الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الاستدراج والتوريط: استراتيجيات اللاعبين الكبار في المنطقة بقلم: أ.د محمد رمضان الأغا

تاريخ النشر : 2015-12-01
الاستدراج والتوريط: استراتيجيات اللاعبين الكبار في المنطقة بقلم: أ.د محمد رمضان الأغا
الاستدراج والتوريط: استراتيجيات اللاعبين الكبار في المنطقة

الكاتب: أ.د محمد رمضان الأغا

اُستُدرِجَت روسيا إلى حرب استنزاف طويلة في سوريا ربما شبيهة بتلك التي خاضتها في افغانستان وانتهت بانهيار الاتحاد السوفيتي السابق وسجَّلت فيها اميركا انتصاراً فيما كان يسمى حينها بالحرب الباردة. فكيف ستنتهي هذه الحرب؟

اميركا استطاعت الافلات من التورط في سوريا بقوات برية لان لديها قرار استراتيجي بعدم التدخل بريا بعد الدروس التي تعلمتها في فيتنام وافغانستان والعراق. لا شك ان اميركا سعيدة اليوم بالتدخل الروسي في سوريا لأنها سوف تحصد النتائج كما حصل في افغانستان.

إيران ايضا سعيدة بالتدخل الروسي في سوريا لأنها تقاتل بالنيابة عنها وسوف تحصد هي بعض النتائج تماما كما حصدت نتائج اسقاط اميركا لصدام واحتلال العراق والتي انتهت بسيطرة إيران على العراق. وذلك بعد ان تيقنت ان المستنقع السوري أخطر كثيرا من المستنقع العراقي في الثمانينات ويعتقد البعض ان دخول إيران لسوريا لم يكن دخولا بهدف المكوث هناك طويلا انما يندرج تحت هدفين اولهما انقاذ الاسد لضمان استمراره في الحكم او على الاقل نظامه اما الهدف الثاني فهو استدراج الدول الكبرى الى الملعب لاستنزافها عسكريا وماليا واقتصاديا وبشريا وهذا الهدف يتسق تماما مع رؤية أمريكية ان دخولها العراق انما هو استدراج ايراني.

تلعب الجغرافيا السياسية دورا بالغ الأهمية والخطورة معا في حسم نتائج الحرب فروسيا لن تستطيع الإقامة طويلا في المنطقة بعد ان تتعلم الدرس مرة اخرى؛ واميركا لن تستطيع ان تمكث بعدها في المنطقة لان استراتيجييها يرفضون ذلك أضافة الى اقتصاد مترنح نوعا يكاد يهوي تحت ضربات هادئة وحكيمة سواءً مقصودة او غير مقصودة من الاقتصاد الصيني الهائج. وتبقى إيران تقوم بدور المترقب للانقضاض في الوقت المناسب لتحدث وحدة جغرافية بتمددها الى العراق فسورية بعد ان فشلت في ذلك بالتدخل المباشر هي وحزب الله اللبناني.

اميركا تريد رأس روسيا ورأس تركيا ورأس إيران لتبقى هي المسيطرة على المنطقة بمساعدة حاملة طائراتها المتقدمة "دولة الاحتلال" كما هي منذ حرب 67. قد يكون هناك نوع من المفاضلة بين هذه الدول وتبادل المصالح كذلك لكن بالتأكيد اميركا لا تريد احداها قوية بل يجب ان تكون تابعة. واميركا ايضا ترتعد من التمدد الروسي او محاولات الدب الروسي استعادة امجاد الاتحاد السوفيتي السابق لما لذلك من تأثيرات سلبية على الوضعية الإستراتيجية الكونية للولايات المتحدة.

في ظل صراع كوني متأجج يلعب الكبار في ملعب صغير جغرافيا لكنه كبير جيوسياسيا وجيوستراتيجيا ذلك الملعب هو "سوريا" لما لموقعها من أهمية كبرى بين الشرق والغرب والشمال والجنوب وحدودها مع دول مفتاحية في استقرار المنطقة كالأردن وفلسطين المحتلة ولبنان وتركيا والعراق فهي هنا كبيضة القبان أضافة الى تركيبتها الديموغرافية المتنوعة بأطيافها المختلفة غير المتفقة. هذا لا يعني ان الاشتباك سيبقى ضمن قواعد اللعبة الحالية فإسقاط الطائرة الروسية يحمل رسائل عدة ومؤشرات مختلفة تفهمها كل دولة كما تشاء لكن في إطار مصالحها الكبرى والاستراتيجية وسيكون لذلك انعكاسات خطيرة في قادم الايام.

ان حسم الصراع في المنطقة لن يكون سهلا ميسورا في ظل سايكس بيكو جديدة وسيكون للاعبين من غير الدول دورا هاما إذا ما هياوا أنفسهم لهكذا سيناريوهات ذلك ان دولا ستنهار ودولا جديدة ستنشأ قد يكون لها علاقة بالجغرافيا السابقة او لا يكون. لكن للاعبين الذين لديهم قدرة على ايجاد نوع من الاستقرار الاقليمي والمحلي وبالتالي الدولي دور استراتيجي إذا ما اجادوا اللعب داخل ملعب مصمم للكبار ومسموح لأخرين ان يلعبوا فيه وفق قواعد اللعبة الكونية لعقد من الزمان او حوله حتى تنكشف الامور لمن بعينيه غبش او رمد حيث عليه بتلقي العلاج ليجيد الرؤية في قابل الايام.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف