الأخبار
الإمارات تواصل دعمها الإنساني للشعب الفلسطيني وتستقبل الدفعة الـ14 من الأطفال الجرحى ومرضى السرطانسرايا القدس تستهدف تجمعاً لجنود الاحتلال بمحيط مستشفى الشفاءقرار تجنيد يهود (الحريديم) يشعل أزمة بإسرائيلطالع التشكيل الوزاري الجديد لحكومة محمد مصطفىمحمد مصطفى يقدم برنامج عمل حكومته للرئيس عباسماذا قال نتنياهو عن مصير قيادة حماس بغزة؟"قطاع غزة على شفا مجاعة من صنع الإنسان" مؤسسة بريطانية تطالب بإنقاذ غزةأخر تطورات العملية العسكرية بمستشفى الشفاء .. الاحتلال ينفذ إعدامات ميدانية لـ 200 فلسطينيما هي الخطة التي تعمل عليها حكومة الاحتلال لاجتياح رفح؟علماء فلك يحددون موعد عيد الفطر لعام 2024برلمانيون بريطانيون يطالبون بوقف توريد الأسلحة إلى إسرائيلالصحة تناشد الفلسطينيين بعدم التواجد عند دوار الكويتي والنابلسيالمنسق الأممي للسلام في الشرق الأوسط: لا غنى عن (أونروا) للوصل للاستقرار الإقليميمقررة الأمم المتحدة تتعرضت للتهديد خلال إعدادها تقرير يثبت أن إسرائيل ترتكبت جرائم حربجيش الاحتلال يشن حملة اعتقالات بمدن الضفة
2024/3/29
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني بقلم:د.منجد فريد القطب

تاريخ النشر : 2015-11-29
يحتدم الصراع في حزب العمال البريطاني حول توجيه ضربات جوية بريطانية لمعاقل ما تسمى الدولة الاسلامية في العراق و بلاد الشام حيث يعارض رئيس الحزب جيرمي كوربين توجيه ضربات جوية لداعش مقابل الكثيرين من أعضاء البرلمان من حزب العمال الذين يؤيدون قرار ريئس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بتوجيه ضربات جوية لداعش وبعضهم هدد بالاستقالة من عضوية حكومة الظل و البعض الأخر طالب زعيم الحزب نفسه بالاستقالة من زعامة الحزب.

هذا الموضوع وتداعياته التي يمكن أن تظهر للعيان يوم الأربعاء القادم موعد تصويت البرلمان على قصف مواقع داعش يعكس حالة النفاق و ازدواج المعايير البريطانية سواء اتجاه حرب العراق التي أقدم عليها زعيم حزب العمال وقتذاك توني بلير مستندا الى وثائق مزورة عن امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل و صواريخ بامكانها الوصول لجزيرة قبرص خلال 45 دقيقة، أو بما يتعلق بالقضية الفلسطينية التي أشرف عليها توني بلير أيضا لفترة طويلة خلال عمله رئيسا للوزراء البريطاني أو خلال عمله كمندوب للجنة الرباعية و الاشراف على ما يسمى بخارطة الطريق.

و من يتابع الصحف البريطانية و حتى المعتدلة منها كالغارديان و الاندبندنت يلاحظ حجم الهجوم و الانتقادات الشديدة اللاذعة لزعيم حزب العمال البريطاني و سياسته اتجاه الأزمة السورية و معارضته الشديدة لقصف مواقع داعش بحجة أنها قد تعرض الأمن البريطاني للخطر و لن تحل مشكلة داعش التي ساهمت بولادتها السياسات الغربية في العراق و الشرق الأوسط و مطالبتهم اياه بالاستقالة فورا من منصبه لتصريحات سابقة ألمح بها الى مسؤولية بريطانيا بشكل غير مباشر عن تفجيرات لندن عام 2005 كرد على غزو و احتلال العراق و الجدير بالذكر بأن كوربين من المناصرين للقضية الفلسطينية و المنتقدين لسياسات اسرائيل في المنطقة العربية.

صحيح أن داعش ارتكبت فظاعات بحق المسلمين و الأقليات العرقية و الدينية الأخرى من جرائم ضد الانسانية و سياسات ابادة جماعية و اعدامات بالجملة و عبودية جنسية و تعذيب و اجبار أتباع الديانات على اعتناق الديانة الاسلامية عنوة و اضطهادهم و اساءة معاملتهم. هذا قبل أن تنشر الذعر في أوروبا بتوجيه ضربات دموية في فرنسا و تفجير طائرة الركاب الروسية فوق سيناء و احتجاز رهائن في فندق في مالي، و لكن ألم تكن داعش وليدة الغزو و الاحتلال الأمريكي للعراق و تدمير البنية التحتية و تمزيق و تفتيت نسيج المجتمع العراقي على أسس عرقية و دينية و مذهبية و الحصار الدولي على العراق الذي زاد عن عشر سنوات و سياسة النفط مقابل الغذاء و الظلم و الاجحاف الذي تعرض له الشعب العراقي.

لقد قامت الولايات المتحدة الأمريكية مع حلفائها بأكثر من ستة ألاف ضربة جوية لمعاقل داعش في سوريا و العراق لم تساهم الا في توسيع رقعة داعش الجغرافيا و الأمر ينطبق على اليمن و أفغانستان فلا تزال طالبان تتحكم في أجزاء واسعة منه و لا يزال الشعب الأفغاني يعاني من ويلات الحرب و التفجيرات و أخرها القصف الأمريكي لمستشفى أطباء بلا حدود و اعترافهم بأن القصف تم بخطأ بشري و الأمر نفسه شاهدناه بالعراق بضرب ملجأ العامرية و لن يكون القصف في سوريا أحسن حالا من سابقيه و سيظل الأبرياء يسقطون ضحايا سياسات استعمارية و حروب وكالات لتقاسم ثروات المنطقة و خيراتها.

لقد حذر العديد قبيل اجتياح العراق من فتح صندوق العجائب و حرب طائفية مدمرة بتداعيات وخيمة ليس للعراق فحسب بل للمنطقة برمتها، و من سياسات الاقصاء و دعوا لاشراك الفرقاء من كافة الأطياف السياسية و الدينية في بناء ما خلفته الحرب، اجتنابا للكوارث و الاحتقان و حذروا من أن داعش تملك امبراطورية مالية من بيع النفط و أن المعركة هي معركة الدفاع عن الاسلام الدين السمح الذي دعا أتباعه للتسامح و العدالة الاجتماعية و المساواة و التعايش و السلم الأهلي ضد الخوارج فالاسلام براء من القتل و الارهاب و ليس هناك مسلم معتدل و مسلم متطرف فالاسلام دين و عقيدة تسامح و محبة و سلام.

و أهم من هذا و ذاك تبقى القضية الفلسطينية بلا حلول ناجعة لمداواة الجرح النازف منذ ما يزيد عن ستة عقود و علاوة على ذلك فان تحقيق الأمن و السلم الدولي و تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني بالحرية و الاستقلال و الكرامة الانسانية و قيام دواته المستقلة و عاصمتها القدس الشريف، يبقى أساسا للخروج من الأزمات التي تمر بها المنطقة فلطالما استخدم الارهابيين القضية الفلسطينية كذريعة لتنفيذ مخططاتهم المشبوهة، و أن للمجتمع الدولي البحث و التنقيب عن حلول عادلة و شاملة للقضية الفلسطينية وانشاء نظام خاص لحماية الشعب الفلسطيني من انتهاكات اسرائيل الفاضحة و بشكل فوري و عاجل كما عبر عن ذلك الرئيس أبو مازن في خطابه أمام مجلس حقوق الانسان في جنيف الشهر المنصرم.  

فلا معنى لضرب داعش بحجة الحرب للقضاء على الارهاب و اسرائيل ترتكب جرائم حرب و جرائم ضد الانسانية و تطهير عرقي و اعدامات ميدانية و اعتقالات و تعذيب سجناء و حرق أطفال و عائلات أحياء و احتجاز جثامين الشهداء و سرقة أعضائهم للمتاجرة بها وعقوبات جماعية و سرقة أراضي و تهويد للقدس و الضفة الغربية و تدمير لمزارع الزيتون في المناطق الفلسطينية المحتلة و الجولان السوري المحتل و مزارع شبعا اللبنانية المحتلة. عدا عن محاولات مشبوهة لجر المنطقة نحو أتون حرب دينية بانتهاكاتها المستمرة لحرمات الحرم القدسي الشريف و المسجد الأقصى المبارك و انتهاك الحقوق المدنية و الدينية و الاجتماعية للمواطنين الفلسطينيين و محاولات طمس الهوية العربية و الاسلامية و المسيحية في القدس و الحفريات المستمرة تحت المسجد الأقصى بهدف العثور عن بقايا الهيكل المزعوم و تقويض دعائم المسجد الأقصى المبارك و تهديده بالانهيار.

و بالرغم من ذلك ما تزال اسرائيل تحظى بحظوة الأسد في الولايات المتحدة و كندا و استراليا و الاتحاد الأوروبي بل و تسعى دول عربية للتطبيع معها و فتح ممثليات دبلوماسية في هذه الظروف الصعبة. أليس هذا دليل على النفاق و ازدواج المعايير. لن تنجح المعركة ضد الارهاب الدولي ما لم يسعى العالم و المجتمع الدولي بجدية لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني و انهاء معاناته، و صدق الرئيس أبو مازن حين وجه كلامه لمجلس حقوق الانسان في جنيف قائلا: (أما أن الأوان للمجتمع الدولي أن ينتقل من التنادي بعدالة القضية الفلسطينية، الى اتخاذ التدابير و الاجراءات العملية، التي تحقق هذه العدالة لشعبي الفلسطيني، و تقيم السلام و الأمن كواقع ملموس).

الدكتور منجد فريد القطب

 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف