الأخبار
بلومبرغ: إسرائيل تطلب المزيد من المركبات القتالية وقذائف الدبابات من الولايات المتحدةانفجارات ضخمة جراء هجوم مجهول على قاعدة للحشد الشعبي جنوب بغدادالإمارات تطلق عملية إغاثة واسعة في ثاني أكبر مدن قطاع غزةوفاة الفنان صلاح السعدني عمدة الدراما المصريةشهداء في عدوان إسرائيلي مستمر على مخيم نور شمس بطولكرمجمهورية بربادوس تعترف رسمياً بدولة فلسطينإسرائيل تبحث عن طوق نجاة لنتنياهو من تهمة ارتكاب جرائم حرب بغزةصحيفة أمريكية: حماس تبحث نقل قيادتها السياسية إلى خارج قطرعشرة شهداء بينهم أطفال في عدة استهدافات بمدينة رفح"عملية بطيئة وتدريجية".. تفاصيل اجتماع أميركي إسرائيلي بشأن اجتياح رفحالولايات المتحدة تستخدم الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدةقطر تُعيد تقييم دورها كوسيط في محادثات وقف إطلاق النار بغزة.. لهذا السببالمتطرف بن غفير يدعو لإعدام الأسرى الفلسطينيين لحل أزمة اكتظاظ السجوننتنياهو: هدفنا القضاء على حماس والتأكد أن غزة لن تشكل خطراً على إسرائيلالصفدي: نتنياهو يحاول صرف الأنظار عن غزة بتصعيد الأوضاع مع إيران
2024/4/20
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

تركيا بوابة الحرب أو السلم بين الشرق والغرب بقلم : بديع عويس

تاريخ النشر : 2015-11-29
تركيا بوابة الحرب أو السلم بين الشرق والغرب بقلم : بديع عويس
تركيا بوابة الحرب او السلم بين الشرق والغرب
اصابع العزف التخريبي في البلدان الخاضعة الى قيادات دكتاتورية ؛ لا تعزف عن العبث في كل خطوة من خطوات التطوع الشعبي الذاتي ؛ للبناء والتحرر من قيود املاءات الجهات الرسمية في البلاد النامية ، تتصاعد وتيرة العزف الى درجة الغضب من صخبه ؛ أو يكاد يتلاشى بقدر اطباق القبضة الحديدية او تراخيها .
عبثت اصابع العزف التدميري في الواقع الافغاني بوتيرة صاخبة ؛ ثم بدّلت مفاتيح آلة الدمار لتطال العراق وتونس ومصر وليبيا وسوريا واليمن بالاستهداف بدرجات متفاوتة ، واليوم تدور الدائرة على الحدود التركية كمقدمة للنيل من ايران والسعودية .
في تركيا قيادة شابة ؛ تمتاز بانها اذا حدثت صدقت واذا وعدت اوفت واذا اؤتمنت حافظت على الامانة ؛ ولهذا كان النجاح اللافت للانتباه حليفها ؛ في البناء والتقدم والتميّز ، لا يضيرها ان تعود خطوة الى الوراء ؛ لأنها واثقة من الاستدارة قدما خطوات الى الامام .
الأتراك رفضوا ان تتقطّع بهم الاوصال عن جذورهم التاريخية وحضارة اجدادهم ؛ أو تتقطع بهم السبل عن الحضارة الحديثة ، وقد عبّرت عن هذه الغاية من خلال صياغة البرامج والقدرة على تنفيذها ، مرتكزة على التفاف شعبي حول من اذا قالوا فعلوا .
الحرب الدائرة في سوريا ؛ تركت آثارا استثنائية على دول الجوار ؛ وخاصة تركيا ؛ التي لم تفتح حدودها امام اللاجئين السوريين ؛ ولم تقم المخيمات لهم فحسب ؛ بل لم تخف معارضتها لنظام الاسد الحاكم ؛ وتحميله مسئولية نكبة السوريين الدامية ؛ التي خلّفت تشريد الملايين داخل سوريا وخارجها ؛ ثم ساهمت بشكل فعّال بمساندة المعارضة المسلحة السورية .
في المقابل ؛ تدرّجت روسيا في مساندة النظام السوري من تقديم الخبراء وتفعيل القواعد العسكرية في البحر والبر الى تكثيف غارات الطيران العسكري على مواقع المعارضة السورية وبيوت المدنيين في القرى الحدودية مع تركيا ؛ وخاصة جبل التركمان ؛ تحت شعار محاربة تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) .
الطيران الروسي في حملته العسكرية ؛ اخترق الاجواء التركية عدة مرات ؛ تصرفت تركيا بتنبيه الطرف الروسي الى تعدياته ؛ الى ان وصلت عشر تنبيهات ، الا ان روسيا مصرة على استفراغ صبر الجانب التركي ؛ والتيقن من مدى قدرة الاتراك على الرد .فواصلت استهداف المناطق الحدودية الخالية من تنظيم الدولة الاسلامية ؛ الى ان تجاوزت مقاتلتان روسيتان الحدود التركية و قواعد الاشتباك ؛ رغم توجيه عشر تنبيهات لها ؛ الامر الذي ادى الى اسقاط احدى الطائرتين .
تبادل الاتراك والروس الاتهامات المتضاربة ؛ وكان المؤيدين لبوتين ارادوا ان ياخذ واعلى تركيا ؛ بانها دولة ذات اتجاه اسلامي ؛ وانها عضو في حلف الاطلسي ؛ يقتضي تفعيل دورها عند تضارب المصالح الروسية مع مصالح دول الاعضاء في الحلف ، في الوقت الذي يدركون ان تركيا تتميّز بخصوصية العقيدة والجغرافيا والتاريخ ؛ تبذل قصارى جهدها لنصرة ملايين المسلمين ( المنسيين ) في حسابات الناتو الحامي للسامية والمعادي للهلوكوست النازية ؛ لكن تكنولوجيا الدول العظمى في العصر الحديث ؛ تعجز عن نقل مشاهد الهولوكست للمسلمين في بورما .
في يقينهم يعلمون ان تركيا على دراية تامة عندما تنصّل الناتو من مواجهة العدوان الاسرائيلي على سفينة مرمرة التركية ؛ ورغم ذلك ابقت الى حد ما على علاقات مع اسرائيل ؛ وعلى عضويتها في الناتو ؛ تماما كما أبقت على حدودها مفتوحة امام ملايين السياح الروس القادمين اليها ، وواصلت التبادل التجاري مع روسيا .
تركيا تعلم انها ابرمت اتفاقيات تجارية مع روسيا ، وتعلم انها تخضع تحت تاثير الحرب في سوريا ؛ الا انها واثقة من ان توفير أجواء الاستقرار من جهة والجدية في العمل من جهة اخرى ؛ كانا عاملين على درجة من الاهمية في تحقيق النجاح ورفع حجم التبادل التجاري بين البلدين ؛ ولذلك هي حريصة على الامن والاستقرار على حدودها الجنوبية ؛ رغم كل ما حصل من صراع على الارض السورية ؛ وتجاوزات لحقها في توفير السيادة على ارضها وحماية حدودها .
روسيا تزود تركيا ب 60 % من احتياجاتها من الغاز الطبيعي ، والشركات الروسية العاملة في قطاع السياحة لم توقف بيع تذاكر الرحلات السياحية الى تركيا ؛ حتى بعد اسقاط الطائرة الروسية من قبل تركيا ؛ وهذا مؤشر الى متانة العلاقة التجارية والسياحية بين البلدين ؛ اضافة الى اهمية العلاقات الاجتماعية بين الشعبين الروسي والتركي ، التي لا يزعزعها حادث اسقاط طائرة روسية .
أما من يراهن على تجدد الاشتباك بين الجيش التركي ومقاتلي حزب اوجلان ؛ جراء التحريض الخارجي ؛ فان واقع نجاح الحزب الحاكم في تركيا وفوزه في الانتخابات الاخيرة ؛ لهو مؤشر على نجاحه كذلك في ترسيخ المصالحة ؛ التي ارسى دعائمها بين الحكومة التركية وحزب اوجلان والتي اقتضت سحب مقاتليه من تركيا الى شمال العراق .
سنحت الفرصة لبوتين باستغلال قضية الاكراد في تركيا ؛ أو لم ينل الحظ باستغلالها ؛ فانه ورغم فتوّته الميّالة للمغامرة ؛ لن يقامر بتدمير بلاده اولا ؛ قبل ان يلجا الى استباحة الاجواء التركية ؛ واستهداف المدنيين التركمان في شمال سوريا ، وهو على يقين أن تركيا - بمعزل عن حلف الناتو –لن تكون عاجزة عن الرد على اي عدوان ؛ في الوقت الذي تتفادى فيه اي صدام تحت السيطرة .
التحالف الروسي الايراني في مساندة النظام السوري ؛ اضافة الى ترشح مصر للانضمام اليه ؛ لن يكون له اثرا ذا اهمية لسببين : الاول : تضارب المصالح بين روسيا وايرن ؛ والذي بدا واضحا منذ تعزيز التدخل الروسي بمشاركة الطيران في الحرب السورية ، واختلاف الطرفين على مستقبل الاسد ؛ وتعزيز النفوذ المتوازي مع المساعي الحثيثة لايجاد حل للازمة السورية . اما السبب الثاني : اعتماد القيادة التركية على التأييد الشعبي ؛ النابع مما حققته القيادة من انجازات حضارية واقتصادية لابناء شعبها التركي على تعدد احزابه واختلاف توجهاته .
حتى اذا اصرت روسيا على المواجهة ؛ تكون قد حققت هدفا غربيا متجددا بتوريطها في حرب مفتوحة ؛ لا يمكن التنبؤ بنهاية اجلها. في الوقت الذي يتنبا فيه رئيس الاستخبارات القومية الامريكية جيمس بلاتر ؛ بالخطوةالمقبلة لبوتين بعد سقوط الطائرة الروسية فيقول : ( فهو لديه – بوتين – عدد قليل جدا من المقربين حوله ؛ على العكس من رئيسنا ؛ ومن وجهة نظري فاني ارى بوتين داخل فقاعة لصنع القرارات ؛ ويتخذ القرارات الى حد كبير شخصيا ؛ وعلى عاتقه وحده ) .
اذا ما اقدم بوتين - مع هشاشة قراراته – على خطوات شخصية ؛ محفوفة بمخاطر المغامرة ؛ فان تركيا لن تغرق في أتون الحرب وحدها ؛ بل ستكون بوابة الحرب او السلم بين الشرق والغرب ؛ لا يضيرها اذا استلمت جائزة - صكوك الغفران المنسوخة – من بوتين ؛ أو لم تنل شرف الفوز بها ، في المقابل هي واثقة تمام الثقة انها لن تنال عضوية الاتحاد الاوروبي المتداعي - بدونها – الى الزوال ؛ رغم محاولاتها اغتنام فرصة مفقودة .
..................................

بقلم : بديع عويس
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف