الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

عندما يفلت الارهاب التكفيري من عقاله بقلم: زياد عبد الفتاح الاسدي

تاريخ النشر : 2015-11-30
عندما يفلت الارهاب التكفيري من عقاله بقلم: زياد عبد الفتاح الاسدي
لا شكك أن الطغمة السياسية الحاكمة في الغرب قد وجدت في الارهاب الوهابي والجهادي والتكفيري ضالتها المنشودة التي تُحقق لها في المنطقة العربية والشرق أوسطية جملة من الاهداف السياسية والعسكرية الهامة تتناسب مع ما تؤمنه هذه المنطقة الجغرافية الاستراتيجية من العالم من ثروات نفطية وغازية هائلة وموقع جغرافي في غاية الاهمية يتوسط التجارة الدولية ويُشرف على أهم الممرات المائية للملاحة البحرية .
ولكن علينا أن نعلم أن هذه الطغمة السياسية التي تحكم الغرب تستثمر وتوجه وتدعم عن قصد الارهاب التكفيري بكافة أشكاله ومسمياته , سواء كانت تُسميه ارهاباً " مُعتدلاً " والذي تدعمه بأساليب مباشرة لتحقيق الديمقراطية في بعض البلدان كما تدعي , أو ارهاب " مُتطرف " الذي تدعمه بواسطة عملائها وبطرق غير مباشرة . والمنظومة السياسية في الغرب تستخدم هذه التصنيفات المُختلفة للارهاب لتضليل الرأي العام العالمي ولا سيما الرأي العام في البلدان التي تحكمها , وذلك لتُبعد عنها من جهة تُهمة مساندة الارهاب ومن جهة أخرى لتُؤكد أهدافها النبيلة والانسانية بدعم الحرية والديمقراطية . وهذه الطرق المُتمايزة في أساليب دعم الارهاب تُؤمن للمنظومة السياسية في الغرب وللمخابرات الاطلسية الغطاء السياسي والعسكري والمرونة الكافية لتحقيق أهدافها كما ذكرنا في المشرق العربي وشمال أفريقيا ....... ولكن من المهم أيضاً أن نعلم أن القيادات السياسية في الغرب على علم بأن هذا الارهاب التكفيري قد يفلت أحياناً من عقاله ويقوم بين الحين والآخر بأعمال إرهابية ودموية في الدول الغربية قد تُغضب الطغمة السياسية والمخابرات الاطلسية في البلدان التي تحكمها , ليس لانها تخشى على شعوبها من الارهاب التكفيري وآثاره الدموية والتدميرية بل لانها تخشى افتضاح أمرها بتوجيه أصابع الاتهام اليها من قبل شعوبها في دعمها المُباشر أو المستتر لمنابع الارهاب .

ولكن مالذي يجعل قادة الغرب ومخابرات المنظومة الاطلسية تُتابع دعمها المباشر وغير المباشر للجماعات الجهادية والتكفيرية رغم ما تسببه لهم من احراج وقلق من أنكشاف دعمهم لهذه الجماعات , ورغم الاعمال الارهابية والمتاعب ألامنية التي تجلبها من وقت الى آخر الى الساحة الأوروبية والغربية ..... من الواضح جداً أن حجم المصالح والاهداف والنجاحات التي يُحققها قادة الغرب من وراء هذه الجماعات تفوق بكثير في أهميتها حجم القلق والمتاعب الارهابية والامنية التي يُسببها لهم الارهاب التكفيري .... وهي مصالح وأهداف أصبحت معروفة لدى الجميع ويأتي في مقدمتها إضعاف وتمزيق وتفتيت شعوب المنطقة ودولها وجيوشها وتدمير مقومات تعايشها الاجتماعي والثقافي والعرقي والمذهبي من خلال الفتن والحروب والصراعات الطائفية والعرقية والقبلية , وبالتالي القضاء على إمكانية التغيير الثوري في المنطقة بإسقاط الانظمة الرجعية , والقضاء على التطرف والفكر التكفيري وإمكانية تطور هذه الشعوب في الاتجاه الصحيح ...... وهذا ما يتيح للغرب التحكم والسيطرة المُطلقة على المنطقة وبالتالي نهب ثرواتها واقتصادياتها بلا رحمة , وجعلها سوقاً مُزدهرة لمختلف أنواع الاسلحة التي يتم بيعها بأسعار خيالية لجيوش الحكومات الخليجية والرجعية , أو التي يتم شحنها للجماعات التكفيرية بفواتير تقوم بدفعها بعض حكومات المشيخات النفطية التي تُساهم في التآمر على سوريا والعراق ولبنان ومختلف بلدان المشرق العربي ومغربه .

وفي إطار مكافحة الارهاب في أوروبا تُعلن السلطات الامنية في فرنسا عن ملاحقتها للخلايا الارهابية النائمة وتزعم بأنها نجحت بقتل أخطر الارهابيين المدعو أبا عود . هل السلطات الفرنسية تستغبي الرأي العام الفرنسي ؟؟ ... الى هذه الدرجة ؟؟ لم يزل الى هذه اللحظة عشرات الآلاف من مقاتلي داعش والنصرة وأحرار الشام والجبهة الشامية وجيش المجاهدين وكتائب نور الدين زنكي .... وغيرهم من الارهابيين وبعلم السلطات الفرنسية يجتازون الحدود السورية من تركيا , ولم تزل مئات الشاحنات من النفط العراقي والسوري المسروق يُهرب الى تركيا ولم تزل مئات الاطنان من خطوط الامداد والتموين القادمة من تركيا والتي تشمل الذخيرة ومختلف أنواع الاسلحة الثقيلة والفتاكة وألاغذية وألادوية والاموال  تتدفق الى هؤلاء التكفيريين وبعلم السلطات الفرنسية بالكامل .......... ولكن ما يشغل بال الرئيس الفرنسي ووزير خارجيته وغيرهم من سلطات الناتو , ليس سقوط القتلى من الفرنسيين الابرياء ... بل ما يشغل باله كغيره من الطغمة السياسية الحاكمة في الغرب , هو عدم انهيار النظام والدولة السورية وبقاء الرئيس السوري في السلطة , بما يُمثله ذلك من دحرٍ للمشروع التكفيري والارهابي والتدميري الذي يرعاه الغرب وعملائه في المنطقة .
ولكن ما يُثير السخرية أن السلطات الفرنسة أعلنت بعد ألاحداث الارهابية في باريس عن عزمها باعتقال كل فرنسي يعود من القتال في سوريا ..... ماذا يعني هذا التصريح الذي ينم عن الغباء العنصري الاوروبي , في الوقت الذي تدعم وتتحالف فيه السلطات الفرنسية ودول منظومة الناتو مع منابع الارهاب  ؟؟؟ .... هذا يعني بمنطق المجرم أنه من المسموح للارهابيين من وجهة نظر السلطات الفرنسية قتل الابرياء في سوريا والمشرق العربي وسفك الدم السوري واللبناني والعراقي والمصري .....الخ ولا يجوز سفك الدم الفرنسي أو الاوروبي ..... وبالتالي تتناسى السلطات الفرنسية والاوروبية ومنظومة الناتو أمام شعوبها بأنها هي من وراء تصدير الاسلحة وشن وتوجيه الحروب الاجرامية والتكفيرية وغيرها من الحروب في العالم العربي والعالم الثالث وقتل عشرات الالوف من الابرياء ليس فقط في سوريا والمنطقة العربية , بل هي أيضاً وبشكلٍ أو بآخر وراء قتل الابرياء في فرنسا وأوروبا .
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف