الأخبار
غالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيرانيالجيش الإسرائيلي: صفارات الانذار دوت 720 مرة جراء الهجوم الإيرانيالحرس الثوري الإيراني يحذر الولايات المتحدةإسرائيل: سنرد بقوة على الهجوم الإيرانيطهران: العمل العسكري كان ردا على استهداف بعثتنا في دمشقإيران تشن هجوماً جوياً على إسرائيل بمئات المسيرات والصواريخالاحتلال يعثر على المستوطن المفقود مقتولاً.. والمستوطنون يكثفون عدوانهم على قرى فلسطينيةبايدن يحذر طهران من مهاجمة إسرائيل
2024/4/16
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

هكذا نحن في السينما الغربية بقلم :أحمد حسني الشيخ

تاريخ النشر : 2015-12-01
هكذا نحن في السينما الغربية

الكاتب :أحمد حسني الشيخ

       قصّة إنسانيّة ، سيناريو شيّق ، ممثلون بارعون ، أحداث جاذبة ، صراع وتصادم ، خير وشر ، كوميديا وتراجيديا ، جمال وقبح ، أبطال ولصوص ، حق وباطل ... هكذا تبنى الأفلام وتتطور أحداثها في السينما ، لكن أين موقع العرب والمسلمين في بنية الأفلام السينمائيّة الغربيّة ؟ وتحت أيّ المسمّيات يندرجون داخل سيناريوهاتها ؟.

      بالتأكيد لن يكون الكاتب ولا الممثل ولا البطل ولا الحقّ ولا الخير عربيّا ...؟! أنت أيّها العربي في قاموسهم رديف الشر والباطل والضعف والجبن والإرهاب ، لكن لماذا اختاروا العربيّ ؟ لماذا المسلم ؟ لماذا سعوا ، ويسعون لتشويهه عبر أفلامهم التسجيليّة والسينمائيّة .

        النظرة إلى العرب والمسلمين لم تتغيّر ولم تتبدّل منذ عقود ، رغم كلّ المعاهدات والاتفاقيّات التي وُقّعت بين العرب والغرب ، فموقف السينما عدوانيّا تجاه العرب والمسلمين ، فالسينما تصوّر العرب والمسلمين بشرًا بلا رحمة ، متخلّفين ، متعصّبين دينيّا ، فمرّة نراهم يصوّرون العرب بالشياطين ،مثال ذلك فيلم (يا إلهي ! أيّها الشيطان -1984 ) ومرّة بالشاذّين كفيلم (مسألة ليست صغيرة 1985) وأحيانا تجّار مخدرات كفيلم (حريق سانت بالمو 1985-  ) ثمّ هم عندهم أغبياء كفيلم (عودة إلى المستقبل – 1985 )...

       وتغرق السينما الغربيّة في فترة التسعينات بتشويه صورة العرب والمسلمين ، وتركّز على وصفهم بالإرهابيّين ، وسافكي دماء الأبرياء ، ومدمّري الحضارات ، كفيلم  ( أكاذيب حقيقية – 1994 ) وفيلم (الحصار -1998 ) ، وقد تفرّغت هوليوود بعد أحداث الحادي عشر من سبتمر للعربيّ الإرهابيّ !! وسعت تبارك آلة الحرب الأمريكيّة والغربيّة وهي متّجهة لتحرر العرب والمسلمين من هذا الإرهاب ! ولو على حساب جثثهم ومقدراتهم وإرثهم الحضاريّ والتاريخيّ .

        وأقتبس هنا ما كتبه السينمائي أحمد رأفت بهجت وبكل صراحة ووضوح عن العلاقة بين الغرب والعرب في كتابه " الشخصيّة العربيّة في السينما العالميّة " فقال : "إنّ العرب في نظر الغرب ما هم إلا شعوب متخلّفة ليس لديها القدرة على التفكير والابتكار ، وليس لهم علاقة بالتطوّر والتكنولوجيا وليس لديهم القدرة على حماية أنفسهم والاستفادة من ثرواتهم ، وهم دائما بحاجة للحماية الغربيّة مثل ما حدث مع الكويت في حرب الخليج الأولى ، وغزو العراق وأفغانستان ، أمّا بعد الحادي عشر من سبتمر ، فقد تحوّلت النظرة وأصبح العالم الغربيّ يتعامل مع العربيّ أو المسلم على أنّه عقل مدبّر ومخطّط  مبتكر وذو تفكير متقن- لكن -  في عمليّات الإرهاب ..."

         كذلك تستغلّ السينما الغربيّة عدم إدراكنا ورؤيتنا للأشياء بوضوح فيستغلّون ذلك من خلال مشاهد الخداع والتضليل التي يبثّونها في أفلامهم ، ظاهرها مناصرتنا ، وباطنها هدم حضارتنا وقيمنا وعروبتنا ، فعلى سبيل المثال؛ من يشاهد فيلم "مملكة الجنّة" دون تفاصيله يوهم بأنّ هذا الفيلم فيه إنصاف للعرب ولصلاح الدين ، لكن من ينظر له بعين التبصّر والوعيّ ، يدرك أنّ الفارس العربيّ كما ظهر في أوّل عشر دقائق من الفيلم ، قاطع طريق وقاتل ومعتدٍ ولا يعرف -أيضا -أصول القتال ، فهو -أي الفيلم - يصوّرالفروسيّة العربيّة فروسيّة بلا أخلاق أو عدالة . وكذلك نرى فيلم " النمر والجليد " يصوّر العربيّ بالضعيف الذي لا حول له ولا قوّة ، فهو عاجز عن حماية نفسه ، فكيف له أن يقوى على حماية غيره ؟! وهذا توجّه مسموم نحو العربي والمسلم ، الهدف منه محو الماضي العربي في داخل الإنسان العربيّ ، وسلب الحضارة وإضعاف القدرة على النهوض والاستقلالية .

       إنّ نظرة الغرب إلى العرب والمسلمين تتلخّص في الطمع المستشري في نفوس الغرب حول ثروات العرب وما يمتلكونه من مقوّمات ، فلذلك نراهم يقفون أمام أيّ توجه عربيّ للاستقلال في الحكم ، والإفادة من ثرواته فنرى هذا الغرب يمنع أيّ دولة من ذلك بحجة أنّ السيطرة هذه تخدم الإرهاب والعنف ، أو يختلقون الذرائع للحيلولة دون ذلك ، كما فعلوا في العراق ويفعلون بهدف السيطرة على ثرواته ومقدراته .

       إنّنا أحوج ما نكون في هذه الأيّام وأمام هذه الحملة الممنهجة والمدروسة للنيل من كياننا العربيّ الاسلاميّ عبر الأفلام السينمائية لتوجّه سينمائيّ ينتج أفلامًا مضادّة تظهر حقيقة العرب والمسلمين، وتبين تاريخهم المشرق العريق، وقيمهم السامية وحضارتهم الضاربة في أعماق التاريخ بأخلاقها وحبها للحياة وإنسانيتها ، وانجازاتها اللامحدودة في خدمة البشريّة جمعاء ، ثم إنّنا بحاجة لجيل واعٍ من السينمائيّين الذين يقدّمون مصالح العرب وتاريخهم وفكرهم وقيمهم على أي شيء آخر ، وأقول للسينمائيّين العرب كفاكم تخاذلًا ، كفاكم مهادنة واسترضاء للغرب فلن يرضوا عنكم أبدًا ، انقلوا التاريخ والواقع والحقيقة وصوّروها كما هي لا أكثر ، فالعرب والمسلمون لن يكلفوكم كثيرا فلا يحتاجون لعمليات تجميل وفلاتر لأنهم أنصع وأصفى وأجمل  ممن يحاول تشويه وتزييف وتغيير حقيقتهم .


أحمد حسني الشيخ
معهد الدوحة للدراسات العليا
قطـــــــــــــر

20.11.2015م
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف