مشاهد انتفاضية .. شيعي لا شيوعي 30-11-2015
بقلم : حمدي فراج
لم أكن أعلم ان اتصال حسن نصر الله بوالد الشهيدة الطفلة من نابلس "اشرقت" لمواساته واعتبارها ابنة له ، مثلها مثل ابنه الشهيد "هادي" ، سيثير حفيظة البعض الفلسطيني ، ناهيك عن الكل الاسرائيلي ، الا عندما نشر هذا البعض على حسابي في الفيس بوك ، يسألني ، لماذا لم يتصل نصر الله الا بوالد هذه الشهيدة من بين مئة شهيد وشهيدة ، مجيبا نفسه على سؤاله ، "الا لأنه شيعي" .
كان هذا التمحيص الطائفي الى هذا الحد المرضي العضالي ، من ضمن المشاهد التي يمكن لها ان تؤذي الانتفاضة ، لكن في المقابل ، فإن اتصال قائد كبير بحجم حسن نصر الله ، للتعزية والمواساة والاشادة بشهيدة طفلة "عرفت كيف تضع نفسها زهرة على ثغر الانتفاضة" من ضمن المشاهد النوعية المهيبة التي تعطي الانتفاضة زخما جديدا ، لم يتوقف اعلامنا عندها طويلا .
من بين المشاهد النوعية الاخرى ، التي لم يتوقف اعلامنا عندها ايضا طويلا ، الشهيدان الشقيقان فادي وشادي الخصيب ، الذي قضى الثاني في اثر الاول خلال خمسة ايام فقط ، وفي نفس المكان الذي قضى فيه الاول ، مفرق مستوطنة كفار ادوميم . ترى ما الذي حل بوالدتهما ؟ وكأنا بها بعد بعد استشهاد الاول شادي ، تدخل غرفة نومه تتحسسه في السرير ، فلا تعثر الا على بقايا من رائحته ، وفي غضون خمسة ايام تفقد فادي ، فلا يبقى لها الا بعض من رائحة ايضا تتشممها من سرير خاو .
ثم مشهد والدة الشهيد خالد الجوابرة من مخيم العروب ، التي اصرت ان ترافق ابنها فلذة كبدها الى القبر ، واصرت ان تشارك في حمله على كتفها ، وهو مشهد لطالما حرّم على امهات الشهداء وزوجاتهم واخواتهم وبناتهم ان يشاركن فيه ، ولا أحد يعرف من اين جاء هذا التحريم ، وفي العادة يشمل التحريم عدم مشاركة المرأة في الشييع والسير في موكب الجنازة ، وأظن والله أعلم ، انه مشتق عن منع المرأة الخروج من بيتها عموما . لقد كسرت هذه الام هذا المحرم بسهولة ، ولم تجد من يستطيع منعها ، وكأنا بها تقول : من هو الاحق مني في حمل ابني الى مثواه الاخير بعد ان حمبت به تسعة اشهر الى مثواه الاول .
ان تعميم مشاهد نوعية ايثارية في هذه الانتفاضة كفيل ان يعمقها ويوسع امتدادها وتطورها ، حتى لو كانت بسيطة وصغيرة ، فالاشياء الاكثر جمالا هي الاكثر صغرا وبساطة . اما اولئك الذين أغاظهم اتصال حسن نصر الله بوالد اشرقت على انه شيعي ، فيجدر التذكير ان السنة والشيعة هما المكونان الاساسيان لدين واحد ، الا اذا فهم هذا البعض ان الاب شيوعي لا شيعي، فهنا يقتضي التنويه .
بقلم : حمدي فراج
لم أكن أعلم ان اتصال حسن نصر الله بوالد الشهيدة الطفلة من نابلس "اشرقت" لمواساته واعتبارها ابنة له ، مثلها مثل ابنه الشهيد "هادي" ، سيثير حفيظة البعض الفلسطيني ، ناهيك عن الكل الاسرائيلي ، الا عندما نشر هذا البعض على حسابي في الفيس بوك ، يسألني ، لماذا لم يتصل نصر الله الا بوالد هذه الشهيدة من بين مئة شهيد وشهيدة ، مجيبا نفسه على سؤاله ، "الا لأنه شيعي" .
كان هذا التمحيص الطائفي الى هذا الحد المرضي العضالي ، من ضمن المشاهد التي يمكن لها ان تؤذي الانتفاضة ، لكن في المقابل ، فإن اتصال قائد كبير بحجم حسن نصر الله ، للتعزية والمواساة والاشادة بشهيدة طفلة "عرفت كيف تضع نفسها زهرة على ثغر الانتفاضة" من ضمن المشاهد النوعية المهيبة التي تعطي الانتفاضة زخما جديدا ، لم يتوقف اعلامنا عندها طويلا .
من بين المشاهد النوعية الاخرى ، التي لم يتوقف اعلامنا عندها ايضا طويلا ، الشهيدان الشقيقان فادي وشادي الخصيب ، الذي قضى الثاني في اثر الاول خلال خمسة ايام فقط ، وفي نفس المكان الذي قضى فيه الاول ، مفرق مستوطنة كفار ادوميم . ترى ما الذي حل بوالدتهما ؟ وكأنا بها بعد بعد استشهاد الاول شادي ، تدخل غرفة نومه تتحسسه في السرير ، فلا تعثر الا على بقايا من رائحته ، وفي غضون خمسة ايام تفقد فادي ، فلا يبقى لها الا بعض من رائحة ايضا تتشممها من سرير خاو .
ثم مشهد والدة الشهيد خالد الجوابرة من مخيم العروب ، التي اصرت ان ترافق ابنها فلذة كبدها الى القبر ، واصرت ان تشارك في حمله على كتفها ، وهو مشهد لطالما حرّم على امهات الشهداء وزوجاتهم واخواتهم وبناتهم ان يشاركن فيه ، ولا أحد يعرف من اين جاء هذا التحريم ، وفي العادة يشمل التحريم عدم مشاركة المرأة في الشييع والسير في موكب الجنازة ، وأظن والله أعلم ، انه مشتق عن منع المرأة الخروج من بيتها عموما . لقد كسرت هذه الام هذا المحرم بسهولة ، ولم تجد من يستطيع منعها ، وكأنا بها تقول : من هو الاحق مني في حمل ابني الى مثواه الاخير بعد ان حمبت به تسعة اشهر الى مثواه الاول .
ان تعميم مشاهد نوعية ايثارية في هذه الانتفاضة كفيل ان يعمقها ويوسع امتدادها وتطورها ، حتى لو كانت بسيطة وصغيرة ، فالاشياء الاكثر جمالا هي الاكثر صغرا وبساطة . اما اولئك الذين أغاظهم اتصال حسن نصر الله بوالد اشرقت على انه شيعي ، فيجدر التذكير ان السنة والشيعة هما المكونان الاساسيان لدين واحد ، الا اذا فهم هذا البعض ان الاب شيوعي لا شيعي، فهنا يقتضي التنويه .