الأخبار
بعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكريا بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيينمسؤولون أميركيون:إسرائيل لم تضع خطة لإجلاء المدنيين من رفح..وحماس ستظلّ قوة بغزة بعد الحربنتنياهو: سنزيد الضغط العسكري والسياسي على حماس خلال الأيام المقبلة
2024/4/23
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

الحلقة السادسة والعشرون مشوار حياتي.. (سيرة قلم فلسطيني) [الجزء الأول] ــــ أيام عصيبة ومفترق طُرق!بقلم رفيق أحمد علي

تاريخ النشر : 2015-11-30
الحلقة السادسة والعشرون مشوار حياتي.. (سيرة قلم فلسطيني)  [الجزء الأول] ــــ أيام عصيبة ومفترق طُرق!بقلم رفيق أحمد علي
الحلقة السادسة والعشرون
مشوار حياتي.. (سيرة قلم فلسطيني)
[الجزء الأول]
ــــــــــــــ
أيام عصيبة ومفترق طُرق!
بعد ظهور نتيجة التوجيهي، راحت الأيام من شهر يوليو/تموز 63 وأغسطس/آب تمضي بي ثقيلةً طويلة، قد زادتها حرارتها ثقلاً على ثقل، وزادها الترقّب طولاً.. بينما المستقبل يلوح سرّاً مطويّاً وغامضاً مجهولاً! حتى جاء يومٌ أُعلن فيه عن تقديم طلبات لوظيفة معلم بوكالة الإغاثة والتشغيل بمؤهل التوجيهي، وقد ترددت كثيراً قبل الانصياع لتقديم مثل هذا الطلب؛ لأنّ مطمحي كان الالتحاق بالجامعة والاستمرار في طلب العلم.. إلا أنّ السيد والدي حملني حملاً على تقديمه! وقد حاولت مراراً أن أُخالفه بتقديم أوراقي للجامعة على أمل الحصول على منحة دراسية تؤتيها الوكالة أو غيرها للمتفوقين؛ إلا أنه لم يكن مشجّعاً وكان أكثر ميلاً لوظيفة المعلم؛ فأجلس كئيباً تذهب بي الأفكار وتروح، وقد أجد له العذر بسبب من الحاجة المادية التي تضطره لذلك؛ حتى أنه اجتمع بأعمامي في جلسة لم أحضرها وقرروا جميعاً عدم مساندتي في طلب الجامعة والتقديم لها، بل عليّ أن أنتظر للترشيح لوظيفة المعلم سالفة الذكر! وكم حزنت ورحت أفكّر في أمر نفسي ليلاً ونهارا، ولا أُقبل على الطعام إلا قسراً واضطراراً.. بينما بدأ زملائي المتفوقون في إعداد أوراقهم لتقديمها لمكتب التنسيق للجامعاتً المصرية ؛ حيث لم تكن قد أُنشئت الجامعات في قطاعنا بعد، وكلما التقيت أحدهم فسألني ماذا أعددت؟ قلت له والأسى يمزقني: إنني سأنتظر الوظيفة؛ فيضحك من يضحك ويشمت من يشمت! وأعود إلى البيت ململماً جراح نفسي، شاكياً عثرة حظي.. ولكن دون أن يزايلني الاعتداد بالنفس والأمل في الحياة والنجاح.. متمثلاً بقول الشاعر البارودي:
عليّ طِلابُ العزّ من مستقرّهِ** ولا ذنب لي إن حاربتني المقادرُ!
وذات يوم ـ خلال فترة الانتظار ـ تكلمت مع والدي فقلت له: لنفترض أنني لم أُرشّح لوظيفة المعلم بالوكالة، فهل تقبل أن يضيع مستقبلي الجامعي حيث منعتني من تقديم أوراقي؟ فأطرق قليلاً ثمّ قال: إننا لا نملك نقوداً لتغطية نفقاتك الجامعية، ومن يضمن أنك ستحصل على منحة لذلك؟ فلم أحرِ جواباً وقمت منكّساً حزيناً! ولكنّ الأمل ظل يراودني في الحصول على مثل هذه المنحة.. وفي إحدى زوراتي المتكررة لمكتب الوكالة بغزة قرأت إعلاناً عن منح دراسية تقدمها الوكالة للالتحاق بالجامعة الأمريكية في القاهرة! فسارعت بتعبئة الطلب لهذه المنحة وتقديمه! وعندما رجعت أخبرت والدي فتململ قليلاً لكنني هوّنت عليه بقولي: عسى إن لم أُقبل للوظيفة تكون هذه! فسكت على مضضٍ وقلق! وكنت مصرّاً هذه المرة؛ لأنني لم أقدّم أوراقي للجامعات المصرية، فلا يجب أن تضيع عليّ هذه الفرصة الجديدة! وفي اليوم الثاني علمت أنه للقبول في هذه الجامعة ـ وقبل تقرير المنحة الخاصة بها ـ يجب أن يتقدم الطالب لامتحان تمهيدي في اللغة الإنجليزية وذلك على مقاعد الجامعة بالقاهرة؛ فقوي الأمل عندي في الحصول على المنحة؛ بسبب تفوقي الظاهر في اللغة الإنجليزية، وإن ظل توفير المصروفات الأولية هو العائق! وحصلت من طرف الأستاذ (علي هاشم رشيد) ـ الشاعر ومسئول التنسيق للجامعات بإدارة التعليم بغزة ـ على كتاب بالإنجليزية عن الجامعة الأمريكية ونظامها والفروع العلمية التي تدرّس بها.. وأمام إصراري على المضيّ في هذا الطريق، وعدم التأكد من حصول الوظيفة، فقد دبّر لي الوالد مبلغاً من المال وسمح لي بالسفر إلى مصر لتقديم الامتحان المطلوب! وفي اليوم التالي حصلت على وثيقة السفر التي كانت للفلسطينيين بديلاً عن الجواز الدولي المعروف، وكتب لي عمي صدقي(رحمه الله) عنوان صهره بالقاهرة وكذلك عنوان صهر عمي طلال. وكان سفري في أوائل سبتمبرـ إيلول بالقطار منذ الصباح وصولاً إلى محطة باب الحديد قبل المساء، حيث استقللت عربة حنطور إلى فندق غزة، واتخذت لي غرفة حتى الصباح؛ لأذهب إلى منزل صهر عمي طلال بحيّ (روض الفرج) فيصلني أحدهم بالعم الذي كان يعمل مدرّساً بالمملكة السعودية ويقضي عطلة الصيف بالقاهرة قادماً من هناك.. فكان أن قام بنقلي إلى جواره في فندق إمبريال؛ لأذهب معه في اليوم التالي إلى مقر الجامعة الأمريكية جوار ما يسمى بالمجمّع بميدان التحرير، فأُقدّم امتحان اللغة الإنجليزية: كان الامتحان عبارة عن كتاب متوسط الحجم يشتمل على أسئلة بالإنجليزية أمام كل سؤال ثلاثة أو أربعة خيارات؛ لأضع علامة صواب على الخيار الصحيح ولأكمل الإجابات خلال ساعتين من الزمن! وقد أجبت عن معظمها وكنت على ثقة بالنجاح! إلا أنه حصل في اليوم التالي ما لم أكن تقتُ لحصوله؛ إذ وردت برقية من السيد والدي(رحمه الله) يدعوني فيها للعودة الفورية إلى خان يونس؛ حيث المقابلة للوظيفة يوم الثلاثاء أي بعد غد! وقال لي عمي: ما رأيك؟ قلت: إني أرغب الجامعة ولا أريد العودة لأشغل وظيفة مدرّس! قال: من يضمن نجاحك في امتحان الإنجليزية؟ وحاولت التأكيد له على نجاحي وقلت: وما يضمن لي الوظيفة أيضاً؟ لكنه أبدى لي رغبة أخيه والدي في الوظيفة، وأقنعني بضرورة العودة قائلاً: ما دمت قدمت الامتحان المطلوب للمنحة، فإن لم تحصل الوظيفة وحصلت المنحة عدت لها! وقبلت ولكن على مضض، وبت ليلتي قلقاً متقلباً حتى الساعة الرابعة صباح الثلاثاء، حيث استقللت السيارة(المرسيدس) عائداً إلى خان يونس للمقابلة للوظيفة التي كانت تجري في نفس اليوم في غزة منذ الصباح!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ يتبع
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف