الأخبار
إعلام إسرائيلي: إسرائيل تستعد لاجتياح رفح "قريباً جداً" وبتنسيق مع واشنطنأبو عبيدة: الاحتلال عالق في غزة ويحاول إيهام العالم بأنه قضى على فصائل المقاومةبعد جنازة السعدني.. نائب مصري يتقدم بتعديل تشريعي لتنظيم تصوير الجنازاتبايدن يعلن استثمار سبعة مليارات دولار في الطاقة الشمسيةوفاة العلامة اليمني الشيخ عبد المجيد الزنداني في تركيامنح الخليجيين تأشيرات شنغن لـ 5 أعوام عند التقديم للمرة الأولىتقرير: إسرائيل تفشل عسكرياً بغزة وتتجه نحو طريق مسدودالخارجية الأمريكية: لا سبيل للقيام بعملية برفح لا تضر بالمدنييننيويورك تايمز: إسرائيل أخفقت وكتائب حماس تحت الأرض وفوقهاحماس تدين تصريحات بلينكن وترفض تحميلها مسؤولية تعطيل الاتفاقمصر تطالب بتحقيق دولي بالمجازر والمقابر الجماعية في قطاع غزةالمراجعة المستقلة للأونروا تخلص إلى أن الوكالة تتبع نهجا حياديا قويامسؤول أممي يدعو للتحقيق باكتشاف مقبرة جماعية في مجمع ناصر الطبي بخانيونسإطلاق مجموعة تنسيق قطاع الإعلام الفلسطينياتفاق على تشكيل هيئة تأسيسية لجمعية الناشرين الفلسطينيين
2024/4/26
جميع الأراء المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي دنيا الوطن

لماذا هي انتفاضة وليست هبة بقلم: أشرف عثمان بدر

تاريخ النشر : 2015-11-29
لماذا هي انتفاضة وليست هبة بقلم: أشرف عثمان بدر
لماذا هي انتفاضة وليست هبة
ثار جدل واسع بين الكتاب والمحللين منذ بداية اندلاع المواجهات الحالية بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي حول تسمية هذه الجولة من المواجهات، محور الجدل دار حول المصطلح المناسب استخدامه لتوصيف هذه الظاهرة هل هي هبة وحراك جماهيري أم انتفاضة، فعلى ماذا اعتمد المنادين بأنها "هبة" وما هي دلالة كلا المصطلحين.
بدايةً لا يدور الخلاف هنا على تعريف علمي متوافق عليه؛ فلا يوجد بين أيدينا تعريف علمي للإنتفاضة أو الهبة، إنما توجد مؤشرات وتجارب تاريخية نستطيع الحكم من خلالها؛ لذلك لا يستطيع أحد الإدعاء بأنّ مصطلحه هو الأنسب لوصف الظاهرة.
يعتمد المنادين ب"الهبة" على عدة مؤشرات لتبرير استخدامهم لهذا المصطلح من أهمها أنّ نسبة المشاركة في المظاهرات قليلة نسبياً كما أنّ الانتشار الجغرافي للمواجهات ما زال محدوداً إضافة إلى أنّ المتظاهرين لا يملكون رؤية أو هدف يثورون من أجله وقد يعود ذلك لغياب قيادة واضحة.
يمكننا تفنيد إدعاءات المنادين ب"الهبة" عبر الإعتماد على المعطيات والتجارب التاريخية، فعلى صعيد نسبة المشاركة من المعروف أنّ الثورات لا يشارك فيها إلا نسبة محدودة من أفراد الشعب فبحسب الأبحاث التي أجراها جين شارب حول الثورات فإن نسبة المشاركة تتراوح ما بين 2 -8% من مجموع الشعب، حيث يكفي نزول الكتلة الحرجة كي نعتبرها ثورة، والمقصود بالكتلة الحرجة هو الشرائح الرئيسية الممثلة للشعب، ومن خلال تتبعنا للأحداث الحالية نجد مشاركة من معظم شرائح الشعب وإن كانت فئة الشباب التي تترواح أعمارهم ما بين 16-22 هي الأكبر إلا أن بقية الشرائح تبقى ممثلة في الاحداث الحالية ويكفي أن تنظر لجنازات الشهداء حتى تستدل على حجم المشاركة وتنوعها.(اعتبرت الجنازات كمؤشر بسبب تحولها لشكل من أشكال التظاهر ضد الاحتلال وممارساته).
يرتكز المنادين ب"الهبة" إلى أن الأحداث والمظاهرات الحالية ما زالت محصورة جغرافياً في 60 موقع من ما يقارب أل 450 التي يمكن التظاهر فيها ضد الاحتلال، يمكننا القول بأنّ هذا الإدعاء يعتبر ضعيفاً وذلك لسببين: أولاً: الواقع الجغرافي الصعب الذي صنعه اتفاق أوسلو نتيجة تقسيم المناطق الفلسطينية المحتلة عام 1967 إلى أ+ب+ج والتي لا توجد فيها أي سيادة فعلية للطرف الفلسطيني وإنما هدفت إلى عزل التجمعات السكانية الفلسطينية وابعادها عن الاحتكاك بالمستعمرين اليهود عبر الشوارع الالتفافية، وبالتالي أصبحت كثير من المدن الفلسطينية بعيدة عن خطوط المواجهة مع الاحتلال بعكس انتفاضة الحجارة التي كان فيها الاحتلال غير مفصول عن التجمعات السكانية، بناءً على ذلك أصبح من الصعب إشعال مواجهة مع المحتل على خطوط التماس بسبب البعد الجغرافي النسبي، فعلى سبيل المثال: أضطر طلبة جامعة النجاح في نابلس لركوب الحافلات (بسبب بعد المسافة) من أجل الوصول لحاجز حوارة (البعيد عن التجمعات السكنية) من أجل التظاهر، وعليه من غير المنطقي احصاء المناطق التي فيها حواجز احتلالية واعتبارها مناطق محتملة للمواجهة بينما في الواقع تعتبر بعيدة عن التجمعات السكنية التي يمكن من خلالها الوصول للاحتلال، ثانياً: من قال بأن الانتفاضة يجب أن تنطلق في جميع المواقع وفي نفس الفترة الزمنية، ألم يستغرق انتقال انتفاضة الحجارة من غزة إلى الضفة أكثر من شهر، ألم تبدأ في مخيم جباليا وانتشرت فيما بعد تدريجيا لتعم انحاء غزة والضفة.
أمّا اعتماد المنادين ب"الهبة" على غياب الرؤية والهدف، فهذا مفند من أساسه؛ من قال بأنّ مهمة الثائر والمتظاهر أنّ يضع الأهداف والرؤى، هذه مهمة الفصائل والأحزاب، فالمحرك الأساسي لهذه التظاهرات ليس فقط عاطفي بل هو أكثر من ذلك، ويمكننا الإدعاء بأنّ وصول المفاوضات إلى طريق مسدود باعتراف القائمين عليها وشعور الجيل الجديد بعدم الجدوى دفعهم للثورة والانتفاض من أجل التخلص من الإحتلال والوصول لواقع أفضل، أمّا ما يتعلق بوضع الرؤى والأهداف وتشكيل قيادة موحدة فهي وظيفة النخب والقيادات.
بعد تفنيد معظم إدعاءات المنادين ب"الهبة" بقي أنَ نناقش لماذا الإصرار على هذا المصطلح، على مايبدو فإن الهدف الأساسي هو التهرب من تحمل المسؤولية، فإطلاق تسمية "الهبة" تعني بأنها ردة فعل عاطفية مؤقتة من الجمهور الفلسطيني نتيجة حدث مؤثر؛ سرعان ما يزول أثر الحدث وترجع الجماهير إلى قواعدها، وبالتالي يعفي المسؤولين والنخب السياسية والثقافية أنفسهم من عناء الإجابة عن الأسئلة "الصعبة" وعلى رأسها: لماذا لا يتم التوحد تحت إطار قيادة موحدة لتوجيه الانتفاضة وما هي الأهداف التي نسعى لتحقيقها وما هي الوسائل وقبل هذا كله....ما هو مشروعنا الوطني الذي نسعى لتحقيقه.
استمرار المظاهرات لأكثر من شهر ونصف وانتشارها بشكل تدريجي (ولو بشكل بطيء) ينفي عن المظاهرات الحالية صفة الهبة ويقربها لمصطلح الانتفاضة، وحتى نستطيع الجزم بكونها انتفاضة يجب أن يتحرك جميع المعنيين من أجل تشكيل إطار قيادي يضم جميع الفصائل الفاعلة على الساحة الفلسطينية يقود هذه الانتفاضة ويحدد أهدافها ووسائلها.
 
لا يوجد تعليقات!
اضف تعليق

التعليق الذي يحتوي على تجريح أو تخوين أو إتهامات لأشخاص أو مؤسسات لا ينشر ونرجو من الأخوة القراء توخي الموضوعية والنقد البناء من أجل حوار هادف