الأخبار
ماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفةتركيا تكشف حقيقة توفيرها عتاد عسكري لإسرائيلإسرائيل ترفض طلباً لتركيا وقطر لتنفيذ إنزالات جوية للمساعدات بغزةشاهد: المقاومة اللبنانية تقصف مستوطنتي (شتولا) و(كريات شمونة)الصحة: حصيلة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة 32 ألفا و490 شهيداًبن غافير يهاجم بايدن ويتهمه بـ"الاصطفاف مع أعداء إسرائيل"
2024/3/28
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا هذا الموقف من اليساريين العروبيين تجاه كوردستان ؟ بقلم:عماد علي

تاريخ النشر : 2015-11-29
لماذا هذا الموقف من اليساريين العروبيين تجاه كوردستان ؟ بقلم:عماد علي
لماذا هذا الموقف من اليساريين العروبيين تجاه كوردستان ؟

عماد علي

ان كنت يساريا حقيقيا فلابد من انك توصلت الى عقلية انسانية يسارية طبقية لا تفرق بين العرق و الاخر و لا تهتم الا بمصلحة الطبقة العاملة الكادحة، و لا تسير بناءا على تربيتك العائلية او المناطقية او المدينية او الدينية او المذهبية على العكس من اليسار و كل ما يمت بصلة به، انك تسير وفق ما بينه لك العلماء الجهابذة من اليساريين من محتوى اليسارية و فلسفتها، وعلى هذا الجانب من النظر وا لتوجه الى الانسان كانسان، و ليس هناك اعلى و اغلى و اسمى من الانسان عندك . اما اذا كنت يساريا بالاسم و ربما في يوم من الايام تورطت كما تعتقد او تزحلقت الى حزب اوايديولوجيا تسميها يسارية، فهذا لا يمكن  ان ننتقدك على مواقفك مهما كانت بذيئة او دونية . ان اليسارية الحقيقية تُبنى على الاسس الانسانية المتمثلة بالعدالة الاجتماعية وا لمساواة و النظرة والتعامل مع كافة المكونات بعين واحدة و الاخذ بنظر الاعتبار الطبقية من اي مكون كان، و ما يترسخ في عقليتك و ايمانك هو تكافؤ الفرص بين كافة ابناء الشعب الواحد بعيدا عن اي تمييز عرقي ديني مذهبي، و لن تلتزم بالتاريخ و ما امررت به خلال سنين عمرك الا و تتعامل مع الحياة من منظور الخدمة الانسانية التي لا يمكن ان تثبتها الا من خلال الصراع الطبقي و تساند الطبقة العاملة ان كانت في طور التكوين المتكامل و لم تشرك معها احد و هي ناضجة، و يمكن تميزها عن الاخرين من حيث السمات و الجوهر وليس قشريا، و الخلط الذي نراه اليوم في العراق من ما لا يمكن تميز الطبقات وفق السس العلمية. نسمع و نرى يوميا العديد من المواقف و الاراء المتناقضة مع ما سبق من السمات التي يحملها من يتميز يها وهو يساري حقيقي و من يعتبر نفسه يساريا تجاه اقليم كوردستان شعبا وامة و تاريخا، و لاعتب لنا على من ليس بيساري بما يلتزم بفكره وفلسفته المناقضة المخالفة مع اليسارية و ما تؤدكها لنا في هذا الجانب .

هل من المعقول ان تكون عروبيا اكثر من القوميين المتطرفين في قرائتك و نظرتك لما يجري في كوردستان، و لن ترى او تؤمن او تتمنى لها الا ان تكون خاضعة تابعة، و يجب ان يعترف شعبها بان ارضه ليست الا بقعة تابعة لعروبيته و ما تربى عليه من نعومة اظفاره، و هو يدعي اليسارية ظلما و بهتانا و غدرا باليسار قبل ان يغدرالكورد و كوردستا ن .

نرى من يتنفرز و يستفز من حتى كلمة كوردستان وكان ارضها ملك لاجداده التي لم يكونوا موجودين حتى في العراق ابان تاريخه المديد، و لم يتطرق يوما الى اصله وفصله، و ما كان عليه العراق او بلد ما بين النهرين ابان الحضارات السومرية والاكدية والاشورية وا لبابلية و الميزوبوتاميا.  هل من المعقول ان تلصق التهم الباطلة و تزيف التاريخ و تعيد ما يحصل من المشاكل والقضايا المتشابكة الناتجة من الصراع الاقليمي و العالمي و الداخلي في العراق الى الكورد و لعبتهم و حيلهم، و كانهم قوة عظمى لهم ما يمرحون و يسرحون في افتعال الفتن . و ان كان الامر كذلك لماذا لم يبنوا دولة مستقلة لهم منذ تاريخهم المديد ايها اليساري العبقري .

 ان هناك من اليساريين الانسانيين الذين يبنون مواقفهم بشكل علمي و يفرضون  انفسهم و احترامهم  و مواقفهم على الجميع، و ان انتقدوا خطوات و سياسات الكورد و اقليم كوردستان باية طريقة كانت، فيعتمدون على اسس علمية متينة غير حاقدين و لا مغرضين، و ان عاشوا وسط بيئة هؤلاء المزيفين من اليساريين القومجيين العروبيين واليسارية منهم براء .

هل من المعقول ان تدعي اليسارية و تطلب محاربة الكورد بعد كل التضحيات، لانهم هم المخربون في نظرتك لحد اليوم، و انهم استغلوا الواقع العراقي بعد السقوط لتحقيق مرامهم . فهل لهذا الموقف والراي اية صلة و لو  بسيطة باليسار من قريب او بعيد . انهم عروبيون اقحموا انفسهم باليسار و يتكلموا باسمه غدرا و يريدون تشويه سمعة اليسار، و لابد من اليساريين انفسهم اتخاذ الموقف منهم و احراجهم امام الجميع .

اما لماذا يتخذون هذه المواقف، فانني اعتقد؛ انهم اما يدلون بتلك التصريحات و يتخذون من تلك المواقف بناءا على تبعيتهم السياسية خارج سرب اليسار و يتكلمون باسم اليسار، او ليسوا هم بيساريين و انما قوميين عروبيين متطرفين لا يعلمون ماهو اليسار و القومية او الطبقة و لم يفهموها لحد الان . او من يريد عن هذه الطريق تامين مصالحه الشخصية الضيقة من جهات تريد تشويه امر الكورد في بلادهم،  او بالاحرى و هذا الاكثر توقعا انهم يريدون تشويه اليسار امام الكورد والعالم، و هم اما قوميون عروبيون كما قلنا او دينيون مذهبيون في الاساس  .

ان الكورد يتفهم الغضب المشروع من المخلصين من اصدقائهم و المنصفين و يحسب لارائهم و مواقفهم، و اليسار الكوردستاني و العراقي الحقيقي على حد سواء لهم الحق ان ينتقدوا  ما يقدم عليه قادة الكورد و ما هم فيه من الفساد و  من الامور التي لا تمت بمصلحة الشعب و طبقته الكادحة بشيء، و يتفهم ايضا ما يتتعرض له كوردستان من الضغوطات، و لكن لا يمكن ان يسمح لاي كان ان يغدر بالشعب و الكادحين المعدمين باسم اليسار و هم في اساسهم عروبيون في افعالهم و عقليتهم و نظرتهم الى الشعب العراقي قبل الشعب الكوردستاني، و ليس لهم الا ان يعلنوا عن افكارهم و لكن ان يخفو انفسهم  تحت عباية اليسارية و هم ليسوا بابعد من الفاشية الشوفينية من اليسارية في اقوالهم و مواقفهم، فليس لكوردستان و اليسار العراقي  الا ان يعاملهم بالمثل، و كذلك من قبل كافة الخيرين العقلاء  من الفئات كافة واليساريني العراقيين قبل غيرهم . و للاسف نرى هناك من يعتبر نفسه صنديدا عبقريا و منظرا يساريا و يدلي بدلوه في كل موقع و منتدى و ليس بما يدعي بحق و قريب مناليسارية بقدر ذرة، و هو المضلل المضر باليسارية اكثر من اصحاب الافكار الاخرى المتناقضة معها . و من المحير ان اكثريتهم يعتاشون من فُتات ما يُمنوا  عليه بها في الدول الراسمالية، و هم ينتقدون من بعيد و لم يدخلوا العراق ما بعد السقوط الا للسياحة والسفر .

و اخيرا اقول هل من المعقول ان يفتخر اليساري بحركات مذهبية ارهابية لانها تقف ضد الكورد و تهددهم، ام انه اقل مما يُقال له ليس اليساري فقط و انما انه لم يفقه لحد اان من هم اليسار و ما الفلسفة اليسارية و كيف يمكن ان تكون وما هي  الية تطبيقها . فانهم لا يسحقون ذكرهم بالاسماءو معروفون بمخالفتهم الواقع، و لكن على اليساريين قبل غيرهم ان يهملوهم و يذهبون هم قبل غيرهم الى مزبلة التاريخ و ليسوا بافضل ممن ذهب الى الجحيم من قبلهم كالبعثيين المتطرفين العروبيين الذي تكلموا باسم الاشتركية في حينه  و الاشتراكية وا لماركسية منهم براء.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف