اكثر من محطة اذاعية في الضفة الغربية وهددت عدد آخر بالاغلاق، واعتدت على عدد كبير من الصحافيات والصحفيين وهددت التلفزيون الرسمي بوقف البث وقطع الانترنت عن اراضي السلطة الفلسطينية.

وفي خطواتها المتلاحقة لحجب المعلومة الفلسطينية وحصار الفعل النضالي للشعب الفلسطيني وحقه في حرية التعبير، قامت مؤخرا وزارة الخارجية الإسرائيلية، وفي اطار مساعيها لمحاربة ما يسمى "بالتحريض الفلسطيني" عبر وسائل التواصل الاجتماعي الى تشكيل مؤسسة خاصة لمتابعة كل ما ينشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وحسب مبررات هذه اللجنة ان من ينفذ الهجمات هم افراد تتراوح اعمارهم بين 11-21 عاما، حيث ستقوم هذه المؤسسة الجديدة التي بادرت الى انشاءها "تسفي حوتوبلي " نائبة وزير الخارجية، بالاتصال بإدارات الشبكات الاجتماعية في العالم منها ادارات "يوتيوب " وادراة "غوغل" وغيرها.

ولم يكن هذا الاجراء الاول من نوعه من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي لمحاصرة الاعلام الفلسطيني، حيث قامت في آب الماضي بتشكيل اللجنة الشعبية لمراقبة التحريض على شبكة الانترنت التي اطلقت عليها اسم "لجنة الحد من التحريض وحرية التعبير". وتعرقل تشكيل هذه اللجنة بسبب رفض الرئيس السابق لقسم التحقيق في الشرطة الاسرائيلية "يوأف سغيلوفيتش" الانضمام اليها لاحتوائها على الصحفي اليهودي"حغاي سغل" العضو السابق في المنظمة اليهودية الارهابية السرية التي عرفت مطلع الثمانينيات باسم "التنظيم السري اليهودي" المسؤول عن عمليات ارهابية عديدة استهدفت الفلسطينيين وقتل ثلاثة طلاب فلسطينيين وجرح العشرات في عمليات اطلاق نار القاء قنابل اضافة لمحاولة اغتيال رؤساء بلدية نابلس بسام الشكعة الذي فقد قدميه وكريم خلف رئيس بلدية رام الله الذي فقد قدميه هو الاخر وابراهيم الطويل رئيس بلدية البيرة اضافة لتخطيطهم لتفجير قبة الصخرة والكثير من العمليات الارهابية.

وضمت اللجنة الى جانب هذا الارهابي رئيسة المحكمة اللوائية في تل ابيب "دوبرا برلينر" ونائب المستشار القضائي للحكومة "راز نزري" والمحامي العام القطري "يواف سابير" وعدد اخر من الشخصيات القضائية والصحفيين وغيرهم.

إن انشاء هذه المؤسسة من قبل وزارة الخارجية يعني ان التحريض  الاسرائيلي الرسمي وصل الى درجة غير مسبوقة، فاسرائيل وبحكم سيطرتها على الكثير من وسائل الاعلام في الخارج تستطيع قلب الحقائق وتستخدم وسائل الضغط المتعددة  على هذه المؤسسات لتزويدها بالمعلومات واعتقال نشطاء هذه المواقع وتجريمهم بتهمة انتماءهم  لوطنهم ومطالبتهم بالحرية والسيادة. اذا هي جهود متواصلة لقلب الحقيقة وتجريم الضحية، علما ان وجود الاحتلال هو اكبر تحريض ضد الانسانية وضد حق الشعب الفلسطيني في نيل حريته.

ان ما تقوم به اسرائيل يذكرنا باتفاقية واي ريف (واي بلانتيشن ) التي وقعت في 23 -10-1998 حيث شملت أحد بنودها تشكيل لجنة أمريكية –اسرائيلية –فلسطينية  لمتابعة التحريض عبر وسائل الاعلام الاسرائيلية والفلسطينية  لمتابعة حالات التحريض المحتمل على مايسمى بـ"العنف" او "الارهاب" ولكي تقدم توصيات حول سبل منع هذا التحريض وقد فشلت أعمال هذه اللجنة في حينه بسبب سيطرة اسرائيل والى جانبها الولايات المتحدة الامريكية على اعمال اللجنة، حيث اصبحت هذه اللجنة  فيما بعد سيفا مسلطا على الاعلام الفلسطيني ومحاصرة كل ما يبث وينشر في وسائل الاعلام الفلسطينية، وتجاهلت بشكل واضح التحريض الاسرائيلي الرسمي وتحريض المستوطنين الذي كان يبث سمومه عبر ما يسمى"القناة السابعة" ضد الشعب الفلسطيني وقيادته التاريخية آنذاك.

ما اشبه اليوم بالامس، اسرائيل توغل في سياساتها القمعية ضد الشعب الفلسطيني والمستوطنون يقتلون ويحرقون، والمؤسسة الرسمية تقوم باصدار قوانين عنصرية بمباركة الكنيست "الهيئة التشريعية " والحكومة الاسرائيلية جميعهم  يتوحدون في  محاربة حق الشعب الفلسطيني في حرية التعبير وحقه في الانعتاق من الاحتلال ويكثفون جهدهم لتشويه الرواية الفلسطينية عن المشهد الدولي وحجب الصورة الحضارية للشعب الفلسطيني، والمطلوب من الاعلام الفلسطيني ان يصمت امام كل هذه الانتهاكات والجرائم.

والسؤال الذي يطرح نفسه هل ستقوم وزارة الخارجية الفلسطينية بجهد مضاد  في مواجهة الرواية الاسرائيلية، هل ستقوم بمتابعة كل ما ينشر عبر صفحات التواصل الاجتماعي الاسرائيلية والتصريحات التحريضية الرسمية ضد الشعب الفلسطيني وقيادته والتي تحمل دعوات صريحة لاطلاق النار عل الفلسطينيين والتي تترجم يوميا الى اعدامات يومية وقتل بدم بارد بحق الابرياء.

هل ستقوم بجهد مكثف للتواصل مع ادارات الشبكات الاجتماعية في العالم لتفنيد الرواية المغلوطة التي تبثها المؤسسة الاسرائيلية الرسمية وما ينشر من تحريض المستوطنين ودعاة القتل عبر وسائل التواصل الاجتماعي رغم معرفتنا بصعوبة المهمة في ظل ادوات السيطرة والتاثير التي تمارسها اسرائيل على ادارة هذه المؤسسات؟

اننا نقدر عاليا الجهد الذي تقوم به وزارة الخارجية على صعيد تثبيت دولة فلسطين على خارطة العالم والجهد الدبلوماسي الحثيث للاعتراف بدولة فلسطين كاملة السيادة على حدود العام 1967،الا اننا نامل ان تقوم ومعها كافة المؤسسات الاعلامية والحقوقية بتفنيد الجهد الاعلامي الذي تقوم به وزارة الخارجية الاسرائيلية لتجريم الضحية وتزييف الحقائق واعتقال النشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعي فيما توغل في سياساتها القمعية ضد الاطفال والنساء والشيوخ الذين يعدمون يوميا بدم بارد. اما آمن لنا ان نستخدم وسائل اعلامية اكثر نجاعة وتاثيرا من بيانات الشجب والاستنكار والادانة التي تصدرها كافة المؤسسات الفلسطينية، فهل تم قياس تاثيرها في وسائل الاعلام الغربية او في التاثير على الجهد الدبلوماسي الدولي، اننا نحتاج لجهد اعلامي يركز على البعد الانساني للقضية الفلسطينية، فالضحايا لهم اسماء وقصص ومعاناة وزمن مفقود وحلم ضائع، ذلك ما يجب ان تحمله الرواية الفسطينية.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف