نـوسـتالجيا شـهريـار
*****
عودي ، كي نحلم قليلاَ
و نقتل في معركة الوسائد
هذا الجفاء العليلَ
عودي عشر دقائق ، بضع دقائق
أبعثر فيها شِعْري على كتفيك
نرمي فيها طَوْقيْنا
و نركب المستحيلَ .
*
عودي ، كي أداعب في وجهك وجه السماءْ
و أجد عينيك فيهما مُزنَـتَـيْن
و حمامتين ... وقطرتي ماءْ
أعلّمك كيف تسافرين عبر تضاريس أحلامي
وتقرعين الأقداح
حين يورق اللّــيْنوفر
و تُزهرين على عرش النساءْ
أعلمك
كيف تكونين امرأةً من مَـرْمَـرٍ ... و كوثرٍ
و نقشا من زعفران
و عام غَــوْثٍ بعد عصر الجفاءْ
*
" هذي يدي ممدودة ، مُدّي يدك "
يتجرعها مذياعي القديمْ
و عاشرُ فنجان قهوة
بعد منتصف الليل العقيمْ
و صدر بيتٍ
على غير بحرك يرفض أن يستقيمْ
هذي يدي ،
في كامل صيفها
تشتهي عليك بعض الاحتراقْ
و بعض الجنون ، و بعض التعقّـلِ
و بعض الصّدق ، و بعض النّفاقْ
و بعض الحروف مخمورةٌ
من فرط انتظارٍ و جَوْرِ اشتياقْ
عودي ، كي ألملم هذا البُكا ...
منّي منسكبٌ على شفاه الأوراقْ
و أرمي بين يديك هذا الذي يصلبني
على شراشف حلمٍ ببعض انعتاقْ .
*
هذي يدي ،
ألم تزعمي يوما أنك تقرئين الطّالعْ
و تُجيدين بين اللغات حديث الأصابعْ
و ترقصين على الشّوك حافيةً
و تبايعين العشق في كلّ الشرائعْ
هذا أنا عوسجةٌ
فارقصي على جسدي عارية القدمين
لا تَجْـبُـني خلف الذّرائعْ
و استكيني في منتصف الموت
حين أصرخ ، و تصرخ من حولي كل الصوامعْ
دعي الحلم يبعثني
فإن كُنتُ في وصْلِك ضائعًـا
فَــفي الهجْـرِ أنا ، ضائــعٌ ضائِـــعْ.
************************
