النكبة الأولى
في شهر مايو من كل عام يحيي الفلسطينيون ذكرى نكبة حلت بهم مصبوغة بذكرياتٍ مريرةٍ ممزوجةٍ بالألم والوجع والضياع، ولكن النكبة الأولى والحقيقية هي تلك اللحظة التي صدر بها قرار رقم (181) والقاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين الأولى لليهود والثانية للفلسطينيين، ففي يوم التاسع والعشرون من شهر نوفمبر عام 1947م، اتفقت للمرة الأولى في التاريخ الدولتين العظميتين (الإتحاد السوفييتي و الولايات المتحدة الأمريكية) على قرار واحد مشترك بينهما وهو القاضي بتقسيم فلسطين لنجد مدى حجم المؤامرة التي وقعت على الشعب الفلسطيني.
فدولة إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي أُنشئت بقرار من جهة دولية على أنقاض شعب آخر وذلك بعد ممارسة الضغط الروسي والأمريكي على بريطانيا لنقل ملف فلسطين لهيئة الأمم المتحدة من أجل استصدار قرار يمنح خلاله دولة لليهود على أرض فلسطين دون حساب للقانون الدولي، وللأسف العالم الآن يتعامى عن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني منذ عام 1947م- والتي كان آخرها صورة بعض جنود الاحتلال الإسرائيلي وهم يحققون مع الشهيد محمد الشوبكي وهو ملقى على الارض يأن بعد اصابته البالغة برصاصهم وقاموا باستجوابه بشكل لا إنساني ودون تقديم أدنى علاج فيما كيف كان يتم اسعاف الجندي الجريح بشكل سريع وكل ذلك موثق بالفيديو- ويبحث فقط عن بعض ممارسات فردية للمسلمين هنا أو هناك ويحاول أن يجعلها سلوك عام للعرب والمسلمين فتارة يستغل المقاومة الفلسطينية ويصفها بالإرهاب وتارة أخرى يَصِف بعض العمليات الفردية لجماعات إسلامية فكرها مشوه وتصفها بأنها حاله عامة وتحاول الصاقها بكل من هو مسلم.
فدولة إسرائيل قامت على أساس عُنصري وذلك بنص قرار التقسيم ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل تعداه أبعد من ذلك مثل محاولة إسرائيل تشويه الحقائق وتزوير التاريخ فمنذ إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948م، وهي تحاول جاهدة تغيير المعالم الدينية والتاريخية في فلسطين وفي كثير من الأحيان طمست بعض المعالم الدينية والتاريخية وكان آخرها محاولة إسرائيل تقسيم المسجد الأقصى زماني مكاني لولا وعي الشعب الفلسطيني والتفافه حول خيار المقاومة وانتفاضته في وجه المحتل الإسرائيلي في أكبر ملحمة في التاريخ الحديث (الانتفاضة الثالثة) انتفاضة السكاكين.
فالنكبة كما هو متعارف عليه بدأت في التاريخ منذ قيام دولة إسرائيل في شهر مايو من عام 1948م، ولكن النكبة الأولى هي ما مهد لهذا القيام أي قبل ذلك التاريخ بستة أشهر لحظة استصدار قرار التقسيم وهو الضوء الأخضر لتطبيق خطوات النكبة وعمليات التهجير التي بدأت بعد أقل من 48 ساعة من صدور قرار النكبة رقم 181.
رفح في 29/11/2015م.
استاذ العلوم السياسية المساعد د. كمال محمد الشاعر
في شهر مايو من كل عام يحيي الفلسطينيون ذكرى نكبة حلت بهم مصبوغة بذكرياتٍ مريرةٍ ممزوجةٍ بالألم والوجع والضياع، ولكن النكبة الأولى والحقيقية هي تلك اللحظة التي صدر بها قرار رقم (181) والقاضي بتقسيم فلسطين إلى دولتين الأولى لليهود والثانية للفلسطينيين، ففي يوم التاسع والعشرون من شهر نوفمبر عام 1947م، اتفقت للمرة الأولى في التاريخ الدولتين العظميتين (الإتحاد السوفييتي و الولايات المتحدة الأمريكية) على قرار واحد مشترك بينهما وهو القاضي بتقسيم فلسطين لنجد مدى حجم المؤامرة التي وقعت على الشعب الفلسطيني.
فدولة إسرائيل هي الدولة الوحيدة التي أُنشئت بقرار من جهة دولية على أنقاض شعب آخر وذلك بعد ممارسة الضغط الروسي والأمريكي على بريطانيا لنقل ملف فلسطين لهيئة الأمم المتحدة من أجل استصدار قرار يمنح خلاله دولة لليهود على أرض فلسطين دون حساب للقانون الدولي، وللأسف العالم الآن يتعامى عن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني منذ عام 1947م- والتي كان آخرها صورة بعض جنود الاحتلال الإسرائيلي وهم يحققون مع الشهيد محمد الشوبكي وهو ملقى على الارض يأن بعد اصابته البالغة برصاصهم وقاموا باستجوابه بشكل لا إنساني ودون تقديم أدنى علاج فيما كيف كان يتم اسعاف الجندي الجريح بشكل سريع وكل ذلك موثق بالفيديو- ويبحث فقط عن بعض ممارسات فردية للمسلمين هنا أو هناك ويحاول أن يجعلها سلوك عام للعرب والمسلمين فتارة يستغل المقاومة الفلسطينية ويصفها بالإرهاب وتارة أخرى يَصِف بعض العمليات الفردية لجماعات إسلامية فكرها مشوه وتصفها بأنها حاله عامة وتحاول الصاقها بكل من هو مسلم.
فدولة إسرائيل قامت على أساس عُنصري وذلك بنص قرار التقسيم ولم يتوقف الأمر عند ذلك الحد بل تعداه أبعد من ذلك مثل محاولة إسرائيل تشويه الحقائق وتزوير التاريخ فمنذ إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948م، وهي تحاول جاهدة تغيير المعالم الدينية والتاريخية في فلسطين وفي كثير من الأحيان طمست بعض المعالم الدينية والتاريخية وكان آخرها محاولة إسرائيل تقسيم المسجد الأقصى زماني مكاني لولا وعي الشعب الفلسطيني والتفافه حول خيار المقاومة وانتفاضته في وجه المحتل الإسرائيلي في أكبر ملحمة في التاريخ الحديث (الانتفاضة الثالثة) انتفاضة السكاكين.
فالنكبة كما هو متعارف عليه بدأت في التاريخ منذ قيام دولة إسرائيل في شهر مايو من عام 1948م، ولكن النكبة الأولى هي ما مهد لهذا القيام أي قبل ذلك التاريخ بستة أشهر لحظة استصدار قرار التقسيم وهو الضوء الأخضر لتطبيق خطوات النكبة وعمليات التهجير التي بدأت بعد أقل من 48 ساعة من صدور قرار النكبة رقم 181.
رفح في 29/11/2015م.
استاذ العلوم السياسية المساعد د. كمال محمد الشاعر