الأخبار
سرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيل
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

كتابات على ضريح الشهيد ياسر عرفات بقلم : د. حنان عواد

تاريخ النشر : 2015-11-29
كتابات على ضريح الشهيد ياسر عرفات بقلم : د. حنان عواد
كتابات على ضريح الشهيد ياسر عرفات
 بقلم : د. حنان عواد

رئيس الرابطة الدولية للقلم الفلسطيني
عضو المجلس الوطني الفلسطيني

هل كتبنا عن عرفات أم كتبنا عن أنفسنا فيه؟؟؟؟؟

في قراءة متأنية للأدبيات التي كتبت لروح الرئيس الراحل،والذاكرة الخصبة المحملة به،باقلام كثيرة سياسية وأدبية حلقت في أبعاد متعددة،تحملنا الى رؤى مميزة- نتوقف أمام أعمال متعددة ظهرت، ملقية أضواء على الرحلة.فما كتبته شخصيا قبل الرحيل بفترة وجيزة في-يوميات الحصار-في الاطار التذكيري لوقائع تاريحية هامة عشناها بالنبض والواقع التكاملي،وما حملته السطور من أبعاد وجدانية متحركة الخطوط في أفق الانتماء والوفاء،وما كتبه الشاعر الراحل محمود درويش في حالة حصار، بقلمه المتفجر مخزونا ابداعيا،أدبيا وسياسيا في تجربة الحصار المرير، مصورا باعجازعمق التجربة قبل رحيل القائد في زمن حلول الروح الانسانية الفريدة.

وما كتبه الأديب يحيى يخلف أيضا ،في كتابه –يوميات الاجتياح والصمود –شهادات ميدانية.

وبعد الرحيل كتب الأديب والسياسي حكم بلعاوي في ذكراه نصوصا مميزة في حميمية عالية تنقلك الى وجدانيات عالية النبض،مقرونة بذكريات تاريخية هامة.

ثم انطلقت الكتابات والمذكرات لوليم نصار،نبيل عمرو، بسام ابو شريف ،أحمد عبد الرحمن وآخرون، وقد تناول كل كاتب شخصية الراحل طيب الله ثراه، بوقائع تجربة شخصية ملازمة للقائد الرمز، وذكريات عديدة تجول في أحداث التاريخ وسير العلاقة معه،وهي أدبيات جميلة متعددة الأنساق ،متفجرة ،تلقي الضوء على احلامنا الماضية ،لتقودنا الى المعرفة التي نتوخاها لحراسة شخصية أحببناها،طافت بنا ومعنا،عاشت في قلوبنا،في فكرنا وفي نهجنا الثوري.

اختلف العاشقون لفارس الثورة في زوايا الرؤيا،واتفقوا على أنه شخصية يختلف معها ولا يختلف عليه.

وفي الحراك السياسي والدبلوماسي الذي اشتد بعد الرحيل،انطلقت الأقلام في ردة الفعل عبر الكثير من المقالات والمراثي والتي انتشرت في مجلات خاصة،.ثم أخذت الأقلام منحى الصمت الأول في قراءة لواقع واستدراك للذكرى، وبعد الصدمة وحالة التحير وألم الفقد،انبثقت ثانية نصوص محملة بالذكريات.

ورغم ابداعية ما كتب، فاننا نرى أن القائد لم ينل بعد من الأقلام حقه في عمق التجربة المعقدة باطار غير عادي، برسم تجربة الثورة ،الصعود نحو الدولة واستشفاف الروح في مراتب النفس وتواريات الأنا في التدرج التواصلي ما بين الذات والفكرة، في سرمدية زمنية تجري حساباتها بحروف نارية ملتهبة،تتوقف قليلا،ثم يعلو نبضها بفيض الوعي، لتتجلى في حتمية النصر المرصع بالفداء.

والسؤال المطروح ،لماذا، وحتى الآن لم يصدر كتاب منصف بحقه،متعمق في أغوار نفس القائد،رغم المحاولات وانسياب الأقلام بفيض لغوي سلس وتحليلات وتواريخ؟؟

لماذا لم يخرج نص أدبي بعد يليق بهذا العملاق الانسان؟؟؟

هل كتبنا عنه،أم كتبنا عن أنفسنا فيه؟؟؟

هل استطعنا أن نقتبس من اضاءات أرواحنا به ،ما يوقفنا وقفة جادة في توصيف تلك العلاقة الخالدة التي تتوارى فينا عند كل تحرك سياسي وكل مفصل ثوري؟ونستعيده اذا غاب منا في عبورنا أقبية متشابكة، تستدعي الاضاءة والافاضة،وعودة التحرك الاعلامي ليعيد رسم الذاكرة.

وما بين النسيان والتذكر تقف التساؤلات حائرة، لماذا هذا الايقاع السردي والاخباري في تحليل شخصية ثابته متوثبة ؟؟، شخصية مركزية باقية فينا،شخصية مقروءة استودعناها قلوبنا وصدورنا واختمرناها في ذاكرتنا دون منازع،هيمنت علينا فأردنا رسمها بأقلامنا من خلال تجربة الاغتراب والاقتراب،من خلال آفاق الرحيل والعودة.وظلت الفكرة الصدارة بواقع الحال القائم،وما كان ليختزن سنوات ما بعد الرحيل في اشعال ملامح الروح في سنواتها البدء منذ انطلاقة الثورة.

هذا الزمن السرمدي المربوط بالفكرة وفن البوح والاعتراف.

يعيش في أعماقنا ما بين الشدة والالم والتخدير المرحلي في قراءة النص السياسي المثبت في احكام السيادة،شخصية البناء،شخصية الثورة والثائرين وشخصية الدولة والتلاقي الانساني المتناغم فيها مربوط بخيوط حديدية،فان لم تتمكن من فكها فانها تجرحك.

ومن هنا جاءت الأدبيات لتلقي الضوء على ملابسات تشكيلية في الوعي الفلسطيني ووعي القضية والانتماء لها،والوقائع الهامة التي عاشها وكان بطلها.

عرفات اتسم بالحركة والديناميكية،لانه زعيم ارتبط بالوطن والجماهير وقدم حلولا لمشاكلهم واجابات على تساؤلات تلمست الخصوصيات الدقيقة.

ما صدر من ابداعات حتى الآن،ناقشت العام في ظل الخاص،غطت مجالات من المكان والزمان،من الحرب والسلام والمعاهدات والتداخلات،ورسمت حضورا لشخصيات أخرى تركت بصماتها في تاريخنا، بعلاقة جدلية لسنوات طويلة ما بين نضال أسطوري ومواقف شائكة ،وما بين ايجاد حلول ممكنة في زمن صعب ومعقد،وفي توازنات دولية تعين اختراقها بمعجزات معاصرة،انطلقت بوعي شخوص وعمالقة سجلت لفلسطين كيانها ووجودها وتثبيتها على خارطة العالم.

جاءت كتابة الـمذكرات بسرعة،، بايجاز مراحل والاسترسال في مراحل،تتوسطها الذات النرجسية في شروح العلاقة في تخصيص مهيمن.

فكيف نستحضر اللغة الملائكية لالقاء كلماتنا له في فكرتنا المقاومة التي تتوسد جذور شجرة الخلد في أنهار الخالدين.؟؟

ونحن في جدلية البقاء والوفاء والرحيل.؟؟.

وكيف يمكن سبر أغوار النفس- نفس البطولة في البطل الانسان؟

الأحداث التي نقلت وصورت يعرفها كل من اقترب منه وسار معه وفي دربه ،مع غياب بعض التفاصيل.

ان عرفات نص مفتوح،ومحاولة تسييجه في اطار المداولات والرؤيا الخاصة ،تحيد بنا عن الماهية،وتجعل قراءة النص مشوبة بمتشابهات قد تبعد المتلقي عن تمثل الشخصية والتعمق في فهم الماضي ما ظهر منه وما استتر.

ورغم ان هذه الابداعات قيمة وتحمل مدلولاتها وضرورية،الا أننا نفتقد عنصرا محوريا وهاما حول بناء هذه الشخصية المتفردة بلغة التفاضل والتكامل،وبلغة النقد المعرفي المعمق بالانسان والحدث وبلغة النقد الموضوعي الجرئ.

ان تاريخ فلسطين وتاريخ المقاومة لا يزال ينتظر عملا شجاعا يتجسد فيه التاريخ بلغة النار التي تحرق كل متشابه من النصوص،وتلقي محكم الانصاف عليه دون خوف وتوجس الرأي الآخر واحتساب النقد وردة الفعل.

ولماذا ،وحتى الآن،لم يصدر عمل درامي يصور عظمة هذا الانسان وعمق العلاقة مع الشعب والأحداث الكبرى والصغرى..؟؟كان الحصار وتدمير المقاطعة حدثا لا يمكن ان يتوارى،به قصص معجزة تغذي آفاق أي عمل ملتزم وجاد،فيه من الأحداث والصمود الاسطوري والصبر ما يمكن أن يحفز انتاج سلسة درامية خارقة للعادة،تبعث الروح الفلسطينية وتسجل بعثا نهضويا للقضية.

ان كل موقف وكل حدث عاشه وشعبه يشكل حراكا هاما يستدعي الوقوف عنده طويلا.

هنالك قضايا وقصص قد تبدو بسيطة،ولكنها تحتاج الى جهود معرفية،فلسفية واستنباطية لكي تستطيع ان تلقي ضوءا على شيء من مكنونات النفس الوضيئه في سفر تكوينها،تألقها وخروجها.

وكذلك،وحتى الآن،لم ينتج فيلم وثائقي شمولي معمد بعمق التجربة التواصلية في الأزمات المتعددة في طريق الصعب وطريق الأشواك والاحتراق ثم الاضاءة.

التغريبة الفلسطينية،عمل مميز نجح بمستوى عال في تصوير ونقل القضية بوقائعها الشائكة، بابداع خاص وقفزات نوعية في العمل الدرامي الملتزم.

اننا بحاجة الى ملحمة ثورية بطلها المحوري عرفات،الى الياذة فلسطينية ترسم بطلها الأسطوري بحكمة الموقف والحضور الالهي بالفكرة.قد لا يستطيع مبدع أن ينجزها بمفرده،ولكن باقلام مميزة يمكن كتابتها على الواح فلسطين في أسوارها واطارها وانسانها المقاتل في مدن البراكين،في رحلة العشق المثلى،بخفقات تخترق جدر حروب فرضها الزمن العنقودي في رحلة البحث عن الذات الجمعي، وكنه العشق الأبدي والتلاقي في الأرض والانسان.

قفزات نوعية تستدعي استدعاء الصورة البدء لفلسطين،في امواج الروح معلقة ببحرها ورمالها،وفي تنهيدات شجيرات البرتقال،في دموع شجرة الزيتون،في زقزقات عصافيرها المغردة وفي عيون الأطفال الأبطال،وفي مواقع اللجوء والنضال،لتكون ابداعات فوق العادة، تكرم رمزها الخالد ضمن محاور التعقيدات المحيطة به،وهو العائد في لغة التذكر والأمل باحكام.

وكيف يمكن ان نرسم صورة طفل وبطل وزعيم متفرد في معطيات التاريخ الذي عبره وخطه

بمدركاته وفلسفته النضالية، التي تفوقت على كل أشكال الفلسفة والمنطق والأحكام السلطانية.؟؟؟

هذه الشخصية الكاريزماتية كيف نرسم حدودها ونحلق بآفاقها الأسطورية؟؟.

وكيف يمكن ان نقرب الأسطورة من حدود وعينا به ،وأن نكون على صورته؟؟

أسئلة كثيرة تطوف بي وانا أخط الذكرى...

واذا كان للتاريخ أن ينطق ليطرح هذا السؤال الهام...

هل حقا عرفنا عرفات؟

أم ان عرفات هو الذي عرفنا؟؟؟؟؟؟؟
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف