الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

التكفير ..على الشبهة!! بقلم: الشيخ جمال الدين شبيب

تاريخ النشر : 2015-12-01
التكفير ..على الشبهة!!  بقلم: الشيخ جمال الدين شبيب
التكفير ..على الشبهة!!

بقلم: الشيخ جمال الدين شبيب

من أخطر ما ابتليت فيه الساحة الإسلامية اليوم مرض خطير ومعدِ اسمه : التكفير. مع العلم بأن هذه المسألة تتعلق بالعقيدة والواجب فيها الاحتياط . خاصة وأن فيها أو يترتب عليها هتك حرمة المسلم واستحلال  الدم والمال ..

وينبغي أن يعلم أنه لا يجوز التكفير بمجرد الشبهة والظن، لِمَا يترتب على ذلك من الأحكام الخطيرة، وإذا كانت الحدود تدْرَأ بالشبهات ، مع أن ما يترتب عليها هو دون ما يترتب على التكفير ، فالتكفير أولى أن يدرأ بالشبهات ؛ ولذلك حذَّر النبي صلى الله عليه وسلم من التعجل في إطلاق التكفير دون تثبت ، فقال: " أيُّما امرئ قال لأخيه: يا كافر ، فقد باء بها أحدهما ، إن كان كما قال وإلا رجعت عليه " رواه البخاري ومسلم .

وقد ينطق المسلم بكلمة بالكفر دون قصد ا فلا يكفر بذلك لعدم القصد ، كما في قصة الذي قال: "اللهم أنت عبدي وأنا ربك ، أخطأ من شدة الفرح".

إن التسرع في التكفير يترتب عليه أمور خطيرة منها :

- استحلال الدم والمال .

- منع التوارث .

- فسخ النكاح .

- عدم دفنه في مقابر المسلمين . وغير ذلك من أحكام الرِّدَّة.

وبرغم هذا نجد البعض يتسرع في التكفير لمجرد الشبهة أو لقيام أحد بفعل كفري ، وليس كل فعل كفري يكفر به صاحبه ما لم تتحقق الشروط وتنتفي الموانع .

فالتسرُّع في التكفير خطره كبير لأنه من القول على الله بغير علم قال تعالى{قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }

والحكم بالتكفير مسؤولية العلماء ، ولا ينبغي للمتحمسين والمتهورين أو أنصاف المتعلمين أن يخوضوا في التكفير لما يترتب على ذلك من الآثار الخطيرة . ولقد شاهدنا ورأينا ما نجم عن التسرع في التكفير من : استباحة الأرواح المعصومة ، وانتهاك الأعراض ، وسلب الأموال الخاصة والعامة, والتفجير والتدمير ، واستهداف المفاصل الحيوية والاقتصادية والاستراتيجية.

ولا يخفى أن الإسلام قد حفظ للمسلمين أموالهم وأعراضهم وأبدانهم ، وحرَّم انتهاكها ، وشدَّد في ذلك ، وكان من آخر ما بلَّغ به النبي صلى الله عليه وسلم أمته فقال في خطبة حجة الوداع: " إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا ، في شهركم هذا ، في بلدكم هذا" ثم قال صلى الله عليه وسلم : " ألا هل بلَّغت ؟ اللهم فاشهد ". متفق عليه. وقال صلى الله عليه وسلم : "كل المسلم على المسلم حرام ، دمه وماله وعرضه" رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة ، وقال صلى الله عليه وسلم:"اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة". رواه مسلم وأحمد والبيهقي في السنن الكبرى .

وقد توعَّد اللّه سبحانه مَن قَتَلَ نفساً معصومة بأشد الوعيد ، فقال سبحانه في حق المؤمن {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}وقال سبحانه فيمن قتل خطأ من أهل الذمة {وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ}، فإذا كان الكافر الذي له أمان إذا قُتِل خطأً فيه الدية والكفارة ، فكيف إذا قُتِل عمداً ، فإن الجريمة تكون أعظم ، والإثم يكون أكبر قال صلى الله عليه وسلم : "مَن قَتَلَ مُعاهداً لم يَرح رائحة الجنة " .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف