الأخبار
قطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيرانمؤسسة أممية: إسرائيل تواصل فرض قيود غير قانونية على دخول المساعدات الإنسانية لغزةوزير الخارجية السعودي: هناك كيل بمكياليين بمأساة غزةتعرف على أفضل خدمات موقع حلم العربغالانت: إسرائيل ليس أمامها خيار سوى الرد على الهجوم الإيراني غير المسبوقلماذا أخرت إسرائيل إجراءات العملية العسكرية في رفح؟شاهد: الاحتلال يمنع عودة النازحين إلى شمال غزة ويطلق النار على الآلاف بشارع الرشيدجيش الاحتلال يستدعي لواءين احتياطيين للقتال في غزةالكشف عن تفاصيل رد حماس على المقترح الأخير بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرىإيران: إذا واصلت إسرائيل عملياتها فستتلقى ردّاً أقوى بعشرات المرّاتإعلام الاحتلال: نتنياهو أرجأ موعداً كان محدداً لاجتياح رفحإصابة مطار عسكري إسرائيلي بالهجوم الصاروخي الإيراني
2024/4/18
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

أسرار التماسك الاجتماعي بقلم:عباس المعيوف

تاريخ النشر : 2015-12-01
أسرار التماسك الاجتماعي بقلم:عباس المعيوف
يجب أن يكون المجتمع واعياً لما يدور حوله من أحداث وصراعات دينية وفكرية وثقافية كلما كان متماسكاً في قضيته الكبرى وهي الوحدة الاجتماعية بما تحمل الكلمة من معنى فلا يمكن أن يطلق على مجتمع وصف ما إلا إذا كان يحمل صورة واقعية تمثل حضوره وثقافته، فمتى ما حل النزاع والخصام والتصادم بين مكونات المجتمع حل الدمار في بنيته الثقافية، وهذا يعني سهولة تكوين ثقافة أخرى تكون بديلا للثقافة الأصيلة وبالتالي يسهل تمرير مشروع لتفتيت وحدته وكلمته، كثير منا لا يدرك مخاطر التدهور الاجتماعي ما دام يعيش في برج عاجي ولم يذق مرارة الألم والمعاناة.
لا يخلو مجتمع في هذه الدنيا من إيجابيات وسلبيات تعبر عن الوضع العام للمجتمعات سواء كانت محافظة أو متحررة تبقى هناك قيم سامية وقيم منحطة، لذا من المهم التأكيد على مقومات المجتمع الواعي من خلال النظر في عمق ثقافته المحلية من أهم الركائز التي تساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك وحي، نشر ثقافة التعاون والتكافل الاجتماعي والعمل التطوعي ومحاربة التسقيط والتهميش والتحريض على الآخر.
يسعى البعض إلى خطف المشهد الثقافي والفكري والديني وفق رأي حالة معينة الهدف منها استئثار بالحراك الاجتماعي وهذه إحدى علامات الضمور الثقافي أو ما يسمى بالمجتمع الميت ولا نعني الموت المادي إنما موت معنوي فهي حياة طبيعية ظاهرياً وتقاتل وتناحر داخلياً وكلما ارتفع الخلاف بين الطبقة المثقفة وبين المؤسسة الدينية أصبح ضحايا المجتمع بسببهم إلى التشتت والضياع أكبر. ماذا يعني عدم التماسك بين مكونات المجتمع الواحد؟ يعني بكل بساطة غياب المشروع الثقافي ليصبح من يملك المال هو المسيطر للنفوذ مسخراً الآخر له حتى يضعف تلقائياً ليبقى بلا هدف ولا رؤية يسير عليها. يصور عالم الاجتماع العراقي علي الوردي الحالة الاجتماعية المتماسكة بالإنسان الذي يربط إحدى قدميه إلى الأخرى فلا يقدر على السير، والرباط الاجتماعي هو العادات والتقاليد القديمة فإذا ضعفت هذه التقاليد وبدأ التنازع الفكري والاجتماعي استطاع المجتمع أن يحرك قدميه ويسير بهما في سبيل التطور الذي لا يقف عند حد وبالتالي إذا رأيت تنازعاً بين جهتين متضادتين في مجتمع فاعلم أن هاتين الجهتين له بمنزلة القدمين اللتين يمشي بهما.
لقد أكد القرآن الكريم في أكثر من موضع على الوحدة والتماسك بين أفراد المجتمع مع اختلاف ميولهم الفكرية والدينية والمذهبية حفاظاً على التعايش والسلم الأهلي ومن الآيات قوله تعالى: (وَٱعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ ٱللَّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَٱذْكُرُواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُم أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مّنَ ٱلنَّارِ فَأَنقَذَكُمْ مّنْهَا كَذٰلِكَ يُبَيّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءايَـٰتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ)
كلما كان المجتمع على يد واحدة وركز على الجوانب الإيجابية وابتعد عن السلبيات وتصيد الأخطاء كلما قويت شوكته وعلا مقامه، إننا في مثل هذه الأيام في أشد الحاجة للتماسك والاجتماع على كلمة الخير ونشر ثقافة الاحترام مع بعضنا بعضاً.

عباس المعيوف
كاتب وناشط اجتماعي
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف